تفاصيل الخبر

عضو تكتل ”لبنان القوي“ نائب كسروان - جبيل روجيه عازار: الـتـسويــــة الـرئـاسيــــة ثــابـتـــة ومستمــــرة والـتـبـايــــن حـــول المـلـفـــات لــن يــــؤدي الى اهـتــــزاز الحكومـــــة!

29/03/2019
عضو تكتل ”لبنان القوي“ نائب كسروان - جبيل روجيه عازار: الـتـسويــــة الـرئـاسيــــة ثــابـتـــة ومستمــــرة والـتـبـايــــن  حـــول المـلـفـــات لــن يــــؤدي الى اهـتــــزاز الحكومـــــة!

عضو تكتل ”لبنان القوي“ نائب كسروان - جبيل روجيه عازار: الـتـسويــــة الـرئـاسيــــة ثــابـتـــة ومستمــــرة والـتـبـايــــن حـــول المـلـفـــات لــن يــــؤدي الى اهـتــــزاز الحكومـــــة!

 

بقلم حسين حمية

وتستمر الحوارات مع النواب الجدد، والمحطة هذا الأسبوع مع عضو تكتل <لبنان القوي> نائب كسروان - جبيل روجيه عازار.

حوار جرى داخل مكتبه في ساحل علما حول الانتخابات وأحوال كسروان وشؤون وشجون الوضع الداخلي بدءاً من الملف الحكومي وأزمة النزوح والتهديدات الأميركية ضد حزب الله وصولاً الى زيارة الرئيس ميشال عون لروسيا ونتائجها المتوقعة.

سألناه بداية:

ــ روجيه عازار رجل أعمال ناجح، ما الذي جاء به الى عالم السياسة؟

ضحك وقال:

- يستحضرني هنا ما قاله الإنجيل عن الوزنات الخمسة. ومثل ذلك كمثل رجل أراد السفر، فدعا خدمه وسلم إليهم أمواله، فأعطى أحدهم 5 وزنات، والثاني وزنتين، والثالث وزنة واحدة، كلٍ على قدر طاقته وسافر، فأسرع صاحب الوزنات الخمس الى المتاجرة بها فربح خمس وزنات اضافية، وكذلك من أخذ الوزنتين. لكن الذي أخذ الوزنة الواحدة ذهب وحفر حفرة في الأرض ودفن فيها مال سيده، وبعد مدة رجع سيد أولئك الخدم وحاسبهم، فدعا صاحب الوزنات الخمس الذي سلمه الخمس وزنات وأعطاه خمس وزنات إضافية، فقال له سيده: أحسنت أيها الخادم الأمين، ثم دنا الثاني وسلم إليه وزنتين اضافيتين فقال له: أحسنت، وكنت أميناً على القليل، ثم دنا الثالث وأخبره بما فعل، فقال له: أيها الخادم الشرير الكسلان، عرفتني أحصد من حيث لا أزرع، وأجمع من حيث لم أوزع، فكان عليك أن تضع مالي عند أصحاب المصارف وكنت في عودتي أسترد مالي مع الفائدة، ما يعني أن الفكرة هي مكافأة الخادمين النشيطين ومعاقبة الكسالى، وبالتالي عندما تكون لديك نعمة عليك أن تستغلها، وصحيح أنني رجل أعمال لكنني كنت رئيساً لبلدية عرمون في كسروان لفترة طويلة، وعملت في الشأن العام على مستوى البلدة وأكثر من ذلك عندما كنت الى جانب فخامة الرئيس ميشال عون يوم كان رئيساً للتكتل كنت آنذاك رئيساً للأشغال في كسروان، ولذلك لدي هذه الخبرة الكافية رغم أنني لست كاملاً لأن الكمال لله وحده، وأستطيع أن أنجز قيمة مضافة وخصوصاً في الإنماء.

ــ وكذلك أنت عضو في التيار. أليس كذلك؟

- صحيح منذ العام 1988 وأنا مقرّب من فخامة الرئيس. لكن عام 2010 كنت الى جانبه ولدي بطاقة التيار، وأنا النائب الوحيد الذي يحمل بطاقة في التيار في منطقة كسروان.

ــ من اختارك لتمثل التيار وهل جاء نتيجة استفتاء؟

- عملي وحيثيتي.. فلا يوجد أحد في التيار يضع اسماً أو يقوم بواسطة، فالأساس هو الانتاجية والقيمة المضافة بهدف إجراء معركة رابحة.

 

كسروان - جبيل وأحوالها

ــ وهل تعتبر أن معركتكم في كسروان - جبيل كانت رابحة بعدما حصلتم على 4 نواب من أصل 8؟ أم ان قانون الانتخاب النسبي عكس التنوع الموجود في المنطقة؟

- صحيح، فالسبب هو القانون ولو اعتمد القانون الأكثري لكنا فزنا بكل المقاعد  لأننا حصلنا على العدد الأكبر من الأصوات.

ــ وهل تعتبر أن القانون النسبي الحالي يفي بالغرض أم يلزمه تعديل؟

- هذا القانون لم يزعجني.

ــ وهل تعتبر أن <شعبية التيار> لا تزال كما كانت؟

- أكيد، وفي تقديري أنها تزيد والجو العام يؤكد ذلك، خاصة وأن لدينا رئيساً للجمهورية لا يشق له غبار، ورئيس حزب (الوزير جبران باسيل) يعطي الكثير كل يوم وهو يؤسس الحزب كما يجب وينجز له إدارة سليمة ولجاناً وكل ما يلزم.

ــ يقال إن كسروان - جبيل منطقة محرومة. فهل هذا صحيح أم أن البعض يغالي؟

- لا يمكن أن نقول عنها إنها منطقة محرومة لأن هذه الكلمة كبيرة، لكن الأكيد أن هذه المنطقة يلزمها عمل كبير لأنها تعرضت خلال فترة من الفترات الى ضغوطات سياسية، ومنذ العام 2005 حاول البعض ألا يعطي الجنرال عون أي إنجاز يوم كان رئيساً للتكتل ولم يستطع أن يتحرك كما يجب إنمائياً.

ــ ما الذي تحتاجه المنطقة إضافة الى معالجة التلوث خاصة وأن جونيه ومحيطها تعتبران من أكثر المناطق تلوثاً على حوض المتوسط؟

- صحيح أن هناك تلوثاً لكن ليست لهذه الدرجة التي يتم تصويرها، والحل يكون بتحويل مداخن الزوق الى الغاز، وبالأمس عقدنا اجتماعاً كنواب للمنطقة مع وزيرة الطاقة ندى البستاني بهذا الخصوص على أمل أن نجد الحل المطلوب، والأكيد أن زحمة السير تزيد التلوث الى جانب مولدات الكهرباء الموجودة، خصوصاً على الساحل سواء الصناعية أو غيرها، وهذه أسباب تزيد التلوث لكن الحل يكون بوقف مولدات الكهرباء وإعطاء الكهرباء 24/24 ساعة وتحويل الكهرباء والفيول الى الغاز، وأن ينجر الأوتوستراد الذي سنباشر به خلال اسابيع كي نخفف الزحمة.

ــ وماذا عن الطرقات الجبلية لاسيما وأن المنطقة سياحية؟

- نحاول قدر الإمكان العمل في المنطقة وهناك ملفات جاهزة منذ العام 2005، ولما وصل فخامته الى سدة الرئاسة حركنا كل هذه الملفات بدءاً من أوتوستراد جونيه ومرفأ جونيه وأوتوستراد زوق مصبح - كفرذبيان - فاريا، وأوتوستراد ميروبا وطى الجوز - عين الدلبة، وأوتوستراد عرمون، حياطة وطريق جديدة غزير ويحشوش إضافة الى الصرف الصحي، فهذه المشاريع يتم العمل بها.

 

الوضع الحكومي والنزوح

 

ــ حكومة الى العمل شهدت في بداية جلساتها خلافاً حول ملف النزوح السوري، فهل سنقع في المحظور؟ أم أن العلاقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري ثابتة لا تهتز والتسوية الرئاسية باقية حتى لو حصل تباين حول أي ملف؟

- التسوية الرئاسية ثابتة ومستمرة ونحن أكثر فريقين متماسكين اليوم لما فيه مصلحة الحكومة والدولة، ونحن لسنا حزباً واحداً بل لكل طرف رأيه ونظرته وليس هذا معناه الوصول الى الخلاف وصولاً الى اهتزاز الوضع الحكومي وخربطته، فالنقاشات متواصلة وكل واحد له رأيه المختلف حول أي ملف، لكن في تقديري أن الحكومة باقية ومتماسكة وبواسطتها ستحل الأزمات في البلد وإلا سنذهب الى مكان صعب جداً، وبالتالي فالإحساس بالمسؤولية هو الذي سيجعلنا مترابطين ونعمل معاً من أجل مصلحة البلد، وإلا يغرق البلد بنا جميعاً لا بل لا يعود هناك بلد أبداً.

ــ وماذا عن ملف النزوح؟ وهل يمكن الوصول الى حل توافقي بشأنه؟

- النزوح مشكلة كبيرة وعلينا أن نفهم كلبنانيين أن الواجب الوطني يدعوننا لاتباع أي طريقة أو أسلوب للتخفيف من النازحين ومن وطأة النزوح على الوضع الداخلي عبر عودة النازحين الى بلدهم بشكل آمن بكل تأكيد، علماً بأن النزوح هو سبب أساسي في تعثر الاقتصاد والدورة الاقتصادية، لاسيما مع وجود مليون ونصف مليون نازح. وصحيح أن هناك ضغوطات خارجية بهذا الخصوص، لكن علينا أن نتناساها ونذهب لإنجاز خطة داخلية بالاتفاق مع الدولة السورية لأنه لا يوجد حل إلا بالتفاهم مع السوريين للإسراع بعودة النازحين.

ــ كيف ذلك؟ وقسم من أهل السلطة يرفض ذلك، حتى إنهم قاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا؟

- ليسوا محقين بذلك والوزير ذهب بعلم الجميع الى سوريا وتفاهم مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي أبدى كل تجاوب واستعداد لاسترداد النازحين لأنه لا يستطيع بناء دولة بدون ناسه المنتشرين في دول الجوار.

ــ ألم يقاصص الوزير الغريب من خلال استبعاده عن المشاركة في مؤتمر <بروكسل3> الخاص بالنازحين؟

- هذه غلطة ما كان يجب أن تحصل، والوزير الغريب من المفروض أن يكون حاضراً في المؤتمر لأنه المعني الأول وصاحب الاختصاص.

ــ الرئيس ميشال عون زار روسيا وكان طبق المحادثات مع المسؤولين الروس ملف النزوح، فهل يمكن أن تتيح الزيارة تسريع العودة النازحين عبر تفعيل المبادرة الروسية؟

- المبادرة لم تتوقف أصلاً وأنجزت خطة بهذا الخصوص، والاكيد أنها ستفعل مع زيارة الرئيس عون، والزخم الروسي أعطى وسيعطي دفعاً وزخماً لحل أزمة النزوح. وأنا أعتقد أننا اليوم في منطقة القرار الأكبر فيها هو للطرف الروسي ولا يمكن تجاهل هذا الأمر.

 

تداعيات زيارة <بومبيو>

ــ ألا تخاف من نتائج وتداعيات زيارة وزير الخارجية الأميركي <مايك بومبيو> للبنان وما حمله من ملفات ثقيلة؟

- أعتقد أن زيارته انتهت قبل أن تبدأ، والمواقف التي أطلقها ليست جديدة على المسؤولين الأميركيين الذين يخوفوننا بهذه الطريقة، وكل مرة نجدهم يستعملون أسلوباً جديداً، لكن المهم أن نكون كلبنانيين مترابطين ونعرف أن لدينا فريقاً في لبنان يمثل مليون ونصف مليون شيعي وأكثر، ولا بد من احترام قراراتهم وهم الذين انتخبوا نوابهم بكل حرية لصالح حزب الله وحركة <أمل>، ولا بد من احترام نتائج الانتخابات وصندوق الاقتراع واحترام شعبنا، ولا يمكن أن ننقلب عليهم أو ننقسم فيما بيننا ونترك المجال للأميركيين كي يتلاعبوا بنا ويأخذونا الى مكان آخر ليس لصالح لبنان واللبنانيين.

ــ ألا تخاف من أن تعطي الإدارة الأميركية الضوء لإسرائيل بشن عدوان على لبنان كما يتردد في دوائر القرار، خاصة وأن هذه الإدارة مندفعة بشكل جنوني لما فيه مصلحة العدو بعد نقل سفارتها الى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل وإعلانها عن ضم الجولان ايضاً الى اسرائيل؟

- وأنا أيضاً يريدون أن يجعلوني بطريركاً على مكة.. حتى لو اتخذ الاميركيون هذا القرار فهو لن يقدم أو يؤخر، ونحن في النهاية نعرف رأي الإدارة الأميركية وكيف أنها تدعم اسرائيل وتغطيها وتعمل على هضم الحقوق العربية منذ الأربعينات ساعة أنشئ هذا الكيان حتى اليوم.

وأضاف:

- لا يمكن لأحد أن يخلفني مع أخي في الوطن، و<بومبيو> قال كلمته وركب الطائرة وعاد الى بلاده، ونحن وحزب الله في مصير واحد ولن نقبل التحريض بعد اليوم، لا بل تعلمنا الدرس بعد أن خضنا حرباً أهلية عام 1975 بسبب التدخلات الخارجية ودفعنا الثمن غالياً، ولن ننجر الى أي حروب أهلية أبداً.

 

أولويات الحكومة ومكافحة الفساد

ــ وكيف ترى أولويات حكومة الى العمل التي تقول إنها باقية ولن تهتز؟

- ثلاث أولويات تحدث عنها فخامة الرئيس وهي: تفعيل دور الاقتصاد ومكافحة الفساد وحل أزمة النزوح، وهناك خطة للاقتصاد ونحن لبينا كلجنة اقتصاد دعوة الرئيس نبيه بري للتباحث في هذا الموضوع، وملف النزوح يعمل عليه فخامته على مدار الساعة وهو زار روسيا لأجل هذا الملف، فيما الفساد بدأت مكافحته عملياً منذ أسابيع والعملية قائمة على قدم وساق وعلى كل الصعد ولن يكون فوق رأس أحد خيمة.

ــ لكن يقال إن معركة مكافحة الفساد بدأت من تحت عبر ملاحقة صغار الموظفين والرؤوس الكبيرة اعتبرها البعض خطاً أحمر. فماذا تقول؟

- أبداً، فهناك مدراء حوكموا وقضاة يتم التحقيق معهم، ولا توجد خيمة فوق رأس أحد وهذه العملية ستستمر وستتواصل وستطاول كل الفاسدين في عهد الرئيس عون.

ــ يعني لن نصل الى مرحلة <عفا الله عما مضى> ولفلفة الملفات كما تعودنا سابقاً؟

- لا... الوضع الحالي يختلف عن الأوضاع السابقة عندما كانوا يبدأون بمكافحة الفساد ويتوقفون بسحر ساحر، فهذا موضوع عمره 30 سنة ولا بد أن نبدأ به ونستمر حتى نتخلص منه لاسيما وأن البلد لم يعد يتحمل وهو ذاهب نحو انهيار اقتصادي إن لم تتم المعالجة الفورية والجدية، وجزء مما حصل ناتج عن الفساد، وبالتالي عندما نحارب الفساد ونفعل الاقتصاد ونحل أزمة النازحين فالأكيد أننا سنذهب الى بنية إدارية واقتصادية سليمة، ونفعل تلقائياً الاقتصاد والحركة الاقتصادية ويعود لبنان الى طبيعته.

ــ أنتم و<القوات> كيف الحال بينكم وما مصير تفاهم معراب؟

- بالعلاقة الشخصية جيدة، وهناك اختلاف في القضايا السياسية في مكان ما، وتفاهم معرب على مستوى الشعب جيد جداً وأرسى المصالحة بعد النفور الحقيقي بين أفراد المجتمع على الأرض وردم هوة الانقسام الذي كان سائداً وأصبح اليوم بعد المصالحة ملك الناس ولا يمكن لأحد أن يسلبه منهم. والأكيد أن الخلاف السياسي مع القوات موجود كما الحال بين كل الأفرقاء حيث يلتقي البعض في مكان ويفترق في مكان آخر، لكن الأكيد لا بد من لقاء <التيار> و<القوات> لتوحيد الجهود معاً في القضايا الوطنية لما فيه مصلحة لبنان رغم اختلاف الرأي. وأنا مستغرب على سبيل المثال كيف أن موقف <القوات> في مسألة النزوح ذاهب في وادٍ آخر، رغم أن القوات من المفروض أن تكون الى جانب <التيار> في مقاربة ملف النزوح لأن هذا الملف يؤثر على كل اللبنانيين ولا يقتصر على طائفة أو حزب أو كتلة سياسية، بل الأمر يتعلق بمصير لبنان ونكون أو لا نكون، وبالتالي الواجب أن نعمل كيد واحدة لإنجاز عودة النازحين الى بلدهم وإلا سيكون لدينا مشكلة كبيرة وسيتحول النازح الى لاجئ، وهذه كارثة كبيرة والمثال هو الفلسطيني الذي أتى نازحاً منذ 71 سنة وتحول الى لاجئ دائم ولا بد أن نتعلم الدرس جيداً.

ــ هل ترى نية دولية لتثبيت النازحين في أماكن نزوحهم؟

- المجتمع الدولي يحاول ذلك، لكن إرادتنا أكبر في تقديري، ولا بد أن نتماسك مع بعضنا البعض لحل هذه الأزمة.

ــ هل أنت قلق من المستقبل؟ أم تأمل خيراً مع وجود الرئيس عون في رأس السلطة؟

- لا بد أن نأمل خيراً فهذا وطننا، وصحيح أنه يهتز لكنه لن يقع ولا بد أن نملك الإرادة الصلبة لكي نحارب ونكافح من أجله ولا يمكن أن نتركه ونهاجر، فهذا بلدنا وجذورنا منذ مئات السنين فيه ولا بد ان نبقى فيه، والأكيد أنه مريض حالياً ولا بد أن نعالجه كلنا معاً لكي يتعافى، وسيبقى إيماننا كبيراً ببلدنا وببعضنا كطوائف وتكتلات سياسية كل بطريقته من أجل الوطن لأن الخطر يطاول الجميع وفي الاتحاد قوة.