تفاصيل الخبر

عضو تكتل ”لبنان القوي“ نائب المتن ادغار معلوف: التسويــة الرئاسيــة ثابتــة ومستمــرة وإن كانت هنــاك مجموعــة على ضفــاف المستقـبـل تفـتـح المعـارك ضدنـا!

21/06/2019
عضو تكتل ”لبنان القوي“ نائب المتن ادغار معلوف: التسويــة الرئاسيــة ثابتــة ومستمــرة وإن كانت هنــاك مجموعــة على ضفــاف المستقـبـل تفـتـح المعـارك ضدنـا!

عضو تكتل ”لبنان القوي“ نائب المتن ادغار معلوف: التسويــة الرئاسيــة ثابتــة ومستمــرة وإن كانت هنــاك مجموعــة على ضفــاف المستقـبـل تفـتـح المعـارك ضدنـا!

 

بقلم حسين حمية

لم تقع التسوية الرئاسية رغم اهتزازها في الأسبوع الماضي نتيجة السجال المحتدم بين تيار <المستقبل> والتيار الوطني الحر، وعاد الهدوء الى طبيعته بعد اللقاء الذي جمع كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وإن كانت تصدر بين الحين والآخر أصوات نشاذ تنقض على هذه التسوية. إلا ان هذا الهدوء لم ينسحب على جبهة التيار والقوات اللبنانية حيث السجال متواصل وزادت حدته حول ملف التعيينات الذي من المتوقع أن تقاربه الحكومة ما يجعل <تفاهم معراب> في خبر كان. فماذا يقول أحد المعنيين بهذه التطورات؟

<الأفكار> التقت عضو تكتل <لبنان القوي> نائب المتن ادغار معلوف داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته على هذا الخط بالإضافة الى مشروع الموازنة وحملة مكافحة الفساد وقضايا أخرى بدءاً من السؤال:

ــ كيف حال المتن يا نائب المتن؟

- الحمد لله الوضع تمام وسيصبح أفضل في المستقبل إذا شاء الله بهمة الجميع.

ــ وهل انتهت قضية كهرباء المنصورية والاعتراض على تمديد شبكة التوتر العالي؟

- أعتقد ان الموضوع انتهى، ويقال انه تقدم شيء بهذا الخصوص لكنني لا أعرف ما جدية هذا الكلام لأن ما يطاول المنصورية يطاول باقي المناطق ولا أفهم وجود استثناء لمنطقة معينة، علماً أن الحل الذي تقدم للأشخاص الذين لم يقتنعوا بوجهة نظر وزارة الطاقة لا يزال مطروحاً لكن المفاجأة هي ان لا أحد من المعترضين تقدم بطلب بيع بيته رغم ان هؤلاء المعترضين يشكون ان الشبكة تهدد صحتهم وصحة أولادهم، لكن رغم ذلك لم يبع أحد شقته، ولذلك أرى ان الملف شابه التسييس ولم تنطلق الاعتراضات من أسس فنية وتقنية.

ــ وماذا عن الخطة التي أقرها مجلس النواب للكهرباء وهل ستشهد من خلالها عودة التيار 24/24 ساعة؟

- طبعاً الخطة تسير وفق ما تقرر وإن كان المجلس الدستوري أبطل بعض المواد المتعلقة بالمناقصات، ونحن لا مشكلة لدينا في الشكل وقلنا منذ البداية ان الخطة ليست مثالية لكنها تفي بالمطلوب، وطالما وافق عليها الجميع فلا مشكلة، ونطمح أن نصل الى وقف الهدر وتأمين التيار على الدوام خاصة وان عجزها يصل الى أكثر من ملياري دولار سنوياً، وخيار المعامل قائم والهيئة الناظمة ستشكل حتماً وهذه الخطة واضحة وعبارة عن خارطة طريق على أمل ألا تواجهها العراقيل ونيات التعطيل.

 

التسوية الرئاسية وملف النزوح!

 

ــ نأتي الى التسوية الرئاسية التي تهتز في كل مرة بسبب التباين حول المواقف بين تيار <المستقبل> و<التيار الوطني الحر> لكنها لا تقع ويتدخل الرئيس ميشال عون لرأب الصدع واصلاح ما تضرر. فهل تم تعويم هذه التسوية بعد اللقاء الرئاسي ولقاء الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل؟

- لا نية من قبلنا لضرب التسوية وتجاوزها بل بالعكس، ولكن هذا لا يعني اننا كلما طالبنا بمطلب واضح ومحق نتهم بالقنص على التسوية والقضاء عليها وتخريبها، خاصة وان الكلام بهذا الخصوص يقتصر على الوزير جبران باسيل، ونحن نجد ان هناك مجموعة على ضفاف تيار <المستقبل> تقتنص أي فرصة أو اتهام أو أي سوء تعبير لتعمر منه جبلاً وتفتح معركة ضدنا، وهذا موضوع على الرئيس سعد الحريري أن يعالجه.

ــ لكن فريق الرئيس الحريري يتهم الوزير باسيل بالتدخل في كل الملفات وكأنه هو رئيس الحكومة ويستعمل فائض القوة لديه بهذا الخصوص. بماذا ترد؟

- الوزير باسيل لا يستطيع أن يفرض ما يشاء على رئيس الحكومة ولا يقدر أن يضع على جدول أعمال الحكومة أي بند بدون التوافق مع رئيس الحكومة. فهذا الكلام عن فائض القوة لا معنى له وغير صحيح، والكلام عن ملف النزوح على سبيل المثال واضح ونحن ندعو البلديات لأن تأخذ دورها في هذا السياق فأين المشكلة؟! فهناك نموذج ناجح اسمه بلدية الحدت لا بد أن تقتدي به باقي البلديات، طالما ان الجميع يشكون من تداعيات النزوح السوري. وبلدية الحدت لم تخالف القانون، ونحن ندعو لتطبيق القانون على النازحين ولم نطلب ترحيل أي نازح بالقوة الى بلده انما لا بد من الالتزام بالقانون بدءاً من عدم حشر عشرات الأشخاص في غرفة واحدة وأن يكون هناك دور للبلديات في هذا الموضوع، وانه يمنع على النازحين العمل في أعمال وأشغال معينة، وهذا لا يتطلب قراراً من مجلس الوزراء بل تستطيع البلديات القيام به طالما ان القانون يسمح بذلك.

ــ لكن <التيار> يقود حملة شعارها: <بتحب لبنان وظف لبناني> وكأن هناك عنصرية ضد السوري العامل رغم مساهمته في إعمار لبنان. فهل هذا جائز؟

- هنا أردك الى خطاب الرئيس حافظ الأسد في جامعة تشرين عام 1976 يوم تحدث عن الأزمة في لبنان وكيف أنها أعادت 500 ألف سوري الى بلادهم اضافة الى ذهاب 500 ألف لاجئ لبناني الى سوريا ناهيك عن 150 ألف فلسطيني، وأجرى مقارنة كيف ان الهند تأذت من وجود 10 ملايين بنغلادشي هجروا إليها وهم يشكلون 1 على 50 من عدد السكان، فيما المليون سوري ولبناني الذين عادوا الى سوريا خلال الحرب يشكلون 1 على 9 من سكان سوريا، وهو محق بذلك وكيف تأذت سوريا جراء ذلك، واليوم نحن نتحدث عن واحد من 3 أي ثلث سكان لبنان هم من النازحين فهل نكون عنصريين؟! أبداً فأوروبا مستعدة لمنع وصول النازحين إليها لتحافظ على استقرارها، ألا يحق لنا أن نحافظ على بلدنا وفرص العمل لشبابنا خاصة وان السوري يفتح فرناً ومحل حلاقة ودكاناً ومحلاً لتصليح الهاتف ومحلات للخضار ويعمل في المستشفيات والمطاعم وفي قطاع النقل وكل الأماكن الأخرى. وصحيح ان عدداً قليلاً من اللبنانيين يستفيدون وهم كمن يلحس المبرد ولكن غالبية اللبنانيين متضررون وسبق أن جرت اعتصامات وتظاهرات تندد بمنافسة العمالة السورية لهم.

ــ الا يفترض أن يتوحد الموقف اللبناني حول النزوح خاصة وان وفداً روسياً زار لبنان هذا الأسبوع لبحث هذه المسألة وتفعيل المبادرة الروسية بهذا الخصوص؟

- لا بد من ذلك انما لا بد أيضاً من تطبيق القانون الذي يترك لنا هامشاً واسعاً للحد من تداعيات النزوح على الوضع الداخلي سواء للبلديات أو غيرها علماً أن هناك شقين للموضوع: الأول يتعلق بالسياسة وهو يتمثل بالعودة وكيفيتها مع وجود بعض ممن يخافون من العودة، لكن في المقابل هناك شق آخر يتعلق بالاقتصاد وهو أشبه بالنزوح الاقتصادي، وبالتالي ان أغلقت الأبواب أمامه ترى النازحين تلقائياً يعودون الى بلادهم خاصة وان هؤلاء ينزلون ويطلعون من والى سوريا دون أي مشاكل أو عوائق ومحركهم الاقتصاد والعمل.

 

الأداء الحكومي والمجلسي!

 

ــ يقال أن لا غنى عن التسوية ولا غنى عن الحريري ولا عن الحكومة لأنها حكومة العهد الأولى، وبالتالي لن يصل الخلاف الى أي مكان وهو محكوم بالتوافق خاصة وانه سبق للرئيس عون أن طرح شعار حكم الأقوياء من طوائفهم ومذاهبهم والحريري هو الأقوى سنياً. فماذا تقول؟

- هذا صحيح، ولا أحد يقول عكس ذلك، ونحن نطرح فقط وجهة نظرنا في الملفات علماً أن العلاقة المباشرة مع الرئيس الحريري مقبولة، وهو عندما عاد من الخارج قال في مؤتمره الصحافي انه عاتب على الوزير باسيل لأنه تأخر في توضيح موقفه ولم يكن العتب على مضمون ما قاله الوزير باسيل لأنه فهم ان الحملة التي شنت على الوزير باسيل لا سند لها بل كانت مجرد خبرية دون وقائع وتم تناقل هذه الشائعة حتى دب الخلاف، ومن الطبيعي أن تأخذ الأمور مسارها الصحيح وتتوالى اللقاءات لحل أي إشكال.

ــ هل أنتم راضون عن أداء الحكومة بعدما سبق أن قلتم كنواب أنكم تعطونها مهلة 200 يوم للحكم عليها؟

- هناك وزراء تابعون للتكتل نحن راضون عن أدائهم، ولكن الحكومة في مكان ما أنجزت مفصلاً مهماً هو مشروع الموازنة الذي تواكب لجنة المال والموازنة النيابية على درسه وهذا عمود أساسي لانطلاقة العمل الحكومي مهما تأخر الوقت وتأسيس لموازنة 2020.

ــ هل الموازنة اصلاحية في تقديركم؟

- ليست اصلاحية كما يجب انما متقدمة على الموازنات السابقة ويجري درس التفاصيل في كل بنودها وهذا أمر أساسي، لكن الأكيد انها وضعت على السكة الصحيحة وما لا يمكن لحظه في هذه الموازنة يمكن استدراكه في موازنة 2020 كي تلبي سقف تطلعاتنا بعد أشهر كما وعدنا وزير المال علي حسن خليل.

ــ وهل تمر الموازنة دون إقرار قطع الحساب كما حصل في الموازنة السابقة؟

- هنا السؤال المطروح ولا بد أن ننتظر خاصة وان الأرقام انتهت وهذا الموضوع سيطرح في اللجنة النيابية.

ــ وماذا عن مجلس النواب وهل أنت راض عن أدائه؟

- المجلس يعمل بكل جهد ونشاط واللجان تجتمع على مدار الساعة والعديد من اقتراحات ومشاريع القوانين يدرس ويناقش ويقر، ناهيك عن الحضور الكثيف للنواب في اجتماعات اللجان.

ــ وهل ترى ان حملة الفساد ستكمل أم ستصطدم بالعراقيل كما جرت العادة؟

- لا تزال الحملة في بداياتها وهذا مسار يتطلب سنوات وسنوات، فنحن لسوء الحظ نعاني على مستوى الشعب ثقافة الفساد المنتشرة بقوة بسبب ممارسة الشعب الذي يساهم في انتشاره من خلال استعمال أدوات الفساد للوصول الى غرضه، ونحن لا نستطيع التعميم لكن هذه الثقافة موجودة لدى جزء من شعبنا، إلا ان الحق يقع في النهاية على السياسيين الذين عودوا الناس على هذه الممارسات.

 

العلاقة بين <التيار> و<القوات>!

ــ العلاقة بينكم وبين <القوات> تشهد توتراً دائماً في مجلسي الوزراء والنواب، وحول معظم الملفات رغم وجود تفاهم معراب. فهل التفاهم أصبح في خبر كان؟ وما سر هذا الاختلاف الدائم بينكما؟

- واضح ان القوات في مكان معين لا تتوانى عن القنص نحونا تحت حجج واهية، وتستهدفنا في كل ملف، وهي اليوم تتخذ من التعيينات سبيلاً للهجوم علينا وهذا هو سر الحرب المفتوحة ضد الوزير جبران باسيل وتبين ان <القوات> تريد حصة من التعيينات.

ــ ألا يحق للقوات أن تطالب بذلك طالما ان <تفاهم معراب> ينص على المناصفة في الوظائف بينكما رغم ان هذا احتكار غير طبيعي للحصة المسيحية؟

- التفاهم طوى صفحة الحرب وحاولنا فتح صفحة في السياسة لكن الذي طعن العهد والرئيس سعد الحريري يوم احتجز في الرياض هي <القوات>، وبالتالي لم يعد هناك شيء اسمه <تفاهم معراب>، فلا يجوز السير بهذا الاتجاه والعمل لإسقاط العهد والتسوية الرئاسية حتى ان الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> قال بالحرف الواحد ان فرنسا أنقذت لبنان من حرب أهلية حتمية حين ساهم في عودة الرئيس الحريري الى لبنان، علماً بأن الشركاء في نشوب هذه الحرب هم القوات اللبنانية. فلا يمكن لمن خسر رهانه الخاطئ كحال خسارته العديد من الرهانات الأخرى أن يطالب بالتفاهم وما تضمن من بنود، ونحن إذا لم نذكر بهذه الأمور فلأننا لا نريد استعادة خطاب التخوين والانقلاب على التفاهم، واليوم <تفاهم معراب> أرسى المصالحة وانما نتعامل مع <القوات> على القطعة.

ــ هل الخلاف سببه الطموح الرئاسي ومعركة الرئاسة عام 2022؟

- كلنا نعرف ان البحث بالاستحقاق الرئاسي سابق لأوانه، والمنطقة تغلي ولا نعرف ماذا سيحصل والتفاهمات الحالية قد لا تستمر وتنقلب التحالفات، ناهيك عن ان المجلس المقبل هو الذي سينتخب الرئيس لا المجلس الحالي. ونحن نعمل ونجتهد وفي النهاية يكرم المرء أو يهان ويحكم الشعب على أدائنا.

العهد مستهدف!

 

ــ بالأمس أعلن القضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية تعليق اعتكافهم، فما سر اضراب هؤلاء طالما ان الموازنة لم تحسم من رواتبهم أو تعويضاتهم؟

- هناك علامات استفهام تطرح حول تحرك القضاة وأساتذة الجامعة ولا أعرف لماذا يضربون ويعتكفون طالما ان مشروع الموازنة لا يمس حقوقهم. ولا بد أن نسأل عما إذا كانت هناك يد خفية تحرك هذه الاضرابات وتقف وراءها وما إذا كان الهدف تعطيل البلد وشله.

ــ هل العهد مستهدف في تقديرك؟

- أكيد، ونحن نعرف في مكان ما، لكننا لا نعرف ان البعض يطحش الى أبعد مدى ولا نعرف ماذا يريد من هذا التعطيل والاستنزاف، لكن رغم ذلك أقول ان القطار على السكة ولن يتوقف والعهد القوي سائر نحو أهدافه ولن يوقفه أحد، وبعد ثلاث سنوات من عمر العهد تبدأ جردة الحساب وتتم المحاسبة، لكن أن يعمد البعض الى التعطيل والتوتير دون مبرر فهذا أمر مستهجن إلا أننا لا ننجر الى ما يريد هؤلاء ونحقق غاياتهم، ولكن في المقابل لن نرضح لهم وسنكمل الطريق بكل الوسائل القانونية والدستورية.

ــ هل أنت متشائم أو متفائل بالمستقبل؟

- متفائل طالما ان هناك موازنة ستقر وطالما ان هناك صيفاً واعداً بسياحته إن شاء الله، وطالما ان هناك أموالاً من مؤتمر <سيدر> للاستثمار في البنى التحتية، ومن ثم لا بد أن تظهر ايجابيات ملف النفط في العام المقبل لاسيما وان الحركة الأميركية والروسية بهذا الموضوع ملفتة، ولا توحي بحصول أي تطورات سلبية.

ــ يعني تستبعد الحرب؟

- أكيد، فالأميركيون لو عرفوا ان هناك حرباً في الأشهر المقبلة لما كان المبعوث الأميركي <دايفيد ساترفيلد> يتنقل كالمكوك بين لبنان واسرائيل لحل مسألة ترسيم الحدود، فيما الروسي ينشط على كل الخطوط، وأنا هنا لا خوف عندي لاسيما وان الموازنة ستقر وموضوع الفساد سيكمل شاء من شاء وأبى من أبى والوضع الداخلي الاجتماعي والاقتصادي سيتحسن رغم كل الصعوبات، لكن ما يقلقنا هو موضوع النزوح السوري الذي ترك تداعيات سلبية على كل الوضع الداخلي، وهنا أقول إن المكونين الأساسيين للحكومة الألمانية اختلفا بسبب وجود مليون نازح لأن الاقتصاد الألماني غير قادر على استيعاب تداعيات النزوح رغم انه أكبر بمئات المرات من الاقتصاد اللبناني ومساحة ألمانيا أكبر بأكثر من 40 مرة من مساحة لبنان، فكيف الحال ببلد مثل لبنان يعاني من وجود مليون ونصف المليون نازح على أرضه؟!