تفاصيل الخبر

عضو تكتل التغيير والإصلاح فريد الياس الخازن بكل موضوعية:  الرئيس الحريري يستعجل للوصول الى رئاسة الحكومة أكثر مما يستعجل النائب فرنجية لتبوء سدّة الرئاسة!  

18/12/2015
عضو تكتل التغيير والإصلاح فريد الياس الخازن بكل موضوعية:  الرئيس الحريري يستعجل للوصول الى رئاسة الحكومة  أكثر مما يستعجل النائب فرنجية لتبوء سدّة الرئاسة!   

عضو تكتل التغيير والإصلاح فريد الياس الخازن بكل موضوعية:  الرئيس الحريري يستعجل للوصول الى رئاسة الحكومة أكثر مما يستعجل النائب فرنجية لتبوء سدّة الرئاسة!  

بقلم حسين حمية

SAM_9310مبادرة رئيس تيار <المستقبل> سعد الحريري بترشيح رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية لسدّة الرئاسة اصطدمت برفض مسيحي لها، لاسيما في الكتل الحزبية الأساسية. ويفهم البعض رفض الكتائب والقوات اللبنانية، لكن ماذا عن رفض التيار الوطني الحر لهذا الترشيح، رغم أن فرنجية عضو في تكتل التغيير والإصلاح، وما هي الحيثيات التي جعلت العماد ميشال عون يعيد تأكيد ترشيح نفسه ليقطع الطريق على هذه المبادرة؟!

<الأفكار> التقت عضو تكتل التغيير والإصلاح الدكتور فريد الياس الخازن داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته في الاستحقاق الرئاسي والمبادرة الرئاسية التي أطلقها الحريري والمواقف منها بدءاً من السؤال:

ــ هل مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية جدية، أم هي مناورة لا أكثر ولا اقل في تقديرك؟

- المبادرة بطرح اسم سليمان فرنجية للرئاسة أمر جدي ويؤخذ على محمل الجد، لكن هذه المبادرة أخذت مسارها الطبيعي سواء أكان المرشح سليمان فرنجية أو أي شخص آخر، وهي ستخضع لتساؤلات ومشاورات، لاسيما وأن ترشيح النائب فرنجية كان مفاجأة بدون أي تمهيد، خاصة بالنسبة للعماد ميشال عون، وكان من البديهي أن يحصل اللقاء بين العماد عون وفرنجية للتداول بالموضوع، علماً بأن الترشيح أخذ مساره لاسيما بعد اجتماعات النائب فرنجية مع السيد حسن نصر الله وفي خلال زيارة فرنجية لسوريا مؤخراً. وأعتقد أن هذا المسار هو في جزء منه طبيعي جداً سواء كان المرشح سليمان فرنجية أو غيره، وأن الترشيح هذا من قبل الرئيس سعد الحريري وبطريقة سرية أساساً خلق شكوكاً وتساؤلات عند العماد عون وغيره، وهذا ما كان يجب توضيحه، علماً بأن النائب فرنجية صادق وموثوق به ويتمتع بالصفات التي تخوّله الترشح للرئاسة، إلا أن الاجتماعات حول هذا الطرح حصلت من قبل فريق واحد اطلع عليه العماد عون من الإعلام، وكذلك السيد حسن نصر الله. وقراءتي للموضوع بعد شهر تقريباً من الطرح، هو أن المبادرة كانت عبارة عن ترشيح الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة بقدر ما هي ترشيح لسليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولذلك فترشيح فرنجية ملازم لترشيح الحريري، وهذا يعني ان الخطوة في جانبها السياسي لها وزنها الكبير.

 

المبادرة والبُعد الخارجي

ــ هل لهذه المبادرة بُعدها الإقليمي والدولي، أم اقتصرت على الداخل اللبناني؟

- الطبخة لبنانية والطباخون لبنانيون بالدرجة الأولى، إنما أراد هؤلاء تأمين تغطية إقليمية ودولية لهذه المبادرة، علماً بأن الخارج غير مهتم حالياً بالوضع اللبناني، ولديه مشاكله وهمومه وأولوياته الأخرى، والدول الكبرى بالتحديد. فأميركا لا تهتم حتى بالوضع السوري، وروسيا دخلت في حرب في سوريا، والسعودية لديها أولويات وهموم تبدأ باليمن مروراً بسوريا والعراق وصولاً الى العلاقة مع إيران، وإيران أيضاً لديها أولوية في الأوضاع في سوريا واليمن والعراق وبالعلاقات مع العالم بعد اتفاق فيينا النووي، وسوريا التي كانت صاحبة القرار في لبنان لديها ما يكفي من الهموم والمشاكل، وقبرص لم تكن تتدخل.

وهنا ضحك ثم قال:

- أعتقد أن موضوع الرئاسة لا يعني للخارج الكثير وهذا لا يعني أن الخارج لا يهتم بالمطلق إنما هذا لا يشكل لديهم موضوعاً حيوياً وأساسياً.

ــ هل يعني أنهم يحثون الداخل على انتخاب الرئيس ولا يعرقلون؟

- السعودية لديها حق <الفيتو> من خلال العلاقة مع الحريري، أما إيران فقد لزّمت الوضع اللبناني لحزب الله وهذا ما تقوله علناً، أي ان حزب الله هو الممر الإلزامي في هذا الموضوع.

الفاتح والغامق

ــ هل يعني هذا أن الحريري حصل على ضوء أخضر سعودي لتسمية فرنجية؟

- صحيح، لكن لا بدّ من أن نعرف ما إذا كان أخضر غامقاً أم فاتحاً. ففي تقديري أن الرئيس الحريري تحدث مع طرف في السعودية، لأن هناك أكثر من طرف يملك القرار، وحصل على ضوء أخضر ليطرح هذه المبادرة، لكن هذا ليس معناه ان السعودية تبنّت رسمياً هذا الطرح، أو أن كل أصحاب القرار السعودي ارتأوا حسم الملف الرئاسي بأقرب وقت ممكن كأولوية لديهم، فالموضوع الوحيد الذي يشكل لديهم أولوية الآن هو الملف اليمني والعلاقة مع إيران ومن بعدهما سوريا.

ــ ماذا عن فرنسا التي اتصل رئيسها <فرانسوا هولاند> بفرنجية وكأنه أصبح رئيساً؟

- إذا كانت فرنسا تعتبر لبنان أولوية فإنها بعد اعتداءات باريس الأخيرة لم يعد لبنان أولوية لديها، وما اتصال <هولاند> إلا نوع من غطاء معنوي. فأطراف الخارج يحثون اللبنانيين على انتخاب رئيس بمعزل عمن يكون هذا الرئيس، وما سيفعل. لكن هذا الموضوع لا يشكّل أولوية لديهم، أو يعتبرون أنفسهم جزءاً من التسوية. فآخر مرة كان لبنان موضع الاهتمام الدولي هو عام 2006 بعد العدوان الإسرائيلي وليس بسبب لبنان إنما بسبب اسرائيل، ومؤتمر الدوحة عام 2008 كان بمبادرة قطرية مع غطاء إقليمي ودولي، لكن بالمقارنة مع الحرب في سوريا والمتغيرات الكبرى على المستوى الإقليمي لم يعد لبنان اليوم يشكل أولوية لدى الخارج، وبالتالي أصبح الملف الرئاسي أمراً ثانوياً لدى الخارج، رغم المتابعة والاهتمام الدولي.

وأضاف قائلاً:

- وأنا أقول إن المعادلة الداخلية هي أكثر أهمية من الخارج في الملف الرئاسي، وهذا أقوله منذ سنتين، وما حصل اليوم من خلال ترشيح النائب فرنجية يطرح تساؤلاً حول عدم ترشيح العماد عون لأسباب مرتبطة تحديداً بحزب الله وبسوريا، في وقت يعتبر البعض أن العماد عون ليس توافقياً بسبب هذه العلاقة، ولكن يطرح التساؤل عن خيار فرنجية الذي يصب في الخانة ذاتها ولديه علاقة استراتيجية مع حزب الله وسوريا، ولماذا القبول به واعتباره مرشحاً توافقياً؟ هذا أولاً، وثانياً فهناك طريقة إخراج هذا الترشيح بعدما تبين أن تسريب لقاء الحريري وفرنجية تم من جانب الحريري بالذات، وهذا معناه أن هناك لقاءات عدة حصلت بينهما في السر ما يطرح تساؤلات عن سبب أن تكون هذه اللقاءات سرية، ولماذا لم يكن أحد حاضراً في الأجواء حتى من الحلفاء  ما بين 8 و14 آذار، حتى ان العماد عون لم يكن في الأجواء.

عون مرشح دائم وممرّ إلزامي

ـــ يقال إن السيد حسن نصر الله كان على علم بالموضوع ونصح فرنجية بعدم الذهاب الى باريس. فهل هذا صحيح؟

- لا أعرف عن هذا الأمر شيئاً. فالقوات أيضاً لم تكن على علم في الموضوع من قبل الرئيس الحريري، لا بل هناك قسم من فريق <المستقبل> فوجئ بهذا الترشيح ووقف ضده، وحتى حزب  الكتائب الذي كان موقفه منذ البداية ضبابياً يميل اليوم للوقوف ضد هذا الترشيح، إضافة الى عدم دعم حزب الله لهذا الترشيح، وحصول انقسام كبير داخل 14 آذار بكل مكوناته ولذلك فالمبادرة تعثرت.

ــ يعني لم تمُت وبقيت قائمة؟

- لم تمُت وإنما متعثرة بشكل جدّي. وكما كان الترشيح جدياً فالتعثر اليوم أصبح جدياً!

ــ والحل؟

- هناك مرشح جدي هو العماد عون ومرشح آخر هو سليمان فرنجية، والشيء الجديد الذي أنتجته هذه المبادرة هو  تزخيم الاستحقاق الرئاسي الذي كان مجمداً، فطرح المبادرة يشبه الى حدٍ ما من أراد رمي قنبلة على الخصم، فانفجرت في بيته بداية، وهذا ما أعاد خلط الاوراق داخل الفريقين معاً، ونتيجة ما حصل سيؤدي الى تسريع أو تفعيل عملية إيجاد مرشح توافقي، حيث لم يعد من السهل القول اليوم لا نريد فلاناً، بل لا بدّ من إضافة جملة أخرى هي ما هو الخيار البديل، وهذا أمر استجد بعد المبادرة الرئاسية.

ــ ما البديل؟ وهل لا يزال العماد عون هو المرشح أو الممر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي؟

- طبعاً، هو الممر الإلزامي ولا يزال على ترشيحه. وقد تأكد بعد هذه المبادرة أنه هو فعلاً الممر الإلزامي بالنسبة لكل الأطراف. فإضافة الى حزب الله، وفريق 8 آذار وحتى قسم من 14 آذار، لاسيما القوات اللبنانية، فإنه إذا كان الخيار بين العماد عون وفرنجية فهذه الأطراف تسير بالعماد عون، وهذا طرح حصل.

ــ وهل القوات تسير بالعماد عون، ولماذا لم تفعل ذلك عندما كان هناك مرشحان فقط هما العماد عون والدكتور سمير جعجع، بحيث كان لا بدّ أن يتنازل الأخير للأول؟

- لم أقل إن الكل سيؤيدون العماد عون، فجزء من هذا الطرح جدي وجزء منه مناورة، وبالتالي فالعماد عون أصبح ممراً إلزامياً من كل الاتجاهات بشكل أو بآخر. وسمير جعجع يقول إنه مرشح وهو يعرف ضمناً أن ترشيحه للوقوف في وجه العماد عون طالما أنه مرشح الفريق الآخر، وتبين فيما بعد أن فريقه وتحديداً الرئيس الحريري لا يحسب له أي حساب، وهذا الفارق الكبير بين المشهدين.

ــ هل تستحضر هنا كلام الوزير سجعان قزي عندما حسد العماد عون على حلفائه ووفائهم له؟

- حلفاء العماد عون وتحديداً حزب الله كان صادقاً في التعاطي معه، لكن حلفاء الدكتور جعجع أخذوا قراراً بترشيح فرنجية حتى بدون استشارته شكلياً، لكـي يقال إن الحريري طرح على جعجع اسم فرنجية منذ مدة طويلة وكان جواب الدكتور جعجع أنه لا يسير بهذا الطرح، ورغم ذلك فقد أخذ الرئيس الحريري القرار بدون استشارة أحد، وهذا أمر قد يكون الهدف منه إعادة تشكيل <ترويكا> جديدة بدون وصاية أو بوصاية داخلية تستبعد المكون المسيحي.

سعي لإعادة <الترويكا>

ــ هل يصل الرد على هذا الطرح الى إنشاء حلف ثلاثي جديد بين التيار والقوات والكتائب؟

- - لا أتصور ذلك، إنما أقول إن السوري ترك لبنان عام 2005 لكن يظهر أن البعض لا يزال يحرص على المحاصصة الداخلية الدسمة كما يبدو نظراً للترشيح لمنصبي رئيسي الجمهورية والحكومة معاً، وبالتالي فالمشهد الداخلي بهذا الخصوص لم يتغير إنما تغير المشهد الإقليمي فقط، وهناك محاولة للعودة الى ما قبل العام 2005 بدون سوريا من خلال وصاية داخلية تتمسك بالأركان الذين كانوا آنذاك، وإحياء الترويكا السابقة.

ــ السؤال يطرح: لماذا اختار الحريري فرنجية وهو صديق النظام السوري، ورفض العماد عون الذي حاوره لأشهر، وهل هو السبب اتفاق الطائف الذي يرفضه العماد عون أم قانون الانتخاب الذي قدم فرنجية كما قيل تنازلات بخصوصه؟

- لا يوجد عندي جواب مقنع، وسمعنا أن هناك <فيتو> سعودياً ضد العماد عون، وسمعنا أن هناك <فيتو> داخلياً، وسمعنا كذلك عن اتفاق الطائف. وتقديري أن <الفيتو> الأساسي داخلي، وطبعاً هناك عدم حماس سعودي لانتخاب العماد عون، علماً بأن اتفاق الطائف صدر ضد العماد عون تحديداً، ولكننا اليوم أصبحنا تحت سقف الدستور وهو اتفاق الطائف، وهذه حجة لا أكثر ومجرد كلام.

 

لا قرار بفك التحالف مع فرنجية

ــ وقانون الانتخاب؟

- هذا موضوع مطروح بمعزل عن رئاسة الجمهورية، وذلك منذ العام 1992، وهو ليس أمراً مستجداً علماً بأن هناك تساؤلات تطرح عما حصل من اتفاق بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، أو لنقل على ماذا لم يتفقا وبما التزما وهذا كان لا بدّ من توضيحه.

ــ وهل جرى توضيح لهذا الأمر في اللقاء الذي جمع فرنجية بالعماد عون؟

- توضحت بعض الأمور، لكن هذا ليس معناه حصول اتفاق بينهما.

ــ الى أين العلاقة بينهما وهل هي نحو الانزلاق أم بقاء شعرة معاوية بينهما؟

- لا يوجد قرار بفك التحالف، لكن هناك اختلافاً في وجهات النظر. وبالنسبة للعماد عون المسألة بسيطة عنده وهو أنه لا يزال مرشحاً للرئاسة.

ــ وإذا لم يكن لديه حظ بالوصول الى الرئاسة ألا يؤيد فرنجية وهو من كتلته؟

- السؤال المطروح ما هو الثمن؟! أو على أي مشروع يرشح فرنجية... فالترشيح كانت له وظيفة معينة وهو افتعال مشكلة داخل 8 آذار وتحديداً بين حزب الله والعماد عون، وكانت هناك مراهنة على هذا الأمر، لكن المحاولة باءت بالفشل، والسلة التي يتحدثون عنها لم يحصل اتفاق حولها سواء قانون الانتخاب أو مسائل أخرى. وفي تقديري أن الرئيس الحريري يستعجل كثيراً للوصول الى رئاسة الحكومة أكثر مما هو مستعجل سليمان فرنجية للوصول الى رئاسة الجمهورية، وهو يعتبر أن هذه الوسيلة التي تجعله يقول لفريقه انه هو الآمر الناهي ولكي يزعزع العلاقة داخل الفريق الآخر، لكن الأمرين معاً لم يصحا معه.

ــ تم تأجيل جلسة الأربعاء المقبل، فهل نشهد انتخاباً للرئيس قبل الربيع المقبل أو بعده؟

- أكيد لن يكون هناك انتخابات في وقت قريب، نظراً لغياب التوافق، إنما الشغور الرئاسي لم يعد على الرف أو في الثلاجة كما يقال، بل سيحصل تزخيم وتفعيل لإنجاز هذا الاستحقاق.