تفاصيل الخبر

عضو تكتل التغيير والإصلاح الدكتور فريد الياس الخازن بكل موضوعية: العماد عون هو المرشح الأساسي لرئاسة الجمهورية ولا يمكن لأحد سحب البساط من تحت قدميه!  

22/07/2016
عضو تكتل التغيير والإصلاح الدكتور فريد الياس الخازن بكل موضوعية: العماد عون هو المرشح الأساسي لرئاسة الجمهورية  ولا يمكن لأحد سحب البساط من تحت قدميه!   

عضو تكتل التغيير والإصلاح الدكتور فريد الياس الخازن بكل موضوعية: العماد عون هو المرشح الأساسي لرئاسة الجمهورية ولا يمكن لأحد سحب البساط من تحت قدميه!  

بقلم حسين حمية

SAM_2322

لا يزال الوضع الداخلي يراوح مكانه وكل الاستحقاقات مؤجلة بانتظار فرج التوافق بين القوى السياسية، في وقت تتوجه الأنظار الى جلسات الحوار الوطني الثلاث في 2 و3 و4 آب/ أغسطس المقبل كآخر خرطوشة للإنقاذ كما كان التعبير لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما الاستحقاق الرئاسي بات أسير التسوية الإقليمية، طالما أن الأفق الداخلي مسدود منذ أكثر من سنتين.

<الأفكار> التقت عضو تكتل التغيير والإصلاح الدكتور فريد الخازن داخل مكتبه في مبنى المجلس وحاورته على هذا الخط، بالإضافة الى الحدث التركي ومحاولة الانقلاب الفاشلة هناك والإرهاب المتنقل بين القارات والدول والعواصم كافة.

وسألناه بداية:

ــ كيف قرأت محاولة الانقلاب التركية الفاشلة من وجهة نظرك كأستاذ للعلوم السياسية وكمحلل سياسي، وما هي التداعيات المنتظرة؟

- محاولة الانقلاب التركية أكدت أن جيش رئيس الجمهورية <رجب طيب أردوغان> انتصر على جيش <كمال أتاتورك>، وهذا الانقلاب كان خارج سياق الانقلابات الكلاسيكية التي كانت سائدة أيام الخمسينات والستينات. والواضح أن هناك تغييراً ما حصل في تركيا لأسباب عديدة، و<أردوغان> منذ العام 2002 حتى اليوم استطاع السيطرة على الجيش وقيادته وأصبح هذا الجيش تحت إمرة القيادة السياسية، خلافاً للوضع السابق عندما كان الجيش يتحكم بكل المفاصل السياسية ويوجه الإنذارات للشخصيات السياسية، لكن الواضح أن تغييراً حقيقياً حصل على مستوى السلطة وعلى مستوى الرأي العام والشعب خاصة، وأن الشعب، كما سمعت وقرأت، قال إنه يفضل الديموقراطية ولو كانت منقوصة وتتضمن شيئاً من الاستبداد في حكم العسكر المجرّب منذ زمن طويل، بالإضافة الى أن تركيا اليوم على مستوى دورها الإقليمي والدولي تغيرت بعدما كان لديها رابط أكثر أيام الحرب الباردة والصراع بين القوى في الشرق والغرب، مع الغرب خاصة بعدما أصبح النظام العالمي اليوم لا يخضع لصراع الشرق مع الغرب، وتركيا دولة أطلسية لكن دورها اليوم متوتر مع الولايات المتحدة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي سواء في موضوع اللاجئين  أو بالنسبة للمنظمات التكفيرية التي دخلت الى سوريا عبر تركيا، وكادت أن تشتبك عسكرياً مع روسيا،.

وأضاف:

- وكذلك فإن علاقات تركيا مع العالم العربي متأزمة مع بعض الدول في وقت كان العالم العربي لا يهتم بتركيا كبلد بعيد عنه سياسياً وليس جغرافياً، لكن الاهتمام عاد بسبب دور تركيا في الازمة السورية تحديداً، إنما في النتيجة وبالإضافة الى أن محاولة الانقلاب سيئة، فالجيش التركي أصبح تحت إمرة القيادة السياسية وتحول الى جيش <أردوغان> وليس جيش <أتاتورك>.

 

<أردوغان> والقضاء على الخصوم

ــ الى أين تتجه تركيا بعد هذه المحاولة وماذا سيكون موقفها من قضايا المنطقة والأكراد والوضع السوري؟

- كل هذا يخضع لطريقة تعاطي الرئيس <أردوغان> مع الوضع الجديد وما إذا كان سيتبع أساليب المزيد من التسلّط والاستبداد والقضاء على المعارضين، أو أنه سيلجأ الى تعامل آخر غير <كيدي>، فهو أمام الامتحان اليوم، لكن الواضح حتى الآن أن ميل <أردوغان> يتجه نحو القضاء على أي حالة اعتراض داخلية، وهذا أمر سيكون مكلفاً عليه، وصحيح أنه لا يزال الحاكم الأول ولديه شعبية كبيرة، لكن <أردوغان> اليوم سيكون خاضعاً لمحاسبة أكبر، خصوصاً إذا تواصلت الإشكالات مع الجيش ومع المعارضة ومع الأكراد بالذات، لاسيما إذا اعتمد أسلوب الاعدامات ما سيجعله في مواجهة مع الأوروبيين.

وتابع يقول:

- باختصار ستظل علاقات تركيا متوترة مع المحيط الأوروبي ومع الأميركيين ومع جزء من العرب، ولو حصل تبدل جزئي في السياسة الخارجية.

ــ أوحى <أردوغان> بأنه سيتخذ مواقف جديدة بالنسبة لدول الجوار وستكون مفاجئة. فهل يصل الى التطبيع مع سوريا والعراق ومصر مثلاً؟

- الموقف من الأكراد سيبقى ثابتاً، وهذا خط أحمر بالنسبة للأتراك سواء بقي <أردوغان> أو لم يبقَ. والموقف من سوريا اعتقد أنه سيؤدي الى مزيد من التشدد التركي تجاه النظام ودعم للتكفيريين تحت حجج عديدة، لكن العلاقة مع روسيا ستتحسن بعدما تمّ نزع فتيل التوتر معها، ومع الأوروبيين ستبقى العلاقة متوترة، أما العلاقة مع إيران فسوف تبقى سوية قبل وبعد محاولة الانقلاب.

واستطرد يقول:

- زمن الحرب الباردة ولّى، العلاقة مع أميركا متوترة، ولكن هذا لا يعني أن تركيا ستترك الحلف الأطلسي.

الإرهاب العابر للقارات

ــ الإرهاب عابر للقارات من لبنان الى فرنسا الى كل البلدان، فهل المطلوب أن يواجه بجبهة عريضة تشمل كل دول العالم أم ماذا؟

- موضوع التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تتلطى بالدين ستضرب أينما تستطيع، وكل العالم عرضة للتفجير في المنطقة وكل دول العالم من دون حدود، وهذه الجماعات تقوم بأعمال قد لا تكون كلها منظمة، فمثلاً من استهدف مدينة <نيس> الفرنسية، لا أعتقد أنه منظم وتحت إشراف القيادة الإرهابية في الرقة، لكن هناك جواً في العالم كله تسيطر فيه القوى التكفيرية على بعض العقول التي تتأثر بها، حتى وصل الأمر الى حد قتل الأبناء لأهلهم كما حصل في لبنان والسعودية، لكن السلطات الأمنية تتصدى لهذه الظاهرة وتبقى هناك ثغرات، إنما هناك مسؤولية على المرجعيات الفكرية والدينية بحيث يجب أن تحسم أمرها إذ أن الإدانة لم تعد تكفي ولا بد من موقف حاسم، لاسيما وأن الدول الإسلامية تُضرب في عقر دارها من السعودية الى باكستان وبنغلاديش وكل الدول الإسلامية معرضة لهذا الخطر.

وأضاف:

- التصدي لهذه الظاهرة أمر لا بد منه من كافة الجوانب بحيث لا بد أن يكون أمنياً وعسكرياً وفكرياً وفقهياً ودينياً، بحيث لم يعد كافياً إنهاء دولة الخلافة الإسلامية عسكرياً ولا بد من معالجة هذه الظاهرة، لاسيما وأن البعض يقومون بأعمال من دون تنظيم وتحت ضغط التعبئة والتجييش والتطرف كما حصل في مدينة <نيس> أو في ألمانيا أو في غيرهما من الدول، لكن الأخطر من ذلك تغلغل التطرف في البيئات الشعبية كحال الاعتداء الذي حصل في <داكا> عاصمة بنغلاديش بحيث ان هذا البلد بعيد عنا والسكان من المسلمين ولا علاقة لها بإسرائيل أو بالصراع الدائر في منطقتنا، لكن هذه التنظيمات تضرب حيث تستطيع، وبالتالي فهذه  المنظمات في صراع مفتوح مع الأنظمة والمعارضة لهذه الأنظمة كما الحال في سوريا ولا تعنيهم كل ما يدور في هذا البلد، وما سيحدث فيها سواء للنظام أو للمعارضة، بل يعتبرون أن هذه الأرض هي أرض جهاد، وأكبر شاهد على ذلك ما حصل في تركيا بحيث تم ضرب مطار اسطنبول رغم أن <أردوغان> من الإخوان ويرفع راية التطرّف وتركيا بلد إسلامي، وبالتالي كان الشعار لهذه المنظمات محاربة الصليبيين، فتحول الى محاربة المسلمين كعدو أقرب.

الرئاسة المنتظرة

ــ الرئاسة مؤجلة، والعماد ميشال عون قال بأن لا <فيتو> سعودياً ضده. فما الذي يمنع انتخابه طالما أنه مؤيد من <القوات> وحزب الله ولا مانع عند الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط في وصوله للرئاسة؟

- البعض يقف ضد العماد ميشال عون لأنه حليف حزب الله واختار النائب سليمان فرنجية كمرشح له، وهنا لا أفهم هذه المعادلة في السياسة. وكان هناك كلام آخر بأن يتصالح الوسط المسيحي مع نفسه في الحد الأدنى حتى يتم اختيار الرئيس، فتصالحنا نحن والقوات اللبنانية وعقدنا اتفاقاً مبدئياً، لكن الأمور بقيت تراوح مكانها. وأعتقد أن الأمور ستبقى كما هي ولم أعد أعرف كيف أفسر ما يجري.

ــ هل معنى ذلك أن الرئاسة تنتظر القرار الإقليمي والدولي؟

- لن تنتظر أي شيء، ففي الماضي كان السوري هو الراعي الذي يفرض مشيئته على اللبنانيين، لكن اليوم اختلف الوضع وأصبح التأثير داخلياً. والأكيد أن هناك تأثيراً خارجياً الى حد ما، والسعودية ليست مؤيدة للعماد عون منذ كان وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل يتولى وزارة الخارجية، لكن هذا ليس معناه أن الرئاسة أولوية لدى السعودية المشغولة بملفات أخرى في اليمن والعراق وسوريا ومناطق أخرى، وإيران بدورها منشغلة بالتطبيع مع العالم ولديها حليف في لبنان اسمه حزب الله وكل شيء يمر من خلاله. وأميركا وأوروبا منشغلتان بدورهما بمشاكل عالمية أكثر أهمية من لبنان. وفي تقديري أن هناك ليونة خارجية كلها تصطدم بالداخل إنما القرار الداخلي لم ينضج بعد لوجود طرف لا يزال يعارض وصول العماد عون الى مقر الرئاسة.

ــ تعني تيار <المستقبل>؟

- أكيد، في الدرجة الأولى.

ــ لكن البعض يقول إن الرئيس سعد الحريري لا يصل الى السرايا حالياً إذا لم يكن العماد عون رئيساً للجمهورية. أليس هذه المعادلة صحيحة؟

- الرئيس الحريري ذهب الى حد دعم النائب سليمان فرنجية رغم الكلفة السياسية التي سيدفعها، خاصة أن الدكتور سمير جعجع هو حليف الرئيس الحريري ويُواجه منه بترشيح خصمه المباشر سليمان فرنجية. وأنا هنا أسأل كيف تركب الأمور بهذا الشكل؟!

ــ ما خياره إذاً؟

- كان من المفترض أن يكمل بترشيح حليفه الدكتور سمير جعجع أو يتخذ قراراً بترشيح العماد عون لأنه يحظى بالأكثرية المسيحية سياسياً ونيابياً وشعبياً.

ــ هل تأييده للنائب فرنجية معناه إذكاء الخلاف بين العماد عون والنائب فرنجية وإبعاد الإثنين معاً لمصلحة مرشح ثالث، لاسيما وأن أسماء تطرح في البازار؟

- الطبخة الرئاسية لم تعد كما كانت في السابق بحيث يأتي القرار الخارجي ويسمي الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس المجلس والوزراء، فقد تغير الوضع اليوم لاسيما في الوسط المسيحي تحديداً بحيث لا يمكن الإتيان برئيس بالباراشوت لأن المكون المسيحي حاضر وفاعل ولم يعد مهمشاً كما كان الحال في السابق، وبالتالي لا يمكن تجاوزه خاصة بعد تحالف <التيار> و<القوات>.

 

العماد عون الممر الإلزامي

ــ يعني العماد عون هو المفتاح الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي خاصة بعد التحالف مع <القوات>.

- صحيح، فأكبر قوتين في الوسط المسيحي قررتا التحالف وترشح العماد عون، لكن يأتي شخص ليقول إن أحداً ما يعارض، ولكن هناك معارضين داخل كل طائفة، وبالتالي فالعماد عون هو المرشح الأساسي والطبيعي ولا يمكن تجاوزه. وأعتقد أن تطوراً حصل أو بعض الليونة في المواقف لدى الأطراف الأخرى، لكن لم تبرز ترجمة عملية لهذا التطوّر. ومن يراهن عبر هذا الأسلوب على سحب السجادة من تحت قدمي العماد عون فهو واهم.

ــ هل الحل يكون في بداية شهر آب/ أغسطس مع جلسات الحوار الثلاث والسلطة المتكاملة؟

- الرئيس بري يحاول إيجاد بديل محلي عن الدوحة عبر طاولة الحوار، و<مؤتمر الدوحة> حصل أصلاً ليس لأن الوضع اللبناني كان يشكل خطراً على الوضع العالمي، بل لأن قطر كانت مهتمة بالامر من خلال التنافس مع السعودية، والرئيس بري يحاول إيجاد الحل عبر طاولة الحوار إلا أنني أرى أن الأمور ليست سهلة وأستبعد حصول تطور إيجابي بهذا الخصوص خاصة وأن القوى السياسية لم تتفق بعد على قانون الانتخاب.

ــ هل نحن ذاهبون نحو قانون الستين طالما أن الانتخابات ستجري ولن يحصل تمديد ثالث للمجلس؟

-أكيد لن يحصل تمديد ثالث للمجلس والأمر محسوم، لكن النظام النسبي كمبدأ أصبح مقبولاً بانتظار الاتفاق على التفاصيل. وأعتقد أن الاتفاق على قانون الانتخاب سيسهل الأمور، لكن مع هذا لا أرى أن هناك إمكانية لحصول ذلك.

ــ كيف قرأت التفاهم بين التيار وحركة <أمل> في ملف النفط والغاز، ما استفز رئيس الحكومة تمام سلام وكأن الأمر تجاوز له؟

- لم يكن أحد يعارض هذا الملف وكانت هناك خلافات بين وزراء <التيار> وحركة <أمل> حوله فقط، وجاء هذا التفاهم ليزيل أسباب الخلاف ويسهل الأمور، وبالتالي من المفترض تلقف هذه الفرصة لتمرير هذا البند وإقرار مرسومي النفط والغاز في مجلس الوزراء، خاصة وأن لبنان تأخر كثيراً بالتنقيب عن النفط بعدما كانت هناك 46 شركة جاهزة لدخول المناقصات واسرائيل لم تحصل على شركة واحدة بهذا الخصوص، وهي تتحين الفرص للسطو على الثروة اللبنانية في البحر، وبالتالي علينا الإسراع في إقرار مرسومي النفط والغاز والحفاظ على ثروتنا والتعامل بجدية مع هذا الملف وإلا سيعبر القطار ويتركنا. فهذا ملف وطني بامتياز له علاقة بثروة لبنان وبالأسواق العالمية للنفط وبعمل الشركات ولا يرتبط بقوى 8 و14 آذار، والواجب أن يتحرك مجلس الوزراء ويقر المرسومين اختصاراً للوقت وحفاظاً على ثروة لبنان والبدء باستخراجها.