تفاصيل الخبر

عضو لجنة الصحة ورئيس مجلس إدارة مستشفى الساحل النائب فادي علامة : الإجراءات الإدارية والميدانية الرسمية المعتمدة جيدة ومهمة كمحاولة لوقف نمو الفيروس والحؤول دون انتشاره بشكل واسع!

26/03/2020
عضو لجنة الصحة ورئيس مجلس إدارة مستشفى الساحل النائب فادي علامة :  الإجراءات الإدارية والميدانية الرسمية المعتمدة جيدة ومهمة كمحاولة لوقف نمو الفيروس والحؤول دون انتشاره بشكل واسع!

عضو لجنة الصحة ورئيس مجلس إدارة مستشفى الساحل النائب فادي علامة : الإجراءات الإدارية والميدانية الرسمية المعتمدة جيدة ومهمة كمحاولة لوقف نمو الفيروس والحؤول دون انتشاره بشكل واسع!

بقلم حسين حمية

[caption id="attachment_76279" align="aligncenter" width="537"] فادي علامة قوننة التبرعات وتنظيمها بطريقة شفافة يطمئن الناس وإشراك وزارة الشؤون أمر ضروري[/caption]

تسارعت وتيرة انتشار فيروس "الكورونا" في لبنان وتخطى عدد المصابين الـ 200  والعداد الى ارتفاع  رغم إعلان الحكومة يوم الأحد ما قبل الماضي التعبئة العامة وحالة الطوارىء الصحية لمواجهة هذا الفيروس القاتل وإقفال المعابر الجوية والبرية والبحرية والمؤسسات العامة والمدارس والجامعات حتى 29 الجاري، ما يؤشر الى عدم  التزام المواطنين بالاجراءات واعتماد العزل في بيوتهم وتنقلهم والاختلاط فيما بينهم.

فكيف يقارب المعنيون هذا الملف؟ وهل اجراءات الحكومة كافية؟ وماذا لو ازداد عدد المصابين وهل مستشفيات لبنان قادرة على الاستيعاب والتعامل مع كل التطورات؟ وهل أداء وزارة الصحة على قدر التحديات؟

"الافكار" استضافت عضو لجنة الصحة النيابية ورئيس مجلس ادارة مستشفى الساحل النائب فادي علامة الذي كان المبادر الأول للتبرع براتبه عن الشهر الجاري لصالح الصندوق الوطني لمكافحة "الكورونا"، وحاورته في هذا الخضم الخطير، وسألته بداية عن الأسباب التي دفعته الى هذه المبادرة بالتبرع، فقال:

_  بادرت الى ذلك لأنني تلمست حجم الكارثة التي نعاني منها بسبب فيروس "كورونا"، خاصة وانني كنت في اجواء ما يحصل كوني عضواً في اللجنة الصحية ولأنني صاحب مستشفى واعرف حجم المشكلة وحالات المرضى المصابين بالفيروس في مستشفى بيروت الجامعي، وكان من الضروري ان ابدي كل التعاطف معهم، واعتبر ان هذه المساهمة معنوية لا أكثر ولا اقل .

وعن دينامية لجنة الصحة وتكثيف اجتماعاتها رغم اقفال المجلس وما اذا كان ذلك شعوراً بالمسؤولية، قال :

_ لم تتوقف اللجنة عن اجتماعاتها لحظة لمواكبة الحدث ومتابعة التطورات الصحية وواصلت لقاءاتها رغم اقفال مبنى المجلس التزاماً بقرار التعبئة العامة، وهي تعمل كخلية نحل، ويعقد أعضاؤها الاجتماعات واللقاءات مع وزير الصحة الدكتور حمد حسن ويتواصلون بشكل دائم  مع كل المعنيين ايماناً منهم بأن المرحلة حرجة وتتطلب رفد كل الجهود لمواجهة هذا الخطر على البلد وأهله.

أداء وزارة الصحة والتدابير المتخذة

 وعن تقييمه لإداء وزارة الصحة في ظل انتقادات وجهت لها في بداية الأزمة حول عدم اقفال المعابر الجوية والسماح لأي طائرة آتية من بلد موبوء بالهبوط في مطار بيروت، أجاب:

_  وزارة الصحة انجزت خطة علمية متكاملة مدعومة  من منظمة الصحة العالمية، وهذا أمر جيد وعمل في الاتجاه الصحيح، ورئيس  الحكومة حسان دياب مشكوراً شكّل لجنة متابعة لهذا الموضوع، وهي تتابع المجريات على مدار الساعة وبالتالي تمّ انجاز اجراءات ادارية وميدانية مهمة في محاولة لوقف نمو هذا الفيروس والحؤول دون انتساره بشكل واسع. أما عن الانتقادات فإن مسؤولية الحكومة أن تؤمن وصول كل مواطن لبناني الى بلده سواء جاء من ايران أو ايطاليا أو فرنسا أو مصر أو أي بلد آخر، ولا يمكن لها ان تترك اللبنانيين في مطارات العالم لمصيرهم. فمسؤوليتها أن تستقبلهم في بلدهم وتتولى عودتهم ليكونوا بين أهلهم، وهذا ما حصل، فيما الاجراءات التي اتخذت فيما بعد  كانت جيدة، بل يمكن القول إن لبنان كان سباقاً في اعتماد اجراءات وتدابير تجاه هذه الازمة قياساً الى بلدان أخرى لاسيما اميركا وفرنسا وايطاليا وغيرها التي اعتمدت إجراءات متأخرة  سبقها إليها لبنان، حتى إن منظمة الصحة  العالمية أشادت بالاجراءات اللبنانية وبدور الحكومة الفعال وبالخطوات التي اعتمدتها لإحتواء هذا الوباء .

وعما اذا كان اعلان التعبئة كافياً لوحده دون تدابير عملانية صارمة لكي يعزل الناس انفسهم في منازلهم حتى يتم الحؤول دون انتشار الفيروس، قال :

_  الأمر متوقف على نمو الفيروس وتصاعده. فالإجراءات التي اتخذت جيدة شرط الالتزام بها وتنفيذها والتزام الناس بيوتهم لأن الفيروس لا دواء له حتى الآن، والدواء الوحيد الحالي لمواجهته ومنع انتشاره هو العزل والوقاية. فإذا كنا جديين في الالتزام بالاجراءات المفروضة نحافظ على نسبة معينة من انتشار الفيروس  يستطيع الجسم الصحي والاستشفائي امتصاصها ويتعامل معها بسهولة كي لا يصيبنا ما اصاب ايطاليا التي استهتر اهلها فعمّ الانتشار. وأتصور ان لبنان تعلم من التجربة الصينية على اعتبار أن الصين أول بلد اصابه الفيروس وأول بلد استطاع الانتصار عليه وبالتالي بقدر ما نكون جديين في التزام إجراءات  العزل والوقاية  وعدم التنقل تكون التعبئة أعطت ثمارها، واذا لم نكن جديين حتماً سيزيد نمو الفيروس ويتصاعد نتيجة الاختلاط ونقل العدوى وآنذاك لا بد من اجراءات اضافية صارمة حتى نعود ونسيطر على هذا الفيروس. ويجب أن يفهم اللبناني أن لا خيار أمامه سوى الالتزام بالعزل لأنه الدواء الوحيد المتيسر حالياً.

 

 

الصندوق الوطني وتجهيز المستشفيات الحكومية

وعن إنشاء الصندوق الوطني ورفده بمئة  مليون ليرة من تعويضات الوزراء وتخصيص أموال للأسر المتضررة، قال:

_  هذه خطوة جيدة، وما نشهده اليوم تشهده معظم الدول، والفارق هو أن وضع هذه الدول المالي والاقتصادي افضل من لبنان الغارق في الأزمة المالية ويسعى للخروج من ورطة دفع سندات "اليوروبوند" للدائنين عبر التفاوض معهم  لتأتي "الكورونا" وتزيد الطين بلة. فالصندوق مهم وكل المبادرات جيدة سواء جاءت عبر الجمعيات أو البلديات أو الاشخاص، وهناك  برنامج في وزارة الشؤون الاجتماعية مختص بالأسر الفقيرة  لا بد من تفعليه على اعتبار أن هذه الوزارة على تماس مع هذه الأسر الاكثر فقراً، وبالتالي قوننة هذه المبادرات وتنظيمها بطريقة شفافة  بما يطمئن الناس من أن أي تبرع سيذهب الى مكانه الصحيح بما يساهم في ازدياد مبادرات الخير، حتى إن برنامج مارسيل غانم، وكنت حاضراً في إحدى الحلقات، استطاع جمع أكثر من أربعة مليارات ليرة خلال فترة وجيزة.

وعن وضع مستشفى بيروت الحكومي وسائر المستشفيات الحكومية وما اذا كانت قادرة على الاستيعاب اذا زادت حالات الاصابة، أوضح أنه تم تخصيص 10 مستشفيات حكومية موزعة على المحافظات الى جانب مستشفى بيروت المركزي  حتى لا يتم نقل اي مصاب من اي منطقة بعيدة الى بيروت خوفاً من نقل العدوى وسرعة الانتشار، بل تكون المستشفيات القريبة جاهزة لاستقبال الحالات خاصة إذا زاد عدد الاصابات. وقد تم تحرير مبلغ اكثر من 10 ملايين دولار من اصل 39 مليوناً من البنك الدولي لهذه الغاية  بعدما سبق أن وافق مجلس النواب على هذا القرض منذ سنة وهو مخصص للمستشفيات الحكومية التي سيتم تجهيزها خلال اسبوع وسيتم تأمين كل التجهيزات والمستلزمات لها  على أمل أن نستطيع ذلك كون الطلب كبير على هذه التجهيزات من كل دول العالم، والصين هي المصنع والمصدر الأول لها، لكن المصانع هناك توقفت عن العمل خلال الاشهر الماضية بسبب انتشار الفيروس وعادت اليوم الى عملها  على أمل أن يتم شراء كل التجهيزات بسرعة لاسيما وأن الصين تبرعت مشكورة بالعديد من المستلزمات  للبنان.

وعما إذا كانت المستشفيات الخاصة جاهزة للتعامل مع الأزمة والمساعدة إذا انتشر الفيروس بقوة لا سمح الله، وعما إذا كان مستشفى الساحل من بينها، قال:

_ هناك 10 مستشفيات تتحضر تباعاً لهذه الغاية وفي النهاية لدينا 8 الآف مريض يومياً في هذه المستشفيات يعانون من أمراض مختلفة، ولا يمكن ان يختلطوا بمرضى "الكورونا” وبالتالي لا بد أن يوجد مبان منعزلة تستقبل المصابين بالفيروس. فهناك 10 مستشفيات استطاعت تأمين مبان منعزلة ومخصصة للفيروس، وطلبنا من الوزارة أن تساعدنا عبر إرسال فريق خبراء منها ومن منظمة الصحة العالمية للكشف على المباني وتحديد كيفية ادخال المصابين. أما بالنسبة لمستشفى الساحل فنحن نأمل ذلك والأمر يتوقف على دراسة المختصين، خاصة وأن المستشفى عمره 45 سنة ولديه مدخل طوارىء واحد مشترك مع كل الاقسام ولا يمكن عزل اي قسم منه.

 

 

المرحلة الرابعة  وعزل المناطق

وعن حديث الوزير حمد عن احتمال دخول لبنان المرحلة الرابعة، أوضح أن لبنان لا يزال في المرحلة الثالثة التي يمكن السيطرة عليها، بينما في المرحلة الرابعة لا يمكن السيطرة على النمو والانتشار وهذا معناه الدخول في اعلى مرحلة من التجهيز والاستعداد والحديث عن 10 او 12 الف كادر طبي و1500 و2000 غرفة عناية مع الآت تنفس على أمل أن لا نصل الى هذه المرحلة.

 وعما إذا كان هناك نقص في المعدات قال إن هناك نقصاً في كل شيء والأعداد محدودة، ولا بد من طلب معدات من الخارج على أمل ان تبدأ الصين بالتصدير،  علماً أن هناك 5 في المئة من المصابين قد يكون وضعهم حرجاً ويحتاجون الى الآت تنفس، وبالتالي يمكننا تحديد تطور الوضع خلال هذين الاسبوعين بعد مراقبة الاجراءات ونتائجها لنحدد نسبة النمو وما اذا كان القطاع الصحي قادراً على استيعابها، علماً أن بعض الحالات تتعافى وتخرج الى العزل ويحل مكانها مصابون يحتاجون الى أجهزة التنفس.

وعن الدعوات لعزل بعض المناطق التي ينتشر فيها الفيروس قال: ردات الفعل على هذا الطرح للأسف قوبلت بخطاب غير عقلاني  ولا يجوز هنا تقسيم "الكورونا" الى فرز طائفي أو سياسي أو ما شابه، ولو كانت الضاحية الجنوبية على سبيل المثال مصابة أكثر من غيرها لوجب عزلها. فالعزل حماية ووقاية للناس، وكل دول العالم اعتمدت هذا الاسلوب لمنع انتشار الفيروس وإلا فالاستهتار يؤدي الى كارثة.