تفاصيل الخبر

عضو كتلة «لبنان الحر الموحد» الوزير السابق اسطفان الدويهي في حديث رئاسي:  ترشيح سليمان فرنجية فرصة حقيقية للبنان يجب أن نتلقفها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى!

18/12/2015
عضو كتلة «لبنان الحر الموحد» الوزير السابق اسطفان الدويهي في حديث رئاسي:  ترشيح سليمان فرنجية فرصة حقيقية للبنان  يجب أن نتلقفها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى!

عضو كتلة «لبنان الحر الموحد» الوزير السابق اسطفان الدويهي في حديث رئاسي:  ترشيح سليمان فرنجية فرصة حقيقية للبنان يجب أن نتلقفها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى!

بقلم حسين حمية

SAM_9277لا تزال مبادرة رئيس تيار <المستقبل> سعد الحريري بطرح اسم رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية قائمة وإن تعثرت وتراجعت اندفاعتها بعد رفض مسيحي لها على أمل إزالة العراقيل من أمامها. لكن الأكيد أن هذه المبادرة أعادت خلط الأوراق وبعثرت التحالفات على ضفتي 8 و14 آذار. فكيف وُلدت هذه المبادرة وما مصيرها؟

<الافكار> التقت عضو كتلة <لبنان الحر الموحد> الوزير السابق اسطفان الدويهي داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته على هذا الخط، بالإضافة الى ما آلت إليه الاتصالات بين الحلفاء لاسيما مع التيار الوطني الحر وحزب الله بدءاً من السؤال:

ــ هل طرح اسم رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية من قبل رئيس تيار <المستقبل> الرئيس سعد الحريري جاء بمبادرة منه وبضوء أخضر سعودي، أم أن هناك أطرافاً أخرى شاركت في هذا الخيار؟

- أعتقد أن أجواء الحرص الدولي والإقليمي على عدم انزلاق لبنان في أتون الصراع الدامي القائم في المنطقة، دفع باتجاه السعي الى تحصينه وإخراجه من دائرة الشغور الرئاسي، لاسيما بعد الاجواء الإيجابية التي رافقت توقيع الاتفاق الدولي مع إيران حول ملفها النووي، وبعد تشكل مقاربات جديدة عند الغرب لطبيعة الصراع القائم وإدراكه أن الخطر يصعب حصره في نطاق الحدود التي رسمت كل هذه الأجواء، وأفضت الى تفاهم إقليمي - دولي عبّر عنه الرئيس سعد الحريري، وبعيداً عن أي اعتبارات هو فرصة حقيقية للبنان يجب أن نتلقفها لما لها من انعكاسات ايجابية على مجمل الواقع اللبناني السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني...

 

سرّ سليمان فرنجية

 

ــ لماذا سليمان فرنجية بالذات، رغم انه صديق للرئيس السوري بشار الأسد، وهل هذا مرتبط بالتغييرات القائمة في المنطقة ولأنه أحد الاقطاب الموارنة الأربعة ومتمسك باتفاق الطائف؟

- لماذا لا يكون سليمان فرنجية؟ هذا هو السؤال. فهو المسيحي الأصيل صاحب الشرعية الشعبية والتاريخية، وواحد من أربعة وافقت عليهم المكونات السياسية المسيحية الوازنة في بكركي، ورؤيته السياسية يؤيده فيها فريق سياسي يمثل غالبية لبنانية، والأكثر من ذلك هي تسوية بين أطراف متباينة سياسياً. رئيس الجمهورية في لبنان يمتلك تمثيلاً مسيحياً وازناً وتؤيده باقي المكونات اللبنانية، هذه هي المعادلة، والوزير فرنجية في صميمها. أما بالنسبة للعلاقات مع سوريا والرئيس بشار الأسد، فلا أعتقد أنها تنقص من حقه، ولا هي اتهام مبرّر في ظل الحديث عن تسوية بين نهجين لكل موقعه ورؤيته واجتهاده السياسي. وهنا أستغرب بعض المواقف التي تطالب الوزير فرنجية بتغيير مواقفه متوهمة أنه يجب أن يقدّم لها طلب عضوية. هذا البعض فاته اننا بصدد تسوية سياسية بين فريقين، وفاته أيضاً إجراء قراءة متأنية وعلمية للمشهد السياسي في ظل المستجدات المتلاحقة.

ــ هل صحيح أن النائب فرنجية نجح في حواره مع الحريري بعدما قدم تنازلاً في السلة المتكاملة التي حكي عنها لاسيما في قانون الانتخاب عكس رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي لم يتنازل قيد أنملة عن طروحاته رغم حواره مع الحريري لأشهر؟

- الوزير فرنجية حريص على ثوابته، ولا أعتقد أنه يقدم ما لا يملك، والقانون الانتخابي هو ملك المجلس النيابي وهو صاحب الكلمة الفصل فيه. كثيرة هي التحليلات والأخبار التي لا تمت الى الحقيقة بصلة.

 

العقدة واللقاء مع عون

ــ المبادرة الرئاسية ستدخل شهرها الأول ولم تترجم عملياً بعد. فأين العقدة بالتحديد وهل هي في تأمين الغطاء المسيحي لاسيما وأن الأحزاب المسيحية الثلاثة معارضة حتى الساعة لهذا الترشيح حتى لو كانت بكركي تشجع على اغتنام هذه الفرصة؟

- حراكنا السياسي كفريق حرّك أزمة الشغور الرئاسي، وهذا بحدّ ذاته عمل غاية بالأهمية. الأمر الثاني انني لا اعتقد أن الأطراف الأربعة يحتكرون الغطاء المسيحي، فهناك أسماء مسيحية عديدة لها وزنها وتمثيلها واحترامها وهي مع خيار الوزير فرنجية. وبالنسبة الى المواقف النهائية أعتقد أنه علينا انتظار الإعلان الرسمي للأطراف المرشحة والداعمة، وهذا من شأنه أن يضع الجميع أمام مسؤولياتهم ويضيّق هامش المناورة السياسية. هنا أودّ الحديث في مسألة في غاية الأهمية، مفادها أن ملء الشغور الرئاسي هو ضرورة وطنية بامتياز وعلينا أن نقارب هذا الشأن بحس وطني مسؤول ما يفرض علينا اغتنام فرصة توافق تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وهو مطلب كل الشعب اللبناني وخصوصاً المسيحيين.

ــ كيف كان اللقاء بين النائب فرنجية والعماد عون يوم الأربعاء الماضي وهل الأمور تتجه نحو التفاهم أم نحو المواجهة والتصعيد؟

- الرئيس ميشال عون كان وما زال وسيبقى حليفاً سياسياً يحظى باحترامنا وتقديرنا، وكل لقاء معه هو لقاء إيجابي ويؤسس لتعميق الرؤية المشتركة، كما أن للرئيس ميشال عون رؤية وموقفاً وهو الأحرص على الدور والحضور المسيحي في قلب المعادلة اللبنانية، وأجزم بأنه لن يفوّت فرصة تعزيز وتزنير الواقع السياسي اللبناني في وجه المخاطر المحدقة، وانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بتوافق غالبية اللبنانيين، هو أولى الخطوات على هذا الصعيد.

ــ وكيف كان اللقاء بين الوزير فرنجية وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؟

- اللقاء كان إيجابياً تخلله تشاور حول الملف الرئاسي بعدما وضعه سليمان فرنجية في أجواء مبادرة ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري، وتم التداول بكل معطيات هذا الترشيح. والسيد نصر الله لم يتخلَ عن ترشيحه المعلن للعماد عون، وإذا لم تأتِ الفرصة بالرئيس عون فسليمان فرنجية هو مرشح قائم ومستمرّ.

ــ هل يمكن أن تتم جلسة الانتخاب حتى لو قاطعت الكتل المسيحية طالما أن النصاب مؤمن أم ان النائب فرنجية حريص على مشاركة العدد الأكبر من النواب المسيحيين، لاسيما نواب تكتل التغيير والإصلاح؟

- أتمنى أن يجري انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن، وتفاءلوا بالخير تجدوه...

ــ هل ستدخل بكركي على الخط مجدداً وتجمع الأربعة الكبار كما قال البطريرك بشارة الراعي للتوافق على اسم فرنجية، أم على اسم خامس من خارج نادي الكبار؟

- هذا ما أعلنه نيافة البطريرك الراعي وصرّح به من مطار بيروت أثناء مغادرته الى مصر. وكلنا ثقة بدور بكركي وسيدها وحرصها الأكيد على المصلحة الوطنية، وهو لن يوفر جهداً للإسهام الإيجابي في بناء مؤسسات الدولة وتفعيل دورها وخصوصاً ملء الشغور الرئاسي وإسقاط الهواجس المسيحية.

 

لا رئيس بدون موافقة

 بري والحريري

ــ البعض اعتبر أن تسمية الحريري السني لفرنجية الماروني فيه افتئات على الحقوق المسيحية، لكن رئيس المجلس نبيه بري حسم الأمر عند قوله إن فرنجية أحد الأربعة الكبار ولا أحد يستطيع المزايدة في مارونيته ووطنيته، فماذا تقول؟

- دعونا نتوقف عن التلهي بإطلاق شعارات لا تمت الى الواقع بصلة. معلوم للجميع وحتى لأصحاب هذه الشعارات أن رئيس الجمهورية في لبنان هو للجميع والناخب الاول له هو غير المسيحيين. واللعبة الديموقراطيـــة في لبــــنان تتيح للرئيس سعد الحريــــري أو غيره، الإسهام المؤثر في تسمية الرئيس المقبل. وهنا أسأل أي اسم آخر غير سليمان فرنجية لا يحظى بدعم الرئيسين بـــــري والحريري وغيرهما، كيف يمكنه الوصول الى رئاسة الجمهورية؟

ــ وزير الخارجية الأسبق فارس بويز يقول إن سليمان فرنجية أفضل خيار حالياً، ويستطيع أن يقول لا ساعة يجب ونعم ساعة يجب بما يتوافق مع المصلحة الوطنية لأنه قوي وثابت المواقف ويعرف أدق تفاصيل التوازنات الداخلية وشعار <وطني دائماً على حق> أفضل برهان. فهل تؤيده بهذا القول؟

- أنــــا أؤيــــد بالكامـــل هــذا الــرأي ولا أعتقد أن هناك مــن يستطيــع التشكيــك بقــــدرة سليمان فرنجيــــة على اتخـــاذ القـــرارات التــي تحمي المصلحة الوطنية العليا وهو لم يساوم يوماً على المصلحة الوطنية والدور المسيحي.

ــ في الخلاصة، هل نحن أمام تعثر التسوية والى متى في تقديرك، في وقت يقول البعض ان الطبخة لن تنضج قبل الربيع؟

- التسوية لم تُعلن بشكل فعلي حتى نقول إنها تعثرت. الأجواء الإيجابية التي أدت للحديث عن هذه التسوية لم تتغير، وأشك بأن توجهات الدول المؤثرة سوف تتغير بين ساعة وأخرى. نحن اليوم بصدد جهد يبذل يسمح بأن يأتي الرئيس بإجماع وطني يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة من تاريخ لبنان والمنطقة.