تفاصيل الخبر

عضو كتلة التنمية والتحرير الدكتور قاسم هاشم بكل صراحة: لبــــنان لا يـــــزال فــي عـيـــن الـعـاصـفـــــة وفــي دائــــرة الاسـتـهــــداف الإرهـابــــــي!

01/07/2016
عضو كتلة التنمية والتحرير الدكتور قاسم هاشم بكل صراحة: لبــــنان لا يـــــزال فــي عـيـــن الـعـاصـفـــــة  وفــي دائــــرة الاسـتـهــــداف الإرهـابــــــي!

عضو كتلة التنمية والتحرير الدكتور قاسم هاشم بكل صراحة: لبــــنان لا يـــــزال فــي عـيـــن الـعـاصـفـــــة وفــي دائــــرة الاسـتـهــــداف الإرهـابــــــي!

بقلم حسين حمية

9-(2)---1

لا يزال الوضع الداخلي يراوح مكانه ولا يوجد خرق في جدار الأزمات المتراكمة بدءاً من الاستحقاق الرئاسي، لكن الكل يعول على جلسات الحوار المتتالية في 2 و3 و4 آب/ أغسطس المقبل التي ستناقش مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري المتمثلة بسلة الحل المتكاملة من رئاسة وحكومة وقانون انتخاب وانتخابات، علّ وعسى أن تكون <دوحة لبنانية> على غرار اتفاق الدوحة عام 2008. فهل هذا ممكن أم أن التعطيل بدأ من خلال رفع أصوات معارضة للسلة المقترحة بدءاً من الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟.

<الأفكار> التقت عضو كتلة التنمية والتحرير نائب شبعا والعرقوب الدكتور قاسم هاشم داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته في هذا الخضم، بالإضافة الى المستجدات الأمنية المتمثلة بالتفجيرات الانتحارية في بلدة القاع البقاعية بدءاً من السؤال:

ــ كيف قرأت التفجيرات الانتحارية في القاع، وهل ترى أن لبنان لا يزال في عين العاصفة والإرهاب لا يزال يستهدفه؟

- أكيد، فما حصل في القاع يؤكد ذلك، فالإدانة والاستنكار لا يجديان نفعاً اليوم. فدم الشهداء والجرحى أثمن من كل كلمات الاستنكار والشجب، وهذا الدم الذي سقط في القاع، إنما افتدى كل اللبنانيين وأكد للبنانيين ضرورة أن يتنبهوا الى وطنهم ولا يتركوه في مهب الريح في ظل العواصف التي تواجهه، وبالتأكيد فما حصل يؤكد مرة أخرى أن لبنان لا يزال في عين العاصفة وفي دائرة الاستهداف الإرهابي، وأمام خطرين دائمين: الخطر الإسرائيلي الدائم والداهم في آن عند حدودنا الجنوبية، وخطر الإرهاب التكفيري الآثم الذي يطل من الحدود الشرقية الشمالية. وما يحصل من تفجيرات بين الحين الآخر ومحاولات متكررة من الخلايا النائمة والمجموعات الإرهابية التي ترتبط بإرهاب المنطقة، يؤكد أن لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف ولولا العين الساهرة للقوى الأمنية لوجدنا أن لبنان يسبح أكثر في الدماء.

وأضاف:

- وطبعاً هذا الدم الذي سقط في ساحتنا نضعه في إطاره الوطني لنقول إن من أفشل هذا الإرهاب من أن يصل الى مبتغاه فيما كان يخطط له في القاع، هو الإرادة الوطنية التي تمثلت بهؤلاء المواطنين الذين تصدوا له، وهذا يؤكد مرة جديدة أن مواجهة الإرهاب اليوم تكون من ضمن معادلة وطنية هي معادلة <الجيش والشعب والمقاومة>، فالجيش والقوى الأمنية يقومان بدورهما بشكل واضح، والمقاومة تقوم بدورها والشعب اللبناني عين ساهرة وكل مواطن يجب أن يعتبر نفسه خفيراً، وهذا ما فعله أبناء القاع ليؤكدوا أن هذا الإرهاب لا ينتمي الى دين أو وطن أو طائفة أو مذهب، بل ان هويته هي القتل والإجرام.

الخطر الإسرائيلي

ــ ماذا عن الخطر الإسرائيلي الذي تحدثت عنه؟ وهل ترى حرباً ضد لبنان طالما أن العدو يهدد على مدار الساعة ويتوعد بأن يجعل لبنان دولة لاجئين نتيجة دماره الكامل؟

- لا شك أن الخطر الإسرائيلي مستمر ما دام هناك صراع مفتوح مع هذا العدو على كل الساحات والمساحات وفي كل الأوقات، وبالتالي فهذا الصراع على هذا النحو يستوجب منا أن نكون متحسبين لما يمكن أن يخطط له هذا العدو لأن لبنان لا يزال في دائرة الأطماع الإسرائيلية، خاصة وأن العدو لا يزال يحتل جزءاً من أرضنا وينتهك سيادتنا على مدار الساعة، ويخرق القرارات الدولية التي لا يقيم لها وزناً أساساً، ولو لم تكن هناك معادلة اسمها <معادلة الردع> التي أقامتها المقاومة مع هذا العدو بدءاً من العام 2000 لما تورع هذا العدو عن ارتكاباته الهمجية الإرهابية في كل لحظة. والتاريخ شاهد على همجية هذا العدو لكن المقاومة هي من وضعت حداً لعدوانه، لاسيما في حرب تموز/ يوليو 2006 بعدما صنعت الإنجازات والانتصارات على مدى العقود الماضية. وبالتأكيد لبنان الآن في دائرة الاستهداف الاسرائيلي وفي دائرة أطماعه، لكن لو يعرف هذا العدو أنه قادر على تحقيق مخططاته لما توانى لحظة عن ارتكاباته إلا أن التجربة علمته أنه لا يستطيع المراهنة مرة جديدة بعد عدوان 2006 على خوض الحرب ضد لبنان لأن المقاومة هي أكثر جهوزية واستعداداً لمواجهة جبروته.

ــ يحكى عن خاصرة شبعا الرخوة والمتصلة ببلدة بيت جن السورية واحتمال فتح الإرهاب لجبهة من هناك كمحاولة لتطويق المقاومة جنوباً، خاصة وأن التنسيق بين الإرهاب واسرائيل شغال على مدار الساعة. فكيف ترى ذلك؟

- الموضوع أكثر تعقيداً مما يعتقد البعض، فهناك من يعتقد ان الامر سهل لكن طبيعة المنطقة الجغرافية مختلفة عن الحدود الشرقية حيث لا يوجد تواصل مباشر بين شبعا وقرى جبل الشيخ السورية التي يدور فيها صراع بين النظام السوري والجماعات الارهابية، وبالتالي فالطبيعة الجغرافية الوعرة تمنع هذا التواصل، إضافة الى أن أبناء شبعا والجوار في منطقة حاصبيا والعرقوب يتفهمون مصلحة بلدهم ومنطقتهم وأبدوا منذ البداية كل استعداد لمواجهة كل الاحتمالات لإفشال كل النيات للمجموعات الإرهابية التي قد تسنح لها فرصة لإيجاد ثغرة بحيث لا تتوانى أبداً عن تنفيذ مشروعها الإرهابي.

واستطرد قائلاً:

- نحن منذ أكثر من 4 سنوات متنبهون لمثل هذه النيات وأعددنا كل عدة المواجهة علماً بأن لا بيئة حاضنة للإرهاب في المنطقة، بل ان هناك تفاهماً بين كل أبناء البلدة والمنطقة على كل المستويات السياسية وغيرها ليكونوا يداً واحدة في مواجهة من يحاول زعزعة الاستقرار في شبعا وجوارها، وقد اتخذت كل الإجراءات بهذا الخصوص حتى ان الجيش اللبناني والقوى الأمنية قاما بتعزيز مواقعهما هناك، وأن هناك تنسيقاً كاملاً لمواجهة كل الاحتمالات ولا داعي بالتالي للخوف أبداً، فالعين ساهرة والكل واعٍ للحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها.

بري وجلسات الحوار

ــ نأتي الى السياسة ونسألك عن سر حضورك كل لقاء أربعاء نيابي ونقل ما يدور من أحاديث مع الرئيس نبيه بري، وكأنك أمين سره وليس مجرد عضو في كتلة التنمية والتحرير فقط؟

- الموضوع هو تعبير عما يدور من أحاديث مع دولة الرئيس بري خلال الجلسات، ونحن نعبر بصدق وانتباه لما يقوله وما يمكن أن ينتظره اللبنانيون كل أربعاء بحيث يعولون على الدور الوطني للرئيس بري ويعتبرون أنه الملاذ الأخير لإيجاد المخارج للأزمات، وهذه نتيجة تجربتهم معه طوال العقود الماضية، ولهذا نحن مؤتمنون على ما يدور من أحاديث وتظهير لدور الرئيس بري لوضع اللبنانيين في أجواء الجهود التي يقوم بها لإخراج البلد من أزماته كي لا يصلوا الى مرحلة الإحباط واليأس، خاصة بالنسبة لأزمة الرئاسة المستمرة منذ أكثر من سنتين والتي تنذر بأسوأ النتائج إذا لم تجد حلاً لها، خاصة وأن هذه الأزمة تركت انعكاسات سلبية على واقع اللبنانيين ليس فقط السياسي وإنما الاقتصادي والاجتماعي والذي أصبح مزرياً، ولا بد من إيجاد الحلول لهذه الأزمة بمسؤولية من دون استخفاف، لاسيما وأننا نعيش حالة من الانهيار إذا ما استمر هذا الوضع المأساوي على حاله.

ــ لماذا في تقديرك عمد الرئيس بري الى تأجيل الموعد الى شهر آب/ أغسطس المقبل وقال إن هذه الجلسات هي آخر خرطوشة لإنقاذ البلد؟

- التوقيت له علاقة بظروف المتحاورين وانشغالاتهم، لا أكثر ولا أقل. وحاول دولته أن يسرع الموعد ويقربه، لكن ظروف المتحاورين حكمت بالتأجيل واختيار هذا التوقيت. ونحن اليوم نتحدث عن الأيام الثلاثة، والبعض تمسك بالشكل وبدأ باستهداف الاجتماع بالقصف الكلامي وطاول الشكل والعنوان تحت تسميات معينة بحيث ان البعض تحدث عن رفض ما يسمى بالخلوة أو بـ<دوحة لبنانية> أو ما شابه، وهي أيام للحوار مهما سماها الآخرون وكيفما شاؤوا، وهي خلوة وسلة وكل شيء.

وتابع يقول:

- هي هذا الوعاء المتكامل وإذا كان البعض لا يريد تسميتها بالسلة لأن السلة عادة تكون <مفخوتة>، فيمكن أن نسميها بـ<القفة> بالعامية.. فليس المهم التسمية، بل المهم ما ستذهب إليه النتائج من خواتيم لهذه الثلاثية الحوارية التي ستكون ترجمة لمبادرة الرئيس بري كسلة متكاملة شاء من شاء وأبى من أبى، وهي شبيهة لما حصل في اتفاق الدوحة عام 2008.

ــ وهل يمكن لبننة الحل دون الاعتماد كالعادة على راعٍ خارجي كما حصل في الدوحة وقبله في اتفاق الطائف وأماكن أخرى؟

- لا بد أن نصل الى حل للأزمة، ونحن حتى اليوم لم نستطع أن نكوّن نظامنا السياسي الى ما يطمئن أجيال المستقبل. وأساس تطوير النظام يبدأ من قانون الانتخاب، ولهذا فأي بحث بمعزل عن قانون الانتخاب لن يجدي نفعاً. وأعتقد أن هذا الحوار سيبحث بالاضافة الى الاستحقاق الرئاسي، قانون الانتخاب والحكومة على غرار الدوحة كسلة متكاملة، وبالتالي فعندما يتم التفاهم على بنود هذه السلة يمكن آنذاك إجراء الانتخابات الرئاسية.

اتفاق الطائف والمؤتمر التأسيسي

ــ البعض يحذر من الذهاب الى مؤتمر تأسيسي إذا اعتمدت هذه السلة ويشوش سلفاً على الحوار من خلال رفض هذه السلة. فلماذا تقول أو تنقل عن الرئيس بري بهذا الخصوص؟

- ليطمئن هذا البعض بأنه لن يكون هناك مؤتمر تأسيسي وكل ما سيحصل سيكون تحت سقف اتفاق الطائف. فهذا البعض اعتاد على محاولة التشويش والتعطيل للاستفادة والاستثمار بهدف الكسب الشعبي لا أكثر ولا أقل، ولكن ليطمئن هذا البعض لأن كل ما سيطرح سيكون تحت سقف اتفاق الطائف ولا احد سيطرح المؤتمر التأسيسي ولا أي نقلة الى جمهورية جديدة. لكن ما هو معروف لا بد من تحريك الجمود الحاصل وإيجاد الحلول عبر التصدي لكل العناوين الخلافية بدءاً من قانون الانتخاب الذي يعتبر المفتاح الأساس لتطوير النظام وإعادة ترتيب السلطة من جديد.

وأضاف:

- وهنا لا بد من اعتماد النظام النسبي ولبنان دائرة واحدة كأساس لتطوير النظام ولبناء العلاقات الصحيحة بين اللبنانيين وبين الوطن والمواطنين من خلال المواطنية الصحيحة.

السلة ومشروع حكومة ميقاتي

ــ هناك رفض لهذه السلة، لاسيما من الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويدعوان الى انتخاب الرئيس فوراً كمفتاح لحل كل الأزمات. فماذا تقول؟

- لقد سبق أن تم البحث على طاولة الحوار في كل النقاط التي ستكون مدار الحوار المقبل، لا بل طرح أيضاً موضوع جديد هو اللامركزية الإدارية، وهذا سيبحث أيضاً على طاولة الحوار.

وتابع يقول:

- طبعاً نحن نعرف كيف أن البعض يتعاطى مع القضايا والمبادرات وكيف يستبق الأمور. فهذا البعض يرفع من مستوى مواقفه ليصل الى ما هو واقعي خلال البحث والنقاش.

ــ وهل أنتم متمسكون بمشروع الرئيس بري المتمثل بالمناصفة بين النسبي والأكثري؟

- طبعاً لأننا نرى أن هذا القانون هو الأفضل رغم أننا نحبذ النسبية الكاملة ونعتبر أن الوصول الى هذا القانون هو خشبة الخلاص للبنان من ازماته.

ــ ولماذا تلويح الرئيس بري بطرح مشروع حكومة الرئيس ميقاتي القائم على النسبية وتقسيم لبنان الى 13 دائرة؟

- طرح حوالي 17 اقتراح قانون الى جانب مشروع حكومة الرئيس ميقاتي والذي كان المشروع الوحيد بين هذه الاقتراحات، وإذا كان لا بد من التعاطي مع هذا الموضوع بشكل دستوري فقد كان يجب البحث في أي مشروع وفق ما تطرحه الحكومات، لكننا نعيش ظروفاً استثنائية وغير طبيعية وتعودنا على ذلك، ولهذا كانت هناك اقتراحات قوانين ولكن الحكومات لم تقدم سوى مشروع حكومة الرئيس ميقاتي وهو يعتمد لبنان 13 دائرة وفق النظام النسبي. وقد اقر الجميع اليوم بمبدأ النسبية إنما الخلاف هو حول حدود وحجم هذه النسبية.

وأضاف:

- من هنا، كان يجب طرح مشروع القانون المختلط لكي تكون هناك مساحة مشتركة بين كل الطروحات وبين كل الأفرقاء للوصول الى تفاهم واعتماد هذا النظام لمرحلة انتقالية وصولاً الى النسبية المطلقة مستقبلاً.

ــ لا عودة الى قانون الستين وإلا فثورة شعبية كما قال الرئيس بري؟

- أكيد، فالرئيس بري واضح في هذه الرؤية لأنه يرى الأمور بواقعية، وهو يقرأ الانتخابات البلدية والاختيارية، ولذلك كان هذا المنطلق في كلامه، وهو دائماً يقول إنه لو لم تكن هناك طائفية في لبنان لنجحت الثورات منذ زمن بعيد.

ــ وهل التمديد للمجلس ذاهب الى غير رجعة؟

- أبداً، لا تمديد مهما كانت الظروف، وحيث لم يعد هناك من مبرر للتمديد بعد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، سواء اتفقنا على قانون الانتخاب أم لم نتفق، لكن مع هذا حذر الرئيس بري بأن الذهاب الى قانون الستين سيقودنا الى ثورة بيضاء.