تفاصيل الخبر

عضو كتلة «المستقبل» وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج: الـــرئـيـس الـحـريــــري اخـتــــار الـوزيــــر فـرنـجـيــــة لأنــه مـؤمــن باتـفــاق الطـائـــف عـكـس العمـــاد عـــون!

19/02/2016
عضو كتلة «المستقبل» وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج: الـــرئـيـس الـحـريــــري اخـتــــار الـوزيــــر فـرنـجـيــــة  لأنــه مـؤمــن باتـفــاق الطـائـــف عـكـس العمـــاد عـــون!

عضو كتلة «المستقبل» وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج: الـــرئـيـس الـحـريــــري اخـتــــار الـوزيــــر فـرنـجـيــــة لأنــه مـؤمــن باتـفــاق الطـائـــف عـكـس العمـــاد عـــون!

 

3تصدرت عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري المشهد  الداخلي هذا الأسبوع، خاصة مع تأكيده بأن إقامته في لبنان ستطول وسينزل في الثاني من آذار/ مارس المقبل الى مجلس النواب لحضور انتخاب رئيس الجمهورية، في وقت تفاعل خطابه في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مجمع <البيال>. فهل هي عودة للملمة شمل الحلفاء في <المستقبل> وفي 14 آذار بعدما تفرّق العشاق، لاسيما القوات اللبنانية ومحاولة تغريد البعض خارج السرب كالوزير أشرف ريفي؟!

<الأفكار> التقت عضو كتلة <المستقبل> وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج وحاورته على هذا الخط، بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي بدءاً من السؤال:

ــ كيف تقارب عودة الرئيس سعد الحريري وهل هي فرصة للملمة قوى 14 آذار وتيار <المستقبل> بعد التباينات التي حصلت إثر ترشيحه للوزير السابق سليمان فرنجية؟

- الرئيس الحريري جاء لإحياء ذكرى 14 شباط وعودته لا تحمل أبعاداً أكثر من ذلك، لكن نتيجة وجوده في لبنان، فمن المؤكد أن يتحرّك سياسياً مع كل الأطراف ويجري تقييماً للوضع وما إذا كان تيار <المستقبل> نجح في العمل الذي قام به في المناطق أم لا، وما هي الثغرات الموجودة بغية إصلاحها.

ــ لكنه قال إن إقامته ستطول، فماذا تحمل من دلالات؟

- لم يقل إن إقامته ستطول، بل قال إنه موجود الآن في بيروت، وأظن أنه لم يقرر بعد كم سيبقى هنا، لأن هناك أعمالاً في الخارج لا بد أن يواكبها.

ــ أليس العامل الأمني هو سبب بقائه في الخارج؟

- أكيد.. فالرجل مهدّد في كل لحظة وكل الناس يعرفون أن الأسباب الموجبة لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تزل موجودة، ولا أحد كان في وارد أن ابن الشهيد سينال هذا الثقل السياسي والشعبي، وكان في تصور الجناة أن اغتيال رفيق الحريري سيمر مرور الكرام، ويتأقلم بعدها الناس مع الواقع، لكن ثبت العكس وتبين أن سعد الحريري الذي لم يكن يملك أي تجربة سياسية أثبت وجوده وأكمل مسيرة والده، وبات <لولب> الحركة السياسية الداخلية خاصة عندما يكون في بيروت، والناس ينظرون إليه بأمل، حتى ان وجود الشيخ سعد في بيروت يظهر من خلال حالة التوتر في خطابات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

 

 الحريري وتعزية نصر الله

ــ كيف ذلك، وخطابه الأخير في ذكرى القادة الشهداء لم يأتِ على ذكره؟

- كنا نعرف أنه لن يأتي على ذكر الحريري في خطابه.

ــ أليس هذا جيداً، مما يخفف من الاحتقان لاسيما وأنه تقدّم منه بالتعزية لمناسبة ذكرى 14 شباط؟

- التعزية واجب عام، وليس هذا معناه أن الأمور السياسية المستعصية قد حلّت. ولا شك أن الكلام الذي قاله سعد الحريري في خطابه في <البيال> هو كلام منطقي، لاسيما عندما دعا الى النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، خاصة بعدما قال السيد حسن نصر الله أن نوابه لن ينزلوا الى الجلسة إلا بعد تأمين فوز مرشحه العماد ميشال عون، فهذه خطوة تتناقض مع المبدأ الديموقراطي وأشبه بتعيين الرئيس.

ــ كيف تفسّر دعوة الرئيس الحريري النزول الى المجلس لانتخاب أحد المرشحين الثلاثة وهم: العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والنائب هنري حلو دون إعلان ترشيحه رسمياً النائب فرنجية؟

- لا يوجد ما يُسمى إعلان الترشيح في لبنان، ويمكن لمجلس النواب أن ينتخب من يريد من النواب أم من غير النواب. وسعد الحريري نسج اتفاقاً مع سليمان فرنجية بعدما حاول إنجاز اتفاق مع العماد عون، لكن لم تسر الأمور كما يجب.

ــ لماذا استطاع التوافق مع الوزير فرنجية عكس ما حصل مع العماد عون؟

- الوزير فرنجية وجد أن هناك فرصة مؤاتية وحصلت مشاورات بين بعض مستشاريه ومستشاري الرئيس الحريري، ما أدى الى تفاهم رئاسي. وهنا أؤكد أن الرئيس الحريري أبلغ الحلفاء بهذه اللقاءات. وتقديري أن الحريري اختار فرنجية كونه ملتزماً باتفاق الطائف ومقتنعاً به، رغم إيمانه أن الطائف لم يطبّق كما يجب حتى في عهد الوصاية السورية، فيما العماد عون يعارض هذا الاتفاق ويدعو الى تغييره، وهذا امر صعب المنال لأننا نعتبره يكلف الكثير بعدما أُنجز بميزان الجوهرجي نظراً لتركيبة لبنان الطائفية والمذهبية، وبالتالي هذه هي النقطة الأساسية التي جعلت سعد الحريري لا يوافق على تبني ترشيح العماد عون، رغم علمه الكامل بأن هناك خلافات مع فرنجية حول عناوين شتى بدءاً من تدخل حزب الله في سوريا، إضافة الى النظرة حول سلاح حزب الله والعلاقة مع النظام السوري، لكن رغم ذلك، وافق الحريري على فرنجية طالما أنه مؤمن باتفاق الطائف ويريد تطبيق المشروع الاقتصادي الذي تبناه تيار <المستقبل> منذ الأساس لإنقاذ اقتصاد لبنان.

مصير جلسة 2 آذار المقبل

 

ــ ألم يكن من المفروض أن يعلن عن النزول الى المجلس لانتخاب مرشحه النائب فرنجية بدل القول لاختيار واحد من ثلاثة؟

- هناك ثلاثة مرشحين، ومن الممكن أن يكون هناك مرشحون آخرون في اللحظات الأخيرة. فالقضية ليست هنا، بل إن الحريري وتيار <المستقبل> يدعوان الى انتخاب رئيس وليس الى تعيين رئيس. فقد انتهينا من التعيين، والسيد حسن نصر الله قال في خطابه إنه يريد التعيين طالما لا ينزل نوابه الى المجلس إلا لانتخاب ميشال عون، لكن نحن نترك للعبة الديموقراطية أن تأخذ مداها ونصوّت لمرشحنا، وإن لم يفز نبارك للآخر ونقول له مبروك.

ــ تجري محاولات من قبل الرئيس الحريري لتمرير الانتخاب في جلسة الثاني من آذار/ مارس المقبل. فهل هذا ممكن إذا قاطع العماد عون وحزب الله؟

- هذا ليس وارداً لأن النصاب الدستوري وهو 86 نائباً لا يتأمن في غياب حزب الله والعماد عون، حتى ان النائب فرنجية لم ينزل في الجلسة السابقة واشترط نزول حزب الله والعماد عون، وبالتالي هناك دعوة للنزول الى المجلس في هذه الجلسة وانتخاب الرئيس ووقف التعطيل الحاصل.

ــ هل هناك رئاسة من صنع محلي أم أن المبادرات الداخلية لا تطعم خبزاً والأمر مرتبط بالأوضاع الإقليمية؟

- نتمنى أن يكون الاستحقاق لبنانياً، لكن يُطرح السؤال عن مقاطعة حزب الله، وبالتالي هذا معناه أن إيران لا تريد إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني حالياً، بانتظار تطورات المنطقة،لا بل أرى نفسي غير مقتنع بتأييدها ميشال عون للرئاسة، كما أرى أن المقاطعين لانتخاب الرئيس يريدون رئيساً لجمهورية جديدة وليس للجمهورية الحالية.

ــ هل تقصد المؤتمر التأسيسي؟

- بدون أن نسميه مؤتمراً تأسيسياً كما سبق وقلت أكثر من مرة منذ العام 2007، إنما تبين أن هناك نية لهذا المؤتمر من خلال طرح المشروع الأرثوذكسي، وقلنا إنه من سابع المستحيلات أن نسير بهذا القانون لأنه مشروع حرب أهلية ومشروع تطرف كبير ينتج نواباً متطرفين في كل طائفة ومذهب، إضافة الى قولهم إنهم لن يسيروا في إجراء انتخابات، إلا وفق قانون جديد لكي يؤمنوا الأكثرية الساحقة، وهذا كحال المؤتمر التأسيسي الذي يعتبر كطاولة الحوار لكن من دون شرعية رسمية أو قانونية ودستورية، فيما تعديل القوانين وسن دستور جديد  للبلاد يكتسب دستورية.

ــ ألم يتنازل السيد حسن نصر الله في خطابه ما قبل الأخير عن السلة المتكاملة عندما جدد تأييده للعماد عون؟

- عظيم، الأمر ذاته، فإذا نجح عون، فهو كفيل بإنجاز السلة المتكاملة ويريد تغيير النظام، وسمير جعجع هو أول من طرح المرشح التوافقي وأبدى استعداده للانسحاب من المعركة، لكي يدير هذا الرئيس الازمة وليس لينهيها، لأنه لا يستطيع وحده أن يفعل شيئاً، خاصة وأن الحكومة برهنت أنها لا تستطيع إدارة الأزمة وتعيش بالمساكنة والخلافات الدائمة والوضع كارثي. ولا بد في النهاية من رئيس للجمهورية وحكومة تجتمع وتأخذ قرارات لمعالجة الأوضاع على كل الصعد.

ــ ماذا عن تأييد القوات اللبنانية للعماد عون وألا يخلط بذلك الأوراق ويقوي الموقف المسيحي بحيث لا يمكن تجاوزه، كما لا يمكن تجاوز العصب السني والشيعي؟

- أنا ضد أن يكون الموقف المسيحي هو الوحيد الذي يرجح اختيار رئيس للجمهورية.

ــ ألا يحق للموارنة ذلك، طالما ان الأمر يتكرر عند السنّة والشيعة؟

- هذا غير صحيح، بالأمس جاءت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، واليوم جاء الرئيس تمام سلام بعد توافق كل الأطراف على اسمه.

 

<المستقبل> تيار عابر للطوائف

ــ جاء الرئيس ميقاتي وقامت الدنيا ضده، حتى أننا شهدنا تظاهرات ورفع غطاء عن هذه الحكومة. أليس كذلك؟

- التظاهرات حصلت ضد حكومة ميقاتي لأن الرئيس ميشال سليمان عمد آنذاك الى تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة لمدة أسبوع بعد ضغط من <القمصان السود> الذين نزلوا في بيروت، وإلا كانت نتيجة الاستشارات لصالح الرئيس سعد الحريري، خاصة وأن النائب وليد جنبلاط كان سيؤيده، ولذلك قامت التظاهرات احتجاجاً على ما حصل في بيروت الى أن تدخل الوسطاء من أتراك وقطريين لدعم الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي كانت التظاهرات ضد التدخل الشيعي الذي منع وصول سعد الحريري.

ــ وهل يأتي رئيس للمجلس غير نبيه بري؟

- يمكن إذا جرت انتخابات ديموقراطية، لكن العرف يقول إن رئيس المجلس يكون إما من الجنوب وإما من البقاع، وبالتالي من الواضح أن أسهم الرئيس بري مرتفعة في هذا المجال، لا بل أقول إن العصب الماروني اليوم هو عند سمير جعجع خاصة بعدما عمد الى تأييد العماد عون، وبالتالي خيراً فعل سعد الحريري عندما قال إن تيار <المستقبل> عابر للطوائف، ويرفض أن يكون تياراً سنياً، رغم أن هذا الشعار يكلفه الكثير في الشارع السني الذي يريد أن يتماثل مع باقي الطوائف في وجود مرجعيات تمثله. ولذلك يرفض سعد الحريري ان يكون زعيماً سنياً، ولا يجوز لأحد أن يحدد أين حدود الزعامة، بل الشعب وحده هو من يقرر من هو الزعيم، وسعد الحريري يسير وفق الخط الذي رسمه والده كزعيم وطني عابر للطوائف والمذاهب.

ــ كيف هي العلاقة مع القوات اليوم بعد خطاب <البيال> وحديث الحريري عن المصالحة المسيحية، وهل عشاء معراب ردم الهوّة بين الحريري وجعجع، أم أن وحدة 14 آذار مهدّدة؟

- العشاء في معراب لم يأتِ نتيجة ما حصل في <البيال> بل كان مقرراً من قبل، لأن الحريري كان ينوي زيارة جعجع أساساً، كما زار باقي المرجعيات، لكن في المبدأ فإذا تبنت القوات ترشيح عون و<المستقبل> تبنى ترشيح فرنجية، فهذا ليس معناه الافتراق، لأن ما يجمع الفريقين أكثر من الملف الرئاسي ووحدة 14 آذار باقية، لكن من الضروري كما قال الرئيس الحريري بعد 11 سنة من وجود 14 آذار، تقييم الوضع، وهو طلب من منسق الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد إجراء اجتماعات بهذا الخصوص ومراجعة الأخطاء بغية تصحيحها.

ــ ولد المجلس الوطني لقوى 14 آذار ولم يقم بما يجب. أليس كذلك؟

- لا أعرف لماذا لم يفعل ذلك، رغم أن هذا المجلس يضم غير حزبيين، إنما أعتقد أن فارس سعيد قادر على لملمة الوضع من جديد  وعلى التواصل مع أركان 14 آذار بسهولة.

ــ ماذا عن التباين بين الحريري ووزير العدل أشرف ريفي، وهل تم غسل القلوب بينهما، ولماذا لم تتضامنوا كوزراء لـ<المستقبل> مع الوزير ريفي عند انسحابه من الجلسة؟

- حصل تفاهم بينهما وكل واحد أوضح موقفه، والرئيس الحريري كان واضحاً ورفض أن يزايد عليه أحد. ونحن كوزراء في تيار <المستقبل> تهمنا شؤون الناس، كما تهمنا قضية الوزير ميشال سماحة، إلا أن هذا البند كان وارداً على الجدول وسيناقش وسيتخذ مساره بعد المناقشة والتوافق حوله، لكن الوزير ريفي بصفته السابقة كمدير عام لقوى الأمن الداخلي ولديه معطيات أمنية يعرف لماذا اغتيل اللواء وسام الحسن، خاصة وأن ملفه مرتبط بملف الوزير سماحة، وقام بإنجاز بهذا الخصوص، ومن الطبيعي أن يلحّ الوزير ريفي على بت هذا الملف لاسيما وأنه ابن الشمال أيضاً، وهذه المنطقة هي التي كانت مستهدفة من خلال ما كان ينوي سماحة فعله من خلال اعترافاته، ولذلك يعتبر أن هذا الملف أهم بكثير من بند ترحيل النفايات وتثبيت متطوعي الدفاع المدني وعناوين أخرى.