تفاصيل الخبر

عضو كتلة ”المستقبل“ محمد قباني في حديث حول القدس ومبادرة مجلس النواب: قــــرار ”تــــرامـب“ يـتـســــوّل دعــــم ”اللـوبـــي“ الصهيـونــي خـوفـــــاً مـــن إقـالـتـــــه مـسـتـقـبــــلاً مــــن الـرئـاســــة!

15/12/2017
عضو كتلة ”المستقبل“ محمد قباني في حديث حول القدس ومبادرة مجلس النواب: قــــرار ”تــــرامـب“ يـتـســــوّل دعــــم ”اللـوبـــي“ الصهيـونــي خـوفـــــاً مـــن إقـالـتـــــه مـسـتـقـبــــلاً مــــن الـرئـاســــة!

عضو كتلة ”المستقبل“ محمد قباني في حديث حول القدس ومبادرة مجلس النواب: قــــرار ”تــــرامـب“ يـتـســــوّل دعــــم ”اللـوبـــي“ الصهيـونــي خـوفـــــاً مـــن إقـالـتـــــه مـسـتـقـبــــلاً مــــن الـرئـاســــة!

 

بقلم حسين حمية

2

توقيع الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> على قانون الكونغرس الأميركي الصادر عام 1995 والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولــــة الكيــــان الغــــاصب ونقــــل السفــــارة الأميركيـــة مــن تــــل أبيب الى القدس، أحـــدث ردة فعـــــل عربيــــة وإسلاميـــــة ودولية غاضبة ورافضة لهذا القرار الأرعن الذي رفضه لبنان الرسمي والشعبي، وبادر مجلس النواب الى اتخــــاذ توصية بتكليف الحكومة اللبنانية إبلاغ الإدارة الأميركية رفـــض القــــرار والطـــلب إليهـــــا العــــودة عنه. فماذا يقول نواب الأمة حيال ما حصل؟

<الأفكار> التقت عضو كتلة <المستقبل> رئيس لجنة الأشغال والنقل النائب محمد قباني داخل منزله في الروشة وحاورته في هذا الخضم وتطرقت معه الى الموقف الواجب اتخاذه عربياً وإسلامياً، إضافة الى الشأن الداخلي لاسيما استقالة الرئيس سعد الحريري والعودة عنها بدءاً من السؤال:

ــ بداية نسألك: كيف قرأت قرار الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان ونقل السفارة الأميركية من تل إبيب إليها؟

- أميركا ليس سراً أنها منحازة تماماً الى إسرائيل، وقد تكون لأميركا سياسة خارجية مختلفة في بعض المناطق من العالم، أما بالنسبة لمنطقتنا العربية فإن سياسة أميركا هي سياسة اسرائيل، وما تخططه اسرائيل يعتبر تخطيطاً أميركياً وهذا الأمر يتأكد شيئاً فشيئاً، وخاصة بالنسبة لقرار <دونالد ترامب> الأخير الذي نعتقد أنه حماقة يرتكبها الرئيس الأميركي نتيجة جهله لتاريخ هذه المنطقة وللتاريخ العربي والاسلامي عموماً، وهو الذي عادى المسلمين أصلاً عندما قرر ألا يمنحهم سمات دخول الى الولايات المتحدة، لكن هناك سبباً إضافياً لهذا القرار وقد يكون صحيحاً، وهو أن <ترامب> يعاني من ضيق داخلي نتيجة الاتهامات بالفساد على أنواعه، وبالتالي يخشى أن يصل الى مرحلة إقالته من الرئاسة، ولذلك قرر أن يأخذ قراراً يستطيع من خلاله أن يحصل على دعم قوي من <اللوبي> الصهيوني في الولايات المتحدة، وهذا <اللوبي> قوي بالطبع، ولذلك بغض النظر عن مصالح أميركا، فهو تفتيش عن مصلحته الشخصية وعن بقائه في الرئاسة ولهذا اتخذ هذا القرار، واتضح أنه كمن وضع رأسه في وكر دبابير.

ــ وما هي مفاعيل هذا القرار على اسرائيل، وهل يقدم الكيان على إنشاء المزيد من المستوطنات فيها وتطويقها وعزلها عن الضفة وصولاً الى الاستيلاء على المسجد الأقصى؟

- اسرائيل تحاول فرض أمر واقع يتخطى ويلغي مفاعيل القرارات الدولية، لاسيما 242 و338 عبر العمل لتشتيت الفلسطينيين في بقع صغيرة من الضفة، فضلاً عن القطاع الذي لا يرتبط بالضفة والذي لا تريده اسرائيل لأنه يحوي ثقلاً بشرياً كبيراً متفجراً، وبالتالي فإسرائيل ستسرع في وتيرة بناء المستوطنات التي لاقت بعض الصعوبات لأن عدداً من الدول الأوروبية قاطعت المنتوجات المصنعة في المستوطنات الاسرائيلية، لكن ما حدث مؤخراً أن هذا القرار يعطي شرعية المستعمر وهو الولايات المتحدة لمغتصب الأرض وهو اسرائيل، وبالتالي كنا بوعد <بلفور> المشؤوم قبل مئة سنة تماماً وصرنا اليوم بوعد <ترامب> الملعون، لكن علينا ان نتذكر كعرب أن الأمور لا تؤخذ بالقوة وان التاريخ لا بد أن يعيد نفسه. فقد احتل الصليبيون القدس لحوالى 200 عام، لكنها حُرّرت فيما بعد وبالتالي التاريخ يعيد نفسه اليوم.

المطلوب فلسطينياً وعربياً

ــ ما المطلوب فلسطينياً في هذه اللحظة؟

- المطلوب فلسطينياً تصعيد انتفاضة جديدة تكون أكثر شمولية وحدة، ولا أعني بالحدة قوة النيران، بل قوة الإرادة. وشباب فلسطين الذين رأيناهم في الأيام الأخيرة وهم  يرشقون العدو بالحجارة وذكرنا ببدايات الانتفاضة عندما كنا نسمي هؤلاء الفتية أطفال الحجارة الذين يستطيعون تحدي الدبابة والمدفع. فلا شك سيسقط شهداء وضحايا من الجرحى والمعوقين، لكن التحرير لا يمكن أن يتم مجاناً.

وأضاف:

- بالإضافة الى ذلك، لا بد أن تتوحد القوى الفلسطينية بدءاً من مصالحة <فتح> و<حماس> التي يجب أن تتعزز وتتأكد، ويضاف اليها سائر الفصائل الفلسطينية التي يجب أن تكون صفاً واحداً ليس فقط في عضوية منظمة التحرير بل صفاً واحداً في كل التفاصيل وعلى الأرض، وتجمعهم على الصعيد الرسمي منظمة التحرير الفلسطينية وعلى الصعيد الشعبي انتفاضة كبيرة.

ــ ألا يجب أن يعلق الفلسطينيون اتفاق <اوسلو> المعقود عام 1993 ويسحبوا شرعية الاعتراف بالكيان ويوقفوا التنسيق الأمني مع اسرائيل؟

- اعتقد أن اتفاق <أوسلو> أصبح في حكم الميت والمطلوب ربما شهادة وفاة له، لكن حتى بدون شهادة وفاة فالميت هو ميت، فهذا الاتفاق كان كثيرون يعترضون عليه وأنا واحد منهم لأنه اتفاق مجحف ومسخ وأصبح اليوم في حكم الميت. وعلى السلطة أن تأخذ قراراً تاريخياً بوقف التفاوض مع الاسرائيليين ووقف التعاطي مع الأميركيين على أنهم وسيط. فالأميركيون ليسوا وسيطاً بل هم طرف اسرائيلي مئة بالمئة ولا تصلح أميركا لتكون الراعي الصالح لأي مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية.

ــ وما المطلوب عربياً؟

- المطلوب من العرب أن يتذكروا أنهم عرب وأن يمارسوا عروبتهم في حدها الأدنى، وهذا الحد الأدنى هو وضع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في كل مشاريعهم السياسية بحيث تكون الأولوية استعادة فلسطين دولة موحدة الأوصال وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم، ويجب أن يكون هذا الهدف هو الأول قبل أي شيء آخر، ولنسمو على الخلافات الداخلية وكفانا صداماً واقتتالاً داخلياً في أقطارنا العربية. وأوجه كلاماً الى إيران لأقول أن تتركنا لهمومنا العربية ولا تتدخل في شؤوننا.

ــ ألا يفترض بالدول المطبعة مع اسرائيل والتي تعقد معها اتفاقيات سلام أن تعيد النظر في هذه الاتفاقيات لاسيما مصر والأردن؟

- أعتقد أن الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل، يجب عليها أن تقطع هذه العلاقات، وبالتالي أن تبدأ على الأقل بسحب السفراء، والمطلوب من شقيقتنا الكبرى مصر ان تعود الى دورها العربي الذي لا يمكن أن يكون إلا من بوابة فلسطين، فلقد قدمت مصر من خلال بوابة فلسطين الكثير الكثير من التضحيات، وكلنا بالطبع نذكر القائد العظيم جمال عبد الناصر الذي نحتفل بعد شهر بمئوية ميلاده، كيف أنه قرر الثورة عندما كان يخوض حرب فلسطين في الفالوجة وكيف انه اكتشف أن الاسلحة الفاسدة هي سبب أساسي للهزيمة، واعتبر بالتالي أن المعركة الحقيقية هي في القاهرة، وليس في الفالوجة وعاد ليؤسس مع رفاقه الضباط الأحرار الذين حكموا مصر ولا يزال النظام الحالي وهو امتداد لتلك المرحلة الذهبية.

واستطرد قائلاً:

- المطلوب اليوم أن نستفيد من هذه المرحلة الذهبية وأن تعود مصر الى دورها العربي، وهي أصلاً ضعيفة بدون العرب، والعرب ضعفاء أيضاً بدون مصر. فهي تقوى بالعرب والعرب يقوون بها، والبوصلة والمدخل دائماً من فلسطين.

ــ ألا يفترض على الأقل اتخاذ موقف تجاه أميركا؟

- أعتقد أن سحب السفراء العرب يجب أن يُتخذ كقرار كحد أقصى وتقديم احتجاجات عبر الجامعة العربية والسفارات الأميركية، ومن خلال السفراء العرب في واشنطن. ناهيك عن توجيه رسائل احتجاج الى الامم المتحدة. ونأمل أن يساهم المؤتمر الاسلامي الذي عقد في اسطنبول في  اتخاذ قرار مهم لأن القدس هي بالنسبة للمسلمين عموماً أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد ومهد السيد المسيح عليهما السلام.

 

موقف لبنان ومبادرة المجلس

ــ ماذا عن مبادرة الرئيس نبيه بري لعقد جلسة نيابية للاعتراض على قرار <ترامب> وإدانته؟

- بيروت لم تقصّر يوماً في واجبها تجاه فلسطين وهي ستستمر في هذا الواجب في كل الظروف حتى وإن كانت صعبة، لأننا نعلم أن ظروف لبنان اليوم صعبة من الناحية الاقتصادية، لكننا لم نقطع الأمل بدور فاعل للبنان ككل ولعاصمته ولشعبنا الطيب في نصرة اخواننا الفلسطينيين. أما بالنسبة للمجلس فهو قام بخطوة ايجابية وأجمعت كل الكتل على إدانة التصرف الأميركي وعلى تأكيد واجب التضامن مع الشعب الفلسطيني خاصة مع القدس الشريف. وكان الملاحظ أن العديد من الخطباء استعانوا بكلمات للاخوين رحباني في أغنيات فيروز ووصفوا القدس بزهرة المدائن، وبالتالي مجلس النواب قدم توصية الى الأمم المتحدة برفض هذا القرار.

ــ كيف قرأت استقالة الرئيس سعد الحريري والعودة عنها؟

- ولدت حكومة الرئيس سعد الحريري بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً نتيجة اتفاق كان ضمن بنوده النأي بالنفس عن الخلافات في المنطقة العربية، لكن الذي حدث أن الرئيس الحريري وفريقه السياسي التزم النأي بالنفس، لكن الفريق الآخر لم يلتزم بل استمر منحازاً الى النظام السوري، واستمر في مختلف المواقف المصعدة ضد دول الخليج وخاصة السعودية، ونحن نعلم أن للمملكة فضلاً كبيراً على لبنان واللبنانيين، فهي عمّرت الجزء الأكبر من البنى التحتية اللبنانية بعد حرب تموز/ يوليو 2006، واللبنانيون المنتشرون في المملكة هم دعامة اقتصادية للبنان ويرسلون ما لا يقل عن 4 مليارات دولار كل سنة، فضلاً عن الدعم الذي يتلقاه لبنان من المملكة ودول اقليمية اخرى.

وتابع قائلاً:

- لذلك كان الرئيس الحريري مضغوطاً على نفسه وكان هناك نوع من الألم في نفوس جمهوره، ولا أريد الخوض في تفاصيل ما حدث لأن الرئيس الحريري نفسه لا يريد أن يخوض في هذه التفاصيل، بل المهم اننا استمعنا الى استقالته من الرياض، وبعد ذلك استمعنا إليه في بيروت، والذي حدث بين المحطتين هو أن مجلس الوزراء أعاد مجتمعاً الالتزام بالنأي بالنفس واحترام الاتفاقيات التي تمت من خطاب القسم الى البيان الوزاري الى القرار 1701، ونأمل أن تتم ترجمة هذا الاتفاق عملياً لعلنا نشهد استقراراً في هذه المرحلة الصعبة لحماية بلدنا.

 

الحريري المعتدل

ــ يقال إن الفريق الآخر احتضن الرئيس الحريري أكثر من فريقه، لا بل يقال إن البعض من فريقه انقلب عليه، فماذا تقول؟

- من الواضح أن فريق الثامن من آذار لا يريد أن يستبدل الرئيس سعد الحريري لأنه يمثل سياسة الاعتدال الحقيقية، وهو ايضاً يمثل قيادة الثقل في الساحة السياسية السنية، وبالتالي لا يوجد أفضل من سعد الحريري لكي يترأس الحكومة وهو يمثل الاعتدال في السياسة المحلية وعدم الانحياز في السياسة الخارجية أي النأي بالنفس، وبالتالي ما يفعله الثامن من آذار ليس منة للرئيس الحريري بل من أجل مصلحة هذا الفريق.

ــ هل وارد أن يقوم تيار <المستقبل> بغربلة في فريقه؟

- هذا الكلام لا يناقش في الاجتماعات الرسمية، بل متروك للرئيس الحريري شخصياً، وأنا لست على اطلاع بما يفكر فيه ولست جزءاً من المطبخ الداخلي.

ــ التسوية تعززت وستستمر؟

- حتى الآن التسوية مستمرة ونأمل أن تستمر.

ــ هل ستترجم انتخابياً عبر التحالف الخماسي كما يحكى؟

- أحياناً يصدر مثل هذا الكلام ولكنني لا أعتقد أنه سيتم تحالف خماسي، إنما هناك تقارب بين قوى كانت تشكّل أضداداً في السابق، لكنني لا أعتقد انها ستشكل جبهة ضد الآخرين لأنه لم يبقَ خارج هذه القوى سوى القوات اللبنانية والكتائب والأحزاب العقائدية وستتم التحالفات <على القطعة> كما يقال، لكن الأجواء التي سادت في الاتفاق الأخير قد تساعد على الوصول الى تحالفات تستطيع أن تكون رابحة أكثر من سواها.

ــ وهل يمكن التحالف مجدداً مع القوات التي انقلبت على الرئيس الحريري وكذلك الكتائب؟

- لا أريد استعمال كلمة الانقلاب، لكن طبعاً كان هناك موقف للقوات يقول إن الاستقالة كان يجب أن تتم قبل ذلك وانها تأخرت لكن بعد ذلك قالت القوات كلاماً آخر وأنها هي التي تحدد متى يستقيل وزراؤها.

ــ هل لا زلت على موقفك بعدم الترشح؟

- صحيح، لن أترشح.

ــ هل سيحصل تغيير في نواب بيروت حتى يقال إن نواة لائحة الحريري تضمه الى جانب الرئيس تمام سلام والوزير نهاد المشنوق؟

- أعتقد أن تغييراً سيحصل في نواب بيروت خاصة مع النظام النسبي والصوت التفضيلي حيث لا يستطيع أحد أن يفوز بجميع المقاعد لأن الأقليات تستطيع أن تتمثل شرط أن تؤمن 10 بالمئة من أصوات المقترعين، وأعتقد أن هذا الأمر يمكن تحقيقه لأن أي قوة منفردة لا تستطيع أن تتجاوز 90 بالمئة من المقترعين.

وأضاف:

- أما عن نواة اللائحة فمن المبكر الحديث عن ذلك ولا أريد أن أعلق على ذلك، وكل هذه الأمور سابقة لأوانها، لكن تحالف الرئيس الحريري مع الرئيس تمام سلام أمر طبيعي ووارد لأن الرئيس سلام يرث زعامة آل سلام وهي لم تنتهِ وإن كانت قد ضعفت.

ــ هل زادت شعبية الرئيس الحريري بعد عودته عن الاستقالة؟

- هناك اختلاف جذري بين مرحلة ما قبل الاستقالة وما بعدها، فشعبية الرئيس الحريري لم تكن قوية قبل الاستقالة، ولكن بعد ساعة من استقالته تضاعفت شعبيته، وحلق في سماء العاصمة كزعيم أوحد. وهو الزعيم الأول بلا منازع حالياً وهذا لا ينفي وجود قوى أخرى.