تفاصيل الخبر

عضو كتلة ”المستقبل“ محمد الحجار بكل شفافية: مبادرة سعد الحريري تهدف الى حماية لبنان في ظل تآكل الدولة والمؤسسات!

14/10/2016
عضو كتلة ”المستقبل“ محمد الحجار بكل شفافية: مبادرة سعد الحريري تهدف الى حماية لبنان  في ظل تآكل الدولة والمؤسسات!

عضو كتلة ”المستقبل“ محمد الحجار بكل شفافية: مبادرة سعد الحريري تهدف الى حماية لبنان في ظل تآكل الدولة والمؤسسات!

 

بقلم حسين حمية

5-(5)

لا تزال مبادرة رئيس تيار <المستقبل> سعد الحريري تتصدر المشهد السياسي حيث ينتظر الاعلان الرسمي عنها من خلال تبني ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، في وقت يتوقف الأمر على نضوج مروحة الاتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية التي يقوم بها الرئيس الحريري وتذليل العقبات الداخلية. فهل ستحدث هذه المبادرة الخرق المطلوب وتتوج بانتخاب الرئيس في جلسة 31 الجاري أم سيصيبها ما أصاب سابقتها وهي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية منذ 11 شهراً؟

<الأفكار> التقت عضو كتلة <المستقبل> محمد الحجار داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته في هذا الخضم بدءاً من السؤال:

ـــ ما حقيقة مبادرة الرئيس سعد الحريري وهل تتضمن ترشيح العماد ميشال عون أم هي فقط تفعيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال خيارات متعددة؟

- الهدف الأول للمبادرة ومن كل هذا الحراك الذي يقوم به الرئيس سعد الحريري هو حماية لبنان، لاسيما وان اعتباراته وطنية ولا ينطلق من مصالح خاصة، وهو يسعى للبحث عن تأمين حماية لبنان في ظل هذا التآكل للدولة وللمؤسسات بفعل التعطيل وفي ظل هذا الحريق المشتعل من حول لبنان، ونحن بقراءتنا وبقراءة سعد الحريري تكون حماية لبنان بانتظام عمل المؤسسات، ومدخل انتظام عمل هذه المؤسسات هو انتخاب رئيس للجمهورية.وبغض النظر عما يقوله البعض فالرئيس الحريري وبعد 11 شهراً على دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية وجد أنه وصل الى مكان لا تزال الأمور فيه تراوح مكانها، وهو عندما ذهب الى دعم هذا الترشيح كان هدفه وقف الفراغ الرئاسي، لكن طالما ان الفراغ لا يزال مستمراً فكان لا بد من طرح السؤال عما يمكن فعله وهذا ما حصل نقاش حوله مع الوزير فرنجية بغية تحريك هذا الملف بالتعاون مع كل الأطراف السياسية المعنية علماً بأن الرئيس الحريري عندما دعم الوزير فرنجية ذهب الى مكان لم يكن أحد يتصوره لأن الوزير فرنجية هو من صلب الفريق الآخر وهو معروف بانتماءاته وصداقاته ومواقفه ومع ذلك وجد الرئيس الحريري انه يمكن احداث الخرق الرئاسي من خلاله بعدما استنفد كل الحلول الأخرى، لكن لا نزال ندور حول أنفسنا، ولذلك أعاد اليوم تحريك هذا الملف ويحدد خياراته النهائية بعدما يستكمل مشاوراته الداخلية والخارجية بحيث سيأتي في النهاية ليناقش الأمر مع كتلة <المستقبل> ويتخذ القرار المناسب بعدما سبق أن ناقش هذا الأمر مرتين في الخيارات المطروحة.

 

عون أحد الخيارات

ــ ألم يطرح اسم العماد عون في المرتين وكانت هناك أصوات معارضة لتبني ترشيحه؟

- اسم العماد عون كان أحد الخيارات ولم يكن الخيار الوحيد، والرئيس الحريري قال ان هناك خياراً بين ثلاثة، الأول الإبقاء على دعم الوزير فرنجية واستمرار حالة المراوحة، والثاني الذهاب الى خيار دعم العماد عون، والثالث هو قلب الطاولة والخروج من الحوار ومن الحكومة.. فهذه الخيارات طرحها الرئيس الحريري مع الكتلة لأن الهدف هو انتخاب الرئيس. ولا أخفي سراً إذا قلت ان تجربتنا كتيار <مستقبل> مع العماد عون في المرحلة السابقة كانت تجربة مرة.

ــ حتى ان البعض من نواب الكتلة قال بأنه إذا وقع الخيار على دعم العماد عون فإنه لن يسير في هذا الترشيح. فهل هذا ما حصل في الاجتماعين؟

- آنذاك يصبحون خارج إطار كتلة <المستقبل> مهما كان القرار، فنحن ضمن كتلة لها أطرها الخاصة ولديها مساحات مهمة من النقاشات الديموقراطية والرأي والرأي الآخر، لكن عندما يصدر القرار عن الكتلة ويتخذه سعد الحريري سيلتزم به الجميع ومن لا ينفذه يصبح خارج الكتلة ويتحمل مسؤوليته عن ذلك.

ــ يتهمكم البعض بعدم الوضوح في هذه المسألة، ويقول ان النقاش متقدم بينكم وبين التيار الوطني الحر ووصل الى مرحلة تفاهمات شملت الرئاسة والحكومة والوزارات والادارات وملء الشواغر مستقبلاً بدءاً من قيادة الجيش الى المصرف المركزي وما شابه، فماذا تقول هنا؟

- أتعجب مما يحكى بهذا الخصوص في وسائل الإعلام وان هناك مجموعة تفاهمات حصلت ووصلت الأمور الى تحديد الوزارات التي يتسلمها <المستقبل> والتيار والحديث أيضاً عن أسماء وما شابه، لا بل قال البعض وبشكل ساخر انه تم الاتفاق على تعيين الحجّاب والحراس لكن هذا غير صحيح، ونحن عندما ننجز أي اتفاق نعلنه، وأنا شخصياً لست على علم بالوصول الى اتفاق مع العماد عون بهذا الخصوص. وسبق أن أجرى تيار <المستقبل> حواراً مع الوزير فرنجية وحصل توافق على مجموعة أمور وهو بنفسه أعلن عما توصلنا إليه وتحدث عن ثلاثة أمور وهي التمسك بالطائف والدستور، والإبقاء على الرؤية الاقتصادية التي كان يقودها الرئيس الشهيد رفيق الحريري كخلاص للبنان اقتصادياً، وإبعاد لبنان عن النار السورية، وهذا ما تم التوافق عليه مع تيار <المستقبل> كما قال فرنجية وبالتالي لن نذهب مع أحد آخر الى تفاهمات خارج هذه التفاهمات التي حصلت أو النقاط العريضة التي نرددها يومياً في خطاباتنا، إما أن يقال بأننا توصلنا الى تفاهمات مع التيار الوطني الحر فهذا ما أراه نوعاً من الهروب الى الأمام من قبل هذا الذي ينشرها ويصر عليها وأعني بذلك اعلام حزب الله والذين يدورون في فلكه وبالتالي فالإصرار على اختراع هكذا تفاهمات الهدف منه الهروب الى الأمام وتقديم الذرائع والأرضية اللازمة لاستمرار التعطيل في موقع الرئاسة لأن حزب الله لا يزال مصراً على تعطيل موقع الرئاسة ولا يريد انتخاب رئيس للجمهورية لأن إيران لا تريد رئيساً.

موعد اعلان المبادرة

 

ــ أين أصبحت هذه المبادرة ومتى الاعلان عنها رسمياً؟

- متى تنتهي المشاورات سيعلن الموقف المناسب. فنحن نقوم بمشاورات واتصالات داخلية وخارجية وعندما تنضج هذه الأمور سيعلن الرئيس الحريري الموقف المناسب.

ــ وهل لا بد أن تواكب بتغطية ومظلة اقليمية كي تسير وفق المخطط المرسوم لها؟

- درجت العادة في لبنان أن يكون للخارج دور في موقع الرئاسة، واليوم نعرف ان الخارج لا يهتم كثيراً بلبنان لأن لديه أولوياته في أماكن أخرى وبالتالي يمكن لنا أن نستفيد من هذه الفرصة ونعمد للاتفاق على رئيس.. فهذا ما يعمل عليه الرئيس الحريري ويقوم بهذه المشاورات لكنه يعرف تماماً ان حزب الله لا يريد رئيساً للجمهورية لأن إيران تريد الاحتفاظ بهذه الورقة لاجراء مساومات اقليمية ودولية بشأنها ولقاء ثمن لها هو المحافظة على نفوذها في هذه المنطقة على حساب أهلها.والمفارقة هنا ان المرشحين للرئاسة هما حليفان لحزب الله بحيث ان العماد عون يعتبر الحليف الأساسي للحزب والوزير فرنجية وصفه الحزب بنور العين ومع ذلك لا يتم انتخاب أحدهما رئيساً للجمهورية. وهنا يطرح السؤال عما يفعله حزب الله ولماذا يترك الأمور تتفاقم بهذا الشكل، ومن هنا يتحرك الرئيس الحريري نحو الدول المرتبطة بعلاقات قوية مع إيران كي تساهم في تليين الموقف الإيراني لتسهيل عملية انتخاب الرئيس. وأعتقد ان زيارته لروسيا ولتركيا تصب في هذا الاتجاه.

ــ كانت للعماد عون اطلالة على التلفزيون سوّق نفسه فيها كرئيس للجمهورية وخاطب الشارع السني تحديداً. فهل أعطى التطمينات اللازمة واقتنعت بأنه يمكن أن يتحول الى مرشح توافقي؟

- اطلالته كانت جيدة والأمور طرحها من موقعه كمرشح للرئاسة. وطبعاً فالطريقة التي تحدث بها سواء بالشكل أو بالمضمون هي طريقة جديدة لم نتعود عليها سابقاً من خلال توصيف الأمور واطلاق المواقف السياسية، وهذا أمر يبنى عليه ولا بد أن يستمر، لكن أعود لأقول انه إذا أراد حزب الله أن يكون العماد عون مرشحاً فعليه على الأقل أن يساعد من خلال اقناع حلفائه به ويتبنى هذا الترشيح وهذا ما لم نره حتى الآن.

ــ تقصد الرئيس بري والوزير فرنجية؟

- طبعاً..

بري والحجج المطروحة

 

ــ الرئيس بري يطرح السلة المعروفة للسير بأي مرشح ويعتقد ان الحل يبدأ منها. فهل هو محق؟

- كل ما يطرح يدخل في باب الحجج والتبريرات لعدم انتخاب العماد عون تحديداً كرئيس للجمهورية. هذا ما أقرأه، ولما أرى ان قادة حزب الله يقولون ان الظروف في المنطقة ليست مهيئة لانتخاب الرئيس فهذا يعني ان لا نية لديهم لانتخاب الرئيس.

ــ أكثر من مسؤول في حزب الله سبق وقال إن الخيار واحد من اثنين: إما انتخاب عون وإما استمرار الفراغ. أليس هذا كافياً للسير بالعماد عون؟

- هذا جيد، فإذا كان دعم العماد عون مطروحاً من ضمن الخيارات التي تحدثت عنها فليتفضل حزب الله ويعمد لإقناع حلفائه بالنزول الى المجلس وانتخاب العماد عون ووقف التعطيل الحاصل. فحزب الله منذ أعلن الرئيس الحريري حراكه الرئاسي الجديد لم يتخذ أي موقف متقدم بهذا الخصوص وجل ما يقوله بأن يتبنى الرئيس الحريري ترشيح العماد عون رسمياً.. فكل مرة هناك حجة لتبرير التعطيل الحاصل.

ــ لماذا لا يعلن الرئيس الحريري ترشيح العماد عون طالما انه أحد الخيارات؟

- عندما تنضج المشاورات سيتم الاعلان عن ذلك، وهنا لا يجوز أن نسأل من يبادر الى اخراج الرئاسة من التعطيل عبر مبادئه ولا نوجه السؤال لمن يعطل ولا يساهم في الحلحلة لاسيما وان والمرشحين الاثنين الأساسيين من فريقه السياسي وهما ميشال عون وسليمان فرنجية. فنحن نرى ان حزب الله مرتبط بالقرار الإيراني وهو فصيل من ضمن الحرس الثوري ويمثل ما يمثل على الصعيد اللبناني من شريحة مهمة من اللبنانيين لكن في خياراته وقراراته لا يخرج عن القرار الإيراني.

ــ وهل لهذا السبب مستمر <المستقبل> في الحوار معه رغم تعليق الحوار الوطني؟

- نحن مستمرون بالحوار مع حزب الله وسبق وقلنا ان الهدف هو حماية البلد من خلال انتظام عمل المؤسسات وانتخاب الرئيس وتخفيف التشنج المذهبي ورغم اننا لم نحقق نتائج مهمة من خلال هذا الحوار فإن هذا التواصل يبقى صمام أمان لضبط الشارع لأنه في حال فلت هذا الشارع من عقاله لا سمح الله ستذهب الأمور الى ما لا يمكن تصوره.

ــ هل صحيح ان العماد عون أعطى الرئيس الحريري مهلة للاعلان عن تبني ترشيحه قبل النزول الى الشارع؟

- لا أعلم بهذا الأمر، وبالأمس قرأت تصريحاً للوزير جبران باسيل بأن حراك التيار الوطني سيبدأ في 13 الجاري. وأنا لست في جو وجود مهل وما شابه لكنني أعلم ان الرئيس الحريري لن يبقي الأمور تراوح مكانها وسيتخذ الموقف الواضح والصريح بهذا الخصوص، ويمكن أن يكون هذا الموقف أحد الخيارات الثلاثة التي سبق وتحدثنا بها أو غيرها علماً بأن مبادرة الحريري اليوم تواجه صعوبات لأن استمرار هجوم حزب الله على المملكة العربية السعودية ستكون له نتائج سلبية على مشاورات الحريري.

ــ هل سنشهد انتخاب رئيس في جلسة 31 الجاري كما توحي الأجواء أم لا؟

- أتمنى أن يتم هذا الأمر وتنضج المشاورات قبل هذا التاريخ للاعلان عن التسوية المطلوبة، لكنني كما أرى لا أجد أن هناك فرصة لانتخاب الرئيس طالما ان حزب الله لا يزال يعطل ولا يساهم في حلحلة العقد ويبدي الضغط المطلوب في هذا الاتجاه أو ذاك لتسريع انتخاب الرئيس. فما لا أفهمه ان هذا الحزب الذي يملك كل هذه القدرات والامكانيات وله دوره الاقليمي كما يتبجح قادته ويقولون انه قادر على قلب التوازنات وتغيير الخرائط والقيام باجتياحات لا يستطيع اقناع حلفائه بانتخاب أحد أقطاب فريقه رئيساً للجمهورية.

ــ هل ترى ان المعادلة هي: وصول العماد عون الى الرئاسة مقابل وصول الرئيس الحريري الى السراي؟

- طرح الأمور بهذا الشكل معناه اننا لا نريد رئيساً للجمهورية، فالمسألة تتعلق بالدستور الذي لا بد أن يحترم، والرئيس سعد الحريري يمثل ما يمثل على الصعيد السياسي ولديه كتلة من أكبر الكتل النيابية، والاستشارات النيابية الملزمة بعد انتخاب الرئيس هي التي تحدد من هو رئيس الحكومة. ونحن طبعاً سنعمل ليكون سعد الحريري هو هذا الرئيس، لكن لا يجب أن ننسى انه بقدر ما نريد سعد الحريري رئيساً للحكومة فإننا نلتزم بالدستور، وسبق أن ارتضينا الالتزام به حينما فرض الرئيس نجيب ميقاتي بعد حادثة القمصان السود وإن كنا غضبنا وانتفضنا لكننا في النهاية رضخنا للدستور ولم نقاطع الحكومة ونأمل أن يقتدي الآخرون بنا.

وختم قائلاً:

- الرئيس الحريري يوظف كل امكانياته وكل علاقاته لحل أزمة الشغور الرئاسي وهو من خلال مبادرته فتح آفاقاً جديدة، ومسؤولية الأطراف الأخرى المعنية أن تلاقيه الى منتصف الطريق لإنجاز هذه التسوية وانتخاب الرئيس الذي يشكل المفتاح الأساس لحل كل مشاكلنا وأزماتنا.