تفاصيل الخبر

عضو كتلة «المستقبل» الوزير السابق جان أوغاسبيان بكل موضوعية: الفــــراغ الـــــرئـاسي فــي تـقـديـــــري مـفـتــــوح بانتظــــار حصـــول التسويــــة السوريــــة!  

15/01/2016
عضو كتلة «المستقبل» الوزير السابق جان أوغاسبيان بكل موضوعية: الفــــراغ الـــــرئـاسي فــي تـقـديـــــري مـفـتــــوح  بانتظــــار حصـــول التسويــــة السوريــــة!   

عضو كتلة «المستقبل» الوزير السابق جان أوغاسبيان بكل موضوعية: الفــــراغ الـــــرئـاسي فــي تـقـديـــــري مـفـتــــوح بانتظــــار حصـــول التسويــــة السوريــــة!  

SAM_1636المبادرة الرئاسية الى الثلاجة كما هو التعبير للرئيس نبيه بري، وأهل الحوار الوطني اتفقوا على تفعيل العمل الحكومي ما يعني أن الفراغ الرئاسي متواصل الى حد غير معلوم بانتظار التسوية الإقليمية أو أقله اتفاق اللبنانيين على مرشح ما أو إجماع الأقطاب الموارنة الأربعة على أحد منهم أو من خارج ناديهم، وطرحه أمام الكتل الأخرى وإحراجها للسير به، وهذا من العجب العُجاب لأن حرب الإلغاء المارونية لا تزال مستمرة بوجهها السياسي ولم تتوقف يوماً، وكل قطب ماروني لا يتنازل للآخر لأنه يعتبر نفسه الأولى بالكرسي الأولى، فيما يترقب كثيرون أن يعمد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى إعلانه دعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، رداً على المبادرة الحريرية بترشيح النائب سليمان فرنجية.

<الأفكار> التقت عضو كتلة <المستقبل> وعضو كتلة <لبنان أولاً> الوزير السابق جان أوغاسبيان داخل مكتبه في ساحة النجمة قبالة البرلمان وحاورته في هذا الملف بدءاً من السؤال:

ــ أهل الحوار اتفقوا على تفعيل العمل الحكومي، ما يعني ضمنياً أن الاستحقاق الرئاسي بات متعذراً حالياً. فلماذا الحوار إذاً طالما لا يكون انتخاب الرئيس شرطه الأول، وهل هو لتمرير الوقت بانتظار التسويات الإقليمية؟

- بالرغم من كل الظروف المحتدمة والتوترات القائمة في المنطقة، لاسيما بعد التصعيد السعودي - الايراني إثر صدور حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر، لا يزال لبنان تحت سقف محدد في التعاطي مع المسائل السياسية والامنية. لأن هناك رغبة وإرادة عند مختلف الأطراف في لبنان باحتواء الأزمات وعدم تجاوزها بتصعيد المواقف من هنا وهناك لأن الجميع حريصون على الاستقرار السياسي والعسكري والأمني وعلى الوضع النقدي أيضاً،  وبالتالي فالحوار الجاري في عين التينة يجسد هذا الحرص من قبل كل الأطراف، كي لا تفلت الامور من عقالها، وكي لا يفتح المزيد من الثغرات التي قد تؤدي الى أحداث أمنية أو الى تفجيرات خطيرة للغاية كما حصل في السابق، ولذلك فالحوار يشكل ضرورة في هذا السياق ناهيك عن ان الحوار يعطي نتائج عملية أيضاً، لاسيما لجهة تفعيل عمل المؤسسات خاصة الملف الحكومي، كما أن الحوار في مجمله يشكل مظلة سياسية للقوى الأمنية لكي تمارس دورها على مستوى القرار الأمني وحماية الحدود، ناهيك عن سحب التوتر من بين الاطراف المتصارعة.

الحوار الثنائي ضرورة

ــ وماذا عن الحوار الثنائي الجاري بين تيار <المستقبل> وحزب الله وهل يصب في هذا الاتجاه رغم كل مواقف التصعيد الحاصلة بينهما؟

- هناك أيضاً سقف للخلاف الذي يتصاعد بين تيار <المستقبل> وحزب الله، فلا أحد يريد أخذ الأمور الى مكان لا يمكن معه بقاء إمكانية للتفاهم، وكل ذلك نتيجة إدراك الجميع أن الوضع في المنطقة ليس مأزوماً فقط بل توجد هناك مخاطر تهدّد بمتغيرات وتحولات كبيرة  حتى على مستوى الجغرافيا السياسية والعسكرية. وهناك كلام كثير صدر عن العديد من الأوروبيين والعرب بأن لا عودة الى مرحلة <سايكس بيكو> بل ستكون هناك خريطة جديدة لـ<سايكس بيكو> على أن تكون مرسومة لدى دول القرار ونحن لا نعلم بها، خاصة وأن معاهدة <سايكس بيكو> عندما صدرت عام 1916 كانت دولنا لا علم لها بما يُخطّط وأي مصير ينتظرها حتى ان الشريف حسين كان يراسل المندوب السامي البريطاني <هنري مكماهون>  وكان موعوداً بالمملكة العربية المستقلة الكبرى وقت صدرت معاهدة <سايكس بيكو> دون علم العرب وقام <فلاديمير لينين> عام 1973 وقال إن هذه كذبة كبرى على الشعوب التي كانت تعيش الاوهام، واليوم لا نعرف ما سيحصل، لكن هناك كلاماً يصدر عن كثير من المسؤولين الأوروبيين بأن لا عودة الى ما كانت عليه بلادنا في مرحلة <سايكس بيكو>.

وأضاف:

- لذلك علينا كلبنانيين رغم الخلافات بين الاطراف وارتباط الداخل بالخارج أن ننتبه ونعمل على تحصين بلدنا في وجه كل احتمالات الخطر والعمل على وضع ضوابط كي لا يتعرض مصير لبنان للخطر. وأعتقد أن كل الأطراف تعي هذه الخطورة لذلك تضع سقفاً لخلافاتها وتتمسك بضوابط محددة من خلال التواصل واستمرار الحوار وعمل المؤسسات في الحد الأدنى.

ــ هناك كلام لافت لوزير الداخلية نهاد المشنوق قال فيه إن لبنان هو المكان الوحيد في بلادنا العربية الذي يجتمع فيه السنّة والشيعة الى طاولة حوار. فهل هذه رسالة لبنان ودوره في اعتقادك؟

- طبعاً، رغم تداخل الخارج بالداخل ونتيجة حرص كل الأطراف على الاستقرار لكن يبقى السؤال عما إذا كان هذا الحرص يعكس النيات ذاتها لدى كل الأطراف؟

ــ هل هناك طرف يريد الفتنة والتوتير الداخلي؟

- لا مصلحة لأحد في ذلك ولا يوجد أي طرف يسعى لضرب الاستقرار الامني، لكن في تحليلي الشخصي أرى أن الأهداف تختلف. فهدف تيار <المستقبل> هو المحافظة على اتفاق الطائف وعلى الميثاقية والتركيبة السياسية الحالية، لكن لدي تساؤلات عديدة حول مشروع حزب الله المستقبلي رغم حرص حزب الله على الاستقرار الداخلي، إنما يطرح السؤال عما إذا كان لا يزال يؤمن باتفاق الطائف وما إذا كان الذي نعرفه هو الكيان النهائي هو ضمن أجندته السياسية أم أن لبنان سوف يتأثر بالحل السلمي في سوريا، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنطقة التي ستكون تحت سيطرة النظام السوري؟ وللحقيقة لا أجوبة عندي عن هذا السؤال.

 

مصير مبادرة الحريري

ــ وماذا عن المبادرة الحريرية بترشيح النائب سليمان فرنجية، وهل تعثرت أم ماتت في مهدها كما ترى؟

- هنا أستعيد دور حزب الله وأقول إنه لو كان حريصاً على إنجاز الاستحقاق الرئاسي لسار بخيار النائب سليمان فرنجية خاصة وان السيد حسن نصر الله سبق أن دعا الى التفاهم على سلة حل متكاملة تحت سقف الطائف، حتى ان حزب الله قال أكثر من مرة انه يريد رئيساً يضمن خياراته السياسية، وبالتالي كان على حزب الله ان يتلقف ترشيح فرنجية ويسير به، لكن عرقلة هذا الأمر تطرح علامات استفهام حول ما يريده حزب الله.

ــ حزب الله قال أكثر من مرة انه مرتبط مع العماد ميشال عون أدبياً وأخلاقياً، ووضع الكرة في ملعبه. أليس كذلك؟

- هـــــذا تبسيط للأمـــــور، فحـــــزب الله يعمـــــل وفق استراتيجية واضحـــــة. وطبعاً في خطابه السياسي يعطي تبريرات، لكن هذه التبريرات ليست مقنعة.

 

فرنجية الضمانة لاتفاق الطائف

ــ يطرح السؤال عن سر قبول الرئيس الحريري بالنائب سليمان فرنجية ورفض العماد عون، طالما أن الرجلين في فريق واحد. فماذا تقول؟

- سليمان فرنجية ضمانة لاتفاق الطائف وهو لا يتنازل عن أي حق لأي طائفة، لا بل هو حريص على المصلحة المسيحية في لبنان، وهو أكد أكثر من مرة وقال بالالتقاء وسط الطريق بين فريقي 8 و14 آذار، وبالتالي تقديم كل طرف بعض التنازلات لإنقاذ لبنان.

ــ هل لأن فرنجية يقبل بأن يكون الرئيس الحريري رئيساً للحكومة، فيما عارض عون؟

- لا أحد اشترط على سليمان فرنجية أي شيء، فرئيس الحكومة تحدده الاستشارات النيابية أساساً، ورئيس الجمهورية لا يمون أساساً على الكتل النيابية ويدفعها لأن تسمي هذا أو ذاك لرئاسة الحكومة، وكل الكلام عن حصول تفاهمات بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية على الحكومة وقانون الانتخاب لا أساس له من الصحة، ومبادرة الحريري هي لإنقاذ الجمهورية وإحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية لاسيما وأن البلد ينهار.

ــ يقال إن المعادلة التي انطلق منها الحريري هي أن يكون رئيس الجمهورية من 8 آذار، وبالتالي رئيس الحكومة سيكون من 14 آذار. أليس كذلك؟

- رئيس الحكومة الحالي من 14 آذار وهو تمام بك سلام.. فرئيس الحكومة يأتي وفق معادلة تختلف عن انتخاب الرئيس، وسليمان فرنجية يجسد الطائف، وهذا التنوّع داخل السلطة السياسية وكذلك المناصفة الحقيقية ولا يتنازل عن حقوق الطوائف، وإذا كانت لديه خياراته السياسية فهو أيضاً يطرح الالتقاء في منتصف الطريق لإنقاذ البلد.

وتابع قائلاً:

- وأنا أقول إننا نحتاج الى رئيس للجمهورية ليس فقط لملء الفراغ الرئاسي، بل نحتاج الى رئيس للمحافظة على هرمية الميثاقية والمناصفة والتنوّع وعدم جعل لبنان عرضة لخريطة سياسية قيد الدرس في المنطقة، ولحماية أنفسنا مما يجري في المنطقة ولتعزيز الاستقرار.

ــ ألم يكن من المفروض بالرئيس الحريري أن يستشير حلفاءه، لاسيما القوات قبل طرح المبادرة؟

- كانت اللقاءات تتمّ في الكواليس وجاء أحدهم وفضح المبادرة وأعلن عنها، علماً بأن سليمان فرنجية سبق وقال إنه وضع الرئيس بري وحزب الله في أجواء اتصالاته مع الرئيس الحريري، ونحن في تيار <المستقبل> أبلغنا أن هذا الموضوع لم يحصل وأن الحريري وفرنجية لم يلتقيا، وفيما كانت الصحف تتحدث عن لقائهما ونحن لم نعلم بذلك.

وحدة 14 آذار

 

ــ هل من تداعيات على قوى 14 آذار ووحدتها خاصة وأن جلسة <بيت الوسط> في الاسبوع الماضي شهدت مداخلة لممثل القوات جورج عدوان قال فيها إن الاحتمال كبير بدعم ترشيح القوات للعماد عون مقابل مبادرة الحريري؟

- حصل تداول في الموضوع والنائب عدوان لم يبلّغ المجتمعين بهذا الخيار، إنما قال صراحة إن هناك جواً معيناً باحتمال حصول ترشيح القوات للعماد عون.

ــ هل بهذا المنطق يعني طالما أن المبادرة الحريرية قائمة، فخيار القوات تأييد عون في المقابل بغية البحث عن مرشح ثالث غيرهما؟

- للقوات أسبابها في هذا الطرح الذي لا يزال مجرد بحث ولم يصل الى درجة التأكيد أو حتى النفي. ونحن نتخذ الموقف المناسب في <المستقبل> عندما تتخذ القوات قرارها النهائي بهذا الخصوص.

ــ وما هو موقف <المستقبل> من المبادرة حتى الآن؟

- نحن لا نزال نعتبر المبادرة موجودة على الطاولة، ولكن رأيي الشخصي يختلف، وأقول إننا نبسط الأمور إذا اعتبرنا أن المسألة داخلية محض وترتبط بالعماد عون فقط، فهناك مستوى أعلى خاصة وأن فريقاً في 8 آذار يعتبر نفسه منتصراً لمجرد طرح اسم سليمان فرنجية وأراد الحديث عن سلة متكاملة تشمل الحكومة وتوزيع الحقائب والمشروع السياسي المستقبلي وتحديد السياسة الخارجية اللبنانية وما الى ذلك، هذا أمر غير صحيح، لأن طرح اسم سليمان فرنجية هدفه إنقاذ الجمهورية. وتحليلي الشخصي هو أن لا قرار استراتيجياً عند حزب الله حتى الآن بإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل حصول التسوية الشاملة في سوريا، وبالتالي فعملية الرهان على التناقضات الداخلية يستمر حزب الله في استثمارها.

ــ وماذا لو صدر موقف مسيحي جامع؟

- لا يوجد مثل هذا الموقف، وإن صدر من خلال الاقطاب الأربعة وبمباركة البطريرك بشارة الراعي، فهذا سيغير اللعبة كلها. لا بل أقول إنه لو رشح سمير جعجع العماد عون، فالحل سيكون بالنزول الى مجلس النواب وليفز من يؤمّن الأكثرية كما قال الرئيس نبيه بري الذي أشار الى أنه سيترك لنوابه اختيار من يريدون... فهذا تبسيط للأمور وإلا نسأل: لماذا لم يتم انتخاب رئيس منذ أكثر من سنة ونصف السنة إذا كانت بهذه البساطة؟!

ــ يعني لا رئاسة في القريب العاجل؟

- لا أرى أي أفق لانتخاب رئيس، خاصة وأن الروس والأميركيين يقولون إن الرئيس بشار الاسد سيبقى حتى العام 2017 ما يعني أن التسوية السورية بعيدة، ما يطرح السؤال عن مصير الرئاسة في لبنان وما إذا كان علينا الانتظار سنتين إضافيتين حتى تتم التسوية السورية ويجري انتخاب رئيس للبنان من بعد ذلك.

واستطرد قائلاً:

- لذلك نحن في تيار <المستقبل> نقول انه بدل أن ننتظر على الحامي لننتظر على البارد، ونعمد الى انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وبالتالي نعمد الى تنظيم خلافاتنا وتأمين الحد الأدنى من تفعيل العمل الحكومي والمجلسي وانتظام عمل كل المؤسسات، وبالتالي حماية لبنان في مرحلة التحولات والمخاطر المحدقة بالمنطقة. وأقول بصراحة إن انتخاب فرنجية لن يحل كل أزماتنا لأن هناك أجندة إقليمية ودولية يتأثر بها لبنان، لاسيما وأن هناك انتماءات وارتباطات داخلية بالخارج.

ــ يعني لا رئيس في جلسة 8 شباط/ فبراير المقبل؟

- لا رئيس حتى إنجاز التسوية في المنطقة، والأمر مفتوح، فهذا رأيي وقد أكون مخطئاً وآمل أن يكون هناك رئيس اليوم قبل الغد. لكن لا ألمح هذا الاحتمال، لا بل أقول إن توافق أركان الحوار على إعادة تفعيل العمل الحكومي بموافقة العماد عون هو مؤشر على أن الاستحقاق الرئاسي بات في الثلاجة كما عبّر الرئيس بري.