تفاصيل الخبر

عضو كتلة «المستقبل» الدكتور باسم الشاب يعرض لزيارة الوفد النيابي لواشنطن: الولايــات المتحــدة حريصــة عـلى الاستقــرار النقــدي والمالــي اللبنانــي كونــه جــزءاً مـن الاستقــرار العــام!  

18/03/2016
عضو كتلة «المستقبل» الدكتور باسم الشاب يعرض لزيارة الوفد النيابي لواشنطن: الولايــات المتحــدة حريصــة عـلى الاستقــرار النقــدي  والمالــي اللبنانــي كونــه جــزءاً مـن الاستقــرار العــام!   

عضو كتلة «المستقبل» الدكتور باسم الشاب يعرض لزيارة الوفد النيابي لواشنطن: الولايــات المتحــدة حريصــة عـلى الاستقــرار النقــدي والمالــي اللبنانــي كونــه جــزءاً مـن الاستقــرار العــام!  

SAM_6969زار وفد نيابي لبناني واشنطن في الأسبوع ما قبل الماضي لبحث العقوبات المالية المحتملة على لبنان والمصارف والشركات تحديداً بعد صدور قانون عن الكونغرس الأميركي يمنع التمويل الدولي عن حزب الله، وذلك في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وقد كان هذا الوفد برئاسة النائب ياسين جابر وعضوية كل من النواب: باسم الشاب، روبير فاضل، محمد قباني وآلان عون، إضافة الى مستشار رئيس المجلس علي حمدان. فما هو حصاد هذه الزيارة وكيف هي الأجواء الأميركية تجاه لبنان؟!

<الأفكار> التقت عضو الوفد المشارك نائب <المستقبل> باسم الشاب داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته في هذا الخضم، بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي وتداعيات تدهور العلاقات اللبنانية - الخليجية بدءاً من السؤال:

ــ كنت في عداد الوفد النيابي الى واشنطن. فما هو حصاد هذه الرحلة في وقت قال البعض إنها كانت ناجحة، فيما البعض الآخر قال إنها مخيّبة للآمال. رغم حرص الرئيس نبيه بري على نجاحها؟

- من قال إنها مخيبة للآمال؟ <عين الحاسد تبلى بالعمى>. والرئيس بري يتكلم والحاسد يتألم...

ضحكنا مطولاً وتابع يقول:

- الرحلة كانت ناجحة فوق ما كان يتصور الأفرقاء، بحيث جاءت في أجواء أن القطاع المصرفي والمالي في لبنان تحت خطر شديد، وأن هناك تهديداً جدياً للبنان بعد صدور قانون عن الكونغرس الأميركي لمنع التمويل الدولي عن حزب الله، علماً بأن الطرف الأميركي كان راغباً في هذه الزيارة ولم يقتصر الأمر على الطرف اللبناني، وهذا الطرف كان ممثلاً بالسفارة الأميركية في بيروت التي تمثل وزارة الخارجية الأميركية وبذلت جهداً كبيراً لإنجاح هذه الزيارة، والسفارة اللبنانية في واشنطن نظمت لنا المواعيد مع الكونغرس الأميركي على اعتبار أنه خارج نطاق السفارة الأميركية. هذا أولاً. وثانياً: فالزيارة حققت نتائج إيجابية، وفي ما يتعلق بالواقع المالي صدر كلام من أكثر من طرف ومن شخصين رئيسيين هما رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس والذي طرح هذا القانون على الكونغرس، يتمثل بدعم القطاع المصرفي اللبناني واعتبار الاستقرار في لبنان ضرورة أميركية  قبل أن تكون لبنانية.

وأضاف:

- ومن هذا الاستقرار، الاستقرار النقدي والمصرفي على أساس التفريق بين حزب الله والدولة والشعب اللبناني. ففي نظرة الإدارة الأميركية حزب الله منظمة إرهابية وستلاحق الأشخاص المنتمين إليه والمؤسسات المتعاملة معه، لكن الأولوية هي للاستقرار الداخلي. وصدر كلام أيضاً بأن لا يؤدي هذا القانون لأضرار جانبية، وكان الكلام واضحاً بأن الأشخاص والمؤسسات في لبنان استُهدفوا قبل صدور هذا القرار، إنما المطمئن أن هذا القانون لن يستخدم لضرب القطاع المصرفي وعدم تكرار تجربة البنك اللبناني - الكندي، إضافة الى كلام آخر صدر عن مسؤول الخزينة الأميركية الموكلة إليه مهمة تطبيق هذا القانون يقول فيه إن المراسيم التطبيقية ستكون شبيهة بالمراسيم السابقة التي تأخذ في الاعتبار أن التحويل يكون وفق علم مسبق وبكميات كبيرة ومتكررة بهدف دعم حزب الله، وبالتالي لن تختلف هذه المراسيم عن سابقاتها ما يعني أن القانون لن يكون سبباً لاستهداف أي مؤسسة أو مصرف لبناني او حتى الاستقرار النقدي اللبناني.

واستطرد قائلاً:

- تحقق شيء آخر وهو التأكيد على دعم الجيش والحرص على لبنان، بحيث طرح سؤال على مسؤول في <البنتاغون> من أنه في حال تعرض لبنان لهجوم من <داعش> وحصل اختراق للحدود اللبنانية، يمكن الاعتماد على أقرب طيران في المنطقة وهو الطيران الإنكليزي الموجود في قبرص، لكن الجواب الأميركي جاء حاسماً بأن أي محاولة لخرق الحدود اللبنانية فالطيران الأميركي سيتدخل للدفاع عن لبنان، ناهيك عن كلمات الإعجاب بالجيش اللبناني وبالأخص بقوات النخبة لاسيما المغاوير، ومغاوير البحر والمجوقل التي يعتبر الأميركيون أن تدريبها أفضل من أي تدريب لأي قوة في الشرق، وبالتالي هناك تأكيد على الدعم المالي والأمني، وكذلك تأكيد على دعم لبنان لتحمّل عبء النازحين السوريين لاسيما وأن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في تقديم المساعدات للنازحين السوريين والبيئة اللبنانية الحاضنة كجزء من الاستقرار اللبناني، وكذلك دعم المؤسسات التعليمية اللبنانية خاصة وأن الولايات المتحدة صرفت حوالى 70 مليون دولار على قطاع التعليم اللبناني في السنوات الأربع الأخيرة وبالأخص كانت تستقبل الطلاب المتفوقين من المدارس الرسمية للالتحاق في الجامعات الأميركية، ودعمت في السنة الماضية طلاباً من الجامعة الأميركية والجامعة الأميركية - اللبنانية، وهذا البرنامج تعتبره الإدارة الأميركية مهماً.

وتابع يقول:

- أما الشيء الطارئ فهي العلاقة المستجدة بين البرلمانيين اللبنانيين والبرلمانيين الأميركيين من أعضاء الكونغرس والذي ليست مهمتهم الرقابة والتشريع فقط، بل سن سياسة خارجية. وبالتالي فالتعاطي مع أعضاء الكونغرس لاسيما اعضاء لجنة العلاقات الخارجية أمر مهم.

ــ هل نتيجة لذلك كانت ولادة لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الأميركية برئاسة النائب ياسين جابر؟

- صحيح، من الملفت أن السفارة اللبنانية تتواصل مع أعضاء الكونغرس عبر السفير انطوان شديد، ونحن من خلال هذه اللجنة أردنا التأكيد على روابط الصداقة الحضارية مع الولايات المتحدة، خاصة وأننا التقينا بعضوين من أعضاء الكونغرس من أصل لبناني، حتى أننا عرضنا رئاسة الجمهورية على واحد منهما وهو ريشار حنا لأنه ماروني من بسكنتا، فقال إنه أميركي ولا يحق له، فقلت له إن قانون استعادة الجنسية يسمح له باستعادة جنسيته والترشح. وضحكنا معاً. وهنا نثني على دور الوزير ياسين جابر الذي كان مميزاً وأعطى للوفد نكهة حضارية.

 

النزوح السوري والتحذير من ضربة إسرائيلية

ــ ألم تتحدثوا عن الهواجس من النزوح السوري؟

- طبعاً، وحصل حديث حول النظرة للحل في سوريا حتى اننا لاحظنا أن النظرة غير موحدة تجاه سوريا، وان هناك شيئاً من الضبابية، إنما الكل متفق على أن سوريا ستبقى موحدة وعلمانية. وكلما كان الحل أسرع كلما كان الوضع أفضل للبنان.

ــ ألم تنقلوا هواجسكم عن التهديدات الاسرائيلية للبنان؟

- أكيد، حتى أن مسؤولاً في البنتاغون أثار معنا هذه النقطة وحذرنا من قيام اسرائيل بحرب ضد لبنان لأنها تحضر لهذه الحرب، طالباً ألا نعطيها العذر لفتح هذه الحرب ضد لبنان، لا بل قال إن اسرائيل تعتبر أن الخطر الأول ضدها هو حزب الله وليس <داعش>.

ــ صدرت أصوات تقول إن زيارتكم لتغطية حزب الله. بماذا ترد؟

- نحن ذهبنا للدفاع عن لبنان وليس عن حزب الله. والحقيقة لا يمكن الدفاع عن حزب الله في الولايات المتحدة الاميركية، كما لا يمكن الدفاع عن الولايات المتحدة في طهران، لكن الموقف الأميركي فصل بين حزب الله والدولة اللبنانية ومصلحة الشعب اللبناني. وأكثر نقطة أحرجنا بها ما له علاقة بدعم النازحين السوريين عندما  قيل لنا بأن الداعم الأول للنازحين هي الولايات المتحدة، والداعم الثاني هو الاتحاد الأوروبي. وسئلنا عن دعم الدول العربية والإسلامية للنازحين، ونحن كنا مهذبين وقلنا إنها تقدم ما تستطيع ولم نقل إنها لم تقدم شيئاً رغم أن الأقربين أولى بالمعروف.

 

استغراب أميركي من وقف الهبة السعودية

ــ طالما أن الإدارة الأميركية تفصل بين الدولة اللبنانية وبين حزب الله، لماذا في تقديرك لم تفصل الدول الخليجية مثلها وعمدت الى وقف الهبة السعودية عن الجيش اللبناني وهو بأمس الحاجة لها. وكيف قوبلت هذه الإجراءات في الولايات المتحدة الحليفة لهذه الدول لاسيما السعودية منها؟

- كان في الولايات المتحدة نوع من الاستغراب للموقف السعودي على أساس أن الولايات المتحدة تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وهذا ما أعلنته المملكة مؤخراً، لكن في الوقت ذاته تعتبر أن الفصل عن الدولة اللبنانية أمر ضروري، وكان هناك كلام بأن واشنطن تحدثت مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كونه صديقاً للولايات المتحدة لإعادة النظر في القرار السعودي.

ــ وهل يمكن إعادة النظر خاصة إذا ترافق مع تحرّك حكومي وسياسي داخلي، لاسيما وان رئيس الحكومة تمام سلام وبعد صدور البيان الوزاري حمّل السفير السعودي علي عواض العسيري رسالة لزيارة المملكة ولم يأتِ الرد بعد؟

- من الصعب ذلك، لاسيما وأن العلاقة بين المملكة السعودية والولايات المتحدة ليست على ما يرام، وهناك خلاف بينهما في وجهات النظر، وبالتالي قدرة الولايات المتحدة وأوروبا وفرنسا وتحديداً غير مؤثرة في الضغط على دول الخليج لإعادة النظر في قرار العقوبات التي تطال الدولة اللبنانية خاصة بعدما صدر في الصحف كلام للرئيس الأميركي <باراك أوباما> قال فيه إن العلاقة مع المملكة يشوبها الكثير من الأمور المعقدة، ولذلك لن نرى في القريب العاجل تراجعاً أو تخفيفاً للتصعيد الخليجي.

ــ وهل يعول على التحرك الداخلي خاصة وأن العقوبات أضرت كما قال البعض بحلفاء السعودية، لاسيما تيار <المستقبل>؟

- الحقيقة ان العقوبات أضرّت بالجميع، ومن الممكن أن طرفاً سياسياً محدداً تضرّر أكثر من غيره، لكن مالياً واجتماعياً الكل تضرر. أما ان يعكس تصحيح ما حصل بموقف أو بزيارة وفد حكومي أو برسالة ما، فأنا أرى أنه من الصعب حالياً حصول ذلك.

ــ قال الوزير الجبير إن الهبة المالية للجيش وديعة لدى الجيش السعودي ويمكن أن تعطى للجيش اللبناني عند انتخاب رئيس للجمهورية، وبعد انتظام السياسة الخارجية اللبنانية. فكيف تقارب ذلك؟

- صفقة السلاح الفرنسي تتضمن معدات لن تأتي في وقت قريب، لاسيما ما يتعلق بالزوارق وبعض الآليات التي يمكن أن تسلّم في أي وقت، وأيضاً طائرات الهليوكوبتر التي نحتاجها، لكن تتحمّل بعض الوقت، لكن العنصر المهم الذي نحتاجه هو طائرات الإسناد الجوي الست، وما يشابهها هو طائرات <إيه سوبر توكانو> وهي أميركية، ولما عرفت الولايات المتحدة أن المملكة السعودية لن تسدّد قيمة بقية العقد قررت أن تسدد الفارق وتزيد المساعدات للجيش اللبناني وتعطيه هذه الطائرات، وهناك محاولة في المدى القريب للتعويض عن الهبة الفرنسية وهذه الطائرات تساعد الجيش في مراقبة المنطقة الحدودية لساعات، وعندما يظهر أي هدف تصطاده كهدف متحرك عكس الطائرات الروسية التي تعمل في سوريا التي تقصف أهدافاً ثابتة غير متحركة.

وتابع يقول:

- إضافة الى أن هناك مدفعية ذاتية الحركة من ضمن الصفقة الفرنسية، ولكن الولايات المتحدة عوّضت هذا النقص وأعطت الجيش مدفعية ذاتية الحركة وهي متقدمة جداً وتعمل على أساس <جي - بي إس>، وبالتالي فالهبة الفرنسية كانت ستدعم الجيش بشكل جيد لكن قسماً من الهبة تكون إفادته في مرحلة متوسطة وطويلة المدى، لكن الدعم الأميركي سيعوّض جزءاً من الهبة الفرنسية.

 

14 آذار وخلط الأوراق

ــ بالأمس مرت ذكرى 14 آذار الحادية عشرة مرور الكرام، حتى من دون احتفال، وكل واحد من أركانها يغني على ليلاه. فهل تفرّق العشاق بعد الترشيحات الرئاسية وحصل خلط للأوراق والتحالفات من جديد؟

- أين 8 آذار أيضاً؟ أعتقد أن الاصطفافات لا يمكن تفسيرها بعد اليوم على أساس 8 و14 آذار. وصحيح ان هناك خطاً اسمه 8 آذار وجاء بهدف رفض انسحاب سوريا من لبنان، لكن خط 14 آذار كان خطاً سيادياً إنما اليوم خرجت سوريا من لبنان، ونستطيع القول إن النفوذ السوري لم يعد موجوداً إلا بواسطة حزب الله، وبالتالي السبب الأساسي للانقسام العمودي بين 8 و14 آذار لم يعد موجوداً، ولذلك رأينا أنه بعد 11 سنة حصلت حلحلة لدرجة أن المرشحين الاثنين لقوى 14 آذار هما من 8 آذار. وهذا لم يكن يتصوره أحد، ولا أن يحصل خلاف داخل 8 آذار التي لم تستطع الاتفاق على مرشح من المرشحين الأساسيين لديها هما العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

وأضاف قائلاً:

- ولذلك أعتقد أن هناك إعادة خلط للأوراق وستكون هناك إعادة نظر. وحتى الآن لم يتخذ الموقف الذي يتضمن مراجعة حقيقية للمرحلة السابقة. لكن لا بد أن يحصل ذلك. والأكيد أن هناك أموراً إيجابية حصلت لاسيما الحوار بين تيار <المستقبل> وحزب الله، وكذلك الحوار الوطني والمصالحة المسيحية بين التيار الوطني والقوات.

ــ أين الرئاسة، وماذا عن قول الرئيس بري بأن ثمرة الرئاسة نضجت، وتحديد الرئيس الحريري موعداً في نيسان/ أبريل المقبل لانتخاب الرئيس؟

- أستبعد أن يتم انتخاب الرئيس في جلسة 23 الجاري، لكنني لا أستبعد حصول ذلك في وقت قريب بناء على معطيات إقليمية، لاسيما وأن الرئاسة ليست محلية، وهذه المعطيات تقول إن الحدود اللبنانية - الاسرائيلية نقطة صراع ايراني - اسرائيلي، والإدارة الأميركية نفضت يديها من معظم مشاكل الشرق الأوسط، لاسيما وان الرئيس <أوباما> في آخر ولايته وعاجز أن يضغط على اسرائيل، وبالتالي هناك فرصة لإيران لأن تثبت رئيساً في لبنان يكون موالياً لها أو صديقاً لها لمدة ست سنوات، وتأتي حكومة متوازنة لا تكون معادية أيضاً لإيران، لكن إذا مرت الأشهر وبقينا في الفراغ وجاء رئيس أميركي جديد له نظرته المغايرة، فمن الممكن أن تخسر إيران الورقة الرئاسية، ولذلك فمن مصلحة إيران تثبيت رئيس موالٍ لها وللمقاومة الآن لفترة ست سنوات.