تفاصيل الخبر

عضو اللقاء الديموقراطي نائب بيروت فيصل الصايغ بكل موضوعية : السلــم الأهـلــي خــط أحمــر وأمــن الـجـبــل فــوق الجمـيــع والخطاب السياسي يجب ألا يكون تحريضياً وتعبوياً !

07/12/2018
عضو اللقاء الديموقراطي نائب بيروت فيصل الصايغ بكل موضوعية : السلــم الأهـلــي خــط أحمــر وأمــن الـجـبــل فــوق الجمـيــع  والخطاب السياسي يجب ألا يكون تحريضياً وتعبوياً !

عضو اللقاء الديموقراطي نائب بيروت فيصل الصايغ بكل موضوعية : السلــم الأهـلــي خــط أحمــر وأمــن الـجـبــل فــوق الجمـيــع والخطاب السياسي يجب ألا يكون تحريضياً وتعبوياً !

 

بقلم حسين حمية

 

لا يزال التأليف الحكومي أسير عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين رغم مرور 6 أشهر وبضعة أيام على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد انتخابات أيار/ مايو الماضي، ويمكن القول إن الحكومة العتيدة في البراد وكل المؤشرات تشي بأن التأليف بعيد المنال بسبب تصاعد المواقف وعدم تنازل الأفرقاء لحل هذه العقدة كما سبق وحُلّت العقدة الدرزية والمسيحية. فماذا يقول نواب الأمة؟

<الأفكار> التقت عضو اللقاء الديموقراطي نائب بيروت فيصل الصايغ وحاورته في هذا الخضم بالإضافة الى بروز العقدة الدرزية وأسباب حلها بهذا الشكل، ناهيك عن تداعيات الانتخابات النيابية وأحوال مدينة بيروت بعد الطوفان الشهير في الروشة.

سألناه بداية:

ــ فيصل الصايغ محافظ الجنوب الأسبق دخل الندوة البرلمانية عام 2005 حتى عام 2009، ليعود عام 2018 بعد 9 سنوات من الغياب نائباً من جديد، لكن عن بيروت وليس عن دائرة عاليه. فما أصل الحكاية؟ وهل الترشيح كان في بيروت بسبب ترك المقعد الشاغر للأمير طلال ارسلان عكس ما حصل عام 2005؟

- كانت الظروف مختلفة عام 2005 والانقسام عمودياً ونشأت حينذاك 14 و8 آذار وصدر القرار 1559، وبالتالي كان البلد في مكان آخر. ولذلك أخذت المعركة بُعداً محلياً حول هوية لبنان والرؤية المستقبلية له، ولذلك ذهبنا في المواجهة حتى النهاية وأغلقت اللائحة، لكن عام 2018 أخذنا في الاعتبار حضور الامير طلال ارسلان وحصل تساهل في هذا الموضوع كما حصل فيما بعد وزارياً، وما انتقالي الى بيروت إلا مجرّد تسهيل لتمثيل الامير طلال واستمرار الانفتاح على الآخرين وعدم إلغاء أحد، خاصة وأن وليد بك سبق واتخذ موقفاً منذ زمن طويل بأن البلد يتسع للجميع، وكلقاء ديموقراطي وكحزب تقدمي لا يهم أن نحصل على نائب أو وزير بالزايد أو بالناقص، والمهم وحدة البلد والطائف والعيش المشترك، وكان هذا هو هاجسنا.

ــ لكن مع هذا كله تركت الانتخابات تداعيات سياسية وأمنية. أليس كذلك؟

- صحيح، لكن الفريق الآخر لم يتقبل فكرة وجودي واعتبره استفزازياً رغم المحاولات لحصول لقاء وتم التعاطي بدون تحديات في هذا الموضوع، لكن القرار عند الفريق الآخر بأن هذا النائب الذي حل مكانه عام 2005 يجب أن يلغى من المعادلة السياسية.

ــ طالما تركت مقعد عاليه الثاني وترشحت في بيروت، لماذا إذاً هذا الشعور؟

- هكذا حصل، ولم يُفهم لماذا ذهبت الأمور باتجاه التصعيد، واليوم نحن موجودون وأنا دخلت في الحزب التقدمي وأصبحت عضواً فيه بعد النيابة.

 

سر الانسحاب من الحزب الديموقراطي

ــ كنت سابقاً في الحزب الديموقراطي يوم عُيّنت محافظاً للجنوب. فما عدا ما بدا حتى انتقلت الى المقلب الآخر؟

- منذ العام 2003 وأنا مع وليد بك وقبل ذلك كنت في الحزب الديموقراطي لا بل كنت من مؤسسي الحزب، وهنا لا ألوم أحداً لكنني وصلت الى مكان في السياسة بحيث لم تعد أفكاري تلتقي مع المير طلال وجرّبت أكثر من مرة أن نبقى فريقاً واحداً، خاصة وان عائلتنا تقليدياً كانت مع الارسلانيين وأنا بدأت بهذا الاتجاه بعد إنهاء دراستي من مكان ما انتهوا إليه أهلي وتعرفت على المير أرسلان ولم يكن نائباً بعد عودته من الخارج في أواخر الثمانينات وأبديت رغبة بالتعاون، لكن بعد 3 سنوات جاء اتفاق الطائف وعُيّن المير نائباً وجاءت فرصة تعييني محافظاً للجنوب فرشحني لهذا المنصب، وصحيح هو من بيت كريم عزيز ونحن ايضاً أولاد بيوت لو لم أكن أميراً، وهناك تاريخ من التعاطي بين بيتنا والبيوت العديدة، لكن مع الوقت شعرت أن أفكاري ذهبت الى مكان آخر وشعرت أنني لست في المكان المناسب. وخرجت حينذاك بدون مشاكل واستقلت من الحزب ولم تكن هناك فكرة في الذهاب الى تحالف جديد وأردت العودة الى عملي الخاص.

واستطرد قائلاً:

- وبعد أشهر تعرفت على وليد بك فأعجبتني رؤيته للوضع وشعرت أن هذا هو موقعي العقلاني الطبيعي وخرجت من فكرة الإرث العائلي الى فكرة التجديد، وبدأت المسار السياسي مع وليد بك رغم أن اسمي لم يكن مطروحاً لأكون نائباً أو وزيراً بل بالعكس طلب مني أن أبقى مع المير طلال وأصبح نائباً أو وزيراً وحصلت إغراءات بهذا الخصوص من الجانب السوري، لكن ردي كان بأنني أخذت خياري وسأكون مع وليد بك ولا أريد النيابة ولا الوزارة ولا المحافظة لأنني اقتنعت بالرجل وبسياسته، وتطورت الأمور حتى ترشحت عام 2005، لكن عام 2009 حصلت تسوية لم يكن لي مكان فيها فانسحبت لمدة 10 سنوات بهدوء وعملت في العراق لفترة وعدت الى أن حصلت ظروف الترشح عام 2018، فكان الخيار على بيروت وهكذا حصل.

 

تداعيات الانتخابات

 

ــ رغم ذلك، تركت الانتخابات تداعيات سلبية داخل الصف الدرزي وبين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر. لكن الأمور هدأت خاصة مع تشكيل لجنة التواصل مع التيار الوطني؟

- الوضع مع التيار جيد علماً بأن الوضع مع القوات اللبنانية كان جيداً منذ تحالفنا في الانتخابات والتواصل دائم على مستوى القيادات والكادرات الميدانية. وهناك تواصل على مستوى النواب والوزراء، وبالتالي  فالمصالحة ثابتة وهي أولوية بالنسبة لنا حيث نعتبرها ركناً  اساسياً، واتفاق الطائف ايضاً ركن اساسي والعيش المشترك، وبالتالي هذه ثلاثة أركان نحن متمسكون بها ولو خسرنا نواباً ووزراء لأن هذه الأركان أساسية في سياستنا الحالية والمستقبلية برئاسة تيمور بك جنبلاط ايضاً. ولا شك ان هناك بعض التوترات حصلت في فترة الانتخابات بسبب خطاب عالي اللهجة وواجهنا به لكننا لم نرد عليه ولم ندخل في سجال بل حافظنا على هدوء الخطاب السياسي.

ــ وما المطلوب لتصفية الأجواء الدرزية واستعادة هذه الساحة الهدوء؟

- ميدانياً لا مشكلة في الساحة الدرزية باستثناء حادثة الشويفات، وصحيح أن التنسيق كان موجوداً بين القيادات، لكن كل طرف يعرف حدوده، ونحن مطلبنا هو تسليم الجاني ولو حصل التسليم لأمين السوقي الذي قتل علاء أبو فرج والمطلوب من القضاء وبقية المطلوبين لكنا ذهبنا الى بيت أرسلان وقمنا بالتعزية معاً، ولكانت حصلت تسوية على أن يأخذ القضاء مجراه رغم أن الجو القضائي غير مسيس باتجاهنا وهو اقرب الى المير طلال ورغم ذلك نطالب بأن يأخذ القضاء مجراه الطبيعي، وبالتالي أي تحسين للعلاقة مع المير طلال يفترض به أن يقوم بمبادرة بهذا الاتجاه.

 

التأليف الحكومي والعراقيل

 

ــ وماذا عن التأليف الحكومي المتعثر منذ اللحظة الأولى وكانت أولى العقد الصغيرة الدرزية ثم العقدة المسيحية لتصل الى العقدة السنية. فهل يكون الحل لعقدة النواب السنة المستقلين على غرار حل العقدة الدرزية بأن يعين وزير سني، أم ان المسألة أبعد من ذلك وتتعلق بالوضع الاقليمي؟

- لا شك أن هناك تدخلاً داخلياً وخارجياً في مسألة التأليف والصراع القائم في المنطقة من عقوبات على ايران وحزب الله يؤثر سلباً، خاصة مع بدء العقوبات الاميركية ضدهما، ومن الممكن أن المرحلة كانت تتطلب أن يعيد كل فريق دراسة أوراقه ونقاط ضعفه وتداعيات هذه العقوبات.

وأضاف:

- أعتقد أننا وصلنا الى خريطة طريق التي ظهرت معها خريطة العقوبات، وظهر أن الإيراني يمكن أن يواجه هذه العقوبات، وكذلك يمكن لحزب الله أن يخفف من وطأتها عليه، وبالتالي دخلنا في مرحلة يمكن معها اعادة تحريك الوضع الحكومي لأن العرقلة ليست فقط في لبنان بل في العراق ايضاً، وفي غزة حصل رد حاسم على اسرائيل وصعدت الموقف وحصل نوع من تبادل الرسائل الاقليمية والدولية ترافقت مع العقوبات الأميركية. وأعتقد أن هذه الرسائل وصلت بطريقة فعالة خاصة مع هزيمة رئيس وزراء العدو <بنيامين نتنياهو> في غزة بعدما فهم أن هناك قوة لا يستهان بها من الممكن أن تخربط كل مخططاته.

وأضاف:

- لذلك حصل تجميد للحكومة في لبنان ما يعني أن هناك تعقيدات تحصل على مستوى المنطقة، وظهرت ثغرات في موضوع العقوبات خاصة مع استثناء دول منها، ومرافق لم تشملها، وبالتالي بدأت معركة القراءة المتبادلة لهذه الرسائل، ما يعيدنا الى الداخل خاصة بعدما أوضح فخامة الرئيس ميشال عون أنه أم الصبي ولمح الى سليمان الحكيم ما يعني أنه سيقوم بمبادرة حكومية وبتنازل معين لمصلحة البلد، ولذلك نتوقع أن تؤلف الحكومة قبل أعياد الميلاد ورأس السنة، إذا صفت النيات، خاصة إذا قام الرئيس عون بالتنازل وسمى السني السادس من حصته وتم الاتفاق على اسم يرضى عنه النواب السنة المستقلون ويكون مقبولاً من فخامة الرئيس.

ــ ولا بديل عن الرئيس الحريري؟

- أكيد، فالكل متفقون على أنه رجل المرحلة ولا أحد يطالب بغيره ولا خيار لدينا سوى التمسك باتفاق الطائف وكل مندرجاته وبصلاحيات رئاسة الحكومة والحفاظ عليها.

ــ سبق لوليد بك أن غمز من قناة حزب الله وقال: <إن شريكنا في الوطن وحلفاءه مثل الرجل الآلي لا عواطف عندهم> كيف تفسر ذلك؟

- وليد بك يقول ذلك لأن الوضع الاقتصادي يشكل هماً كبيراً والأولوية لدينا كحزب تقدمي وكلقاء ديموقراطي هي الوضع الاقتصادي، فكل حركتنا تتمحور بعد الانتخابات حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل جدي مع الاتحاد العمالي ومع الفعاليات الاقتصادية، وهذا ما يريده الناس لأن الهدف ليس السياسة بحد ذاتها ولا الأحجام المنفوخة والسلطة الفارغة من أي معنى اقتصادي، بل هدفنا التفرغ لمعالجة هذا التدهور الحاصل، حتى اننا استعنا بخبراء اقتصاديين وباختصاصيين وعقدنا جلسات ومؤتمرات مغلقة ووجدنا الوضع الاقتصادي يستأهل أن نطلق زمور الخطر من اجله لأن البلد في وضع لا يحتمل الترف السياسي والمزيد من التعطيل، ولذلك فوليد بك يوجه رسائله اللاذعة بكل الاتجاهات ويحث الجميع على ايجاد الحلول ولا يوفر أحداً يتسبب بالتأخير في تشكيل الحكومة.

ــ التربية والصناعة نهائياً من حقكم؟

- مبدئياً، والمرشحان هما اكرم شهيّب ووائل أبو فاعور.

 

الحملة على الحريري وخطاب وهاب!

 

ــ لم يقبل وليد بك الحملة على الرئيس الحريري وانتقد ما نقل على لسان الوزير السابق وئام وهاب، لكن الامور تطورت الى الأسوأ أمنياً في الجاهلية. فكيف يكون الحل؟

- يجب أن ننتبه الى خطاباتنا الطائفية والمذهبية التعبوية لأنها تساعد على فلتان الشارع ولا يمكن ضبطه، إذ لا بد من اعتماد آداب الخطابة فيما بيننا ويفترض عدم التعرض للقيادات السياسية وإهانتها بهذا الشكل، لاسيما التعرض الشخصي واستعمال العبارات النابية بحق رئيس الحكومــــة سعــــد الحريـــــري وهـــــو زعيم ورمز وطني ويمثــــل تيـــــاراً كبــــيراً، وهـــــو مثــــل الآخريـــــن يفــــترض أن تتم مخاطبته بشكل لائق. وفي اعتقادي أن العرضات الامنية مرفوضة واللجوء الى المؤسسات هو الحل، لكن بعبارة مختصرة فالسلم الأهلي فوق الجميع وأمن الجبل فوق الجميع والفتنة مرفوضة بكل أشكالها وعملية توتير الشارع تعرض السلم الأهلي للخطر وهذا لا يجوز.

ــ كنائب عن بيروت نسألك: هل من الجائز أن يجتمع نواب بيروت بعد الطوفان الشهير في الروشة وشوارع بيروت ويقدمون شكوى ضد مجهول؟

- كنواب لا يمكن إلا أن يتقدموا بشكوى ضد مجهول، لأن النواب ليسوا ضابطة عدلية ولا بد  أن يملكوا وقائع ومستندات بهذا الخصوص، ولكن الحركة التي قمنا بها تعطي معنوية وحصانة لتحقيق يجب أن يستمر حتى النهاية وتتم محاسبة المسؤول عما حصل والذي من الممكن ألا يقتصر على واحد أو اثنين بل العديد، وبالتالي لا يجوز التشهير سلفاً بواحد أو اثنين وإنما لا بد من التحقيق الموسع لمعرفة كل المسؤولين عما حصل ومحاسبتهم بشكل جدي ودقيق عبر التفتيش المركزي وبقية أجهزة القضاء لاسيما وأن هناك مشاكل مزمنة وتراكمات، ولذلك لا بد من إنجاز خطة مستقبلية تحدد دور لبنان الاقتصادي في المنطقــــة وتــــرسم له رؤية وخطة عمل وألا نعيش في التخبط الدائم وندور في ردات الفعل بعيداً عن المعالجات الحقيقية كما نعاني اليوم من مشاكل في كل القطاعات.

ــ غردت على <تويتر> وعلقت على أحداث فرنسا بسبب زيادة أسعار المحروقات ودعيت للاقتداء بها في لبنان. فهل تدعو الى ثورة؟

- الفرنسي لديه كل التسهيلات والتقديمات ونزل الى الشارع رفضاً لزيادة أسعار المحروقات، واللبناني يعيش كل الأزمات امنياً واقتصادياً ومالياً ولا يتحرك، فلا بد من الاعتراض ومحاسبة المسؤولين عما يحصل وتحديد المشكلة والعمل على ايجاد الحلول، فالناس من حقهم الاعتراض. وبعد تشكيل الحكومة بستة أشهر من حق الناس أن يحاسبونا كوزراء وكنواب إذا لم يتم تبني الحلول لكل القضايا التي نعيشها، وإلا فالدعوة الى الانتفاضة الشعبية حق للناس. فحرام إذلال الناس وحرام أن نساهم نحن في هذا الإذلال إذا لم نجد الحلول.

ــ على ذكر وليد وتيمور بك، فقد رافقت الاثنين، فما الفارق بينهما؟

- كل جيل له خصوصيته، فكمال بك ترك إرثاً كبيراً وهو الإنساني والفيلسوف والعبقري والمعلم. ولو أراد وليد بك أن يفعل مثله لن يقدر، وإنما جاء في زمن حرب فترك إرثاً كقائد عسكري وشعبي مهم، وتيمور بك سيترك إرثاً تنموياً وشبابياً ويرفع المجتمع من مكان الى آخر. فكل واحد من آل جنبلاط له دوره وترك أثراً مجدداً الإرث الفكري وإرث قيادة المجتمع بكل متطلباته العسكرية وغيرها الى تطوير المجتمع. وهذه المرحلة مرحلة تيمور جنبلاط على أمل أن يكون هذا التطوير أوسع من الطائفة الدرزية وعابراً للمناطق والطوائف ومن هنا يأتي تفعيل الحزب ليستطيع مخاطبة كافة اللبنانيين.