تفاصيل الخبر

عضو اللقاء الديموقراطي الوزير السابق نعمة طعمة بكل شفافية: مصالحة الجبل ثابتة لا يمكن تجاوزها ولقاء المصالحة والمصارحة أدى قسطه للعلى!

20/09/2019
عضو اللقاء الديموقراطي الوزير السابق نعمة طعمة بكل شفافية: مصالحة الجبل ثابتة لا يمكن تجاوزها  ولقاء المصالحة والمصارحة أدى قسطه للعلى!

عضو اللقاء الديموقراطي الوزير السابق نعمة طعمة بكل شفافية: مصالحة الجبل ثابتة لا يمكن تجاوزها ولقاء المصالحة والمصارحة أدى قسطه للعلى!

 

بقلم حسين حمية

لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقد في القصر الجمهوري في الشهر الماضي طوى صفحة الخلاف في الجبل وتجاوز تداعيات حادثة قبرشمون، لا بل فتح الآفاق السياسية نحو مزيد من التلاقي والتواصل بين القوى السياسية لاسيما بين الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة وبين حزب الله والتيار الوطني الحر من جهة ثانية وساهم في اعادة جمع الاطراف المعنية لما فيه مصلحة الجبل ولبنان، خاصة وأن الجبل هو قلب لبنان واستقراره اساسي لاستقرار البلد. فماذا يقول المعنيون بكل ما جرى؟

<الأفكار> إلتقت عضو اللقاء الديموقراطي الوزير السابق نعمة طعمة، وحاورته في هذا الخضم وتطرقت معه الى شؤون وشجون الوضع الداخلي بكل تجلياته، بالاضافة الى العلاقات اللبنانية السعودية لمناسبة حلول العيد الوطني السعودي الـ 89 في 23 الجاري خاصة وان النائب طعمة هو عضو لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية ــ السعودية وله شركات تنشط بالاعمال والمشاريع في المملكة العربية السعودية وتربطه علاقات متينة بالمملكة.

وسألناه بداية:

ــ بعد ايام يحل اليوم الوطني التاسع والثمانون للمملكة العربية السعودية، ماذا تقول عن هذه المناسبة ولاسيما أنّ علاقة متينة تربطك بالمملكة؟

- إن العيد الوطني السعودي موضع اعتزاز وفخر لكل أبناء المملكة والمسلمين والعرب حيث انبثق فجر جديد بفعل هذه المناسبة تبدت معالمه من خلال هذا الدور الريادي الذي تقوم به القيادة السعودية الحكيمة عبر تطور غير مسبوق في كل الميادين والمجالات وصولاً إلى هذه النهضة في كل المرافق والقطاعات الإعمارية الإنمائية والتنموية والحداثة إلى الخدمات التربوية والصحية والإنسانية والرياضية والثقافية، وحضور ودور السعودية على المستويين الإقليمي والدولي نظراً لمكانتها وحكمة قيادتها في مقاربة ومعالجة كل الأزمات والملفات، ومن ثم ما قدمته للقضية الفلسطينية وما زالت ولسائر القضايا العربية المحقة من دعم غير مسبوق، أضف إلى العملية الإصلاحية الكبيرة المدروسة وخطة <2030> التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحيث تشهد المملكة سياحة وثقافة ومسارح راقية وكل أنواع التطور والتقدم بما يتلاءم ويتناسب مع هذه السياسة التي تقوم بها القيادة السعودية، وقد سُلطت الأضواء الإعلامية العربية والدولية على هذا التطور الذي يشق طريقه وفق الأطر المرسومة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان حتى غدت المملكة قبلة أنظار العالم وباتت رائدة في كل المجالات. من هنا، يأتي العيد الوطني هذا العام والمملكة بألف خير ودورها وتطلعاتها يسيران بخطى ثابتة وبرؤية ونظرة ثاقبتين، ولا يسعنا كلبنانيين في هذا اليوم الوطني للسعودية إلا أن نبارك لها في عيدها متمنين لها كل التقدم والأمن والاستقرار والرخاء.

ــ كيف تصف العلاقة اللبنانية ــ السعودية في هذه المرحلة؟ هل ما زالت علاقة تاريخية؟

- نعم العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية تاريخية بامتياز، وإن ظهرت بعض الغيوم في فترات متفاوتة بفعل حملات لا طائل منها ولا تعبّر عن الغالبية من اللبنانيين الذين يدركون ويعلمون علم اليقين هذا التاريخ الناصع بين البلدين وما قدمته المملكة العربية السعودية للبنان من دعم غير محدود. وقد واكبت عن كثب منذ بدايات الحرب في لبنان في العام 1975 وصولاً إلى المرحلة الراهنة كيف احتضنت السعودية اللبنانيين ومن سائر المذاهب والطوائف فكانت لهم السند ومدت لهم يد العون ووقفت إلى جانبهم، تالياً إنّ المسؤولين السعوديين الذين أعرفهم حق المعرفة يكنون للبنان كل المحبة والتقدير ولهم فيه ذكريات وصداقات وعلاقات وطيدة سياسية واجتماعية، كذلك لا يمكن أن نغفل أنّ اقتصاد لبنان وقف سداً منيعاً في كل الحروب التي مرت عليه ومرد ذلك أموال اللبنانيين في الخليج الذين تعبوا وشقوا وأسهموا في نهضته ولاسيما في المملكة العربية السعودية التي كانت بدورها الداعم الأبرز لبناء ما هدمته الحرب في لبنان، ومن هنا هذه العلاقة مستمرة بأبهى صورها، ولا ننسى اليوم ما يقوم به معالي الوزير المفوض السفير السعودي في لبنان وليد البخاري من دور وجهد في تطوير هذه العلاقة التي ما زالت متماسكة وثابتة لاسيما وأنّ الرياض لم يسبق لها أن فرقت بين لبناني وآخر وهي على مسافة واحدة من كل اللبنانيين.

وأضاف:

- وفي السياق، زارنا منذ فترة ليست بعيدة وفد مجلس الشورى السعودي وكانت زيارة رفيعة المستوى وغير مسبوقة للبنان، وقد شاركت في كل هذه اللقاءات ولمست مدى حرص السعوديين على أمن لبنان واستقراره ومساعدته، وبناءً عليه أؤكد أنّ مسار هذه العلاقة كان وسيبقى مبنياً على التاريخ والذكريات والصداقات والاحترام المتبادل، والمستقبل سائر في هذا الاتجاه لأنّ ما يجمع بيننا لا يفرقه موقف غير مسؤول من هذا الطرف وذاك.

 

لقاءا المصارحة والمصالحة وبيت الدين!

 

ــ ماذا عن لقاء المصالحة والمصارحة في القصر الجمهوري وما سمي باللقاء الخماسي بعد أحداث البساتين ــ قبرشمون؟

- لقد مرت هذه الأحداث المؤسفة في البساتين كحمل ثقيل على وليد جنبلاط الذي سعى جاهداً من خلال دور الوزير أكرم شهيب للتهدئة مع أبناء هذه المنطقة الأعزاء الذين كانوا يعبرون عن موقف بشكل سلمي بعدما استفزتهم مواقف سياسية تصعيدية ولاسيما من خلال استذكار مراحل الحرب ونبش دفاتر الماضي، ولست هنا لأعيد فتح هذه الصحفة التي طويناها ونحن من الأساس في اللقاء الديموقراطي ومنذ ما قبل الانتخابات النيابية الأخيرة وخلالها وبعدها كنا نتعاطى مع كل الاستهدافات والحملات من خلال عدم إقحام الجبل في أي تصعيد سياسي حفاظاً على هذا العيش الواحد بين سائر مكوناته الروحية، ومن ثم نعتبر مصالحة الجبل ثابتة لا يمكن تجاوزها إنّما حصل ما حصل وكان لقاء بعبدا في إطار المصالحة والمصارحة حيث أدى قسطه للعلى من خلال التوافق على عناوين أساسية مؤداها الاحتكام للدولة ومؤسساتها ولاسيما القضاء، ويمكنني الجزم أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس اللقاء الديموقراطي كانا منذ اللحظة الأولى يؤكدان ويشددان على دور القضاء والجيش اللبناني وقاما بتسليم المطلوبين للقضاء على أن يكون هو الفيصل والحكم، لذا لقاء بعبدا فتح الآفاق أمام المصالحة بعد مصارحة ونقاش مستفيض بكل ما أحيط بهذه الأحداث.

ــ كنائب شوفي وفي كتلة اللقاء الديمقراطي ومن المقربين جداً من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، كيف تصف لقاءات بيت الدين التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولاسيما مع العائلة الجنبلاطية واللقاء الديموقراطي؟

- بادئ ذي بدء، يتميز أبناء الشوف الأحباء وأهالي الجبل عموماً بالكرم والشهامة وتكريم الضيف وحفاوة الاستقبال، وتلك تقاليد وعادات متوارثة من الآباء إلى الأجداد، فما حظي به فخامة رئيس الجمهورية في الشوف إنّما نابع من هذه التقاليد، وبالتالي وبالعودة إلى اللقاء الذي جمعه مع وفد الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي وفاعليات الشوف والجبل فهو اتسم بالدلالات على غير مستوى وصعيد، إذ هو تأكيد على أنّ لقاء قصر بعبدا فتح طريق المصالحة والمصارحة والتوافق والنقاش الهادئ بعيداً عن الحملات السياسية والاستهدافات، ومن ثم ذلك دليل على هذا الترحيب الشوفي والجبلي برئيس البلاد في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، وصولاً إلى نقطة أعتبرها أساسية إذ تؤكد على مكانة وزعامة ودور وحضور المختارة التاريخي، حيث ظن البعض أنّهم يستطيعون تحجيم هذه الزعامة واستهداف وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي، فظهرت المختارة كما في كل المفاصل والمحطات التاريخية عصية على الخضوع لأي حملات، لا بل شاهدنا هذا الإجماع الدرزي غير المسبوق حول الزعيم الجنبلاطي وأيضاً تلك المسؤولية والروحية الوطنية من قبل زعامات وقيادات مسيحية وإسلامية أكدوا وقوفهم إلى جانب المختارة، في وقت شعر أهل الشوف دروزاً ومسيحيين تحديداً بأنّ وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط من يحميهم وهما ضمانتهما، وعلى هذه الخلفية لاحظنا خلال أحداث البساتين المؤسفة كيف انبرى كل من وليد وتيمور جنبلاط مشددين على قيادات الحزب التقدمي الاشتراكي بزيارة البلدات والقرى المسيحية وحتى المشاركة في القداديس وحضهم على البقاء في منازلهم وأرضهم والتأكيد لهم بأنّ هذه المصالحة ثابتة وأنّ السعي إلى تهجيرهم هو حلم ليلة صيف لأنّ الحرب التي حصلت كانت حرب الآخرين على أرضنا ومن المعيب أن نعود إلى أجواء تلك الحقبة وتحديداً بعد اتفاق الطائف الذي أرسى السلم الأهلي في لبنان، وكذلك لا يمكن لأحد أن ينسى مشهدية المختارة خلال المصالحة التاريخية برعاية وليد جنبلاط والراحل الكبير البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وكل الخيرين والمخلصين.

ــ كيف تقرأ لقاء عين التينة الذي جمع قيادتَي الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله برعاية الرئيس نبيه بري؟

- بدايةً، الاختلاف السياسي حق مشروع ومنحى ديموقراطي، وهذا ما يميز لبنان من خلال التعددية والتنوع السياسي والثقافي والفكري، ولكن الأهم أن تبقى الخلافات في نطاقها السياسي دون أن تخرج عن المألوف أو تسبب أزمات سياسية تصعيدية أو إشكاليات أمنية وتحريك الغرائز، فهذه أمور غير مقبولة باعتبار لكل رأيه السياسي الذي يجب أن يُحترم من الفريق الآخر والعكس صحيح.

وأضاف:

- أما حول ما جرى في عين التينة بين قيادتَي الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي، لا بد من التنويه بالدور الطبيعي والمحوري والتوافقي الذي يضطلع به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هذا الرجل الذي بات عملة نادرة في السياسة اللبنانية نظراً لحكمته ورأيه السديد وإدراكه للتوازنات السياسية والطائفية، فهو حقاً رجل إطفائي في الملمات والظروف المفصلية، ومن هذا المنطلق توصل من خلال مساعيه الخيّرة إلى هذا اللقاء الذي وفق معلوماتي سادته الإيجابية والود واتُفق على تنظيم الخلافات على أن تكون القاعدة التي يجب العمل من خلالها، إذ ثمة خلافات سياسية بين الطرفين حول بعض العناوين الداخلية إلى القضايا الاستراتيجية من الحرب السورية إلى أمور أخرى قد يتفق او يختلف حولها كل من الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، ولكن تنظيم الخلاف يؤدي بالمحصلة إلى معالجة كل الأمور بعيداً عن التصعيد السياسي وأي لغة غير مقبولة، ما يؤدي إلى الاستقرار في الجبل وعلى الصعيد الوطني العام، فما جرى في عين التينة كان منطلقاً إيجابياً نحو التفاهم على كل الملفات والقضايا بهدوء، فحيث هناك توافق أو تفاهم حول هذا الملف وذاك فهذا أمر إيجابي، وإن حصل تباين وخلاف حول هذه القضية وتلك فليتم تنظيم الخلاف ليبقى التواصل قائماً من خلال هذه المقاربة. وأعتقد أنّ الرئيس نبيه بري، الذي فوضه رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي تربطه به صداقة قديمة وثمة ود واحترام بينهما، فإنّه ومن خلال موقعه التشريعي والوطني وبفعل علاقته مع حزب الله الذي بدوره فوضه أيضاً بالعناوين التي نوقشت في عين التينة، استطاع أن يزيل هذه التراكمات والخلافات ويرسي هذه القاعدة لتنظيم الخلاف الذي باعتقادي وفي المرحلة الراهنة يبقى المرتكز الأفضل الذي يسهم في إرساء الاستقرار ومعالجة ومقاربة كل العناوين السياسية بهدوء وروية.

ــ ما رأيك كنائب ورجل أعمال وصاحب خبرة في عالم الاقتصاد بطاولة الحوار الاقتصادي التي عُقدت في قصر بعبدا واقرت خطة الطوارىء الاقتصادية؟

- أذكّر الجميع أولاً بأنّي ومنذ أشهر طويلة وفي معظم مواقفي وتصريحاتي الإعلامية، كنت أدعو إلى حكومة طوارئ اقتصادية أو أن تتحول الحكومة الحالية لهذا الغرض، باعتبار أنّي أدرك عمق المشاكل الاقتصادية في لبنان والمعاناة في كل قطاعات الدولة ومرافقها ولاسيما العجز في الكهرباء، لا بل كنت أدعو وما زلت إلى إعطاء الأولوية لقضايا الناس الاجتماعية والمعيشية من خلال الإنماء المتوازن ولاسيما في الأرياف، في حين أيضاً كررت مراراً ضرورة إحياء المجلس الأعلى للتخطيط عبر التعاون بين القطاعين العام والخاص دون بدل مادي بغية مقاربة كافة الملفات لهذه الوزارة وتلك أو هذا القطاع وذاك على أساس أنّه عندما يأتي وزير ينسف خلفه ما وضعه من خطط ومشاريع لوزارته، لذا هذا المجلس موجود وبحاجة إلى إحيائه وتفعيله ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.

وعاد ليقول:

- أما بالنسبة لطاولة الحوار الاقتصادي في بعبدا، فهي معطى إيجابي كي يتحمل الجميع مسؤولياتهم لاسيما أنّ كل الأفرقاء شعروا بهذا الخطر الداهم من خلال الوضع الاقتصادي المأزوم، فجاء هذا الحوار الاقتصادي بمثابة عملية إنقاذ لأنّ السفينة إذا غرقت ستغرق بالجميع وليس بطرف دون الآخر، وإنّما لنكن موضوعيين وحقيقيين يجب بدايةً وقف الهدر والصفقات والسمسرات وليكن ذلك أمراً محسوماً إضافةً إلى رفع الحماية السياسية عن أي مرتكب أياً كان، ولتكن هناك أيضاً رؤية واضحة لكل المشاريع في إطار عملي وعلمي من خلال المواصفات والمواكبة والمتابعة من الجهات المعنية وأن ينسحب ذلك على سائر الوزارات وسائر المجالس ومرافق الدولة. وأذكّر أنّنا في اللقاء الديموقراطي وبعد الانتخابات النيابية الأخيرة أنجزنا ورقة اقتصادية متكاملة بعد لقاءات ونقاش عميق ومستفيض مع خبراء ومعنيين بالشؤون والشجون الاقتصادية والمالية وعرضناها على الرؤساء وسائر الكتل النيابية.