تفاصيل الخبر

عدم قدرة المرأة على الإنجاب ناشئ من  عدم انتظام الإباضة وتأخر سن الزواج!  

16/07/2015
عدم قدرة المرأة على الإنجاب ناشئ من   عدم انتظام الإباضة وتأخر سن الزواج!   

عدم قدرة المرأة على الإنجاب ناشئ من  عدم انتظام الإباضة وتأخر سن الزواج!  

بقلم وردية بطرس

12 العقم هو عدم القدرة المطلقة على الانجاب بسبب وجود عائق دائم سواء في الرجل او المرأة او عوامل لن تزول فتمنع الانجاب مثل العيوب الخلقية وما شابه... وتأخر الانجاب نوعان: تأخر الانجاب الأولي: ويطلق على حالات عدم الانجاب المطلق والتي لم يسبق فيها اي نوع من حالات الحمل سواء اكتمل ذلك الحمل بالولادة او انتهى بالإجهاض. تأخر الحمل الثانوي: ويطلق على حالات انقطاع الانجاب او الحمل بعد تجربة حمل سابقة انتهت بولادة طبيعية او غيرهما ثم لم يكتب لهما حمل بعده. ويتراوح معدل تأخر الانجاب ما بين 10 الى 15 بالمئة من كل حالات الزواج على مستوى العالم، وان اختلفت هذه النسبة بعض الشيء في بعض الأماكن من العالم ويرجع ذلك الى اسباب عدة منها: أولاً: ارتفاع عمر الزواج عند النساء في بعض دول العالم، الأمر الذي يقلل من فرص الانجاب اذ ان من المعروف طبياً ان أعلى معدل للخصوبة عند المرأة هو ما بين عشرين الى ثلاثين عاماً.

   وتبدأ خصوبة المرأة بالتناقص نوعاً ما بعد سن الثلاثين، بينما تنخفض بمعدل اكبر بعد سن الخامسة والثلاثين. ثانياً: الحالة الاجتماعية والمادية التي تفرض أيضاً ارتفاع معدل الزواج للمرأة والرجل وكذلك التي ربما تفرض على الرجل <الزوج> أعباء مادية وعملية مرهقة سواء بقبول العمل بعيداً عن زوجته او ارهاقه الجسدي، وكلا الأمرين لا يضمنان لهما علاقة زوجية مستمرة تزيد من احتمالات حدوث الحمل. وهنا يجب ان نقر بحقيقة نعيشها في مجتمعاتنا الشرقية وهي اننا نعتبر ان المرأة هي المسؤولة الأولى عن تأخر الانجاب مما يضع عليها عبئاً نفسياً وجسدياً كبيراً ويدفعها الى البحث المضني رغم مرور فترة قصيرة من الزواج عن أسباب تأخر انجابها، ولربما شاركها زوجها في البحث والتحري. ولكن كما ان المرأة مسؤولة، فالرجل أيضاً مسؤول عن تأخر الانجاب وبالنسبة نفسها، الأمر الذي يجعلهما متساويين في أسباب تأخر الحمل لأن لكل منهما دوره في حدوث الحمل.

 لا شك ان انجاب الأطفال يعد تتويجاً للسعادة الزوجية المشتركة، غير ان بعض الأزواج لا يُرزقون بأطفال بسهولة، ولا يرجع السبب بالضرورة الى عقم أحد الزوجين. ففي حالات كثيرة، يلعب نمط حياة الزوجين وحالتهما النفسية دوراً في عدم الانجاب. وينبغي للزوجين اللذين سعيا هباء الى الانجاب خلال فترة زمنية طويلة استشارة طبيب مختص، اذ أوضح مؤسس مركز المساعدة على الانجاب في <برلين> <راينهارد هانين> ان المعرفة الجيدة للتاريخ المرضي للزوجين تساعد في تحديد أسباب عدم الانجاب. ويستعلم الطبيب من الزوجين عن وجود أمراض أولية ذات صلة بالانجاب او العمليات الجراحية او الاضطرابات الشديدة في الدورة الشهرية. واذا تبين ان سبب عدم الانجاب عضوي، فعندئذ تتوافر امكانات عدة للعلاج تساعد في تحقيق رغبة الزوجين بالإنجاب، منها العلاج الهرموني في حال اضطرابات الدورة الشهرية. وترجع بعض أسباب نقص الخصوبة الجسدية الى الإصابة بمرض او الاستعداد الوراثي او زيادة الوزن.

وأوضحت <ألموت دورن> المعالجة النفسية المتخصصة في الأمراض النفسية المرتبطة بالولادة في مدينة <هامبورغ> شمال المانيا ان زيادة الوزن او انخفاضه بشدة يؤديان الى عواقب وخيمة. فزيادة الوزن قد تحدث خللاً في التوازن الهرموني لدى الجنسين. اما نقص الوزن، فيتسبب غالباً في اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء، او انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.

والى جانب الأسباب العضوية او نمط الحياة غير المناسب، هناك عاملان آخران يندرجان ضمن أسباب عدم الانجاب الا وهما: السن والحالة النفسية. ويلعب السن دوراً غير قابل للجدل في ذلك، فمع التقدم في العمر تقل معدلات الإباضة السنوية لدى المرأة، كما تتراجع جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل. وبالنسبة الى الحالة النفسية، فإنه ليس من الواضح ما اذا كان بإمكانها ان تؤثر على الحمل ام لا. واذا لم يتم ايجاد سبب عضوي يحول دون حدوث الحمل، فيرجح الأطباء وجود مشكلة نفسية، لاسيما وجود حالات فردية، فيبدو ان الحالة النفسية لعبت دوراً فيها، مثل حدوث الحمل بعدما يكون الزوجان قد صرفا النظر عن الانجاب. ويمكن ان يحبط التوتر النفسي مهمة الانجاب بشكل غير مباشر. ان التوتر والشد العصبي يؤثران سلباً على العلاقة الزوجية اولاً ومن ثم على الحمل. وأفضل علاج في هذه الحالة يتمثل في التخلص من التوتر والضغوط وكذلك قضاء الزوجين أوقاتاً حميمة مع بعضهما البعض يغلفها جو من الانسجام والوئام.

تجدر الاشارة الى انه من أسباب تأخر الانجاب عند المرأة: (ويتمثل من 40 الى 60 بالمئة من الحالات) قصور او عدم القدرة على الإباضة لنقص في محرضات الإباضة او قصور في الغدد الصماء المسؤولة عن نشاط المبيض، قصور في وظيفة الجسم الأصفر اللازم لإتمام عملية التبويض والاخصاب، قصور مرحلة الدورة الشهرية الناتج عن نقص هرمون <الاستروجين>، وجود أكياس او اورام سواء كانت حميدة او خبيثة في المبيض، قصور في قنوات او انابيب <فالوب> الأمر الذي يمنع وصول الحبيبات المنوية الى البويضة بغية بدء عملية الاخصاب او عدم قدرة قنوات <فالوب> على استرجاع البويضة المخصبة الى تجويف الرحم لأسباب منها الالتهاب المزمن بالحوض، حمى النفاس، عدوى السل، العيوب الخلقية مثل الالتصاقات كعدم وجود تجويف قنوات <فالوب>، قصور في وظيفة عنق الرحم، وعدم وجود مجرى المهبل او الحاجز المهبلي وكلها عيوب خلقية، حالات قصور الغدة الدرقية، السكري، سوء التغذية الحاد، الزيادة المفرطة بالوزن وارتفاع افراز هرمون الحليب في الدم.

 

الدكتور سوبرة والأسباب السبعة

 

ففي اي حالات لا تقدر المرأة ان تحمل وتنجب الأطفال؟ وما هي الأسباب التي لا تساعد على حدوث الحمل؟ وكيف تعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتور أنور سوبرة اختصاصي في التوليد والجراحة النسائية، ونسأله عن الأسباب التي تؤدي لعدم قدرة المرأة على الانجاب، فيقول:

هناك سبعة أسباب لعدم قدرة المرأة على الانجاب وهي الآتية:

أولاً: عدم انتظام الإباضة اي تكون الإباضة غير منتظمة. وسبب عدم انتظام الإباضة هو انه يحدث تكيس في المبيض او <Polycystic Ovary Syndrome> (متلازمة تكيس المبايض وهي واحدة من اضطرابات الغدد الصماء النسائية الأكثر شيوعاً. وهي عملية معقدة غير متجانسة تأتي من مسببات غير مؤكدة، وتعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية لضعف الخصوبة لدى الاناث، وأكثر مشكلة في الغدد الصماء شيوعاً لدى النساء في سن الانجاب. وسماتها الرئيسية هي اللاباضة مما يؤدي الى عدم انتظام العادة الشهرية، مما قد يؤدي الى العقم) اذ من الممكن ان تُولد الفتاة ولديها تكيس بالمبيض اي تحدث خربطة بالإباضة ولكن المشكلة تُعالج ببعض الأدوية لتحريك الإباضة ولكن في بعض الأحيان لا تحدث إباضة.

ثانياً: خلل في هرمون الغدد. من الممكن ان يحدث الخلل في الغدة الدرقية اي ان الغدة لا تفرز جيداً او ان غدة هرمون الحليب (يُعرف هرمون <البرولاكتين> او ما يُسمى هرمون الحليب بأنه أحد الهرمونات البروتينية التي يفرزها الجزء الأمامي من الغدة النخامية، كما تفرزها بطانة الرحم لدى المرأة الحامل، وهو المسؤول عن عملية افراز الحليب في الغدد الثديية) تفرز بشكل زائد، فتؤخر حدوث الحمل.

 ثالثاً: انسداد أنابيب <فالوب> (ان أنابيب <فالوب> عبارة عن أنبوبتين رقيقتين تقع كل واحدة على جانبي الرحم، وتعبر من خلالها البويضة الناضجة من المبيض وصولاً الى الرحم. واذا حدث انسداد في قنوات أو أنابيب <فالوب>، فذلك الانسداد سيمنع وصول البويضة من المبيض الى الرحم، وأحياناً يحدث الانسداد في جانب واحد او في الجانبين). وسبب حدوث انسداد أنابيب <فالوب> هو الالتهابات التناسلية ومن الممكن ان تُصاب المرأة بالالتهابات، فنكتشف ان هناك انسداداً في أنابيب <فالوب>.

ويتابع الدكتور سوبرة:

- رابعاً: التشوه الخلقي للرحم اي ان الرحم فيه تشوه في شكله، اذ يمكن ان يكون شكل الرحم مثل القلب اي كأنه رحمان او ممكن ان يكون هناك جدار داخل الرحم، وفي هذه الحالة يجب ان يُعالج جراحياً، فينجح العلاج عند بعض النساء ولكن أحياناً لا يُعالج.

خامساً: التصاقات بالحوض وذلك نتيجة عمليات جراحية، فمثلاً عملية ازالة التليف قد تؤدي الى التصاقات بالحوض، فلا تحمل المرأة في هذه الحالة. واذا تمت ازالة الالتصاقات من خلال اجراء العملية يمكن ان تسير الأمور بشكل جيد، وفي بعض الأوقات قد لا ينجح الأمر.

سادساً: تقدم السن عند المرأة، فكلما تقدمت المرأة في السن تقل فرص الانجاب وقدرتها على الحمل خصوصاً بعد تجاوز سن الأربعين. وهذا السبب يزداد في يومنا هذا نظراً لتأخر المرأة بالزواج وعدم قدرتها على الانجاب.

سابعاً: عقم غير مفسر اي لا نعرف السبب ولكن المرأة لا تحمل، اذاً هذا عقم نجهل اسبابه.

ــ وهل من الممكن معالجة العقم غير المفسر (اي الذي لا تعرف أسبابه)؟

- كما اشرت في سياق الحديث في حالة عدم انتظام الإباضة نقوم بمعالجة المشكلة اذ نعطي المرأة الأدوية، ويمكننا ان نخضع المرأة للتلقيح الاصطناعي والنتائج ليست مضمونة مئة بالمئة اذ لكل امرأة حالة خاصة بها. كما نلجأ الى الطفل الأنبوب. وفي حالة الطفل الأنبوب، ننظر الى وضع المرأة اي حسب سبب عدم الحمل لديها ونبدأ بالعلاجات البسيطة من ثم نصل الى العلاجات الأقوى عندما لا نصل الى النتيجة المرجوة.

ــ اي حالة او أي سبب من الأسباب التي ذكرتها شائعة عند النساء في لبنان؟ وماذا عن الحالة لدى النساء في العالم ككل؟

- اكثر مسبب الحالة الموجودة عند النساء في لبنان هي عدم انتظام الإباضة، وتقدم المرأة في السن وتأخرها في الزواج. فهاتان الحالتان هما الأكثر شيوعاً في لبنان. طبعاً في الحالة الأولى يمكن معالجتها من خلال تنظيم الإباضة، ولكن في الحالة الثانية اي تقدم المرأة في السن فهذا لا نتحكم به لأن فرص الانجاب تقل كلما تقدمت في السن خصوصاً بعدما تتجاوز سن الثالثة والأربعين، انما يبقى الطفل الأنبوب حلاً للمرأة عندما تتقدم في السن. أما في الغرب، فإن اكثر الحالات التي تعيق حدوث الحمل هي إصابة النساء بالالتهابات التناسلية. وبالتالي هذا اكثر مسبب لعدم الانجاب لدى النساء في الغرب.

femme_enceinte_echographie2علاج طفل الأنبوب

ــ ولكن احياناً لا يحدث الحمل حتى عند المرأة في سن العشرينات او الثلاثينات...

- من الممكن الا يحدث الحمل عند المرأة في سن العشرينات نظراً للأسباب التي ذكرتها وبالتالي يجب معالجة المسبب.

ــ وهل الطفل الأنبوب هو العلاج الأفضل والأحدث حتى يومنا هذا؟

- حتى اليوم يبقى الطفل الأنبوب أفضل علاج للمرأة التي لا تقدر ان تنجب الأطفال، انما نسبة نجاحه تتعلق بحالة المرأة وحسب عمرها.

ــ هل من نصائح للمرأة التي تقدم على الزواج وانشاء عائلة؟

- ننصح كل امرأة عندما تتزوج الا تهمل نفسها بعد مرور سنة على زواجها دون حدوث الحمل، فيجب ان تستشير الطبيب المختص اذا لم يحدث الحمل بعد سنة من زواجها، لأنها اذا اهملت الأمر قد تواجه مشاكل تكون بغنى عنها اذا تداركت الموضوع منذ البداية، وايضاً بإمكانها ان تجنب نفسها العناء والعلاجات الطويلة من خلال استشارة طبيبها بعد سنة من زواجها. طبعاً هناك علاجات وتقدم ملحوظ في مجال الإنجاب ولكن يمكن للمرأة ان تقصد طبيبها في الوقت المناسب وليس بعد مرور اكثر من سنة او سنتين.