تفاصيل الخبر

عــــــدم الـتــــــزام الـمــــــرضى بـالـعــــــلاج قــــد يــــــؤدي الــــى اشـتـــــراكـات او اعـاقـــــة!  

17/02/2017
عــــــدم الـتــــــزام الـمــــــرضى بـالـعــــــلاج  قــــد يــــــؤدي الــــى اشـتـــــراكـات او اعـاقـــــة!   

عــــــدم الـتــــــزام الـمــــــرضى بـالـعــــــلاج قــــد يــــــؤدي الــــى اشـتـــــراكـات او اعـاقـــــة!  

بقلم وردية بطرس

الدكتور-جاد-عقيص-------A

يجب على المريض الا يتهاون في تنفيذ التوصيات المكتوبة في <روشيتة> الطبيب ان كان الدواء قبل الأكل او بعد الأكل او قبل النوم، وذلك لأن هذا الكلام مبني على أساس علمي له علاقة وطيدة بالدواء وفعاليته، ولذلك فان تناول الدواء في موعده من أهم الشروط الواجب اتباعها لنصل الى الغاية المرجوة من تناول الدواء، إذ ان عدم تناول الدواء في موعده يؤدي الى حدوث أضرار للمريض او التقليل من فاعلية الدواء او عدم الاستفادة منه. أما لماذا قبل الأكل ولماذا بعده فلأن هناك الكثير من الأدوية اذا دخلت المعدة وهي فارغة قبل الأكل فانها تسبب التهابات زيادة الحموضة وأحياناً الغثيان والتقيؤ، وفي حالة الاستمرار في ذلك فإنها تؤدي الى حدوث قرحة بالمعدة وبالتالي هناك العديد من المشاكل التي يمكن ان تحدث اذا لم يتم تناول الدواء في موعده.

ونذكر من هذه الأدوية على سبيل المثال لا الحصر أقراص السلفا والكورتيزون وأدوية الروماتزم، لذلك يجب الالتزام بتناول هذه الأدوية بعد الأكل، وهناك بعض الأدوية الهاضمة او التي تستعمل في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي وهنا يكتب الطبيب عبارة أثناء الأكل او بعد الأكل لانه لا يمكن تناول دواء هاضم على معدة ليس فيها ما يهضم، لذا لا تقل سأتناول طعامي بعد نصف ساعة لأن الدواء لا ينتظر داخل معدة الشخص ولكنه سيتحرك الى أماكن بعيدة لا يجدي فيها مفعوله وبالتالي فعلى المريض دائماً الالتزام بتناول الدواء في موعده، أما الأقراص التي تعالج مرض السكري فإذا تم تناولها قبل الأكل بفترة طويلة فانها تحدث نقصاً في معدل السكر في الدم ويؤدي ذلك في بعض الحالات الى الاغماء، لذا يجب ان تؤخذ هذه الأقراص أثناء الأكل او بعده، كذلك فإن الأدوية التي تزيد الشهية لا بد من تناولها قبل الأكل لأن تناول هذا الدواء بعد الأكل لن تكون له فائدة، فلكل دواء سبب في تحديد موعده المقرر قبل او أثناء او بعد الأكل ويجب الالتزام به مهما كانت الظروف.

ويجب على المريض دائماً عدم الانقطاع عن تناول الدواء اذا شعر بتحسن، ويجب ان ينهي الحبوب الموصوفة له من المضادات الحيوية، والتأكد من تناول الحبة في موعدها كل يوم، واذا ما عانى من اي آثار جانبية فان عليه مراجعة الطبيب. اما اذا ما نسي المريض تناول الدواء في موعده فعليه تناوله في أقرب وقت عند تذكره لذلك، واذا كان ذلك قريباً من توقيت تناول الجرعة التالية تخلى عنها وتناول الجرعة التالية كما اعتاد على ذلك، ولكن يجب عدم تناول جرعة مزدوجة فقد يؤدي هذا الأمر الى حدوث آثار جانبية مثل الاسهال والشعور بالغثيان، ويجب دائماً مراجعة الطبيب عند تناول جرعة زائدة. ومن أجل تناول الدواء في موعده وحتى لا ينسى المريض ذلك، يمكنه ان يسجل ما يحتاج تناوله من دواء في قائمة يضعها في المحفظة او في حقيبة اليد او ان يتناول الدواء في الوقت ذاته كل يوم حتى يصبح الأمر روتيناً ثابتاً، كما يمكنه الصاق ورقة على باب الثلاجة لتذكيره بمواعيد الدواء، كما عليه ان يضع رزنامة لتحديد فترة تناول الدواء لتفادي تكرار تناوله، ويجب أيضاً ضبط جهاز التنبيه في الهاتف النقال على مواعيد تناول الدواء.

 

<أبفي> وتوصيات <منظمة

الصحة العالمية>

ونظراً لأهمية التزام تناول الدواء، كانت <أبفي> قد أقامت لقاء للاعلاميين حول طاولة مستديرة بهدف اطلاق <تانغو> وهي المبادرة الجديدة الخاصة بموضوع الالتزام بتناول الدواء، وقد حضر البروفيسور <واينمان> من المملكة المتحدة للمشاركة في هذا اللقاء، كما حضره أيضاً نقيب الأطباء البروفيسور ريمون صايغ، والدكتور جاد عقيص رئيس الفريق الوطني الذي يعنى بالالتزام بالعلاج. وتجدر الاشارة الى ان <تانغو> هي مبادرة وطنية ترعاها <أبفي> وتهدف الى زيادة الانسجام والتواصل بين جميع الأفرقاء باستمرار من أجل التشجيع على الالتزام بتناول الدواء، وهي لهذه الغاية ستسعى الى مساعدة الأطباء من خلال تزويدهم بوسائل عملانية تسمح لهم بتقييم مدى التزام مرضاهم وبتنسيق العلاجات انطلاقاً من عياداتهم الخاصة ومراكز عملهم، خاصة وان لقدرة المرضى المصابين بأمراض مزمنة على الالتزام بالأدوية الموصوفة لهم أثراً بالغاً على نتائج علاجاتهم السريرية وعلى مجمل تكاليف العناية الصحية.

وفي تعريف لمصطلح <الالتزام بالدواء> اعتبرت منظمة الصحة العالمية انه يعني مدى توافق تصرفات الشخص مع التوصيات التي يزوده بها المعالج. وقد درجت العادة على الخلط بين مصطلحي <المطاوعة> و<الالتزام>، علماً ان مدلوليهما يختلفان، إذ ان المطاوعة هي بالأحرى انصياع المريض لسلطة ما، أما كلمة <التزام> فهي تعني ان المريض والطبيب يتعاونان بهدف تحسين صحة الأول آخذين بعين الاعتبار آراء الطبيب بالاضافة الى نمط حياة المريض وقيمه وما يفضله من خيارات لعلاجه.

ويعتبر التزام المرضى بالعلاج المعيار الأساسي لنجاح علاجهم. إذ ان عدم التزام المريض بأدويته يعتبر مشكلة كبيرة لا تؤثر عليه وحده بل على النظام الصحي بأكمله، ومن أبرز نتائج عدم الالتزام هذا تراجع حالة المريض الصحية بشكل خطير وربما وفاته، فضلاً عن زيادة تكاليف العناية الصحية.

وبناء عليه تبرز أهمية مساعدة الناس على أخذ أدويتهم كما يجب، إذ ان ذلك يساهم في تفادي مخاطر جمة مثل الانتكاسات الحادة، ومقاومة المضادات الحيوية، ودخول المستشفيات الذي يمكن تجنبه.

ويتأثر عادة مدى التزام المرضى بتناول أدويتهم بعوامل عدة، فان عقبات متنوعة قد تؤثر على استعمال الأدوية بشكل فعال ومن بينها ضعف التواصل بين المريض والمعالج، عدم اطلاع المريض بشكل كاف على خصائص الدواء وطريقة تناوله، عدم اقتناعه بالحاجة للعلاج، خوفه من الآثار السلبية للعقاقير، طول مدة نظام العلاج الموصوف له، أنظمة العلاج المعقدة التي تستدعي تناول العديد من الأدوية بجرعات ومواعيد مختلفة، فضلاً عن ثمن الدواء او صعوبة الحصول عليه.

ويلعب اختصاصيو العناية الصحية من أطباء وصيادلة وممرضين، من خلال ممارستهم لعملهم بشكل يومي، دوراً بالغ الأهمية في مجال تحسين التزام المريض بتناول أدويته.

 

الدكتور جاد عقيص ومفهوم عدم التزام المريض بالعلاج

 

فماذا يقول الأطباء والاختصاصيون بما يتعلق بالتزام المرضى بالأدوية؟

<الافكار> التقت الدكتور جاد عقيص رئيس الفريق الوطني الذي يُعنى بالالتزام بالعلاج، ونسأله عما قد يؤدي إليه عدم التزام المريض بالعلاج فيقول:

- يجب ان يدرك المريض ان عدم التزامه بالعلاج او الدواء يؤدي لحدوث اشتراكات او اعاقة، فمثلاً في حالة مرض السكري اذا لم يأخذ المصاب بالسكري الدواء ويلتزم بالعلاج فسيؤدي ذلك الى مشاكل خطيرة اذ قد يفقد النظر مثلاً وغيرها من الأمور التي تحدث بسبب عدم التزامه بالدواء. والالتزام بالدواء يكون ضمن المعايير الطبية، اي يجب على المريض ان يعرف أن ما يطلبه منه الطبيب انما هو ليحصل على الشفاء وليست أوامر وبالتالي بناء الثقة بين الطبيب والمريض أمر أساسي. واليوم نحن نعمل ضمن هذا المشروع لما فيه مصلحة المريض اذ نعمل ضمن الفريق الوطني الذي يُعنى بالالتزام بالعلاج.

ــ ماذا نعني بعدم التزام المرضى بالعلاج من الناحية الطبية؟

- عدم الالتزام بالعلاج يضم مرحلتين: المرحلة الأولى عندما لا يلتزم المريض بتناول الدواء ويكون ذلك ناتجاً عن مخاوف المريض من أخذ العلاج. المرحلة الثانية: أحياناً يشعر المريض بعدما يتناول الدواء انه شفي فيتوقف عن اكمال العلاج او تناول الدواء، وهذه مشكلة لأنه في هذه الحالة لا يستفيد المريض ما لم يأخذ العلاج بشكل كامل ويجب ألا يتوقف وقت يشاء.

ويتابع:

- المرحلة الثالثة: وتتضمن عدم الالتزام بالمعايير اي أخذ الدواء بطريقة خاطئة، وهنا يكمن دور الطبيب بضرورة شرح الأمر للمريض بأنه يجب ان يأخذ الدواء وفقاً للمعايير الطبية. اذاً بناء الثقة بين الطبيب والمريض مسألة مهمة وضرورية لتفادي هذه المشاكل.

ــ وما هي الأسباب التي تؤدي لعدم التزام المرضى بالعلاج؟

- اولاً عدم القدرة الفكرية او العمرية اي ان المريض لا يدرك أهمية تناول العلاج بالطريقة الصحيحة. ثانياً يجب ان نساعد المريض بشأن كيفية تناول العلاج. ثالثاً اذا لم يتوافر العلاج فيجب ان نساعد المريض في هذا الخصوص أيضاً. ونحن اليوم نعمل ضمن ثلاثة مفاهيم، وهذه المفاهيم هي لمساعدة المريض حول كيفية التصرف.

الفريق الوطني والالتزام بالعلاج

ــ وما هي الخطوات التي يقوم بها الفريق الوطني الذي يُعنى بالالتزام بالعلاج؟

- نحن اليوم أنجزنا اول مرحلة اذ أسسنا الفريق الوطني الذي يُعنى بالالتزام بالعلاج، والآن نعمل مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء وسنصدر ثلاثة كتب حول شرح المفاهيم عندما تتوافر لدينا كل المعطيات، اذ يجب ان يكون هناك كلام موحد من قبل الجميع لكي يلتزم به الجميع. وفي المرحلة الثانية سنساعد الأطباء من ناحية تثقيفهم المستمر عبر ورش عمل، لقد قمنا بورشة أولية وسنحصل على الدعم الخارجي، وهنا كانت لنا فرصة جيدة للتعاون مع الطبيب البريطاني البروفيسور <جون واينمان> اذ اتصلنا به ونحن الآن نعمل معاً لأنه يعمل ضمن هذا الاطار، والآن نقوم بدراسة وطنية وستكون دراسة لبنانية بحت اذ لا ينقصنا شيء ولدينا القدرة للقيام بهذا النوع من الدراسات وسنقدم هذه الدراسة ما أن تصبح جاهزة.

 

دراسة لبنانية

 

ــ وماذا عن هذه الدراسة التي يقوم به الفريق الوطني الذي يعنى بالالتزام بالعلاج؟

- الآن نقوم بدراسة مشتركة لتكون دراسة لبنانية وسنعمل على تسويقها وذلك بالتنسيق مع بريطانيا، لأنه كما ذكرت فان البروفيسور <واينمان> يعمل معنا ضمن هذا المشروع، ومن خلال التنسيق مع بريطانيا سنقوم بالتنسيق أيضاً مع فرنسا لنقوم بالدراسات. طموحنا ان نقدم كل ما ندرسه الآن بما يتعلق بعدم التزام المرضى بالعلاج او الدواء، وطبعاً سنقوم بذلك بالتعاون مع وزارة الصحة لان المجتمع معني بهذا الموضوع، وأيضاً نعمل مع المجموعة الأوروبية ولقد حصلنا على التمويل، وسيكون لبنان من الأوائل في المنطقة الذي يعمل ضمن هذا المجال، ويُطلب منا اليوم ان نواصل الجهود. لقد بدأنا بذلك ونأمل ان نحقق طموحاتنا. انها أمانة كبيرة ولكننا سنقوم بكل ما يلزم واذا لم ننجح فسنكون قد حاولنا أقله لتقديم كل ما يحتاجه الطبيب والمريض بما يتعلق بهذه المسألة التي تعتبر أساسية، فقد يعتبر ان عدم التزام المريض بالعلاج أمر عادي ولكن يغيب عن البال انه أمر أساسي للوصول الى الشفاء. نحن نحاول ان نضع لبنان على السكة العالمية في مجال الطب وسنعمل على ذلك بكل ما أوتينا من قوة لأن لبنان يملك القدرة من ناحية الجسم الطبي ولدينا المؤهلات، فاذا عملنا بجد سنصل الى النتائج المرجوة.

 

الدكتورة نيبال دهبة وتحسين نمط حياة المرضى

 

ومن جهتها تقول الدكتورة نيبال دهبة المدير الاقليمي للعلاقات الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في <أبفي>:

- ان عدم التزام المرضى بالأدوية الموصوفة لهم يعد مشكلة بالغة الأهمية تطال الصحة العالمية، وان سبب عدم الالتزام أن الأدوية تذهب هباءً ويتطور المرض وتخف قدرات المريض الوظيفية وتسوء نوعية حياته فيحتاج الى استخدام المزيد من الموارد الطبية، وان <أبفي> تتمسك بشراكتها مع المجتمع الطبي لمواجهة هذه المشكلة بهدف تحسين نتائج العلاجات ونمط حياة المرضى، وتهدف <أبفي> من خلال دعمها لمبادرة <تانغو> الى رفع مستويات العناية الصحية المقدمة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة.

وعن التقنيات العملية يشرح البروفيسور <جون واينمان>:

- اقترح تقنيات مناسبة وعملية لتخطي العوائق كلها فتتحسن قدرة المرضى المصابين بأمراض مزمنة على الالتزام بعلاجاتهم ويتم التوصل الى أفضل النتائج السريرية، وهناك ضرورة لتطوير التواصل بين المرضى والأطباء لزيادة الثقة بين الفريقين، مما سيؤدي الى تقبل المرضى لأدويتهم بشكل أفضل ومثابرتهم على تناولها.