تفاصيل الخبر

عبير نعمة: نشيد ”المهاتما غاندي“ اضافة انسانية  وانتظروا ”البومي“ مع مارسيل خليفة الشهر المقبل!

16/11/2018
عبير نعمة: نشيد ”المهاتما غاندي“ اضافة انسانية   وانتظروا ”البومي“ مع مارسيل خليفة الشهر المقبل!

عبير نعمة: نشيد ”المهاتما غاندي“ اضافة انسانية  وانتظروا ”البومي“ مع مارسيل خليفة الشهر المقبل!

بقلم عبير انطون

نعمة الصوت التي تتمتع بها فاضت عبيرا على الغناء الراقي الجميل، واثبتت رهانا، صعبا بالعادة، في اختراق ساحة، فناناتها لم يضعن الثقافة الموسيقية والصوت الجميل شرطا أساسيا للغناء مع غلبة ثقافة الـ<Package> لتسويق الاسماء، وهذا ما لا يقتنع به الكثيرون من عشاق الصوت الجميل والكلمة العميقة، والا لما ترحموا وركنوا مرارا وتكرارا الى أغنيات <الزمن الجميل> الاصيل.

نجاح عبير نعمة في مشوارها  الفني خطوة مهمة لكل من يعتقد بان الفن الراقي <لا يطعم خبزا>. الأمر غير صحيح! والدليل الحفلات والمهرجانات التي تحييها في بقاع العالم المختلفة والاطراءات التي تصلها من كبار الشخصيات بينهم مؤخرا رئيس وزراء الهند السيد <نارندرا مودي> الذي أشاد بادائها نشيد <المهاتما غاندي> الذي كان ينشده في صلواته. التحية الهندية كانت قد سبقتها اشادة في شهر آذار/ مارس الماضي من قبل فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استقبل عبير لتهنئتها على <الصورة الفنية الجميلة التي تخاطب من خلالها الجمهور من حول العالم>. ومن بين هذا الجمهور من سيلاقيها في الكويت هذا الشهر لحضورها في الاستعراض الضخم الذي يحمل عنوان <أبيض وأسود> حول أجمل أغنيات الأفلام المصرية اذ (وبحسب ما قُدم به العمل) <تفرّد الإنتاج السينمائي المصري في عصوره الذهبية بإعطاء مساحة كبيرة للغناء ضمن سياق القصة، وغالبًا ما كانت رومانسية، فشكلت الأفلام الغنائية حجر أساس لصناعة نجحت بأسماء كبار المطربين والمطربات، مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة وغيرهم، وكانت قناتهم للوصول إلى قلوب جماهير طربت لغنائهم وألفت وجوههم>.

الى عبير التي قدمت في بعلبك <يا ترى> ولا زالت اصداؤها تفوح توجهنا بالاسئلة فسافرنا معها الى الهند الجميلة وغيرها من البلدان، هي <سندبادة> الموسيقى التي سبرت اغوارها عبر برنامجها الناجح <اتنوفوليا>.

 من تكريم <المهاتما> انطلقنا معها بحوار <الأفكار> وسألناها اولا:

ــ كيف تم الاتصال بك لأجل أداء <نشيد المهاتما غاندي>؟

- تم التواصل معي من قبل سفير الهند في لبنان السيد <سانجيف ارورا>، وذلك بناء على طلب من الحكومة الهندية، اذ ان رئيس الوزراء هو المسؤول عن المشروع الذي يقضي بان يتم اختيار عدد من الاشخاص من حول العالم لاداء هذا النشيد المهم جدا والذي يعود الى القرن الخامس عشر وكان <المهاتما> ينشده في صلواته اذ يحمل قيمة انسانية كبيرة، وذلك بمناسبة مرور خمسين عاما بعد المئة على ولادته.

ــ هل سبق وزرت الهند من خلال برنامجك <اتنوفوليا> حول موسيقى الشعوب وكيف يمكن وصف موسيقى هذه الحضارة الكبيرة؟

- لقد صورت في الهند اربعة افلام وثائقية عن الموسيقى والتقاليد وجلت في مناطق مختلفة من <ويست بينغال> الى <وست اينديا>، <كالكوتا>، و<راجاستان> وكانت تجربة أحملها في قلبي طوال حياتي. لقد شكّلت رحلتي اليها اختبارا خاصا جدا اذ يشعر من يزور البلد وكأنه في كوكب مختلف من حيث الحضارة والثقافة والموسيقى التي تحملنا الى عوالم بعيدة لا يمكن باعتقادي ان يؤمّنها اي مكان آخر من حول العالم، او ان تنبض أرض أخرى بهذا التنوع والارث الكبيرين جدا، وما فيها من وسعة للأحلام والآمال واللغات على قدر ما هو موجود في الهند الجميلة.

وتضيف صاحبة <المتنبي مسافر ابدا> حول الموسيقى الهندية:

- اغنيات الهند وموسيقاها كلها مرتبطة بالانسان بشكل مباشر جدا، وبشكل أشمل نجدها متصلة بالانسانية جمعاء. هناك تداخل ما بين الحضارة والموسيقى والكلمة والشعر. انها بلد عريقة والاختبار الذي عشته في الهند هو اختبار انساني بامتياز مثلما

كان موسيقيا بامتياز.

ــ كيف أتقنت اداء نشيد <Vaishnav Jan To Tene Kahiy> وهو باللغة <الغواجاراتية> وكيف حفظت كلماته؟

- اللغة <الغواجاراتية> هي للصراحة من اللغات الصعبة التي غنيت بها. ليست سهلة على الاطلاق حتى بالنسبة الى الهنديين انفسهم، اذ انها لغة ما عادت موجودة بشكل كبير، وتحكيها نسبة معينة من الهنود، حتى انها غير مفهومة بالنسبة الى الكثيرين منهم. لا أخفي عليكم بأنني استعنت بأشخاص يعملون في السفارة ويملكون اطلاعا على هذه اللغة، فاشتغلنا عليها سويا، علما انني لم أملك المتّسع الكافي من الوقت حتى احضّرها، فحفظت النشيد في خلال نهار واحد وسجلتها في اليوم التالي. لقد عشت تناقضا فعليا في الاستوديو من حيث التضارب ما بين جمال كلمات النشيد ومعانيه ورسالته الانسانية الراقية من جهة والالم المعوي الذي أصابني بسبب صعوبة غنائها وقلقي من عدم لفظ كلماتها بالشكل الصحيح من جهة اخرى. لقد خشيت الا تكون النتيجة عفوية وطبيعية لأغنية مسجلة من القلب لكن الحمد لله كل الامور تمت على خير والتفاعل كان رائعا.

البوابة العالمية!

 ــ هل فتحت لك هذه التجربة بابا واسعا الى العالمية او لنقل الى عالم جديد بعيد جدا عن لبنان خاصة بعد اشادة رئيس الوزراء الهندي بادائك؟

- فرحت جدا بالرسالة التي وجهها رئيس الوزراء الهندي، تفاجأت بها واحببتها وقدرتها عاليا. لقد تأثرت بأن الاغنية وصلت الى هذا العدد الكبير من الناس خاصة وان الاغنية تملك حقوقها وتوزيعها الدولة الهندية وحدها. راقني انها اثرت بهم واحبوها مني، لانه من الصعوبة بمكان، على شخص آت من خلفية حضارية مختلفة كليا، وبأغنية لها تأثيرها ورمزيتها في الثقافة الهندية وتعتبر جزءا تاريخيا من ارثها الثقافي، ان تصل الى جمهورها الأصلي من فنان اصوله مختلفة، ويلاقيها بالترحاب الذي قوبلت به. كان ذلك بالنسبة لي انجازا افرحني فعلا.

وتعود عبير الى نقطة العالمية التي سألناها عنها قائلة:

- اما بالنسبة للباب الى العالمية، فباعتقادي ان اي خطوة يقوم بها الانسان يجب ان تشكل خطوة الى الامام الى ما هو افضل حتى انسانيا. هذه الاغنية قربتني انسانيا من آخرين. اولا هي عرفتني على حفيد <المهاتما غاندي> السيد <ارون غاندي> وهو حفيد <المهاتما> العظيم الذي يشكل مثالاً اعلى بالنسبة لي. تعرفت على حفيده وتقربت من هذه المجموعة من الناس التي جعلتني اشعر بأنني قدمت ما هو مميّز باحتفال خاص بـ<المهاتما> ذي الصيت الكوني، كما صورت <الكليب> المرافق الذي وصل الى الهند. من المؤكد بان هذه الخطوة توصلني الى حدود أبعد، فكلما وصلنا لأناس اكثر فان ذلك يشكل اضافة وتوسيعا للدائرة التي نحن موجودون فيها ونصل الى الأبعد.

ــ وقعت منذ مدة مع شركة <يونيفرسال العالمية>، هل من خطة للانتاج تسيرون وفقها مع الشركة؟

- بالنسبة الى شركة <يونيفرسال ميوزك>، هي ليست بالنسبة لي شركة انتاج ذات مستوى عالمي فقط، انما هي عائلة اشعر بانني انضممت لها بفرح واقتناع. طبعا هنالك خطة عمل واسطوانة جديدة سوف تخرج الى النور في أواخر هذا العام فضلا عن توزيع الشركة لـ<الالبوم> الذي سبق وسجلته مع الفنان مارسيل خليفة، بالإضافة إلى اعمال كثيرة وأمسيات موسيقية يجري التحضير لها حاليا.

ــ كيف تتوقعين ما ستكون عليه أصداء تعاونك مع الفنان الكبير مارسيل خليفة وأين تعتبرين التميز في ما قدمته معه؟

 - سوف يصدر <الألبوم> في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وفي الخامس عشر منه تحديدا سيتم توقيعه. أنتظر بلهفة ردة الفعل عليه واعتقد بأن المستمعين سوف يحبونه لأن كل واحد منهم سيجد نفسه في مكان ما من اغنيات هذا <الالبوم> المنوعة جدا. الالحان رائعة للفنان العظيم مارسيل خليفة وهو انسان عظيم أيضا. الحانه تشبهه حلوة مثله، والتعاون معه احتل مكانة خاصة في حياتي لأنه ليس فنانا عربيا عظيما وحسب انما هو فنان عالمي بالنسبة لي كما بالنسبة الى كل الذين يعرفون موسيقاه. هذا العمل اتوقع له صدى جميلا لأنه يحمل تنوعا كبيرا وغنى في الايقاع، في المقامات، وفي الشعر، اذ اغني فيه لكبار الشعراء في العالم العربي فضلا عن التوزيع الموسيقي المميز، وحرفية <الفيلهارمونيك اوركسترا> التي سجلنا معها.

وتزيد عبير شارحة:

- الاسطوانة من توزيع شركة <اليونيفرسال ميوزك> وليست من انتاجها وأتمنى ان تؤثر في الناس كما اثرت بي شخصيا اذ كانت لي بمنزلة <فشة خلق> لأنني استطعت ان اغني فيها الكثير من الالوان الموسيقية التي يندر غناؤها حاليا.

ــ كان لك تعاون أيضا مع الفنان مروان خوري في أغنية <وينك> رافقها <كليب> مصور مع الممثل رودريغ سليمان، كيف اجتمعتما؟

- اغنية <وينك> احبها جدا شخصيا والناس احبتها لأنها قريبة من القلب. من ناحية الكلمات التي كتبها جرمانوس جرمانوس فإنها تحمل ما هو جديد ومختلف، كذلك فإننا معتادون على ابداع كل من مروان خوري في اللحن وهادي شرارة في التوزيع، ولقد ادى اجتماع هذه العناصر الى ولادة اغنية جميلة هي من نوع السهل الممتنع، قريبة الى القلب وتدخله عميقا، وجاء <الفيديو كليب> مع المخرج سمير سرياني ليجسد الاغنية بصورة بعيدة عن التكلف، تترجم المعنى بشكل سينمائي. ولا يمكن هنا إلا الاشارة الى رودريغ سليمان الممثل الرائع وقد استطعنا سوية ان نقدم بشكل بسيط وسلس صورة حقيقية تمثل الكثير مما يجري فعلا في مجتمعنا ومن حولنا، وانا سعيدة بهذه التجربة.

 

الكويت ايضا...!

ــ من خلال برنامجك <اتنوفوليا> الذي صورته على حلقات عدة في مختلف دول العالم وغنيت فيه بنحو 21 لغة مختلفة، اي نوع موسيقي تنصحين المستمعين اللبنانيين بالتعمق في اعماله وايقاعاته الفنية اكثر لأنها لفتتك شخصيا؟

- بالنسبة لي كل مكان زرته وفي اي ناحية من انحاء العالم هو مميز وخاص جدا وجميل. ما استطيع قوله ان كل موسيقى بحد ذاتها هي عالم خاص ومن المؤكد بأنه بقدر ما نتعرف الى الآخر على الرغم من اختلافه عنا وموسيقاه وثقافته وتقاليده نكون نوسع افاقنا وفكرنا وننفتح اكثر على الانسان امامنا. كل مكان زرته ترك لدي اثرا وكل موسيقى اعتبرها جميلة وتستحق ان نستمع ونتعرف اليها.

 ــ كنت مؤخرا في مالطا، هل كان الامر لاجل عمل فني فيها؟

- لن أخفي عنكم تمريني لاستعراض <أبيض وأسود> الضخم وهو من انتاج <دار الاوبرا> في الكويت.

ــ تعوديــــن الى المسرح اذاً من خلال عمل <أبيض وأســــود> بعد سلسلـــة اعمال بينها ايضا عمل <ايلا> الجميل مع المؤلف الموسيقي الياس الرحباني، ماذا عن تفاصيله؟

 - حلمي الكبير ان اكون على مسرح او في <ميوزيكال>، لهو من احب الأمور الى قلبي وهذا ما سنقدمه في الكويت في <مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي> من خلال برنامج <جسور ثقافية> وذلك في اربع حفلات ابتداءً من 27 نشرين الثاني/ نوفمبر الحالي. هو عبارة عن عمل غنائي استعراضي يعيدنا إلى الحقبة الحالمة للسينما المصرية حيث تتداخل الفنون السبعة لتعيد تشكيل أغنيات طُبعت في ذاكرتنا بقالب مسرحي سينمائي موسيقي، وذلك مع الفنان طارق بشير وهو أحد الأصوات الطربية المتخصصة في الغناء الشرقي الكلاسيكي، وبمشاركة فرقة الرقص <Moveo Dance Company> وممثلين من الكويت والعالم العربي، وبرفقة فرقة <مركز جابر الموسيقي>، التي أثبتت قدرتها على تقديم أنواع مختلفة من الموسيقى بأسلوب احترافي عصري... بابي مفتوح للمسرح الغنائي شرط ان يكون على مستوى موسيقي لائق.

ــ ماذا عن الحفلات والمهرجانات المقبلة التي تحيينها؟ وعينك على اي مسرح بعد؟

 - هناك أكثر من عمل مع <اليونيفرسال> فضلا عن حفلات موسيقية ومهرجانات دولية في الصيف، مع شهر حافل يترافق مع الأعياد المجيدة التي اتمناها مباركة على الجميع.

 نذكر هنا ان عبير كانت قد أنشدت السنة الماضية عبر الاقمار الاصطناعية، وتحت عنوان <رسالة سلام من بيروت الى بيت لحم>، وفي <فيديو> نقل مباشرة من السويد، تراتيل الاحتفال بميلاد السيد المسيح بدعوة من بلدية بيت لحم، في مشاركة تعتبرها محطة فنية رائدة في مسيرتها، فهل تكرر التجربة لهذا العام؟