تفاصيل الخبر

عبدو ياغي متوَّجاً "أحلى صوت" في "ذي فويس سينيور": أردت ان أجدّد شبابي الفني وأصل الى الجيل الجديد!

25/11/2020
عبدو ياغي متوَّجاً "أحلى صوت" في "ذي فويس سينيور": أردت ان أجدّد شبابي الفني وأصل الى الجيل الجديد!

عبدو ياغي متوَّجاً "أحلى صوت" في "ذي فويس سينيور": أردت ان أجدّد شبابي الفني وأصل الى الجيل الجديد!

بقلم عبير انطون

  [caption id="attachment_83318" align="alignleft" width="375"] الكل في احتفال بالاصوات الذهبية.[/caption]

 يستمرّ برنامج "ذي فويس" العالمي بنسخته العربية باستقطاب المواهب واهتمام المشاهدين، وبعد نجاحه في اكثر من موسم سابق وحرفيّته في تقديم صورة حلوة بإخراج مميّز، نراه جذب للاشتراك فيه المواهب الشابة، ومن بعدها مواهب الاطفال في نسخة خاصة بهم، وها هو اليوم في نسخته المخصّصة لمن هم فوق الستين يحصد في "ذي فويس سنيور" – الموسم الأول تصفيق المشاهدين، متوّجاً الفنان اللبناني عبدو ياغي باللقب وان لم تغب الانتقادات المختلفة.

فمن اية جهة أتت هذه؟ ما مصير المواهب المتقدّمة سنّاً وكفاءة والتي حملت شغفها وجاءت؟ وهل ستكتفي المواهب الستينية وما فوق (احدهم بلغ الثمانين) بتحقيق حلم مؤجل عزيزعليها قطعت المسافات لأجله وحملت اليه معها ثقل الاعوام بحلوها ومرها؟ ماذا قال المطرب عبدو ياغي نفسه عقب تتويجه باللقب، وما كانت تعليقات الحكام الاربعة، هاني وسميرة ونجوى وملحم؟

[caption id="attachment_83319" align="alignleft" width="375"] النهائيات ...والكأس.[/caption]

"العمر لحظات، لكنّ بعض اللحظات عمر"...قد يكون هذا القول لسان حال من اشتركوا في نسخة "ذي فويس" للمتقدمين في السن، اذ أجمع من وقف ليحمل الميكروفون أمام الملايين بأنه كان ينتظر هذه التجربة التي قد لا تتكرّر، حتى انه جاهز لخوضها من جديد ولو الف مرة . من جانبه، والى هدفه بامتاع المشاهدين بعبق من الفن الاصيل، حمل البرنامج اكثر من رسالة بينها ما عبّرت عنه ربما افضل تعبير شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم بقولها "ان أهم ما يميز هذه التجربة هو إصرار المتبارين على الوجود الفني والأمل والفرح" وهي الرسالة التي  لا تختلف عن باقي الإصدارات الغربية المستوردة كالنسخ الهولندية والألمانية والبلجيكية والتايلندية، والتي شكلت الفرصة الذهبية لمواهب استثنائية.

   فهذه جميعها ارادت ابقاء الحلم متّقداً مهما انطفأت شموع السنوات. ومن يدري، قد يشكل موسم مماثل محطة تحيي الامل للّحاق به في السنوات المقبلة عند من غدرتهم الايام بسرعتها وظروفها، فيعيشون مع موهبة مخبأة تبقى تسري في الدم الى حين تجد لها منفذاً، فكيف اذا كان ذلك على مسرح عربي كبير، ويصل الى زوايا العالم الاربع؟

 

أخطأتم في العنوان !...

[caption id="attachment_83321" align="alignleft" width="375"] عبدو ياغي جددتُ شبابي.[/caption]

 إطلاق الموسم الاول من "ذي فويس سينيور"على مدى ستة أسابيع  شارك فيه 16 شخصاً. وكان على كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم أن يختار موهبتين من الأصوات الذهبية الأربعة التي انتقلت معه إلى المرحلة النهائية. اما اللجنة فتأّلفت من الفنانين سميرة سعيد من المغرب هاني شاكر من مصر ونجوى كرم وملحم زين من لبنان.

التجربة التي قد تكون جديدة على مستوى الوطن العربي، لم تخل من الانتقادات التي وجهت للفكرة اولاً، وتراكمت الأسئلة من نوع: ماذا ستفعل هذه المواهب؟ وإن نجحت، ما هو مستقبلها خاصة وأن نماذج سابقة تميّزت وبرزت موهبتها ولم تستطع ان تكمل؟ من هم المختارون وبينهم مطربون محترفون، وكيف يمكن لهامات فنية ان تقف في برامج مماثلة وهي سبق وحفرت تاريخها الفني، وتنتظر الحكم عليها امام اعضاء لجنة تصغرها سناً ومقدرةَ فنّية ربما ؟

 عديدون في المجال، علّقوا سلباً بشكل خاص على مشاركة المطربين المحترفين، حتى ان بينهم من وُجّهت اليه الدعوة للاشتراك ورفض، كمثل ما همس عن دعوة الفنان سامي كلارك الذي اعتذر معتبراً ان القيّمين على البرنامج "اخطأوا في العنوان".  كذلك كان الفنان وائل جسار، اول من أثار جدلاً بسبب انتقاده مشاركة الفنان القدير والمطرب عبدو ياغي ببرنامج اكتشاف المواهب الغنائية باعتباره "مطرباً شهيراً في لبنان، ولا يصح أن يقف أمام لجنة تحكيم في هذا العُمر"، ليردّ الفنان ملحم زين مدرّب ياغي بأنّ "البرنامج هو تكريم للأصوات الكبيرة ولا يحمل طابع برامج الهواة الأخرى في المنافسة الندّية والمسابقات القائمة على تصويت الجمهور". ومع الآراء المناهضة للمشاركة أيضاً، وقف المؤلف الموسيقي اللبناني المعروف إحسان المنذر، ليقول "مش مسموح لشخص كان معروف قبل يطلع يعمل هاوي"، واعتبر الناقد جمال فياض هذه المشاركة لياغي "خطيئة في حق نفسه".

في المقابل، برزت آراء مناقضة، وبينها من اعتبر ان شبكة تلفزيون "إم.بي.سي" السعودية باتاحتها هذه الفرصة انما "تزيح غبار السنين عن أصوات ذهبية وتعيدها إلى الجمهور العربي بعد عقود من الغياب"، فيستعيد معها أغنيات من الطرب الاصيل والقدود الحلبية وبعض التواشيح

[caption id="attachment_83320" align="alignleft" width="444"] بريجيت ياغي تفهّمت والدي.[/caption]

الشعبية، تحمله الى ايام فيها الصوت الجميل والوترالمرهف، وفيها الحب والصفاء والرونق والطمأنينة ... 

 وبين الآراء المتناقضة هذه، ومنها كما ذكرنا ما يلومه على اشتراكه، أجاب الفنان عبدو ياغي بنفسه، هو الذي توّج بين ثلاثة أصوات ذهبيّة استمرت حتى النهائيات، وهم المصرية ميرفت كامل والمغربية سعاد حسن واللبناني فيصل حلا، مع العلم  انّ الانتقادات، والتي ان كانت في ظاهرها سلبية الا انها تنطوي على كل الايجابية اذ تكرّس مقام ياغي المعروف في الفن . فقد نال، وهو المطرب المميز الذي تخرجّ من برنامج "استوديو الفن" الشهير في السبعينات وفي رصيده أكثر من 70 أغنية، "لفّة" جميع اعضاء الحكم منذ مرحلة الصوت فقط في اوائل الحلقات ليحصل على اعلى العلامات في الحلقة الاخيرة، وهذا ليس غريباً عنه، اذ انه سلك درباً فنية مشرّفة، وعرف نجاحات كبيرة ،ومشاركات في مسرحيات للأخوين رحباني وروميو لحود.  ولا يزال الجمهور يذكر الكثير من أغنياته أبرزها  (يا بو السواعد) و(ليلى يا ليلى يا بنت الناس) و(وحدي أنا والكاس) و(بدي. بدي) وغيرها ...

ويقول ياغي الذي حصل على عقد مع شركة "بلاتينوم ريكوردز"، لتسجيل أغنية بعد فوزه:   "البرنامج جدّد شبابي، أكّد للشاب ابن الثلاثة والعشرين الذي كان، انّ ابن السبعين اليوم لن يخذله، وهو لا يزال قادراً على العطاء، وعلى أفضل ما يمكن"...

ويضيف ياغي عن التجربة التي خاضها انه استعاد فيها هو نفسه، مع مشاهدي البرنامج ذلك الزمن الجميل بأغنياته وفنانيه وأدّى لهم القدود الحلبية، وغنى وديع الصافي "رح حلفك بالغصن يا عصفور" وغيرها خاتماً الحلقات بموال "إن العيون التي في طرفها حور" وأغنية "يا صلاة الزين" للراحل زكريا أحمد.

 ويضيف : "تمنيت لو ان البرنامج لا ينتهي لأنه اعاد اليّ الروح الفنية التي كنت صرت كسولاً فيها نوعاً ما. ان الهدف من المشاركة في هذا البرنامج، كان تحريك الركود في حياتي الفنية، إذ أردت تحقيق نقلة نوعية، لافتاً إلى أن "المسؤولية كانت كبيرة جداً منذ وقوفي لأول مرة على مسرح البرنامج، لكن التجربة بحد ذاتها جدّدت شبابي وأعطتني دفعاً إلى الأمام". ياغي الذي كان اختار الفنان ملحم زين ليكون من ضمن فريقه، لم يبخل عليه بالكلام الجميل  هو الذي ذكّره ببعض الأمور، وقد رد التحية الى ياغي بأكبر منها مثنياً على اداء المطرب الكبير  كما وصفه مؤكّداً :"هو أستاذ وصوت رائع... شهادتي مجروحة فيه".

اما الديفا سميرة سعيد فاعتبرت ان صوته "أعاد لنا عبق الزمن الجميل، الواحد يشعر إنه تلميذ في مدرسته". وكمثل سعيد، اعتبر النجم هاني شاكر أن البرنامج كان "عيداً للمدربين والمتدرّبين معاً، لنا ولهم وشعرنا ، إنه طول ما في بكرا، في أمل ... علمتونا كثير في ذا فويس سينيور".

بريجيت..تفهمته! 

[caption id="attachment_83322" align="alignleft" width="167"] عبدو ياغي من فريق ملحم زين... حمل اللقب...[/caption]

من ناحيتها أعربت الفنانة بريجيت ياغي، وهي ابنة الفنان عبدو ياغي التي يعتبرها "مكملة مسيرته الفنية بعد عمر طويل"، انها فخورة به ، وانها كانت أكثر من تفهّم مشاركته في "ذي فويس سينيور" بعدما تفاجأت العائلة بقبوله دخول التحدي. ومما قاله عبدو لبريجيت وأقنعها فيه، ان في زمنه لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي منتشرة، ولا الفضائيات، وكثيرون من الجيل الجديد لا يعرف صوته ولا أغانيه".

  وتشرح بريجيت: " لا انكر بأننا تفاجأنا لأننا نعتبره تاريخاً ومدرسةَ الا انني لما دخلت في عمق هدف البرنامج وعرفت ان مطربين معروفين في بلدانهم يشاركون ايضاً ، تحمّست معه، وكذلك العائلة كلها ورافقناه الى البرنامج ما عدا اختي الوسطى الداعمة أيضاً ولكنها لا تحب الظهور على الكاميرا... اللمعة التي في عينيه جعلتني اعرف كم هو قادر على العطاء بعد خاصة وان صوته مع العمر "يجوهر" ويزداد حلاوة بحسب تعبيرها، واصفة أباها بالاستاذ الذي تغرف من معينه، آملة منه بكثير من الهضامة والدلع ان يخفف من وزنه بعض الشيء  فذلك افضل للكاميرا ".

كما وتذكّرت بريجيت ايام تقدمت فيها الى برنامج "سوبر ستار" عبر شاشة المستقبل للمواهب الغنائية ايضاً، وكان بدوره يدعمها ويقف الى جانبها ويبقى على اعصابه على الرغم من ثقته بموهبتها ، فتذكرت رحلتها تلك برحلته هذه ، وانعكست الادوار .

نذكر في النهاية انه شارك في منافسات الحلقة الأخيرة ايضاً كل من المطرب السوري صفوان عابد، التونسي حسين القبلاوي والمغربي عبد الرحيم الصويري وجميعهم أجادوا، ما يجعل حماسة اللقاء في الموسم المقبل من "ذي فويس سينيور" مرتقبة مع مواهب جديدة !