تفاصيل الخبر

عبد الساتر لعون وبري ودياب والسياسيين:اعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين... وإلا فاستقيلوا!

13/02/2020
عبد الساتر لعون وبري ودياب والسياسيين:اعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين... وإلا فاستقيلوا!

عبد الساتر لعون وبري ودياب والسياسيين:اعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين... وإلا فاستقيلوا!

الاحتفال بعيد شفيع الطائفة المارونية، القديس مارون، كان مختلفاً هذه السنة في الشكل والمضمون وهو أقيم، كما العادة، في الكنيسة التي تحمل اسم القديس في الجميزة واحتفل به للمرة الأولى الراعي الجديد لأبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب الذي يشارك للمرة الأولى كرئيس للحكومة...

في الشكل لم توجه مطرانية بيروت دعوات رسمية إلا الى الرؤساء الثلاثة ما سبب اشكالات مع المجلس العام الماروني الذي يرئسه الوزير السابق وديع الخازن الذي كان يتولى توجيه الدعوات مع مطران الأبرشية. وقد أحدث ذلك ارباكاً جرى العمل على تداركه في اللحظات الأخيرة قبل يومين من موعد القداس ما أحدث خللاً في نوعية الحضور، إذ غاب رؤساء المجلس والحكومة السابقين وزوجات رؤساء الجمهورية السابقين وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين فيما اقتصر الحضور على ستة وزراء فقط غالبيتهم من السيدات وهن وزيرة الدفاع زينة عكر ووزيرة العدل ماري كلود نجم ووزيرة العمل لميا يمين ووزيرة المهجرين غادة شريم، فيما حضر وزيران فقط من الرجال هما وزير البيئة والتنمية الادارية دميانوس قطار ووزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار. أما المشاركة النيابية فكانت محدودة واقتصرت على سبعة نواب فقط بينهم من غير الموارنة. ولم يكن الحضور الديبلوماسي مكتملاً إذ اقتصر على عدد محدود من السفراء العرب والأجانب تقدمهم السفير الفرنسي <برونو فوشيه>، فيما غاب عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي وغالبية السفراء العرب. وثمة من قال ان الدعوات لم توجه الى السفراء وفقاً للأصول مما اضطرهم الى الغياب وهم الذين لم يتخلفوا عن الحضور خلال السنوات الماضية. كذلك غاب عدد كبير من نقباء المهن الحرة ولم يشاهد في الكنيسة إلا نقيب الأطباء شرف أبو شرف ونقيب المحررين جوزف قصيفي، وأثار غياب نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي التي ركزت على عدم دعوة النقيب خلف. أما حضور الجسم القضائي فكان معدوماً أيضاً إذ لم يشارك رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود ولا رئيس مجلس شورى الدولة فادي الياس ولا رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب. وحضر من القادة الأمنيين قائد الجيش العماد جوزف عون (أتى بلباس مدني) والمدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا وقائد الدرك العميد مروان سليلاتي ومدير المخابرات العميد طوني منصور، فيما غاب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وثمة وجوه روحية أخرى غابت أبرزها مطران بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، إضافة الى وجوه درجت على الحضور سنوياً في هذه المناسبة التي تعتبر وطنية أكثر منها روحية. وفي حين نفت مديرية المراسم في رئاسة الجمهورية أي علاقة لها في توجيه الدعوات، قالت مصادر مطرانية بيروت المارونية انها وجهت <دعوة عامة> للمشاركة في القداس ولم تشأ أن تخصص أحداً بالدعوة، وهذا ما أدى الى غياب من غاب وحضور من حضر لاسيما أولئك الذين أمكن الاتصال بهم لتدارك غيابهم قبل يومين من موعد القداس!

عظة عبد الساتر: سابقة في مضمونها!

هذا في الشكل، أما في المضمون فقد كانت عظة المطران عبد الساتر خارجة عن المألوف إذ ضمنها نقداً قاسياً للمسؤولين والسياسيين على حد سواء، وتبنياً واضحاً لمطالب الحراك الشعبي الى درجة أطلق البعض فيها على المطران عبد الساتر ألقاباً عدة لعل أبرزها <المطران الثائر> و<مطران الثورة> وغيرها، فيما اعتبر البعض ان عبد الساتر أراد إحياء تقليد الخطابات السياسية النقدية التي اشتهر بها المطران الراحل اغناطيوس مبارك الذي اشتهر بعظاته القاسية ومواقفه الحادة. وقد خاطب المطران عبد الساتر الرؤساء الثلاثة والسياسيين متسائلاً: <ألا يستحق عشرات الألوف من اللبنانيين الذين انتخبوكم ان تصلحوا الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي>، محدداً مواصفات <الزعيم الوطني> قائلاً: <ليس زعيماً وطنياً ولا مسؤولاً صالحاً من يشجع في خطابه على التعصب والتفرقة، وليس زعيماً من يحسب الوطن ملكية له ولأولاده من بعده>، متسائلاً: <أوليس وقوف الآلاف من شبابنا أمام أبواب السفارات حافزاً كافياً للمسؤولين للشروع في التعاون معاً بجدية وبنظافة كف من أجل انقاذ وطننا من الانهيار والخراب؟>. ولعل أقوى ما قاله المطران عبد الساتر دعوته الى المسؤولين <للعمل ليل نهار مع الثوار الحقيقيين أصحاب الارادة الطيبة على ايجاد ما يؤمن لكل مواطن عيشة كريمة.. وإلا فالاستقالة أشرف>! واستشهد بمقطع من مسرحية <ناطورة المفاتيح> للأخوين عاصي ومنصور رحباني قال فيها <ما حدا بيقدر يحبس المي، والناس متل المي إلا ما تلاقي منفذ تنفجر منو>... وفي خطوة غير مسبوقة تعالى التصفيق ولمدة طويلة بعد انتهاء المطران من إلقاء عظته ولوحظ ان من بين المصفقين الرئيس بري!

قداس مار مارون 2020 اختلف عن القداديس الماضية، والمطران الجديد لأبرشية بيروت افتتح نهجاً جديداً في أبرشيته يجدر التوقف عنده لأنه يحمل في طياته أبعاداً جديدة ومفهوماً متقدماً لدور الكنيسة في المجتمع اللبناني.