كأنها صورة عن عائلة <داينستي> التلفزيونية، زمن السبعينات. وهذه الأسرة الواسعة الغنى لم تكتف بالرئيس <جورج هاربرت بوش> أو <بوش الأب> (1989 ــ 1993) ولا بـ<جورج دابليو بوش> أو <جورج وولكر> (كما في الهوية)، بل تتهيأ للحصول على رئيس ثالث من العائلة في انتخابات الرئاسة خلال خريف 2016 هو حاكم كاليفورنيا السابق <جون ايليس> الشهير باسم <جف بوش> الذي يخوض تنافساً ضارياً مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة <هيلاري كلينتون> الطامحة للعودة الى البيت الأبيض، لا بصفة السيدة الأولى، كما كانت في عهد زوجها <بيل كلينتون> بل كرئيسة للبيت الأبيض.

   العائلة بالغة الثراء أباً عن جد، وعندها قناعة بأن الثروة الوفيرة لا تكتمل إلا بالسياسة، وتحديداً بالرئاسة.

   والبداية مع <بريسكوت بوش> أو <بوش الجد> الآتي أصلاً من ولاية <أوهايو>. وكان من أبرز رجال الأعمال قبل أن ينخرط في السياسة. وهو متخرج بشهادة <ديبلوم> من جامعة <يال>، مثل ابنه <جورج الأب>، وحفيده <جورج دابليو>. وفي زمن العشرينات من القرن الماضي كان شريكاً في بنك <براون برازرس هاريمان> للاستثمار في نيويورك، بفضل دعم له من والد زوجته <جورج هاربرت وولكر> أحد أكبر المصرفيين الاستثماريين في مدينة <سان لويس> التابعة لولاية <ميسوري>.

   ولكن الأقدار لم ترحم <بريسكوت بوش>. فقد ذكرت صحيفة <الغارديان> البريطانية ان مشاريع الجد <بريسكوت> استفادت من دعم مالي واسع قدمه رجال مال ألمان تابعون للحكم النازي زمن الأربعينات، وأبرز الداعمين على هذا الخط كان الصناعي الألماني النازي <فريتز تايسن>.

   وبالإضافة الى غناه الواسع استطاع <بريسكوت بوش> أن يوسع بيكاره السياسي ويتلقى عرضاً بالترشح لانتخابات مجلس النواب عن الحزب الجمهوري عام 1946، ولكن <بوش الجد> استنكف عن المغامرة لأن المعركة النيابية كانت جد مكلفة، ولكنه لم ييأس، وبعدما نجح في تنمية ثروته استطاع عام 1952 وهو في سن السابعة والخمسين أن يدخل مجلس الشيوخ، وبقي في هذا المجلس عشر سنوات، ليكمل ولده <جورج هاربرت بوش> المهمة من بعده، وأصبح بعد ذلك الرئيس الواحد والأربعين للولايات المتحدة، دون أن يتوانى عن المضي في تنمية ثروته، ولاسيما في قطاع شركات البترول.

   ومن ولاية تكساس اتخذت عائلة <بوش> نقطة ارتكاز، وقدمت <جورج دابليو بوش> لولايتين رئاسيتين، وهي الآن تدفع الى معركة الرئاسة بحاكم ولاية فلوريدا السابق <جف بوش>. فهل تتحقق الأحلام؟