تفاصيل الخبر

اعتقال ”أمير داعش“ يكشف ”خلايا إرهابية نائمة“! حضّرت لـ”مجازر“ صدرت أوامر تنفيذها من الرقة!  

30/09/2016
اعتقال ”أمير داعش“ يكشف ”خلايا إرهابية نائمة“!  حضّرت لـ”مجازر“ صدرت أوامر تنفيذها من الرقة!   

اعتقال ”أمير داعش“ يكشف ”خلايا إرهابية نائمة“! حضّرت لـ”مجازر“ صدرت أوامر تنفيذها من الرقة!  

الجيش-في-عين-الحلوة لا تكمن أهمية العملية النوعية التي نفذتها قوة من الوحدة الخاصة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في مخيم عين الحلوة في صيدا الأسبوع الماضي، بأنها أسفرت عن اعتقال من وصف بأنه <أمير داعش> في لبنان عماد ياسين فحسب، بل كذلك لأنها شكلت سابقة أمنية في دخول الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ التسعينات الى <حي الطوارئ> في المخيم المعروف بإيوائه مجموعات كبيرة من المسلحين المنتسبين الى <جبهة النصرة> وتنظيم <داعش> والمتعاطفين معهم الذين وفروا لهم <بيئة حاضنة> مكنتهم من التنقل داخل مخيم عين الحلوة بحرية والتواصل مع أفراد الخلايا النائمة الموزعين في أكثر من مكان سواء في المخيمات الفلسطينية أو في قرى وبلدات لبنانية. ومن شأن هذا الإنجاز الأمني الذي حققه الجيش ولقي تفهّم المنظمات الفلسطينية المتعاونة في عين الحلوة، أن يفتح الباب أمام سلسلة عمليات مماثلة توقعت مصادر أمنية أن تحصل خلال الأيام المقبلة، خصوصاً في ضوء الاعترافات التي أدلى بها ياسين والتي أظهرت وجود مخططات <مبكّلة> تهدف الى القيام بعمليات اغتيال واعتداءات وتفجيرات تطاول رسميين وسياسيين، وتستهدف أماكن تجارية وسكنية وسياحية، ناهيك عن جرائم <محضّرة> لإشعال الفتنة المذهبية  من خلال التركيز على مناطق ذات أكثرية شيعية حيناً، وأكثرية سنية أحياناً أخرى.

وعلى رغم أن المصادر الأمنية المعنية لم تتوسع في شرح الملابسات التي رافقت اعتقال <أمير داعش>، فإن المعطيات التي توافرت أظهرت الحرفية التي اعتمدها الجيش في تنفيذ هذه العملية النوعية التي لم يحدث خلالها أي إطلاق نار ولم يسقط فيها أي قتيل أو يصاب أي جريح، وهي دلّت أيضاً على أهمية الخطوات الاستباقية التي تقوم بها الوحدات المختصة في مديرية المخابرات في الجيش سواء لجهة متابعة الاتصالات التي تتم بين العناصر المشتبه بها، أو من خلال المراقبة الميدانية، وبالعين المجردة في غالب الأحيان، للأماكن التي يرتادها المسلحون المنتمون الى تنظيمات إرهابية، تجد في مخيم عين الحلوة <ملاذاً آمناً لها>. صحيح - تضيف المصادر الأمنية - ان الكثير من الاعترافات التي أدلى بها ياسين فور اعتقاله كانت متوافرة المعلومات عنها لدى مديرية المخابرات لاسيما لجهة التخطيط لإرسال انتحاريين أو تنفيذ تفجيرات في كازينو لبنان ووسط بيروت التجاري والضاحية الجنوبية واستهداف أماكن سهر ومطاعم وأسواق في النبطية وصيدا، إلا أن <المواد الدسمة> التي يملكها ياسين سوف تظهر تباعاً من خلال الاعترافات التي يتوقع أن يدلي بها بعد مواجهته بمستندات وتسجيلات ووثائق تثبت تورطه مع <فريق عمله> في التحضير لتنفيذ هذه الجرائم بالتنسيق مع إرهابيين موجودين خارج المخيم، رصدت الأجهزة الأمنية حركة الكثيرين منهم وتتحين الظروف المناسبة للانقضاض عليهم واعتقالهم. غير أنه من غير الوارد الكشف عن هذه المعطيات راهناً حفاظاً على سلامة التحقيق من جهة، وعلى إبقاء عنصر المفاجأة الذي يعتبر أساسياً في العمليات الأمنية الدقيقة والمعقدة كتلك التي نفذت في مخيم عين الحلوة قبل أيام.

 

الأوامر... من الرقة السورية

 

إلا أن الثابت وفق المصادر الأمنية نفسها، هو تواصل ياسين مع المسؤول عن <داعش> في منطقة الرقة السورية أبو خالد العراقي الذي يعتبر العقل المدبر للاعتداءات التي تنوي <داعش> القيام بها في لبنان، علماً أن <التعليمات> التي أعطاها العراقي لياسين مضى عليها أكثر من شهرين، لكن الاجراءات الأمنية المتخذة حول مخيم عين الحلوة، وعمليات رصد بعض <المشبوهين> من العناصر الإرهابية، حالت دون نجاح مسلحي <داعش> وانتحارييه من تنفيذ هذه الجرائم والتي سيصبح - كما تقول المصادر الأمنية - من الصعب المضي بتنفيذها في ضوء الاعترافات التي أدلى بها ياسين والتي يفترض أن يوفرها للتحقيق في الآتي من الأيام، لاسيما وأن <أمير داعش> الذي أصيب بانهيار نفسي حاد فور اعتقاله في العملية النوعية، استعاد تركيزه ومارس على المحققين أدوار <التذاكي وتجاهل المعرفة> ما يُظهر حرفيته وتدريبه المتقدم لـ<الهروب> من أسئلة المحققين التي تدخل في التفاصيل لأنها مرتكزة على أدلة وتسجيلات لن يتمكن ياسين من نكران وجودها أو التذرع بعدم المعرفة بها، ومنها تلقيه الأمر من الرقة بتنفيذ <مجازر> واغتيالات وفق لائحة أُعدت لهذه الغاية تحمل أسماء شخصيات سياسية ودينية منها الشيخ ماهر حمود وأسامة سعد في صيدا وغيرهما ممن تكتمت المصادر الأمنية عن ذكرها في انتظار الحصول على مزيد من المعلومات الدقيقة منعاً لإحداث ذعر في البلاد.

واستناداً الى المعلومات التي توافرت لـ<الأفكار>، فإن <الصيد الثمين> الذي حققته مديرية المخابرات في اعتقال ياسين يكمن في كشف أعضاء الخلايا النائمة لتنظيم <داعش> وغيره من المجموعات الإرهابية المرتبطة به لاسيما وأن ياسين هو صلة الوصل بين هذه الخلايا التي لا يعرف بعضها بعضاً، وهو الذي يتولى نقل التعليمات والإشراف على التحضيرات اللوجستية لتنقل الإرهابيين لتنفيذ المهمات الموكولة إليهم في داخل الأراضي اللبنانية وفي الأماكن المستهدفة. وتحسباً لما يمكن أن يحصل لهؤلاء الإرهابيين، رصدت المراجع الأمنية المعنية في مديرية المخابرات <حركة هجرة> لمتعاونين مع ياسين من الأماكن التي يوجدون فيها الى أماكن <أكثر أماناً> في مخيم عين الحلوة وفي غيره من الأماكن الموضوعة تحت المراقبة الدائمة والتي لن تبقى بعيدة عن الإجراءات التي يتوقع أن يتخذها الجيش استكمالاً لاعتقال ياسين لأن وجود <أمير داعش> وحده في الاعتقال يبقي خطر رفاقه قائماً وإن كانت تحركاتهم لن تكون سهلة لتنفيذ الجرائم التي اوكلت إليهم ولو بصورة غير مباشرة.

عمليات استباقية على الطريق

عماد-ياسين

وفيما توالت الإشادات بالإنجاز <النوعي>، الذي حققه الجيش في عملية عين الحلوة، فإن مصادر مطلعة على متابعة الجيش للإرهابيين المشتبه بهم في لبنان، أكدت على أهمية العمليات الاستباقية التي تقوم بها الوحدات المختصة في مديرية المخابرات وغيرها من الأجهزة، والتي تزداد فعاليتها في المخيمات الفلسطينية من خلال التعاون الذي تبديه المنظمات الفلسطينية التي ترفض تحويل المخيمات الى بؤر إرهابية،  وفي مقدمها حركة <فتح> التي تلقى المسؤولون فيها تعليمات مباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتجاوب مع كل ما تطلبه الأجهزة الأمنية اللبنانية في تحركها لمواجهة الإرهاب وتنظيماته، لاسيما تلك التي اتخذ أفرادها من المخيمات أماكن لتحضير جرائمهم. وأشارت المصادر الى أن هذا التعاون لتنفيذ <الحرب الاستباقية> ضد رؤوس المجموعات الإرهابية سواء في مخيم عين الحلوة أو في غيره من المخيمات الفلسطينية أو البلدات والقرى اللبنانية، من شأنه <شل> قدرة المسلحين الإرهابيين على تنفيذ مخططاتهم من جهة، ويعطي للأجهزة الأمنية اللبنانية <صدقية> لدى الدول التي تساعد هذه الأجهزة في ملاحقة الإرهابيين فتواصل إذ ذاك توفير العتاد والمعلومات التي تبقي جهوزية القوى اللبنانية في أوضاع تمكنها من أداء مهماتها بنجاح وحرفية لتجنيب لبنان مجازر يعمل تنظيم <داعش> وغيره من التنظيمات الشقيقة على تنفيذها لاسيما وأن المعلومات التي توافرت لدى الأجهزة المعنية تحدثت عن ردود فعل مرتقبة يمكن أن يقوم بها أنصار ياسين وغيرهم مع بدء الأيام العشرة من <عاشوراء> التي تصادف ذكراها في 11 تشرين الأول/ اكتوبــــــــــــــــــــر. وفي هذا السياق، تقول المصادر الأمنية إن اعتقال ياسين وكشف الخلايا النائمة التي ينسق في ما بينها، من شأنهما الحد من قدرة  الإرهابيين على <الانتقام> وتنفيذ جرائم بالتزامن مع الاحتفالات الدينية التي تقام عادة في مجالس عاشوراء في عدد من المدن والبلدات اللبنانيـــــــــــــة. وفي تقدير المصادر نفسها أن مضاعفة الإجراءات الأمنية بالتزامن مع <الحرب الاستباقية> التي ينفذها الجيش وغيره من القوى الأمنية، من العوامل التي تساعد على منع الإرهابيين من تحقيق غاياتهم، وأن اعتقال ياسين بمنزلة الضوء الذي سوف يسلطه الجيش على أوكار الإرهابيين لكشفها من جهة واعتقال المختبئين فيها من جهة ثانية، لاسيما وأن مثل هذه العمليات الاستباقية لن تتوقف عند اعتقال <أمير داعش> لأن لائحة المطلوبين كبيرة سواء في مخيم عين الحلوة أو في غيره والمصادر الأمنية تتحدث عن <مفاجآت> في الآتي من الأيام!