تفاصيل الخبر

عاصي الحلاني فارس الغناء العربي بين دمشق وطرطوس وأبو ظبي ولبنان باسم «ورد»!

05/06/2015
عاصي الحلاني فارس الغناء العربي بين  دمشق وطرطوس وأبو ظبي ولبنان باسم «ورد»!

عاصي الحلاني فارس الغناء العربي بين دمشق وطرطوس وأبو ظبي ولبنان باسم «ورد»!

assi-al3rab-3أطلق فارس الغناء العربي شاربيه ولبس ثوب <العراب>. عاصي الحلاني هو نجم الغناء اللبناني الأبرز في رمضان المقبل، انما درامياً هذه المرّة. النجم الذي أعاد الى الاذهان بصوره الاولى في المسلسل الاطلالة التي تميّز بها يوم تقدم الى برنامج <ستوديو الفن> في بداياته، أراد ان يدخل تجربة جديدة يضيفها الى رصيده في الغناء والتلحين، ومؤخراً التحكيم في برنامج <ذي فويس>.

 فبماذا يأتينا عاصي الحلاني من جديد؟ ما الذي أغراه حتى وافق على هذا العرض تحديداً؟ وهل سينجح في تشخيص دور رُصدت له كما للعمل كله ميزانية ضخمة مع أسماء لامعة من مختلف أنحاء الوطن العربي؟ وماذا يقول عاصي عن تجربته الاولى؟

<العرّاب>...عربي

 

في منطقة جعيتا الكسروانية، يصوّر عاصي الحلاني آخر مشاهده في لبنان  ضمن مسلسل <العراب> الذي يتشارك بطولته مع سلوم حداد <العراب>، عبد المنعم عمايري، سلافة معمار، نسرين طافش، مصطفى الخاني مع رفيق علي أحمد من لبنان وعدد كبير من نجوم الدراما السورية والعربية وتلعب دور زوجته في المسلسل كنده حنا بدور ربى.

المفاوضات مع عاصي للعب دور الابن الأصغر للعراب (الدور الذي جسّده <آل باتشينو> في فيلم <العراب>) لم تكن سهلة ولا علنية مع شركة <سما الفن الدولية للإنتاج الفني> الشركة الرائدة والتي تراهن على مسلسلها الوحيد لهذا العام. موافقة عاصي شكلت مفاجأة غير متوقعة أسعدت المنتج أحمد حمشو ولاقت صدى واسعاً، وكانت أحاديث أشارت الى ان الممثل السوري عابد فهد هو من سيقوم بالدور، الا ان العاصي فاز به وبقي فهد بدور ابن العراب الأكبر في مسلسل يتوقع له الكثير، ذلك انه مأخوذ عن رواية <العراب> لـ<ماريو بوزو> في العام 1969 بسماح خاص وإذن رسمي من ورثة المؤلف العالمي كاتب الاجزاء الثلاثة للفيلم الشهير. النسخة العربية جاءت من تأليف السيناريست حازم سليمان الذي تصرف بالتفاصيل بشكل كامل حتى تكون بروح ونكهة عربيتين.

يقول حازم سليمان: <حاولت التصرف والاستفادة من النقاط الجوهرية والأساسية في الرواية، لكنّ السيناريو الذي كتبته للعمل التلفزيوني يذهب في رحلته الخاصة وسياقة الدرامي المختلف. مسلسل <العراب> هو وليد جديد لواحدة من أكثر الروايات اقتباساً على مر التاريخ، حيث يصعب حصر المرات التي تم اقتباسها للتلفزيون والسينما، والمسرح والأوبريتات والرسوم المتحركة وحتى العروض الهزلية وغيرها من أشكال الفرجة».

عاصي-والمسدس-في-يدهويضيف:

 - نحن في مسلسل <العراب> «سنكون أمام حكاية ممتدة تتعقب مصير عائلة تعيش الكثير من الأزمات والنجاحات والإخفاقات خلال أزمنة وأجيال مختلفة تبدأ من خمسينات القرن الماضي وصولاً إلى العصر الراهن، آخذين بعين الاعتبار منطقية الحدث وواقعية الحكاية باعتبار انها تدور في منطقتنا، فهذا الشرط وأقصد البيئة المحلية أملى علي التنازل عن أكثر من 80 بالمئة من النص الأصلي المرتبط عضوياً ببيئات وطروحات وأحداث تاريخية واقتصادية وسياسية لم تعرفها المنطقة، وبالتالي لا يمكن تبنيها وفرضها، أو ادعاء إمكانية حدوثها». الخطوط العامة إذاً مقتبسة عن الفيلم العالمي الشهير <The godfather> الذي قدم قبل ما يزيد عن 40 سنة من بطولة كل من <مارلون براندو> و<آل باتشينو> على التوالي. وكان فيلم <العراب> الذي حمل توقيع المخرج <فرنسيس فورد كوبولا> ثاني أفضل فيلم على مستوى العالم بأجزائه كافة، كما أنه نال العديد من الجوائز والتكريمات وحقق أرباحاً قياسية في تلك الفترة.

 <العراب> او الإنتاج الاضخم عربياً لهذا العام بحسب المتابعين يمتد على مدى ثلاثين حلقة في جزئه الاول والعدد عينه الجزء الثاني (يعرض لاحقاً) وبمشاركة أكثر من خمسة وخمسين نجماً وتعد الشركة المنتجة جمهورها بأن <العمل لن يكون عادياً>، فالتصوير تم بالسرعة المطلوبة والاتقان المنتظر.

 

أصل الحكاية..

 يروي <العراب> سيرة حياة وكفاح طويلة لشابٍ فقير اسمه «مختار المختار» تربّى على رغبته بـ «الثأر لعائلته التي أبادها الأعداء نتيجة خلاف مع أبيه حول معصرة زيت. هكذا يبني الابن المسكون بهاجس الانتقام امبراطورية ضخمة من المال والسلطة تخفي وراءها ألغازاً كثيرة. ويتمتّع صاحبها بشخصيةٍ ذات <كاريزما> طاغية تحمل تناقضاتٍ كثيرة جامعةً بين الرقّة والجبروت. لكنّها تخوض معاركها، بشرف وتنأى بنفسها عن التجارات القذرة». ويعرض السيناريو الأحداث بخطوطها المتشابكة درامياً وزمنياً بالتوازي بين أواخر خمسينات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة حتى عام 2010، حيث يشهد «العرّاب» محنته الكبرى نتيجة التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، ما يفرض عليه اختيار تسليم الراية لأبنائه الذكور الذين يمثل كل منهم جانباً من شخصيته.

 مخرج مسلسل <العراب> المثنى صبح يبدو سعيداً جداً بعمله الجديد ويقول: <سوف يرى المشاهدون عملاً أستطيع ان أفتخر بأنني مخرجه، على الرغم من التشويش الذي يسمع من هنا وهناك حول المسلسل>. بلهجة سورية يقول: <مين فاضي لسماع هذا الكلام السخيف.. فليحكوا كما يريدون.. في النهاية سوف ندعو المحبين والمنتقدين لملاقاتنا والاحتفال بنجاحنا، وأتمنى عليهم تلبية الدعوة (ضاحكاً).

 يختصر المخرج أحداث عمله الجديد بالقول: <انها تدور في بلاد الشام، بعيداً عن أيّة إسقاطات سياسية واجتماعية راهنة، ضمن إطار روائي وفنّي يقدّم المتعة والتشويق والتسلية للمشاهد العربي الذي يبدو مثقلاً اليوم بهموم المنطقة وما يراه عبر نشرات الأخبار يومياً. اقتبسنا من الرواية ما يمكن تقديمه في عمل تلفزيوني عربي يُحقق المتعة والتسلية للمشاهد، وبلغة تلفزيونية معاصرة بعيداً عن أي إسقاطاتٍ سياسية». وعن مواقع التصوير المختلفة بين دمشق وطرطوس وأبوظبي ولبنان، يقول المثنى صبح: <ان الإمارات ولبنان أصبحا موقعي تصوير كبيرين يحتضنان أعمالاً عربية ضخمة».

 ويضيف خاتماً: <ان أسرة العمل عملت بتناغم وانضبــــاط كبـيريــــن، وقـــــد فـــــــوجئت بـــــــآداء عـــــــاصي الحلاني>.

عاصي: أنا لها..

التجربة الجديدة لا تمر من دون قلق عاصي على ادائه لدوره وتقبل الناس له، هو النجم المحبوب غناءً واستعراضاً. اعتذار الفنان غسان مسعود عن الإشراف على تدريبه مع خوضه لأولى تجاربه التمثيلية في مسلسل <العراب> لم يغير من عزيمة وقناعة الفارس بالمضي قدماً في مشروع يؤكد نجاحه كثمرة للتعب والجهد المبذول. فقد أشاد جميع العاملين في المسلسل بقدرات نجم الغناء الذي ظهر في مراحل التصوير بمنتهى الاحتراف والالتزام. فعاصي، وبحسب ما أكده غسان مسعود نفسه، يملك رغبة حقيقية في تعلم كل شيء عن فن التمثيل، إلا ان مسعود الذي يشارك رمضانياً بمسلسل <انتظار الياسمين> رفض الإفصاح عن أسباب الاعتذار واكتفى بالتأكيد انها لا تتعلق بعاصي لا من قريب ولا من بعيد. اعتذار مسعود فتح الباب لأستاذ معهد الفنون المسرحية في جامعة دمشق الفنان القدير حسن عويتي لتدريب عاصي في دورات مكثفة في التمثيل وقد أبدى إعجابه بشخصية عاصي كممثل وأثنى على خبرته الواضحة وقدرته على التعبير بالنظرة والحركة، الأمر الذي يعتبر من أولويات الممثل الناجح، ما جعله أكثر تمكناً من دور عمره حتى اليوم.

عاصي-الحلاني-في-العرابفماذا يقول الفارس الحلاني عن دوره في <العراب>؟

- أنا سعيد بهذا الدور الذي يتطلب الكثير من الإمكانيات لأبرز طاقتي وقدراتي كممثل وكشخصية درامية. الاستاذ حسن عويتي مشكوراً سيكون الاستاذ والمستشار في كل خطوة أخطوها. خبرتي المسرحية كمطرب وكممثل ساعدتني على استيعاب الشخصية وهي مميزة بالنسبة إلي. أضع نفسي بين يدي المخرج القدير المثنى صبح صاحب الباع الطويل والخبرة المهمة، وأنا واثق بأنه سيستخرج الممثل الذي فيّ ويقدمني بالشكل الافضل. كادت خطوتي في مجال التمثيل الدرامي تتحقق منذ سنوات إلا انها تأجلت حتى اليوم وهذا أفضل. أجدني الآن أكثر ثقة بنفسي لناحية الممثل الذي فيّ بعد أن خضت تجربة التمثيل على المسرح من قلعة بعلبك في مسرحية <صلاح الدين الايوبي> ومن بعدها مسرحية <شمس وقمر> على مسرح <كازينو لبنان>، ومع أسماء لامعة في عالم الإخراج ووجوه قديرة. كذلك، فأنا أعتبر ان مشاهد <الكليبات> التي صورتها في اغانيّ لا تقل قيمة عن الدراما لأن الممثل في <الكليب> عليه ان يعبّر بنظراته وهنا يكمن التحدي!

ويضيف عاصي:

- أنا على يقين انني سأكون في المكان المناسب كممثل، كما انني في مكاني المناسب كمطرب. يبقى التوفيق من الله عزّ وجل لننال رضى المشاهدين، فيتابعون هذا الإنتاج الضخم والذي يضم باقة من المشاركين هم من خيرة الاساتذة. فمسلسل <العراب> يضم فيه أسماء تشهد لها الدراما العربية وتحت شعار <عاشر الكبار بتكبر أكتر>.. لن أتكلم كثيراً لكن سأترك الحكم للمشاهدين.

الزوجة المتعبة..

تلعب كنده حنا دور ربى زوجة <ورد> أي عاصي الحلاني وقد اجتمع بها المطرب المعروف لساعات قبل البدء بالتصوير وذلك للحديث والنقاش حول الدور..  عنها يقول عاصي:

- كنده ممثلة قديرة ولطالما كنت من المعجبين بأدائها. لقد شعرت بروح حلوة وصداقة تسري بيننا منذ يومنا الاول في التصوير، فشعرنا بتناغم رائع في الاداء واعتبر مشاركتها في المسلسل قيمة كبيرة تضاف إليه. هي كزوجة متعبة جداً في المسلسل، لكنني أطمئنكم بأنني لن أسكت عما تفعله بي.

من ناحيتها، عبّرت كنده عن سعادتها بالوقوف أمام <زوج> مماثل، ذلك <أن عاصي شخصية لطيفة جداً، ومنضبطة جداً. إلا ان هذا الانضباط لا ينسحب على سلوكه معنا خارج أوقات التصوير، فنجده يفاجئنا بالمقالب والمواقف الطريفة التي تريح جو العمل جداً. لقد شعرت منذ اللحظة الاولى بالاطمئنان وسط الزملاء الاعزاء وأنا سعيدة بوجودي مع عاصي وسلوم حداد والمثنى صبح، وخاصة مع زميلة أكن لها كل التقدير والاعجاب هي سلافة معمار>.

صورة-المخرج-المثنى-صبح

عاصي و<بنت الشهبندر>..

 

في غير <العرّاب> الذي قرر عاصي تكثيف مشاهد تصويره ليكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل على عدد كبير من القنوات الفضائية، أطل عاصي غناءً على محبيه عبر أغنيته الجميلة من كتابة طوني كرم عن شركة طيران الشرق الاوسط لمناسبة عيدها السبعين، كما أشرف على <تتر> او موسيقى شارة مسلسل <بنت الشهبندر> التي غناها الفنان نادر الأتات بحضور الموزع الموسيقي للأغنية الفنان المصري عادل عياش، في شكل يتناسب مع أجواء المرحلة التاريخية التي يتناولها المسلسل بأحداثه. عن شارة <بنت الشهبندر>، يقول عاصي: <هذا اللحن هو من أجمل ما لحنت>. فقد قرأ قصة المسلسل وأحداثه وشاهد عدداً كبيراً من المشاهد بعناية خلال التصوير وجلس مع الكاتب هوزان عكو والمخرج سيف الدين سبيعي في شأنه.

يذكر ان المسلسل الاخير <بنت الشهبندر> يعتبر المنافس الاكبر لمسلسل <العراب> طوال الشهر الفضيل والقاسم المشترك بين العملين الضخمين يبقى عاصي الحلاني، بطولة في الاول وتلحيناً لـ<الجنريك> في الثاني. فما بين الغناء والتمثيل أي عاصي سيختار الجمهور؟ هل ستكون إطلالته الدرامية لصالحه في ثلاثين حلقة كمرحلة أولى، أم انها تستهلكه وتفقده بريقه الغنائي؟ وهل اتجاه نجوم الغناء صوب التمثيل هروب من الركود الغنائي في وطن عربي ينزف، أم انها تجارب جديدة على غرار من سبق وتركوا بصماتهم في عالمي التمثيل والغناء معاً؟ عمرو دياب انسحب في اللحظات الاخيرة من مسلسل <الشهرة> خوفاً على الرصيد، اما عاصي فاستبشر وأقدم في <العراب>. فأيهما على حق؟

الأيام الثلاثون المباركة وحدها كفيلة بالجواب.