تفاصيل الخبر

اعـــــرف خطــــــــر الســـــــرطان مـــــن فــــحص الجينـــــــــــات!

04/07/2014
اعـــــرف خطــــــــر الســـــــرطان مـــــن فــــحص الجينـــــــــــات!

اعـــــرف خطــــــــر الســـــــرطان مـــــن فــــحص الجينـــــــــــات!

IMG_1006---البروفيسور-فادي-فرحات-والبروفيسور-فضلو-خوري

ها هو لبنان يدخل ضمن احدث الفحوصات الجينية لمرضى السرطان، وقد اعلن عنها ضمن مؤتمر حضره عدد من الاطباء المختصين من لبنان والولايات المتحدة ووسائل الاعلام. والهدف من هذه الفحوصات التخفيف من سيئات العلاج على المرضى وحسب الدراسات فالولايات المتحدة تنفق سنوياً 13 بليون دولار على ادوية سرطانية غير فعالة. الفحوصات تجرى عبر اخذ خزعة من المريض اذا تقدم لاجراء الفحوصات لحصر المرض واطالة عمر المريض. وتجدر الاشارة الى ان الفحص يجرى بخزعة لا بفحص دم، بهدف توجيه العلاج واكتشاف التغييرات الجينية ودرس محرك الورم السرطاني. ويُعتمد الفحص الجيني بشكل اساسي في حالات معينة كما في حال الاصابة بمرض نادر لا تكثر فيه الاختيارات في العلاج وفي حال الاصابة بمرض مزمن وفي حال عدم استفادة المريض من العلاجات المعتمدة عامة، لكن من المتوقع ان يعتمد بشكل اوسع في السنوات المقبلة، علماً ان الفحص يجرى في مختبرات معينة خاصة ويمكن الحصول على النتيجة التي تصل نسبة دقتها الى 98 في المئة خلال اسبوعين. وللاطلاع على اهمية الفحص الجيني وكيفية الاستفادة منه، نظمت <اي بي اس جينومكس> ندوة تثقيفية للصحافة العلمية في لبنان بعنوان <فحص جديد لمرضى السرطان : تحديد <بروفيل> الاورام السرطانية>، اذ قدم من الولايات المتحدة البروفيسور فضلو خوري رئيس قسم امراض الدم والاورام في جامعة <اماروي>، ونائب رئيس معهد <وينشيب للسرطان> في الولايات المتحدة الى لبنان للمشاركة في هذه الندوة الى جانب البروفيسور فادي فرحات الاختصاصي في امراض الدم والاورام ورئيس الجمعية اللبنانية لامراض الدم والاورام.

    بداية، اعتبرت الدكتورة ريما الحلو ان اهتمام <اي بي اس جينومكس> بتوفير احدث الفحوصات الجينية لمرضى السرطان في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط وافريقيا، من خلال التعاون مع احدى اهم الشركات الاميركية الرائدة في مجال علوم الحياة <Caris Life Sciences and Nanostring> وفي مجال تطوير الطب الشخصي في علم الاورام السرطانية، وذلك بهدف حصولهم على افضل العلاجات المناسبة لمحاربة السرطان نتيجة فحص يحدد <بروفيل> الاورام السرطانية.

البروفيسور خوري وعلم الجينات

وعن النقلة النوعية الحاصلة في مجال علاج الاورام السرطانية، يشرح البروفيسور فضلو خوري:

- في الماضي، كنا نتبع بروتوكولات معينة لعلاج اي ورم سرطاني، اي كنا نتبع مقاربة مقاس واحد يناسب الجميع. وفي حال فشل العلاج، كنا كأطباء نقف حائرين امام خيارات محدودة للعلاج، ونحاول اختيار الانسب منها لحالة المريض. ولكن في كثير من الحالات، لم تكن الادوية المختارة فعالة لمحاربة هذا الورم السرطاني بالتحديد. الامر الذي قد ينعكس سلباً على صحة المريض من ناحية فشل هذا العلاج في محاربة الورم، وزيادة معدل السمية في جسمه نتيجة تعرضه لدواء كان بإمكانه الاستغناء عنه. الى جانب زيادة تكلفة العلاج على المريض او الجهات الضامنة. اما اليوم ومع تطور علم الجينات والتقنيات المتاحة، نحن قادرون على تحديد <بروفيل> الاورام السرطانية على المستوى الجزيئي، وتحليل المعلومات الجينية والبروتينات الخاصة بسرطان كل مريض على حدة.

وعن الجدوى الطبية والاقتصادية لهذا الفحص، يقول:

- لهذا الفحص منفعة طبية كبيرة، فعند مقارنة البصمة الجزيئية للورم السرطاني الخاص بالمريض مع الابحاث الطبية المنشورة، على سبيل المثال في <MI profile Report>، يستطيع الطبيب تحديد العلاجات الدوائية الاكثر فاعلية لمكافحة السرطان، وبالتالي تجنب العلاجات غير الفعالة، وتجنب تعريض المريض لجرعات من ادوية ذات سمية عالية وقد لا تعطي الفائدة المرجوة. والنتيجة علاج انجح وكلفة اقل. فالمصاب بالسرطان يتحمل مصاريف العلاج ولكن بفضل الفحص الجيني لن يضطر لأن يتحمل اعباء العلاج كما في السابق. وبالتالي، هذه الثورة الجينية ستفيد المريض وتخفف من آلام المرض. فالدراسات الماضية كانت مبنية على الادوية الموجهة للسرطان اذ كان يدفع المريض 12 او 13 بليون دولار في السنة.

ويتابع:

- اليوم نسير في اتجاه فهم العوامل التي تشكل المرض وما هي الدوافع الجينية وكيفية علاجها بطريقة ادق. لذلك من المهم التفريق بين المرضى وتشخيص العلاج، لان هناك من لا يستفيد مما يؤدي الى مضاعفات او يستفيد مع مضاعفات، او يستفيد من دون مضاعفات او لا يستفيد بلا مضاعفات. من المهم معرفة من سنعالج في حالة المرض، ولكل مريض اي دواء يساعده، لا سيما في سرطان الرئة. في السابق كنا نعالج بالطريقة نفسها اليوم اصبحنا نراقب التغيير الجيني ومدى تأثيره على المريض وتقدم المرض. أما بالنسبة للفحص، فتُؤخذ خزعة من المصاب بالسرطان عموماً، وفي اللوكيميا يُجرى فحص الدم، يحدده الطبيب وكلفته اقل من اعطاء دواء قد لا يستفيد منه. وفي لبنان هناك بعض المؤسسات الضامنة تؤمنه والبعض الآخر يدرس امكانية تأمينه مجاناً. فعلينا تحديد <بروفيل> المصاب بالسرطان لاننا نريد ان يستفيد كل مريض. فاليوم يحصل تطور في العلاج بعد استخدام الفحص الجيني لانه اذا عرفنا <الجين> الذي يؤثر على المريض، نقدر ان نؤثر على المرض.

وعن الوضع في لبنان يشرح:

- ان 70 الى 80 في المئة من الادوية في اميركا متوافرة في لبنان، واستعمال الفحص الجيني سيساعد الاطباء في ممارسة مهنتهم بالمستوى نفسه المتوافر في الولايات المتحدة. من هنا ضرورة اللجوء الى الوسائل نفسها في لبنان لتمكين الطبيب من الافادة من خبرته، فيستفيد المريض بأقل كلفة. وعلى الرغم من التقدم الشاسع الذي نحققه في هذا المجال، فإننا لم نبلغ بعد العهد الذي نشفي فيه معظم مرضى السرطان.

وتابع قائلاً:

- لقد اظهرت الدراسات الاميركية ان اجراء الفحص الجيني يخول المريض العيش مدة اطول من دون ان يتطور المرض، ويزيد قدرته على استيعاب هذا الامر بشكل افضل، وبالتالي رفع نسبة المرضى المستفيدين من التكنولوجيا الحديثة، وتقليص سيئات الادوية، وخفض الكلفة الاستشفائية. تجدر الاشارة الى ان الفحص الجيني يفيد بشكل خاص المرضى الذين يعانون سرطاناً نادراً او متقدماً جداً، او الذين سبق لهم ان استخدموا كل العقاقير لكن من دون اي تحسن.

وبالسؤال عما اذا الفحص الجيني متوافر في لبنان، يقول:

- طبعاً يجرى الفحص في مختبر متخصص، ولكن يتم ارسال الفحص الى الولايات المتحدة ليتم تشخيص المرض.

البروفيسور فرحات و<اسمو 2012>

ومن جهته، يوضح البروفيسور فادي فرحات عن حاجة مريض السرطان لمعرفة وضعه الصحي، والعمل مع طبيبه لاختيار العلاج الافضل له شخصياً:

- في دراسة عُرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاوروبية لطب الاورام <اسمو 2012> تبين ان 89 في المئة من المرضى الذين شاركوا في الدراسة يريدون من طبيبهم ان يطلعهم على كل انواع العلاجات المناسبة لحالتهم. و 74 في المئـــــة منهــــــم مستعدون للتريث في البدء بالعلاج الى ان يتم اختيار العلاج الانسب لهم استناداً الى نتائج الفحص الجيني لتحديد <بروفيل> الورم السرطاني. ما مدى أهمية القيــــام بهــــــذا الفحص علـــــى نوعيــــــة حيـــــــاة المصاب او المصابة بالسرطان وعلى المحيطين به او بها على حد سواء؟ فعلى سبيل المثال في حالة سرطان الثدي (المرحلة الاولى او الثانيـــة )، تواجه المريضة هاجساً اساسياً : ماذا بعد العملية الجراحية ؟ علاج هرموني فقط؟ او عــــــلاج هــــــرموني وكيميائي معاً؟ في هذه المرحلة، تساعد الفحوصات الجينية الطبيب على اختيار العلاج الانسب والاكثر فعالية لحالة مريضته. وقد تبين في دراسة نشرت في المجلة العلمية لطب الاورام، انه يمكن الحؤول دون تعرض حوالى 60 في المئة من مريضات سرطان الثدي ( المرحلة الاولى او الثانية ) للعلاج الكيميائي ومضاعفاتـــــه الجانبية، نتيجة القيام بهذا الفحص الجيني.

ويتابع البروفيسور فادي فرحات:

- ان الفحص الجيني هو اكثر دقة حيث يمكن من خلاله التعمق في الورم اكثر. الهدف منه درس محرك الورم والخلل الجيني وبالتالي اعطاء العلاج الانسب ومساعدة المريض. فالمريض الذي اختبر كل الادوية المطروحة لعلاج مرضه ولكنها باءت بالفشل، عليه الخضوع اكثر من غيره لهذا الفحص الذي سيقدم له علاجات اخرى لم تكن في الحسبان. نحن كأطباء نطمح دائماً الى الحصول على افضل نتيجة من العلاج الذي نختاره، اما الوصول الى حالة الشفاء التام، او النجاح في الحد من معاودة الورم السرطاني، بنسبة كبيرة ولأطول فترة ممكنة. كل ذلك بهدف رؤية المريض سعيداً وقادراً على الاستمتاع بحياته مع احبائه واصدقائه والمحيطين به.