اختتمت القمة العربية في دورتها الـ 31 التي عقدت في لمركز الدولي للمؤتمرات في الجزائر العاصمة على مدى يومين اعمالها يوم الأربعاء الماضي بعدما انطلقت قبل يوم واحد تحت شعار "لم الشمل العربي و" فلسطين قضيتنا المركزية " " بعد انقطاع استمر 3 سنوات بسبب جائحة" كورونا"، وقد تميزت بمشاركة 21 دولة من الدول الـ 22 الأعضاء في الجامعة العربية وتسجيل غياب سوريا وبحضور عدد من الرؤساء والملوك العرب ، وفي مقدمتهم رئيس الدورة الرئيس الجزائري عبد المجبد تبون ، والرئيس التونسي قيس سعيد ، الرئيس المصري غبد الفتاح السيسي ، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس مجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد علي العليمي، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن الشيخ محمود.
ومن رؤساء الوفود العربية الأخرى للقمة: ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وكذلك ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح، ومن ليبيا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ممثلاً السعودية.
كما شارك كضيوف شؤرف كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،
ورئيس جمهورية أذربيجان الرئيس الحالي لمنظمة حركة عدم الانحياز" إلهام علييف"، والرئيس السنغالي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي،"ماكي سال " .
سعيد يفتتح اعمال القمة ويسلم الرئاسة لتبون
وترأس هذه الدورة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي كان انتخب في عام 2019 بعدما تسلم الرئاسة من الرئيس التونسي قيس سعيد الذي القى كلمة الافتتاح ، وحيّا فيها القيادة والشعب الجزائري فـي ذكرى التحرير، وقال: نتقاسم الروح النضالية من أجل الحرية والكـرامة العربية، وتجمع الأشقاء العرب بقمة الجزائـر للاتفاق على الحد الأدنى من الحلول للأزمات مع الاصرار على إزالة كل الصعوبات والتحديات التي تواجـه الدول العـربية، ونحن نعيش حربا ضروس في مواجهة من يريد إسقاط دولنا العربية..يمكننا الانتصار على الأزمات عبر لم الشمل والتكاتف بيـن الدول العربية، ونمر في ظرف دولي استثنائي من حيث حجم التحديات وتعدد أوجهها، ولذلك نحن في حاجة إلى مفاهيم جديدة وأساليب وطرق جديدة للإنسانية جمعاء .
من جهته، اوضح الرئيس تبون أن القمة تنعقد في ظروف حساسة ومتوترة وأزمات صعبة في العالم العربي، وقال: هناك تحديات داخيلة وخارجية وظروف عالمية قلبت الموازين في كل أنحاء العالم، مؤكداً انه في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، تبقى قضيتنا المركزية الأولى والجوهرية هي القضية الفلسطينية التي تتعرّض للتّصفية من قبل الاحتلال عبر ممارساته، مشيراً الى ان مبادرة السلام العربيّة ركيزة أساسية لقيام سلام عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلّة في حدود الـ67 ، مشدداً على مطالبة الجمعيّة العامّة للأمم المتحدّة الاعتراف بدولة فلسطين كدولة مستقلة.
واعتبر تبون ان الأزمات التي تشهدها ليبيا وسوريا واليمن تبحث عن حل، داعياً إلى تفضيل المصالحة الوطنيّة للوصول إلى الحلول السلمية التوافقية .
كلمات الوفود المشاركة
بدوره قال أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته: تلتئم هذه القمة في وقت يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة ويجب إعادة ترتيب أوراقنا، موضحاً ان الغذاء والطاقة والمناخ تمثل منظومة مترابطة وهي عنوان الأزمة العالمية التي نشهدها اليوم، مؤكداً انه في مقدور العرب فعل الكثير إن حشدوا الإمكانات العربية بمنهج علمي وصحيح، مشدداً على ان تسوية الوضع في سوريا يحتاج إلى إبداء المرونة من جميع الأطراف المعنية وغلق صفحة الماضي بآلامها .
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أن أمننا القومي العربي كل لا يتجزأ والأخطار التي تواجه دولنا واحدة، وضمان قوة وحدة صف الأمة العربية يمر عبر احترام استقلال الدول وحسن الجوار، وقال: اننا ما زلنا في حاجة إلى مزيد من العمل العربي الجماعي في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان، وندعم تسوية سياسية في ليبيا دون إملاءات خارجية وصولا إلى إجراء انتخابات رئاسية، وجدد التأكيد على حث إثيوبيا على إظهار حسن النوايا بشأن سد النهضة.
من جانبه اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته ان القدس تتعرض لأشرس هجمة إسرائيلية بهدف تهويدها، وقال ان الشعب الفلسطيني ينتظر من أشقائه العرب أن يواصلوا وقوفهم معه بتفعيل قرارات القمم العربية، لافتاً إلى أن إسرائيل تقوم بتدمير ممنهج لحل الدولتين ولم تترك لنا خيارا إلا إعادة النظر في مجمل العلاقات معها.
ودعا عباس لبذل كل جهد لدعم مؤتمر القدس المتوقع بالقاهرة، مشيرا إلى ضرورة دعوة الأزهر والفاتيكان، وقال ان لقدس أمانة في أعناقنا وهي بحاجة إلى وقفة لنصرتها، مضيفة أن مسؤولية عائلات الشهداء والجرحى ستبقى أمانة في أعناقنا.
كما أكد عباس على الحاجة إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من ممارسات البطش الإسرائيلية، معربا عن تطلعه لدعم الدول العربية لتشكيل لجنة قانونية لمتابعة الجرائم التي ارتكبت في حق الفلسطينيين بعد وعد بلفور.
اما الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، فقد دان الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى المس بالوضع القائم في القدس، وقال : ندعم جهود تحقيق المصالحة في ليبيا وإنهاء العنف ،ونؤكد دعمنا لتحقيق الاستقرار السياسي في السودان.
وأكد رشيد أنه أمام الحكومة العراقية مسؤوليات ونتوقع تفاعلا إيجابيا من الدول الصديقة والجارة ، مؤكداً الحرص على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وضرورة استكمال الحوار السياسي، داعياً جميع الجهات إلى إنهاء النزاع في اليمن وحماية أراضيه .
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن الأوضاع في لبنان تغيرت، حيث انطفأت الأضواء وبات غير قادر على استضافة ديمغرافية عربية توازي نصف عدد شعبه، وقال: تغيرت الأوضاع في لبنان حيث انطفأت الأضواء وبات غير قادر على استضافة ديمغرافية عربية توازي نصف عدد شعبه.
وأضاف ميقاتي: تحول لبنان إلى جسد ضعيف بحاجة إلى مقويات، ونحن نواجه أسوأ أزمة اقتصادية وضعت أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، لكن رغم الظروف القاسية نجحنا في تحقيق العديد من الأهداف بينها إجراء الانتخابات وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية .
واستطرد: نعول على مساعدة الدول العربية للبنان لإخراجه من أزماته وندعو إلى تفعيل عمل جامعة الدول العربية، وقال: لبنان وطن صغير يمكنه أن يلعب دورا كبيرا..لا تتركوه وحيدا .
واكد ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، إن القدس مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكمله، وقال ان السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، خيارنا الاستراتيجي، وواجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم .
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن السودان جاهز لتحقيق الشعار القديم المتجدد ليكون سلة غذاء العالم، مؤكداً أن نداء السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي يظل مفتوحا للحكومات العربية.
واكد الأمين العام للأمم المتحدة" أنطونيو غوتيريش" خلال كلمته ان موقف الأمم المتحدة من قضية فلسطين واضح، وهو ضرورة إنهاء الاحتلال وقيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب والقدس عاصمة لهما، وقال: نعمل مع جميع الأطراف المعنية لإبقاء مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب وإزالة جميع العقبات المتبقية أمام تصدير الأغذية والأسمدة الروسية.
نص اعلان الجزائر الصادر عن القادة العرب
واختتمت القمة يوم الأربعاء الماضي بالبيان الختامي او اعلان الجزائر الذي جدّد التضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها ودعم الخطوات التي اتخذتها لبسط سيادتها على أقاليمها البرية والبحرية، معربا عن التطلع لأن يقوم لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وجاء نص البيان الكامل للقمة العربية كالاتي :
حن قادة الدول العربية المجتمعون بمدينة الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يومي الفاتح والثاني من تشرين الثاني ( نوفمبر) 2022، الموافق لــ 7-8 ربيع الثاني 1444 هـ، في الدورة العادية الحادية والثلاثين (31) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بدعوة كريمة من سيادة الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية:
استلهاما من تاريخنا المشترك ومن وشائج التضامن العربي الذي تجلى في أبهى صوره خلال التفاف الشعوب والدول العربية حول نضال الشعب الجزائري إبان ثورة الفاتح من نوفمبر الخالدة وما تخللها من تضحيات الأشقاء العرب في نصرة إخوانهم الجزائريين.
واستذكارا للقرارات التاريخية التي اتخـذها القادة العرب في جميع القمم السابقة، بما فيها تلك التي انعقدت بالجزائر في مراحل مفصلية من تاريخ أمتنا، وبناءً على المكتسبات التي تم تحقيقها بصفة جماعية في تلك المحطات لصالح قضايا الأمة العربية والعمل العربي المشترك.
وإدراكا منا للظروف الدقيقة والتطورات المتسارعة على الساحة الدولية وما تنبئ به حالة الاستقطاب الراهنة من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى، مع كل ما يحمله هذا الوضع من مخاطر على أمننا القومي وكيانات أوطاننا واستقرارها وما يمليه علينا من حتمية توحيد الجهود بغية الحفاظ على مصالحنا المشتركة والتموقع كفاعل مؤثر في رسم معالم نظام دولي جديد يقوم على العدل والمساواة السيادية بين الدول.
وإذ نرحب بمبادرة سيادة رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، السيد عبد المجيد تبون، باختيار "لم الشمل" عنوانا لقمتنا ونعرب في ذات السياق عن بالغ اعتزازنا لمشاركة الجزائر، رئيسا وحكومة وشعبا، الاحتفالات المخلدة للذكرى الثامنة والستين (68) لثورة نوفمبر الخالدة، ونستذكر بخشوع وإجلال شهداءها الأبرار الذين سقوا بدمائهم الزكية هذه الأرض الطاهرة:
نعلن
أولا: فيما يخص القضية الفلسطينية
- التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران (يونيو)1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
- التأكيد على تمسكنا بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والتزامنا بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وحل الصراع العربي-الإسرائيلي على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
- التشديد على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، والدفاع عنها في وجه محاولات الاحتلال المرفوضة والمدانة لتغيير ديمغرافيتها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية وكذا دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن مدينة القدس ودعم صمود أهلها.
- المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ضد الفلسطينيين، وجميع الممارسات الهمجية بما فيها الاغتيالات والاعتقالات التعسفية والمطالبة بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، خاصة الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن.
- التأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، مع ضرورة دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني.
- الإشادة بالجهود العربية المبذولة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني والترحيب بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على "إعلان الجزائر" المنبثق عن "مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، المنعقد بالجزائر بتاريخ 11-13 تشرين ) 2022، مع التأكيد على ضرورة توحيد جهود الدول العربية للتسريع في تحقيق هذا الهدف النبيل، لا سيما عبر مرافقة الأشقاء الفلسطينيين نحو تجسيد الخطوات المتفق عليها ضمن الإعلان المشار إليه.
ثانيا: فيما يخص الأوضاع في الوطن العربي
- العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية ويلبي تطلعات شعوبها في العيش الآمن الكريم.
- رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية-العربية. في هذا الإطار، نثمن المساعي والجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية، لاسيما دولة الكويت، بهدف تحقيق التضامن العربي والخليجي.
- الإعراب عن التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي-ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمنها وأمن جوارها، ويحقق طموحات شعبها في الوصول إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم.
- التأكيد على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ومباركة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية.
- قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، بما يضمن وحدة سورية وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا.
- الترحيب بتنشيط الحياة الدستورية في العراق بما في ذلك تشكيل الحكومة والاشادة بجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتجسيد آمال وتطلعات الشعب العراقي، مع تثمين النجاحات التي حققها العراق في دحر التنظيمات الإرهابية والاشادة بتضحيات شعبه في الدفاع عن سيادة البلاد وأمنها.
- تجديد التضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها ودعم الخطوات التي اتخذتها لبسط سيادتها على أقاليمها البرية والبحرية والإعراب عن التطلع لأن يقوم لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد.
- تجديد الدعم لجمهورية الصومال الفيدرالية من أجل توطيد دعائم الأمن والاستقرار عبر مساهمة الدول العربية في تعزيز القدرات الوطنية الصومالية في مجال مكافحة الإرهاب وتمكين هذا البلد الشقيق من الاستجابة للتحديات التي يواجهها في المرحلة الراهنة، لاسيما من جراء أزمة الجفاف الحادة.
- دعم الجهود المتواصلة لتحقيق حل سياسي بين جيبوتي وإريتريا فيما يتعلق بالخلاف الحدودي وموضوع الأسرى الجيبوتيين.
- التأكيد على ضرورة المساهمة في دعم الدول العربية التي مرت أو تمر بظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة أو تلك التي تواجه حالات استثنائية من جراء الكوارث الطبيعية، من خلال تعبئة الإمكانيات المتاحة وفق مختلف الصيغ المطروحة ثنائيا وعربيا وإقليميا ودوليا.
- التأكيد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات المتفق عليها، ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى الانضمام وتنفيذ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تظل حجر الأساس للنظام الدولي لمنع انتشار هذه الأسلحة.
ثالثا: فيما يخص تعزيز وعصرنة العمل العربي المشترك
- الالتزام بالمضي قدما في مسار تعزيز وعصرنة العمل العربي المشترك والرقي به إلى مستوى تطلعات وطموحات الشعوب العربية، وفق نهج جديد يؤازر الأطر التقليدية ليضع في صلب أولوياته هموم وانشغالات المواطن العربي.
- تثمين المقترحات البناءة التي تقدم بها سيادة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، السيد عبد المجيد تبون، والرامية إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحلها وتكريس البعد الشعبي وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك.
- التأكيد على ضرورة إطلاق حركية تفاعلية بين المؤسسات العربية الرسمية وفعاليات المجتمع المدني بجميع أطيافه وقواه الحية، من خلال خلق فضاءات لتبادل الأفكار والنقاش المثمر والحوار البناء بهدف توحيد الجهود لرفع التحديات المطروحة بمشاركة الجميع.
- الالتزام بمضاعفة الجهود لتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي وفق رؤية شاملة تكفل الاستغلال الأمثل لمقومات الاقتصادات العربية وللفرص الثمينة التي تتيحها، بهدف التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا لإقامة الاتحاد الجمركي العربي.
- التأكيد على أهمية تضافر الجهود من أجل تعزيز القدرات العربية الجماعية في مجال الاستجابة للتحديات المطروحة على الأمن الغذائي والصحي والطاقوي ومواجهة التغيرات المناخية، مع التنويه بضرورة تطوير آليات التعاون لمأسسة العمل العربي في هذه المجالات.
رابعا: فيما يخص العلاقات مع دول الجوار والشراكات
- التأكيد على ضرورة بناء علاقات سليمة ومتوازنة بين المجموعة العربية والمجتمع الدولي، بما فيه محيطها الإسلامي والافريقي والأورو-متوسطي، على أسس احترام قواعد حسن الجوار والثقة والتعاون المثمر والالتزام المتبادل بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
- التأكيد على أهمية منتديات التعاون والشراكة التي تجمع جامعة الدول العربية بمختلف الشركاء الدوليين والإقليميين باعتبارها فضاءات هامة للتشاور السياسي ومد جسور التواصل وبناء شراكات متوازنة قائمة على الاحترام والنفع المتبادلين.
خامسا: فيما يخص الأوضاع الدولية
- التأكيد على أن التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية تسلط الضوء أكثر من أي وقت مضى على الاختلالات الهيكلية في آليات الحوكمة العالمية وعلى الحاجة الملحة لمعالجتها ضمن مقاربة تكفل التكافؤ والمساواة بين جميع الدول وتضع حدا لتهميش الدول النامية.
- التأكيد على ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا، كمجموعة منسجمة وموحدة وكطرف فاعل لا تعوزه الإرادة والإمكانيات والكفاءات لتقديم مساهمة فعلية وإيجابية في هذا المجال.
- الالتزام بمبادئ عدم الانحياز وبالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام عبر الانخراط الفعلي لمجموعة الاتصال الوزارية العربية (التي تضم الجزائر، مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، العراق والسودان والأمين العام لجامعة الدول العربية) في الجهود الدولية الرامية لبلورة حل سياسي للأزمة يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويراعي الشواغل الأمنية للأطراف المعنية، مع رفض تسييس المنظمات الدولية. والتنويه في هذا السياق بالمساعي التي قامت بها الدول العربية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية.
- تثمين السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف "أوبيك + " من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
- التأكيد على ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وتجفيف منابع تمويله والعمل على تعبئة المجتمع الدولي ضمن مقاربة متكاملة الأبعاد تقوم على الالتزام بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لا سيما فيما يتعلق بمطالبة الشركاء بعدم السماح باستخدام أراضيهم كملاذ أو منصة للتحريض أو لدعم أعمال إرهابية ضد دول أخرى.
- الترحيب بالتحركات والمبادرات الحميدة التي قامت وتقوم بها العديد من الدول العربية من أجل الحد من انتشار الاسلاموفوبيا وتخفيف حدة التوترات وترقية قيم التسامح واحترام الآخر والحوار بين الأديان والثقافات والحضارات وإعلاء قيم العيش معا في سلام التي كرستها الأمم المتحدة بمبادرة من الجزائر. والترحيب في هذا السياق بالزيارة التاريخية لقداسة بابا الفاتيكان إلى مملكة البحرين، ومشاركته وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في "ملتقى البحرين ...حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".
- تثمين الدور الهام الذي تقوم به الدول العربية في معالجة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية على غرار التغيرات المناخية والإشادة في هذا الصدد بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها المملكة العربية السعودية.
- التأكيد على أهمية اضطلاع الدول العربية بدور بارز في تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى التي تشكل محطات رئيسية ومهيكلة للعلاقات الدولية، وفي هذا الصدد نعرب عن:
- دعمنا لجمهورية مصر العربية التي تستعد لاحتضان الدورة (27) لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ.
- مساندتنا لدولة قطر التي تتأهب لاحتضان نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وثقتنا التامة في قدرتها على تنظيم طبعة متميزة لهذه التظاهرة العالمية ورفضنا لحملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطالها.
- دعمنا لاستضافة المملكة المغربية للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، يومي 22-23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 بمدينة فاس.
- دعمنا لدولة الإمارات العربية المتحدة في التحضير لاحتضان الدورة (28) لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ.
- تأييدنا لترشيح مدينة الرياض، المملكة العربية السعودية، لاستضافة معرض إكسبو 2030.
وختاما:
- نعرب عن عميق امتناننا لسيادة رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، السيد عبد المجيد تبون، على ما بذله من جهود قيمة في تنظيم وتسيير اجتماعات القمة بكل حكمة وتبصر ونظير دوره في تعميق التشاور وإحكام التنسيق وتوفير كافة الشروط لنجاح هذا الاستحقاق العربي الهام الذي سادته روح أخوية وتوافقية مثالية، مع تقديرنا الكبير لإسهاماته ومبادراته التي جعلت من هذه القمة محطة متميزة في مسيرة العمل العربي المشترك.