عمّ الإضراب محافظات الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة يوم الثلاثاء الماضي تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها ، والذي أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 11 مواطناً ، وإصابة 100 بجروح، بينهم 20 في حالة الخطر قبل ان تنسحب القوات المعادية من محيطه مساء الثلاثاء الماضي.
وشلّ الإضراب الذي دعت إليه أقاليم حركة "فتح" في المحافظات الشمالية، مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك والمصارف، والمحلات التجارية، وسط دعوات جماهير شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين، واعتباره يوم نفير عام وغضب وعنفوان في وجه هذا المحتل.كما شهدت المواصلات العامة إضرابا في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها.
كما أعلن مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان، أن الرئيس قرر ،«وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي...والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، وصدر القرار بعد عقد عباس اجتماعاً مع قيادات أخرى في السلطة الفلسطينية. وسبق أن علّق الرئيس الفلسطيني التنسيق الأمني مع إسرائيل مؤقتاً عدة مرات، بالتزامن مع موجات عنف سابقة. وجاء ذلك بعد أن شنت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية ضخمة على مدينة جنين في الضفة الغربية.
ومن ناحية ثانية، صدر بيان عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية دعا الفلسطينيين في كل المدن والقرى والمخيمات، خصوصاً حول جنين لتفعيل المواجهة مع الاحتلال ومساندة جنين وتلقين العدو دروساً قاسية رداً على عدوانه، وندعو المقاومين في كل الساحات للاستعداد للرد على العدوان حال قرر الاحتلال مواصلة جريمته والتمادي في عدوانه .
وكانت القوات الإسرائيلية فقد شنّت يوم الاثنين الماضي ، ضربة بطائرات مسيّرة ونفذت مداهمات واسعة على مدينة جنين خلال واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي تنفذها في الضفة الغربية المحتلة منذ 20 عاماً، ما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل.وشارك في العملية مئات الجنود، وأدت إلى وقوع تبادل لإطلاق النار ، وتردد دوي إطلاق النار وانفجارات في المدينة لعدة ساعات بعد الهجوم، فيما حلقت طائرات مسيّرة على ارتفاع منخفض، وقالت كتيبة جنين، التي تضم فصائل مسلحة مختلفة تتمركز في مخيم اللاجئين الكبير بالمدينة، إنها تخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية وأسقطت طائرة مسيّرة.
وبدأت العملية العسكرية مع استهداف الطائرات الإسرائيلية بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه. وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت المخيم، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مركز قيادة لمسلَّحين من "كتيبة جنين"، في إطار ما وصفه بجهود «مكثفة لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية». وأشار الجيش إلى أن جندياً أصيب بجروح طفيفة جراء شظية قنبلة يدوية أطلقها فلسطينيون خلال العملية في المخيم.
ورداً على العدوان على جنين دهس فلسطيني بسيارته عدداً من الإسرائيليين في تل أبيب، يوم الثلاثاء الماضي ، وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بوقوع 7 إصابات؛ 4 منهم في حالة حرجة، جراء عملية دهس وطعن في مدينة تل أبيب. وتبنت حركة "حماس" المسؤولية عن العملية بعد دقائق من وقوعها. وقال الناطق باسم الحركة في بيان، إن العملية البطولية في تل أبيب، هي الرد الأوّلي على جرائم الاحتلال ضد شعبنا في مخيم جنين، وتطبيق لما أكدته المقاومة أن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه.
والشهيد يدعى حسين عيسى حسين خلايلة (23 عامًا) من بلدة السموع في الخليل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن منفذ العملية وصل في مركبة، وهو يرتدي زياً مماثلاً لزي الجيش الإسرائيلي ودهس إسرائيلياً، ثم نزل من المركبة وشرع في طعن عدد من الإسرائيليين.وأوضحت الهيئة أن مدنياً إسرائيلياً أطلق النار باتجاه منفّذ الهجوم وقام بتحييده، وهو مصطلح إسرائيلي يشير إلى قتل أو إصابة المنفذ.