اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد أن تونس دولة فقيرة في بلاد ثرية، مؤكدا أنه لا بد من تحقيق العدالة الاجتماعية وفرض القانون على الجميع.
وخلال زيارة فجائية إلى ولاية صفاقس، قال سعيد: "تونس تعيش مرحلة مليئة بالتحدّيات، ونحن عازمون على رفعها جميعا"، مشدداً على أن الدولة التونسية قوية بمؤسّساتها وشعبها، و"حينما نكون في الموعد مع الشعب يمكن أن نصنع التاريخ بإمكانياتنا الذاتية".
وأكد سعيد "ضرورة أن نعول على أنفسنا قبل التعويل على أيّ كان من الخارج"، وقال: "لدينا من الإمكانيات الكثير، ومن الثروات البشرية الكثير، ومن الثروات الطبيعية الكثير.. تونس دولة تعج بالخيرات".
كما كشف سعيد إن زيارته تأتي للنظر في أوضاع المهاجرين غير الشرعيين والاستماع لمشاغل المواطنين، وقال: "زيارتي للجهة تأتي للنظر في الأوضاع المتعلقة بالهجرة وللاستماع لمشاغل المواطنين، قابلت عددا من المهاجرين الأفارقة، ونحن أيضا أفارقة ونعتبرهم أشقاءنا وإخواننا، ونحن نحترمهم ونقدرهم، إلا أن الأوضاع التي تعيشها تونس غير طبيعية، ولا بد من وضع حد للأوضاع اللاإنسانية".
وأضاف سعيد: "نحن نحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على أمن الدولة وسيادتها، ولا نقبل أن يعامل أي شخص معاملة غير إنسانية، ونعمل على أن يكون كل من يأتي الى تونس في وضعية قانونية، فهؤلاء ضحايا نظام عالمي للأسف لا يتعامل معهم كذوات بشرية وإنما كمجرد أرقام"، مؤكداً ان "حل ازمة المهاجرين لا يمكن إلا أن يكون إنسانيا وجماعيا، وفقا لمقاييس إنسانية، وفي ظل قانون الدولة التونسية".
وتابع: "لا يمكن أن نقوم بالدور الذي يخفيه البعض بأن نكون حراسا لدولهم، ولا يجب أن يكون الحل على حساب الدولة التونسية، ونحن نتعهد بحماية جميع المهاجرين ولن نسمح لأحد بالاعتداء عليهم، لكن سيتوجب عليهم الامتثال للقوانين"، كاشفاً أن" تونس تستقبل يوميا أعداداَ كبيرة من المهاجرين غير النظاميين، الذين في الغالب يتجهون على مدينة صفاقس، وجميعهم ضحايا الفقر والحروب الأهلية يختارون الذهاب على تونس معتبرينها ملاذا آمنا، مفترشين الأرض وملتحفين السماء، أمام أنظار المدافعين عن حقوق الإنسان"، متسائلاً " عما إذا كان مدافعو حقوق الإنسان، أو من يدعون الدفاع عنها وصول الإنسان على هذه الحالة"، معتبراً ان " تونس قادرة على إملاء دورس في الإنسانية لمن لا إنسانية لديه".