أكد رئيس الوزارء العراقي مصطفى الكاظمي، ضرورة العودة إلى طاولةِ الحوار الوطني الجامعِ لكل العراقيين لنطرحَ معاً هواجسنا ونناقشَ خلافاتِنا، ونضعَ الحلولَ بناءً على المشتركات، مشدداً في تصريح على أن العراق وشعب العراق ومصالح العراقيين هي الغاياتُ التي يجبُ أن تكونَ أمامَنا جميعاً، والهدفُ الذي يجبُ أن يتقدمَ الجميعُ إلى طاولةِ الحوارِ الوطني .
وأوضح الكاظمي أن الاتفاق الوطني على أساس المشتركاتِ العراقيةِ العميقة، والقيمِ الوطنيةِ المترسخة في بلادِنا ليس صعب او مستحيل، فالعراقيون استطاعوا أن يعيدوا تقديمَ أنفسَهم للعالمِ بصورةٍ تليقُ بهم وبتأريخهم، وبإمكانِهم اليومَ صياغةَ حلٍّ يحفظُ مستقبلَ وطنِهم ومستقبلَ أبنائهم، وقال : فلنتمسّك بالحوار والحوارِ والحوار.. ولا شيءَ غيرَه، فهو سبيلُنا الوحيدُ لحلّ الأزمة، وإلا فالنارُ ستحرقُ الجميعَ، والشجاعةُ الحقيقيةُ هي في حفظِ مصالحِ العراقيين وأمنِهم وسلمِهم الاجتماعي وأن نفكرَ معاً بمستقبلِ أجيالِنا القادمة .
ولفت الكاظمي، إلى أن الجميع يدركُ أن هناك مستوًى مرتفعاً من العلاقاتِ الأخويةِ الإيجابية التي جمعت الحكومةَ الاتحاديةَ في بغدادَ مع حكومةِ إقليمِ كردستان خلالَ العامينِ الماضيين، وليس خافياً أن ذلك جاء بعدَ مراحلَ مختلفةٍ من الاضطرابِ والتوتراتِ التي سادت هذه العلاقة، معتبراً أن الوصول إلى هذا المستوى المتميزِ من العلاقاتِ لم يكنْ من فراغ، بل كانَ نتاجاً لمبدأِ الحوار، وتقديمِ حسنِ النيةِ والسياسة الهادئة غيرِ الانفعالية، ويجبُ أن نبنيَ على ما تحقّقَ حتى الآن من تعزيزِ للمشتركاتِ وحلِ الأزماتِ بروحِ الأخوّةِ والمصيرِ المشترك .
ورأى الكاظمي أن هذه الحكومةُ تحمّلت الكثير من الظروفِ الصعبةِ والاستثنائيّة، ومن التلفيقِ والتزوير وكيلِ الاتهاماتِ الباطلة، لتحصيلِ مكسبٍ هنا أو هناك، وهذا ما يتنافى مع كلِ القيم"، وتابع "أننا نعملُ ما يُمليه علينا واجبُنا الوطنيُ والأخلاقيُ والإنساني، لأجلِ عراقِنا العظيم، الذي كان مهدَ الحضارةِ الإنسانية، معتبراً ان هذه الحكومةُ أُريد لها أن تتورطَ بالدمِ وتسكت عن صفقاتٍ مشبوهةٍ وسرقاتٍ موصوفة، حتى يرضى عنها جانب هنا أو هناك، هذه الحكومةُ أرادها البعضُ جسراً لعبورِ مرحلةٍ ما، من دونِ تغيير حقيقي، نعم، أقول ذلك بصراحة، وللتأريخ هناك من أرادَ لهذه الحكومةِ أن تُقمعَ الأصواتُ المطالبةُ بأدنى الحقوق، وأن تكونَ أداةً بأيديهم، ولكنهم فشلوا، فما كان منهم إلا وضعَ العراقيلِ أمامَ الحكومة لغرض إفشالِها بكل الوسائل، مشدداً على أنه مع ذلك تحملنا، وتعلمنا أن نصبرَ لأجلِ المصلحةِ العليا، ونعملُ بصدقٍ وإخلاص، ولا نلتفتُ للتجني والصراخِ والطعن،وقال : أننا سنعملُ حتى اللحظةِ الأخيرة، دونَ كللٍ وملل، وسندعو للحوار، ونستخدمُ آلياتِ الحوار، وسنحفظُ دماءَ شعبِنا وكرامتِه مهما كلفنا الأمر، ومهما هوجمنا فقط لأننا نعتبرُ دمَ العراقي مقدساً، وسفكَه خطاً أحمر .