أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، عن ترحيبه بأي مبادرة تبعد شبح الحرب الأهلية عن السودان، وتحقن دماء السودانيين، وتعيد اللحمة الوطنية واستقرار وأمن البلاد،وقال في حديث لقناة "القاهرة الإخبارية" يوم الاثنين الماضي ، إن لحكومة السودان ممثلين في المبادرة التي تجري حاليا في مدينة جدة بالسعودية وليس للقوات المسلحة فقط، ونسعى من خلال هذه المبادرة لوضع أسس حقيقية لوقف القتال.
وأوضح البرهان أن المبادرة تشتمل على الانسحاب من المناطق السكنية والخدمات، وإفراغ وسط العاصمة من الوجود العسكري، وإخلاء منازل المواطنين العزل من القناصة والاحتلال المسلح، مشدداً على أنه خلاف ما ذكره سابقا، لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار أو أي عمل آخر، مشيراً إلى أن المفاوضات في هذه المرحلة تدور حول وقف إطلاق النار والاقتتال، وعودة الطمأنينة للمواطنين، التي لن تتحقق بوجود العصابات المسلحة فوق أسطح المنازل، وإنه لا مكان للحديث عن العمل السياسي في الوقت الراهن .
وأكد البرهان أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مصحوبا بإخلاء الدعم السريع للأعيان المدنية (المستشفيات ومراكز الخدمة والاتصالات ومحطات الوقود والمجمعات الخدمية)، مشدداً على أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية في السودان، قائلا: نعمل على إعادة هيكلة عمل القوات المسلحة لتتمكن من القضاء على الدعم السريع .
اما ميدانياً فقد وقع انفجار عنيف هز وسط الخرطوم خلال غارات على مواقع قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري، شنها الطيران التابع لسلاح الجو السوداني يوم الاثنين الماضي، وتصاعدت ألسنة اللهب بكثافة وسط العاصمة الخرطوم.
وعلى الرغم من الهدنة التي من المفترض أن تكون مستمرة بالتزامن مع مواصلة المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، تجددت الاشتباكات في الخرطوم، إذ بعد هدوء حذر ساد في الصباح، تصاعدت أعمدة الدخان عصرا في سماء الخرطوم، فيما تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، لاسيما وسط العاصمة.
كما سمع دوي انفجارات عنيفة متكررة، وسط تحليق كثيف للطيران في محيط القصر الجمهوري.
وأسفرت المعارك المستمرة منذ 22 يوما عن سقوط 700 قتيل وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها "أيه سي إل إي دي"، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة، وسط تحذيرات للأمم المتحدة من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.