تفاصيل الخبر

الأسد والسوداني: سوريا والعراق تواجهان تحديات سرقة المياه العذبة وتهريب المخدرات والإرهاب

19/07/2023
الأسد والسوداني: سوريا والعراق تواجهان تحديات سرقة المياه العذبة وتهريب المخدرات والإرهاب

الرئيس بشار الأسد خلال المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

 

اكد الرئيس السوري بشار الأسد في مؤتمر صحافي يوم الاحد الماضي  عقب محادثاته مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في دمشق  ، إن سوريا والعراق يواجهان تحديات مثل الإرهاب وسرقة المياه العذبة وتهريب المخدرات.، وقال  :  هناك تحديات نواجهها بشكل مباشر وبشكل خاص وفي مقدمتها تحدي الإرهاب والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، هذا الإرهاب الذي نراه ناشطاً وقابلاً للحياة لا يموت بفعل الإمداد الدولي وتحديداً الغربي وكلنا نعرف ماذا تعني كلمة غربي، لأنه الأداة الغربية من أجل ضرب الدول التي تتمسك باستقلالها وبقرارها المستقل وبمصالحها الوطنية، يضاف إلى ذلك أن بعض دول الجوار تورّطت بشكل مباشر في دعم هذا الإرهاب إمّا لأسباب توسعية أو لأسباب عقائدية متخلفة كما نعرف، بالإضافة للتحدي الأكبر وهو سرقة حصّة سوريا والعراق من مياه نهر الفرات وما يعنيه ذلك من عطش ومن جوع بسبب الوضع الكارثي للمحاصيل ومن انتشار للأمراض وتفشٍ للأوبئة والجائحات، يضاف لهذه التحديات تحديات التعدّي على العرب بكل معاني التعدّي في فلسطين، في الأقصى، التعدّي على المقدسات، وغيرها من الأشياء التي تواجهنا كدول عربية، بالإضافة لموضوع المخدرات وهي الآفة الأخطر الآن التي تواجه الدول ولا تختلف عن الإرهاب، فهي قادرة على تدمير المجتمع بنفس الطريقة التي يفعل الإرهاب فعله في أي مجتمع .

وأشار الاسد إلى أن عددا من دول الجوار  متورطة بشكل مباشر في دعم الإرهاب لأسباب أيديولوجية أو توسعية، وقال: كلنا يعلم أن التطورات الإيجابية الأخيرة لم ترق لصناع الفوضى الدوليين وتحركوا فوراً وبسرعة من أجل إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف، وهذا ما يستدعي المزيد من التعاون بين دولنا ثنائياً أو جماعياً عبر التجمعات الإقليمية أو عبر جامعة الدول العربية من أجل الحفاظ على ما تم تحقيقه وتطويره لاحقاً  ،وطبعاً مررنا على النقاط بشكل سريع.،  ولأننا لم ننهِ المحادثات سوف نتابع بعد اللقاء الإعلامي، ولكن لا نريد أن نتأخر عن موعد المؤتمر الصحافي، كذلك موضوع العلاقات الاقتصادية البينية ستكون هي المحور الذي سنتابعه لاحقا، معتبراً ان الخطوات العملية الممكنة لتحقيق تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل ينعكس بالفائدة على البلدين، ويخفف من تداعيات الحصار الظالم على سوريا ، كاشفاً ان  النقاط التي نوقشت والأفكار التي طرحت ستُتابع من قبل المؤسسات المعنية في البلدين من أجل إنضاجها وتطويرها وتحويلها إلى خطوات قابلة للتنفيذ لاحقاً، وقال: هناك الكثير من النقاط والمقترحات والأفكار التي أستطيع أن أصفها بأنها واعدة، ولكننا لن نتحدث عنها بالتفصيل اليوم حتى تصبح جاهزة للتطبيق أو ربما قيد التطبيق.

ورحّب الأسد بزيارة السوداني ، وقال ، وأنا انها سوف تشكل نقلة ليست فقط نوعية بل فعلية وعملية وحقيقية في إطار العلاقات الأخوية  التي لم يسمح لها أو ربما لم تسمح لها الظروف أو ربما لم نسمح لها في البلدين على مدى العقود منذ الاستقلال أن تنطلق ، معتبراً ان هذه فرصة لإطلاق هذه العلاقات بشكل جدّي وبشكل فعلي خاصة أنها تأتي بالرغم من كل هذه الصورة السوداوية التي نراها في العالم، وهي تأتي في ظل تحسن الأوضاع العربية من جانب ، وفي ظل استعادة العراق لدوره العربي والإقليمي الفعّال،وهذا هو الحال الطبيعي طبعاً للعراق ولسوريا ولغيرها،  وهذا هو حال الشعوب العريقة التي إذا تعثرت فهي تنهض من جديد وترسم مستقبلها بأيدي أبنائها ان تفرض حضورها وتثبت هويتها، معتبراً ان هويّة العراق ستبقى هوية عربية أصيلة، متمنياً للشعب العراقي كل التقدم والازدهار والمزيد من الاستقرار .

بدوره تقدم السوداني  بوافر الشكر والامتنان للاسد على هذه الدعوة  وشكرحسن الاستقبال وكرم الضيافة،  موضحاً ان العراق وسوريا بلدان مترابطان تاريخياً واجتماعياً وجغرافياً، فبالإضافة إلى روابط الدم والقيم المشتركة والتواصل الاقتصادي والثقافي، يعزّز ذلك المواقف الوطنية والإنسانية المتبادلة التي تنبع من هذه الوشائج، وقال: بالتأكيد الأمن والاستقرار بين البلدين هما عاملان يدفعان نحو المزيد من الترابط والتعاون والتنسيق لمواجهة كل المخططات والتحديات التي تضر بشعبينا الشقيقين. فخامة الرئيس ، مؤكداً ان موقف العراق الداعم لوحدة الأراضي السورية وبسط يد الدولة السورية والقانون على أقاليمها وكامل أراضيها هو موقف قانوني ومبدئي، بل هو مسألة تعني الأمن القومي العراقي أولاً، وأي جيب خارج عن السيطرة ويأوي المجاميع الإرهابية والتخريبية هو بقعة مرشحة لتهديد العراق والمنطقة والعالم بأسره، ومشيؤراً الى ان مفتاح أمن المنطقة والاستقرار هو مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية ذات الجذر الاقتصادي، وربط الشعوب الشقيقة والصديقة بشراكات ومصالح، والاستثمار في مستقبل الشباب .

وأضاف  السوداني:  عمل العراق جاهداً على عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي ومقعدها في الجامعة العربية، ونعمل مع كل الدول والقوى الداعمة للاستقرار على تعافي سوريا اقتصادياً ومعالجة آثار الحرب وهو موقف أخوي لا نُجزى عنه بل هو من صلب مصلحة العراق ودواعي أمن المنطقة، ولا مجال لترك سوريا تواجه المخاطر لوحدها، فالأمر سيرتد سلباً على العراق والمنطقة، ولله الحمد الإرهاب انحسر في العراق وهُزم وصار مطارداً في الصحارى والكهوف، لأن لدينا قوات مسلحة وقفت بحزم إزاء هذا التهديد، فالإرهاب لم يتخل عن فكره الهمجي إنما هزمناه بإرادة شعبنا، هذه حقيقة يتعيّن أن يدركها من دعم الإرهاب في الماضي أو يفكر في دعمه مستقبلاً، وأستثمر هذه الفرصة لأسجل أسمى آيات الاعتزاز بموقف الشعب السوري وقيادته السياسية في التصدي لأعتى هجمة إرهابية، وكان موقف أشقائكم في العراق في خندق المواجهة واختلاط الدم العراقي والسوري هو أوضح صورة لشكل العلاقة بين الشعبين الشقيقين، معتبراً ان هناك تحديات مشتركة عديدة نعمل على مواجهتها واليوم زيارتنا هي للحديث في كل المجالات وتعزيز العلاقة والآفاق التي نرى من الأهمية بمكان تطويرها، والتحديات الأمنية هي بالتأكيد الشغل الشاغل، يجب علينا أن نحافظ على أمن واستقرار بلدينا الشقيقين، ونحتاج إلى مزيد من التنسيق على مستوى الأجهزة الأمنية وخصوصاً في المناطق الحدودية.

 واكد السوداني ان العراق يدعم الإجراءات الرامية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا بما يحقق مصالح الشعب السوري وضمان استمرار وصول وإدخال المساعدات والاحتياجات الضرورية إلى جميع فئات الشعب السوري وبالشكل الذي يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية ونقص وشح المتطلبات المعيشية الأساسية، وقال ان استمرار مظلمة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال الإسرائيلي يمثل سبباً آخر لهز الأمن واستدامة الأزمات، لذلك نؤكد مجدداً موقفنا الثابت الرافض لأي احتلال إسرائيلي للأراضي العربية أينما كانت، ونؤكد وقوفنا مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية على أرضه التاريخية، وهو حق إنساني وأخلاقي قبل أن يكون موقفاً سياسياً، كما نرفض كل الاعتداءات للعدوان الإسرائيلي ضد سوريا ولبنان… المقدسات الإسلامية هي بوابة للوحدة الجامعة وعامل مقوٍ للترابط الاجتماعي القيمي بين شعوب المنطقة، لذلك نؤكد موقف العراق الرافض لأي إساءة لها ونجدّد استنكارنا لفعلة حرق المصحف الشريف لما يمثله من تعدٍ واضح على المسلمين جميعاً وعلى قيم التعايش وقبول الآخر .

وختم السوداني: بالقول   منهجية الحكومة العراقية منذ أن تشرفنا بترؤس هذه الحكومة هي إقامة العلاقات المتوازنة مع الجميع وخلق الشراكات الاقتصادية، والعراق اليوم يمد يد المساعدة والتعاون والصداقة والشراكة المتكافئة لجميع الأصدقاء والأشقاء، والأبواب مفتوحة نحو تبادل الاستثمار.. طرحنا مشروعاً واعداً هو مشروع طريق التنمية وهو فرصة للاستثمار بين كل دول المنطقة بما يعود بالفائدة على شعوبنا .