تفاصيل الخبر

40 بالمئة من النساء يصبن بالليفة في الرحم!

11/10/2019
40 بالمئة من النساء يصبن بالليفة في الرحم!

40 بالمئة من النساء يصبن بالليفة في الرحم!

 

الدكتور أنطوان أبو موسى: يتوجب اجراء عملية استئصال الليفة عند ظهور العوارض مثل النزيف الشديد خلال الدورة الشهرية وكبر حجمها أكثر من 10 سنتمترات!

بقلم وردية بطرس

الليفة في الرحم هي نوع من الأورام الحميدة التي تنمو معتمدة على الألياف العضلية في الرحم. وتنمو الليفة بسبب تأثير عوامل عدة وخصوصاً هرمون <الاستروجين> وهرمون النمو، وتتجلى هذه الألياف على شكل ورم ثابت شديد الصلابة بأحجام مختلفة. والأورام الليفية الرحمية الصغيرة التي لا ترافقها اية عوارض لا تحتاج الى اي علاج، ولكن في المقابل اذا اقترنت هذه الألياف الرحمية بأية عوارض فمن الضروري معالجتها، وتختلف هذه العلاجات وفقاً لسن المرأة ورغبتها في الحمل... ويجب التنويه الى ان الأورام الليفية الرحمية هي نمو غير سرطاني في الرحم، غالباً ما يظهر أثناء سنوات الانجاب. ولا ترتبط الأورام الليفية الرحمية بزيادة خطر الاصابة بسرطان الرحم ولا تتطور أبدأ الى سرطان. وعادة ما تنمو ألياف الرحم في جدار الرحم، ولكن عموماً فان هناك ثلاثة أنواع لألياف الرحم تبعاً لمنطقة نشأتها في الرحم: أورام ليفية في تجويف الرحم. أورام ليفية في جدار الرحم. أورام ليفية خارج الرحم.

والعديد من النساء يصبن بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن، لكن معظم النساء لا يعرفن ان لديهن أوراماً ليفية رحمية. وبالرغم من ان الأسباب التي تقف وراء تليف الرحم لا زالت مجهولة للعلماء، الا ان بعض الدراسات والتجارب أظهرت ان هذه الأمور قد تكون أسباباً محتملة: الجينات والوراثة. وخلل معين في انتاج هرمونات <البروجسترون> و<الاستروجين>. وعوامل تحفز نمو الكتل في الجسم او مواد وأدوية تحفز اعادة نمو الأنسجة. أما بعض العوامل التي قد تزيد من فرص الاصابة فهي: العرق اذ ان تليف الرحم أكثر انتشاراً بين النساء من أصول أفريقية. عوامل محفزة من نمط الحياة اليومي.

فما هي أسباب وعوارض الليف في الرحم؟ ومن هن الأكثر عرضة للاصابة بها؟ وماذا عن العلاجات؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في أمراض العقم والتقنيات المساعدة للحمل وأستاذ الجراحة النسائية والتوليد الدكتور انطوان ابو موسى، ونسأله عن أنواع الليف فيقول:

- هناك ثلاثة أنواع أساسية: النوع الأول موجود داخل بطانة الرحم، وهذا النوع هو من أكثر الأنواع التي تسبب المشاكل لأنه موجود بداخل بطانة الرحم حيث مكان الدورة الشهرية وفي أغلب الأوقات يتم ازالة هذا النوع من الليف بواسطة منظار الرحم. النوع الثاني هو: الليف الخارجية الموجودة على الرحم ولكنها ملتصقة بالرحم وليست موجودة بجدار الرحم. والنوع الثالث هو الموجود بجدار الرحم.

ــ وهل هناك اسباب لحدوث الليف في الرحم؟

- أولاً الليفة هي عبارة عن تكتل عضلي يحدث في الرحم، وسبب حدوث الليف غير معروف حتى الآن، اذ ليس هناك سبب واضح ولكن ما نعرفه اننا نراها عند سيدات قد توارثنها من أمهاتهن او من أفراد العائلة وبالتالي هن معرضات أكثر من غيرهن ليحدث معهن ليف. وطبعاً بعض النساء ذوات البشرة السوداء في أميركا لديهن استعداد أكثر لحدوث الليف من النساء ذوات البشرة البيضاء... وكما ذكرت ربما السبب الرئيسي غير معروف ولكن تكتل العضلة الذي يحدث في الرحم مشكلته الأساسية انه يسبب نزيفاً خلال الدورة الشهرية اذ تزداد كمية الدم، ولكن ليس بالضرورة ان كل سيدة تحدث معها ليفة ان ينتهي الأمر بها الى استئصال الرحم، وقد أصبحنا اليوم أكثر تحفظاً قدر الامكان في ما يتعلق بالعمليات، بمعنى اذا وجدنا ان حجم الليفة 4 او 5 سنتمترات ولا تسبب للمرأة اي مشكلة اي ليس هناك نزيف ولا ضغط ولا وجع عندها نقدر ان نترك الأمر ولكننا نراقب الليفة.

 

العوارض والتشخيص!

ــ وما هي العوارض؟

- العوارض الأساسية هي النزيف اي نزيف شديد خصوصاً خلال الدورة الشهرية، وممكن ان تسبب ألماً في البطن اي يكون الوجع مستمراً ويسبب ثقلاً في البطن وتشعر السيدة بنفخة في البطن. واذا كان حجم الليفة ومكان الليفة يؤثران على المبولة اي يسببان ضغطاً على المبولة فتضطر المرأة ان تدخل الى الحمام مرات عديدة في اليوم، وممكن ان يحدث اكتام عند المرأة اذا كانت الليفة في الجدار الأسفل للرحم اذ تضغط على المصران، ولكن اكثر ما يجعل المرأة تشعر بأن هناك خطباً ما عندما تصبح الدورة الشهرية شديدة سواء من حيث كمية الدم او مدة الأيام او انها تشعر بنفخة زائدة في البطن وعندها تقصد الطبيب لمعرفة السبب.

ــ وبأي عمر تُصاب المرأة بالليف؟

- يجب الاشارة هنا الى ان الليف لا تحدث بسن صغير اي أغلب السيدات اللواتي يصبن بالليف هن ما فوق سن الثلاثين والخامسة والثلاثين والأغلب في الأربعين. ونعرف في الوقت نفسه انه بعد العادة الشهرية لا تكبر الليفة لأنها تتغذى من الهرمونات التي يفرزها الجسم اي <الاستروجين> و<البروجسترون> فهذه تغذي الليفة وتجعلها تكبر، وبالتالي بعد انقطاع العادة الشهرية <الاستروجين> الذي يغذي الليفة لا يعود موجوداً، وعندها تصغر الليفة رويداً رويداً لوحدها وطبعاً ذلك على مدى سنوات لتصل الى مرحلة لا تعود موجودة في الرحم... وكما ذكرت ان السيدات اللواتي لديهن ليف وهن بسن صغير وليس لديهن اي مشكلة فليس هناك ضرورة أبداً لإجراء العملية، اذ تُجرى العملية اذا كانت هناك اي عوارض لليفة أهمها اذا كان هناك نزيف، او اذا كان حجمها كبيراً اي اكثر من 10 سنتمترات وتضغط على البطن وتؤدي لنفخة في البطن وازعاج في البطن، او انها تكبر بشكل سريع، فكل هذه الأمور تجعلنا نفكر باستئصال الليفة وعدا عن ذلك نقدر ان نراقبها. ونادراً ما يحدث ذلك عند الصبايا بسن صغير لأن الليفة تحتاج لسنوات لتكبر وتبدأ العوارض.

ــ وهل نسبة حدوث الليفة ازدادت أكثر عما كانت في السابق؟ وماذا عن التشخيص؟

- يتم التشخيص في وقتنا هذا أكثر من الماضي، لأن كل السيدات اللواتي يأتينا لاجراء الفحوصات وحتى الفحص السنوي نخضعهن للصورة الصوتية، وبالتالي هذه الصور الصوتية التي نجريها لكل السيدات الى جانب الفحص السنوي نقدر من خلالها ان نكشف الليف الموجودة بغض النظر عن حجمها حتى لو كان سنتمترين اذ نكشفها بالصورة الصوتية. وبالتالي لا اعتقد ان النسبة زادت ولكن التشخيص يتم أكثر من الماضي... ويتم التشخيص في أغلب الأوقات عبر الفحص النسائي، ولكن التشخيص الأدق هو عبر الصورة الصوتية اذ انه بواسطة فحص الصورة الصوتية يتم تحديد حجم الليفة ومكان الليفة وعدد الليف الموجودة بشكل واضح. واذا اضطرنا لإجراء صور أكثر نقوم بفحص الصورة المغناطيسية لأنه بواسطتها يتم تحديد العدد بدقة أكثر خصوصاً قبل العملية الجراحية.

ــ واذا لم تخضع السيدة لعملية استئصال الليف فماذا يحدث؟

- هناك بعض العلاجات وهي علاجات طبية لليف وهي ليست جراحية، ولكن لا تقدر السيدة ان تأخذ هذه العلاجات لفترة طويلة لأن لدى تلك العلاجات عوارض جانبية تزعج السيدة، وبالتالي لا تقدر ان تأخذها لسنوات، لأنه كما ذكرت انه اذا اكتشفنا ان لدى السيدة بعمر 35 سنة ليفة وتسبب لها النزيف وهي على الأقل تحتاج لـ15 سنة لكي تنقطع عندها العادة الشهرية وطبعاً لا تقدر ان تعيش مع نزيف متواصل لأن النزيف يسبب فقر الدم وأيضاً التعب، وبالتالي السيدات اللواتي لا يردن اجراء العملية لأي سبب فممكن عندئذٍ ان يتم اللجوء لعلاج طبي لليف ولكن علاجها محدود واستعمالها لفترة محدودة ولا تغني عن العملية بالمطلق، بل تؤجل العملية قليلاً الى ان تقتنع السيدة او ان ظروفها تسمح لها باجراء العملية الجراحية.

ــ ولماذا يُستحسن استئصال الرحم مع الليف؟

- بالمبدأ عملية استئصال الليف تُجرى بدون استئصال الرحم، ولكن أحياناً الطبيب والمريضة يقرران ازالة الرحم مع الليف، ففي حالتين او ثلاث حالات يستدعي ذلك ومنها: السن، مثلاً اذا أصبحت السيدة في الخامسة والأربعين سنة وما فوق، ولا تعود بحاجة الى الرحم لأن وظيفة الرحم هي فقط للانجاب، اذاً لا تعود له اي وظيفة، وبالتالي الأفضل ويمكن الأسهل للمريضة ان يُستأصل الرحم. فاستئصال الرحم لا يعاود الليف بعد العملية، وان عملية استئصال الرحم وعملية استئصال الليفة تسببان الوجع نفسه تقريباً، اي ليس هناك مشاكل اضافية للمرأة اذا تم استئصال الرحم لديها، اذ نعلم ان استئصال الرحم ليس لديه اي تأثير على جسم المرأة وعلى صحة المرأة وعلى نفسيتها. اذاً استئصال الرحم لا يؤثر على اي شيء بما يتعلق بالمرأة اذ تكمل حياتها الجنسية ولا يتغير شيء في جسمها. وبالتالي اذا تجاوزت المرأة سن 45 او حتى لو كانت في سن 40 او 41 وتعتبر انها انجبت أولادها ولم تعد بحاجة لانجاب المزيد من الأولاد عندها تقرر ان لا مشكلة لديها بأن تخضع لعملية استئصال الرحم، ولكن ليس بالضرورة ان يُستأصل الرحم بوجود الليف، لأننا نقدر ان نستأصل الليف من دون ازالة الرحم، ولكن عندما تتجاوز المرأة سن 45 او يكون عدد الليف لديها كثيراً عندئذٍ من الصعب استئصال الليف وبالتالي استئصال الرحم يكون أفضل للمرأة.

ــ وماذا يحدث اذا لم يتم استئصال الرحم؟ وماذا عن طرق استئصاله؟

- اذا لم نستأصل الرحم عندها نجري العملية ونزيل فقط الليف الموجودة، وفي أغلب الأوقات نقدر ان نستأصل الليف كلها بدون اي مشكلة. وتتم العملية عبر طريقتين: الطريقة الأمثل والأجدى هي عبر المنظار ولكن لديها شروط لاجرائها. طبعاً يجب ان يقوم بذلك طبيب متخصص في عملية المنظار. ثانياً عدد وحجم الليف: فاذا كان حجم الليفة أقل من 14 سنتمتراً نستطيع ازالتها بالمنظار. وأيضاً عدد الليف يجب ألا يتعدى ربما 5 او 6 ليف، واستئصالها بالمنظار أسهل او أحسن للمريضة لأن الشفاء بعد العملية يكون طبعاً أسهل وأسرع وأحسن وأقل وجعاً. العملية الثانية تكون عبر استئصال الليف من خلال عملية جراحية بفتح البطن اذ يستأصل الطبيب الليف بالطريقة التقليدية.

ــ وهل ممكن ان تتحول الليف الى مرض خبيث؟

- هذه من الأسباب التي تجعل السيدات يقصدن الطبيب لاجراء العملية خوفاً من تحولها الى مرض خبيث، ولكن نحن نعلم السيدات ان احتمال ان تتحول الليفة الى أي مرض خبيث هو احتمال قليل جداً، اي بحسب الدراسات ان نسبة تحول الليف الى مرض خبيث هي من 1 / 1000 او من 1 / 3000، وبالتالي احتمال تحول الليفة الى مرض خبيث هو احتمال قليل، فنحن لا نجري العملية خوفاً من ان تتحول الليفة الى مرض خبيث ، بل نجريها للأسباب التي ذكرتها في سياق الحديث، ومنها النزيف الشديد خلال الدورة الشهرية والنفخة والوجع في البطن، وليس خوفاً من اي مرض.

ــ وهل من نصائح او ارشادات؟

- طبعاً على المرأة ان تخضع للفحص السنوي سنوياً ولا تؤجل ولا مرة. واذا حصل لديها اي تغيير في الدورة الشهرية وخصوصاً من ناحية كمية الدم بحيث تكون أكثر من المتوقع خلال الدورة الشهرية، ففي هذه الحالة يجب ان تستشير الطبيب ليتأكد من سبب هذا النزيف. وثانياً حتى لو تم تشخيص وجود الليف فليس بالضرورة ان نجري العملية الجراحية بل نقدر ان نراقب بقسم كبير منها. ونسبة الليف هي نسبة كبيرة موجودة عند السيدات، اذ تفيد الدراسات انه تقريباً 40 بالمئة من السيدات لديهن الليف، وعندما نقول 40 بالمئة فهذه ليست نسبة قليلة وهنا نقصد كل الأنواع وكل الأحجام. ونقول للسيدات الا يشعرن بالخوف فاذا كان لديهن الليف فليس معنى ذلك ان هناك مرضاً خبيثاً ضمن الليفة، اذ ان أول سؤال تطرحه المريضة: اذا لم يتم استئصال الليف هل ممكن ان تتحول الى مرض خبيث؟ ونجيبها ان احتمال حدوث ذلك قليل كما ذكرت تقريباً بين 1 من أصل 1000 او 1 من أصل 3000 ولا نجري العملية لأنها تخاف من الليفة، فالسيدات اللواتي يكون لديهن خوف من ان يكون هناك مرض خبيث ضمن الليفة هن السيدات اللواتي تكبر الليف لديهن بشكل سريع، او ان السيدة تكون قد وصلت الى مرحلة انقطاع العادة الشهرية، وكما ذكرت ان الليفة لا يجب ان تكبر بل على العكس يجب ان تصغر، فاذا كبرت الليفة بعد انقطاع العادة الشهرية، عندها علينا ان نفكر بوجود مرض خبيث في الليفة ويجب حينئذٍ استئصالها بسرعة.