تفاصيل الخبر

36 عـامــــــاً مــن الايـجـابـيــــــــة والـتـمـيـــــــز!

09/03/2018
36 عـامــــــاً مــن الايـجـابـيــــــــة والـتـمـيـــــــز!

36 عـامــــــاً مــن الايـجـابـيــــــــة والـتـمـيـــــــز!

بقلم النقيب عوني الكعكي

wael00043

اتاح لي الزميل الأخ الحبيب الصديق وليد عوض المجال لأن أُعبّر عن محبتي وتقديري من خلال المشاركة في كتابة الصفحة الأخيرة من مجلة <الأفكار> لمناسبة مرور 36 عاماً على صدور هذه المجلة التي أحب وأفتخر بها وبصاحبها.

تعرفت على أخي وصديقي الأستاذ وليد عوض في نقابة الصحافة منذ أيام المغفور له النقيب رياض طه، وكان دائماً يطلب مني ويشجعني ويقول لي: لازم تعمل نقيب صحافة.. وفي كل مرة كان جوابي: ما عندي وقت.. أنا مشغول بتأسيس المجلات والمطابع، وعندما أنتهي من إنشائها كما يجب أن تكون وقد بات لديها الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي يكون بعدها لكل حادث حديث.

في آخر جلسات نقابة الصحافة عام 2015 قال لي في حضور النقيب المرحوم محمد البعلبكي: شوف يا عوني.. النقابة كمبنى آيلة الى السقوط، كما النقابة بدورها آيلة الى السقوط، وهي بحاجة الى دعم جديد.. وأضاف: سر وأنا معك.

نعود الى المناسبة العزيزة على قلبي لأتحدث عن مجلة أحبها وعن نمط أصبح نادراً في الصحافة اللبنانية وفي الصحافة العالمية. إنّ مَن يعرف الأستاذ الكبير وليد عوض، فعندما يقرأ مجلة <الأفكار> يجد مفاهيم الأستاذ وليد وآراءه الوطنية والانسانية في كل عنوان وصورة ومقال يكتبه بأسلوبه المميز... فيشعر وكأنه في جلسة مع وليد، فهذه المجلة تنطق بمزاياه.

وإن ما يزيد من احترامي وتقديري ومحبتي واعجابي بالأستاذ وليد عوض انه صنع نفسه بنفسه. لقد بدأ الصحافة من الصفر، عمل في مجلات وصحف عديدة الى أن قرر أن يصدر مجلة <الأفكار> عام 1982 في عز الاجتياح الاسرائيلي للبنان بما يشبه القفز في المجهول والمغامرة غير المحسوبة العواقب، لكن إيمانه بنفسه وبوطنه جعله يكمل الطريق ولا يأبه للعواصف، وخاض هذه التجربة بشغف وباخلاص وبصدقية.. الى ان وصلت في فترة قصيرة جداً لتكون في الطليعة بين أهم المجلات العربية نتيجة عقلانية صاحبها الأستاذ وليد وسمو أفكاره، بعدما نذر نفسه لقول الحق وتمسك بنزاهة الفكر وطهارة الرأي، واعتبر ان الكلمة هي الأصل والبداية <وفي البدء كانت الكلمة>، وان الصحافة هي السلطة الرابعة وقد اقترن اسمه بها واقترن اسمها به وباتا توأمين لا ينفصلان.

والأستاذ وليد عوض ظاهرة في عالم الصحافة حيث لم يكن صوته في يوم من الأيام  خارج الاعتدال بل دائماً ما كان يبحث عـــن الايجابيــــات ويبتعــــد عـــن السلبيات.