نسبة المشاهدة المرتفعة لمسلسل <عشق النساء> على شاشتي <المؤسسة اللبنانية للارسال انترناسيونال> و<الحياة> المصرية تؤكد مرة جديدة ان الدراما اللبنانية على السكة الصحيحة، وان منى طايع التي خسرها قطاع التمثيل وكان آخرها مشاهد في فيلم <غدي> من كتابة جورج خباز وإخراج أمين درة ربحها قطاع النص المحكم البناء والشخصيات الواقعية التي تفوقت في أكثر من عمل مؤخراًَ بينها <وأشرقت الشمس>، وصولاً الى <عشق النساء> الذي كتبته قبل ثلاث سنوات.
المسلسل الدرامي الجديد المستوحاة أحداثه من قصة حقيقية دارت فصولها في تسعينيات القرن الماضي في لبنان جعلتنا نعيش ونتعاطف مع النساء وقصصهن المختلفة من عشق وخيانة وعنف وإدمان وابتزاز وحب مستتر، ثوب صداقة وعقد من الرجل وجرأة في مواجهته. ورد الخالة نادين نجيم وميس حمدان إضافة الى النجم باسل خياط، جعلونا نترقب أحداثاً يمكنها ان تكون في اي حيّ وداخل اي بيت.
<العمل اللبناني المطعم بوجوه عربية> على حد تعبير منتجه زياد شويري كان بالإمكان ان يضم وجوهاً لبنانية صرف ليكون أكثر إقناعاً. أما التطعيم الناجح فكان في إبراز مواهب لبنانية واعدة يعول عليها، بينها بنات ورد الخال الثلاث في المسلسل : نانا، سارة، وجود والتي لكل منهن حكاية.. فمن هن الممثلات الشابات؟ من اين دخلن باب التمثيل؟ ماذا يقلن في تجربتهن وإلام يطمحن من ادوار؟
<الافكار> طرحت أسئلتها على الاخوات الثلاث، وحول <عشق النساء> وأحلام الصبايا وطموحاتهن دارت الاجوبة..
لفتت الأنظار في دور <ميريام> في <أولاد البلد> المسلسل الذي سبق <عشق النساء> وهي في دور <نانا> الطبيبة النسائية اليوم تحصد الإعجاب من قبل الجميع وبشكل خاص من قبل <الرجال> الذين تعاني تجاههم من عقدة - في المسلسل طبعاً - نتيجة معاملة والدها (جهاد الاندري) لأمها (ورد الخال) ومن ثم بسبب خيانة زوجها لها وطلاقها منه بعد أشهر على الزواج.
جوي خوري وزياد شويري
جوي الآتية من عالم اللغة الفرنسية الذي درست آدابه اذ ان والدتها مدرسة لغة فرنسية تخرجت من قسم <السمعي - البصري> في معهد الكفاءات حيث أستاذها عميد الفرع الكاتب شكري أنيس فاخوري نصح أساتذتها بتعريفها الى المنتجين لانها تملك الموهبة.
- أنتظر الادوار الصعبة والمركبة حتى لو انها تطلبت ماكياجاً أبدو معه قبيحة أو كبيرة في السن أو مريضة. حتى المشاهد الجريئة فإنني لن أتوانى عن تقديمها إن وجدت فيها ما يخدم الدور فعلاً ولا يمكن لهذا ان يفهم من دونها. أهلي يعرفون شخصيتي جيداً، وأمي وإن كانت مشجعة لي منذ البداية في امتهان ما أحبه، فإن والدي الذي احترم اختياري فيما بعد سعيد بنجاحي.تقول جوي لـ<الأفكار> إن المنتج زياد شويري اختارها لدور <نانا> بعد أن رشحت له أسماء عدة. فهذا الدور حمل اليها الجديد وقد حمّسها جداً لأنه مركب، فيه طلعات ونزلات وتغييرات نفسية وعدم استقرار، والشخصية في تحول مستمر مما يبعدها عن الصورة النمطية للفتاة الجميلة والناعمة والمحبوبة، وهذا ما سنلاحظه مع تطور دورها اذ بدأت ملامحه تتضح حين طلبت هي نفسها يد البروفيسور أحمد (طوني عيسى) للزواج بها.
جوي درست الأدب الفرنسي كشهادة تحميها وقد تساعدها في تحقيق حلمها: <أحلم بتأليف كتاب يوماً ما>. أما الإخراج فهو حلم مؤجل الآن ستسعى الى تحقيقه لاحقاً، وربما تدخل فيه مجال <الفيديو كليب>. ورداً عن سؤالنا قالت إنها لو تولّت إخراج <عشق النساء> بدلاًَ عن فيليب أسمر، لكانت اختلفت كلياً في مقاربته إذ لكل مخرج نظرته مع تحيتها الكبيرة للعمل الرائع الذي قام به فيليب والذي نجح بإيصاله للجمهور، مضيفة: <لكنت ربما قصرت من طول بعض المشاهد>.
في <عشق النساء> فاجأتها سهولة التعامل مع الممثلة ورد الخال، كذلك فاجأها الممثل وسام حنا بأدائه المميز، أما طوني عيسى، فهي أضحت معتادة على براعة أدائه.
عملت جوي كمديرة لقسم اختيار الوجوه الجديدة للتمثيل في شركة <شويري>، وهي وإن كان البعض يعتقد أنها تتناقض مع وجوب إبراز نفسها لا غيرها، فقد شرحت ان هذه مهنتها وهي إن لم تبرز وجوهاً جديدة فإنها تكون كمن فشل في مهمته. وبين الأسماء التي تتوسم فيها جوي خيراً ابنة عمتها جيهان في المسلسل (عشر سنوات) فضلاً عن سارة أبي كنعان، روان طحطوح وجو صادر (يلعب دور أخيها المثلي الجنس في المسلسل) فضلاً عن ليزا الدبس في مسلسل <الاخوة>.
وعن تقديم الصحافة لهذه الوجوه على أنها بين الوجوه التمثيلية التي ستضخ دماً جديداً في الدراما مخترقة جمود الوجوه والأسماء المعروفة، تقول جوي:
- يمكنني ان اتكلم عن الآخرين إلا انني لا أستطيع الحديث عن نفسي. يمكنني الرهان عليهم.
وعن الممثل العربي الذي تأمل ببطولة معه فهي تختار النجم السوري قصي الخولي الذي لعب دور السلطان سليمان في مسلسل <سرايا عابدين>، كذلك تميز جوي مسرح جورج خباز لأن فيه خلقاً مستمراً، كذلك تسترعي انتباهها المسرحيات الجديدة بينها مؤخراً مسرحية <مجزرة> التي عرضت على مسرح <مونو> وتدعو الجميع الى مشاهدتها لتشجيع المسرح اللبناني الجميل.
بعد مسلسل <عشق النساء>، تدخل جوي في مسلسل <علاقات خاصة> من انتاج شركة <اونلاين> أيضاً، وهو يقع في ستين حلقة من كتابة نور الشيشكلي ومؤيد النابلسي وتخرجه رشا شربتجي. فيه ستلعب جوي دور <لامار> وتصفه بأنه سيشكل مفاجأة للجمهور من حيث الحالات النفسية التي تتقلب فيها الشخصية . يبدأ المسلسل من مشهد لأربعة أعراس تجري في الوقت عينه، ومن كل عرس ستتفرع قصة، وهي في مشهد زواجها من عمار شلق تكتشف ان أخته (آية طيبا) تتزوج من حبيبها (طوني عيسى) في الوقت عينه. وأحداث المسلسل كفيلة بشرح التفاصيل.
روان طحطوح.. مختصة تغذية
روان طحطوح من مدينة زحلة البقاعية رشحت لدور <جود> بعد ان أطلت عبر الشاشة في دور بسيط في مسلسل <بنات عماتي وبنتي وأنا> للكاتبة منى طايع ايضاً، والذي لعبت بطولته ورد الخال مع الممثل يورغو شلهوب.
روان مختصة تغذية تحب اختصاصها وتمارسه جنباً الى جنب مع التمثيل الذي تتمنى ان تعيش عالمه بواقعية على طريقة <خطوة.. خطوة>.
في <عشق النساء> تلعب روان دور الفتاة الشابة التي تريد ان تجرب كل شيء في الحياة حتى ملامسة اماكن الخطر كتعاطي المخدرات مثلاً: <مشاهد التحشيش> شكلت لي التحدي الأكبر في أداء الشخصية، إذ ليست مشاهد مألوفة بالنسبة لي. أنا لا أعرف شيئاً عن عالم المخدرات وتعاطيه، فكنت أستطلع آراء من حولي وأستمع الى توجيهات المخرج. أما في المشاهد الأخرى فقد ساعدني النص جداً لأنه ليس معقداً وهو منطقي ومترابط بشكل محكم.
في شخصية روان الحقيقية ما يشبه <جود> من نواحي حب الحياة والتسلية والفرح: <أنا لا أتلاقى معها في الكثير من الأمور أبرزها التطرف في تجربة كل شيء كما انني لست طائشة وأتحمل مسؤولية كبيرة عند الجد>.
الصعوبات أثناء التصوير تختصرها روان في تزامن أيامه مع امتحاناتها الجامعية النهائية:
<كنت أضطر للدرس وأنا في موقع التصوير>.
تعلمت روان الكثير من الممثلين الكبار المشاركين في المسلسل بشكل خاص من ورد الخال والنجم السوري باسل خياط. فتلقائية ورد وإحساسها العالي مهمان جداً في مشاهد القوة كما في مشاهد الضعف، كذلك عفوية باسل الذي كانت تلجأ اليه في المسلسل كأب فكانت تشعر فعلاً إنها بنت صغيرة أمامه.
تقول سارة:
- وصلني الدور عن طريق المخرج فيليب أسمر الذي تواصل معي ومدني بالنص طالباً مني انتقاء الشخصية التي أشعر بأنها تناسبني فوقع اختياري على <ساره> لأن في الدور رسالة. فهذه الصبية أمامها أشهر فقط تعيش فيها بسبب إصابتها بمرض السرطان الذي بلغ مراحله الأخيرة، هي التي كانت تعمل مع قوات الطوارئ الدولية وتنتقل من بلد الى آخر لمساعدة المحتاجين. وأصعب ما في الأمر أنها تخفي مرضها عن أمها وأخوتها.
الدور شكل تحدياً لها وهو أتعبها لأنه تزامن مع تصوير دور سهى <فتاة الليل> في مسلسل <اتهام> من بطولة ميريام فارس الذي عرضته قناة <الجديد> في رمضان الماضي عن قصة حقيقية لفتاة تسافر الى مصر للعمل في مصنع للنسيج فتفاجأ باتهامها بالدعارة وتعود لتنتقم. كذلك فقد تزامن ايضاً مع مشاهدها في مسلسل <لو> الذي لعبت فيه سارة دور<رشا> العاشقة لحبيب أختها.
تقول سارة:
وترى سارة ان دورها في <اتهام > كان الأصعب مع التنويه بأنها لم تتوقع ردة الفعل الكبيرة من قبل المشاهدين لدورها في <عشق النساء> الذي كانت تعتبره دوراً بسيطاً خاصة وأنها تطل فيه كضيفة. وعما اذا ما كان هناك من تواصل بعد المسلسل مع ميريام فارس التي وصفت سارة تمثيلها بـ<الجيد> فهي نفت ذلك إذ لكل انشغالاته.- لا أنكر ان الأدوار الثلاثة في خلال فترة 10 أشهر اتعبتني خاصة ان الحالات التي جسدتها تتطلب جهداً نفسياً كبيراً فالانتقال بينها صعب وخلع ثوب أحدها لتشخيص آخر جعلني الجأ لخالتي، وهي لحسن الحظ طبيبة نفسية ساعدتني جداً للفصل بين الشخصيات وللخروج من <الكاراكتير> الى الواقع.
سارة والتمثيل
منذ عامها الحادي عشر تهوى سارة التمثيل وتشارك به واهلها شجعوها شرط ان لا يؤثر ذلك على نفسيتها وعلى دراستها في اختصاص الصيدلة الذي اختارته وهي على قاب قوسين من التخرج فيه. «احب المجال الطبي جداً، واتمنى ان اكمل فيه.
في <عشق النساء> ساعدت سارة في بعض الاستشارات الطبية كحبوب المورفين مثلاً فهي لفتت نظر المخرج، إلا ان المدمنين لا يمكن الحصول عليهم إلا عن طريق المصل، فكان لا بد من استبدالها بدواء آخر يؤ
خذ عبر الفم. أما المشهد الذي تتصل فيه جيهان (ميس حمدان) بالطبيب لسؤاله عن عوارض الإدمان بعد ان كان ابنها المراهق يعيش معها تحت السقف عينه (هذا لم يكن مقنعاً للمشاهد عن أم تسأل او تتحرى بعد كل هذه الفترة ) فإن سارة لم تستشر به وهي لم تكن موجودة أصلاً وقت تصويره.
الى التمثيل تهوى سارة ابنة منطقة <حبالين> (فوق عمشيت) الغناء وهي لن تدعه يفلت منها، إلا انها بانتظار الظرف المناسب لتبحر فيه بدون ان يتعارض ذلك مع خطواتها مع التمثيل. كيف ومتى؟ وهل يكون ذلك عبر برنامج مثل <ديو المشاهير> او ما يشبهه؟ الاجابة ليست حاضرة إلا ان النية موجودة.
ونسأل سارة :هل تشعرين انه حان وقت البطولة الاولى لك؟
بنعم واثقة تجيب: ما من خطأ على الاطلاق ان أقف في بطولة ثانية بانتظار هذه الفرصة. انا بين الاصغر سناً بين الممثلات الموجودات على الساحة اذ انني لم أتخطّ الـ 24 عاماً والمسيرة ما زالت طويلة. البارحة وقعت على عقد لدور من انتاج <برومو سفن> (مفيد الرفاعي ستعلن عنه الشركة في مؤتمر صحافي) وهناك عمل آخر مع المنتج مروان حداد.
خمس وخمسون حلقة تتشكل منها أحداث <عشق النساء>.. النهاية التي يتكتم الجميع حولها ستكون منطقية وواقعية وغير صادمة للمشاهد. واذا كانت النهايات السعيدة منتظرة فإن الجمهور ينتظر بشوق أيضاً المسلسل الجديد لمنى طايع وهو تاريخي من 60 حلقة تعود أحداثه لفترة الانتداب وزمن الاربعينات في بيروت بين قصور المدينة وبيوت الضيع اللبنانية، وسيكون من بطولة النجم رامي عياش الذي تقول أوساطه انه تقاضى عنه مبلغ 450 الف دولار وهو أعلى أجر في تاريخ الدراما اللبنانية وسيصوره في ظرف 45 يوماً وستكون الى جانبه نجمة <الرقص مع النجوم> دانيالا رحمة في تجربتها التمثيلية الأولى.