حملت انتخابات نقابة المحامين في بيروت والتي جرت يوم الاحد الماضي مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت بفوز المرشح المستقل ملحم خلف بمزكر نقيب المحامين في بيروت بـ2341 صوتاً مقابل 1532 صوتاً لمنافسه ناصر كسبار الذي أيدته احزاب التيار الوطني والمستقبل والقوات والتقدمي الاشتراكي ما جعل الحراك الشعبي يتبنى الفوز وتنطلق الهتافات في ساحات الاعتصام لاسيما في ساحة الشهداء، ومنها <ثورة ثورة> و<هيلا هيلا هيلا هيلا هو النقيب مش حزبي يا حلو>، رغم ان خلف المستقل تماماً حصل على تأييد احزاب الكتائب، حركة <أمل>، حزب الله والقومي السوري في الدورة الثانية الخاصة بالنقيب بعدما كان لكل طرف مرشحه في الدورة الاولى لإختيار اربعة اعضاء التي تصدر فيها خلف بـ2062 صوتاً، وتلاه بيار حنا 1703 أصوات، سعد الدين الخطيب 1699 صوتاً، ناصر كسبار 1681 صوتاً، ابراهيم مسلم كعضو خامس ويبقى لسنة واحدة 1480 صوتاً، وعزيز طربيه كعضو رديف 1286 صوتاً.
ومع اعلان النتائج، أمل خلف ان يمتد مشهد العرس الذي عشناه اليوم على الوطن بكامله لتدخل الديموقراطية وتجدد نفس المؤسسات التي نريدها حماية للمواطن والناس وللحريات العامة، وقال: أمنيتي أن تعلموا أن النتائج هي نتائج بمنافسة، وأهنئ جميع من نافس وهذا سبب نجاح نقابة المحامين ونريد إعطاء نموذج للمواطن، فالنقابة إستمرارية.
كما أكد خلف في حديث اذاعي، أن هذه ولادة لبنان الجديد، ولادة للأمل وللشباب الذين يحلمون بمستقبل جديد، ويوم جديد للعمل بجدية ورصانة ومسؤولية وشفافية، إذ اننا نريد العيش في وطن يَحترم الحقوق ويضمن الحريات، مشدداً على أننا نحتاج إلى سلطة قضائية مستقلة وفاعلة غير مكبلة، يمكنها أن تؤكد لأي مواطن أنه يمكنه أن يكون لديه ثقة بالغد، مؤكداً أن نقابة المحامين ستكون رافعة للوطن وللعدالة، فالأوطان من دون عدالة تسقط، والعدالة هي حجر الزاوية لسلطة قضائية مستقلة، ومن دونها لا محاربة للفساد ولا للمساءلة.
وملحم خلف المولود في رأس بيروت عام 1962 هو من عائلة جذورها بسكنتا ونفوسها زحلة، تلقى علومه في مدرسة سيدة الجمهور، ونال اجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف في بيروت، ثم تابع دروسه في جامعة مونبيلييه الفرنسية حيث نال درجة دكتوراه في القانون بموضوع <المعلوماتية القانونية وتطبيقها في مجال قانون الارث وفق الشرع الاسلامي> الذي تعمق به في جامعة الأزهر في القاهرة.
وسُجل خلف محامياً متدرجاً في نقابة المحامين في بيروت، وتدرج في مكتب المحامي البروفيسور فايز الحاج شاهين ثم انتقل الى الجدول العام ممارساً المهنة داخل مكتبه في بيروت. وانخرط في العمل النقابي منذ انتسابه من خلال تعيينه في لجان عدة داخل النقابة ومن خلال تكليفه بمهام عدة من قبل نقيب المحامين.
وقد تميز ملحم خلف منذ شبابه بنضاله الانساني والاجتماعي والوطني، حيث أسس جمعية <فرح العطاء> وطور اعمالها في لبنان والعراق والولايات المتحدة وفرنسا وفي دول عربية واوروبية عدة والتي كانت السباقة بالاهتمام بمناطق البؤس والحرمان في لبنان لاسيما في باب التبانة وجبل محسن والعمل على بناء الجسور بين المنطقتين، رافعاً شعار <محبة، تسامح، إحترام>، كما كان من مؤسسي مبادرة <معاً حول مريم> التي افضت الى تكريس ٢٥ آذار (مارس) كيوم وطني جامع، لينتخب عام ٢٠١٥من قبل الجمعية العمومية للامم المتحدة عضواً في اللجنة الدولية للقضاء على التمييز العنصري في جنيف، وسنة ٢٠١٧، انتُخب نائباً لرئيس هذه اللجنة.
وسبق ان تطوع كمسعف في الصليب الاحمر اللبناني خلال فترة الاحداث الاليمة وعمل ضمن مجموعة الصليب الأحمر التي دخلت إلى صبرا وشاتيلا بعد المجزرة عام 1982 لإنتشال جثث الشهداء.
فـ2341 مبروك للنقيب خلف لأنه الرجل المناسب في المكان المناسب والذي يعول عليه ان يحرر النقابة من الوصايات السياسية لتكون في خدمة الانسان والقانون ورافعة الوطن والعدالة كما سبق وقال.