تفاصيل الخبر

120 ألـــــف مقاتــــــل يحاصــــــرون الموصـــــــل وفتـــوى للمرجــع السيستانــي لصالــح الحشد الشعبــي!

21/10/2016
120 ألـــــف مقاتــــــل يحاصــــــرون الموصـــــــل  وفتـــوى للمرجــع السيستانــي لصالــح الحشد الشعبــي!

120 ألـــــف مقاتــــــل يحاصــــــرون الموصـــــــل وفتـــوى للمرجــع السيستانــي لصالــح الحشد الشعبــي!

 

بقلم علي الحسيني

 

اردوغان-والخطة-ب

في ظل تصاعد حدة الحرب ضد تنظيم <داعش>، وإعطاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر الاثنين الماضي، إشارة الهجوم الشامل على الموصل لمئة وعشرين ألف مسلح، تستعر نار الخلافات على المستوى السياسي بين دول التحالف الدولي التي تعاني من التنظيم نفسه ومن التنظيم السياسي والعسكري والميداني، فها هي معركة الموصل تكشف حجم الخلافات بين جهات يجمعها عداء مُعلن للإرهاب، إلا ان الباطن يُضمر أكثر من مساعدة له بل تصل إلى حد إنقاذه من الموت، تماماً كما تفعل الولايات المتحدة الاميركية التي تمد <داعش> بالعتاد والسلاح عن طريق <الخطأ> المقصود.

 

الاستعدادات لمعركة الموصل

 

معركة تحرير مدينة الموصل للخلاص  من تنظيم <داعش> بدأت فجر الاثنين الماضي، ومع هذه الاستعدادات أعلنت عدة فصائل مشاركتها في العملية إلى جانب القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن وعلى رأس هذه الفصائل، قوات الحشد الشعبي التي اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن مشاركتها وسط رفض مطلق من معظم القوى السنية بسبب ما ارتكبته هذه الميليشيات من انتهاكات في معارك سابقة في تكريت والرمادي والفلوجة. والجدير بالذكر ايضا، هو الاعلان عن مشاركة الحشد الوطني بزعامة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، ويتألف هذا الحشد من مقاتلين من عشائر سنية. وهنا يبرز الخلاف بين كافة المشاركين. ويذكر أن مسلحي تنظيم <داعش> استولوا على الموصل، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، في مطلع عام 2014 وهي تعتبر أكبر مدينة في خلافة أعلنتها الجماعة من جانب واحد تمتد عبر الحدود من شمال العراق إلى شرق سوريا.

خلافات بين الحلف الواحد

رئيس-الوزراء-العراقي-حيدر-العبادي

ويجوز القول، إن وجهات النظر حول طبيعة الحرب المرتقبة في الموصل، قد عمقت الخلافات بين أصحاب محاربة تنظيم <داعش> بسبب الاصطفاف المناطقي والدولي وأيضاً الطائفي المتفاقم أصلاً في المنطقة، وقد ازداد هذا التأزم، مع وقوف المملكة العربية السعودية في صف الرئيس التركي <رجب طيب أردوغان> وتحذير وزير خارجيتها عادل الجبير من كوارث طائفية في حال مشاركة قوات الحشد الشعبي في معارك استعادة المدينة العراقية ذات الغالبية السنية. واحتدم السجال ايضاً بين <أردوغان> والعبادي على خلفية الانتشار التركي في قاعدة <بعشيقة> واصرار أنقره على دور في معركة الموصل، في الوقت الذي تتزامن فيه الاستعدادات للمعركة مع تعبئة طائفية كبيرة بلغت قائد عصائب أهل الحق، إحدى فصائل الحشد الشعبي الشيعية الى وصف معركة تحرير الموصل بأنها ستكون انتقاماً لمقتل الحسين.

وقبل قائد <عصائب اهل الحق>، كان <أردوغان> قد قال ان الموصل لأهل الموصل وتلعفر ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق، ويجب أن يبقى في الموصل بعد تحرير أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد. واحذر بأننا لن نسمح بأن تسبب معركة الموصل دماء وناراً. وبدوره ضم وزير خارجية السعودية عادل الجبير، صوته في أنقرة إلى موقف أردوغان، قائلاً ان ميليشيات الحشد الشعبي هي ميليشيات  طائفية منتمية لايران، وسببت مشاكل وارتكبت جرائم في اماكن مختلفة في العراق، واذا ما دخلت الموصل قد تحدث كوارث.

 

القوات المشاركة في المعركة

يشارك في عملية تحرير الموصل، الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي وفرقة الرد السريع بثلاثة الوية بقيادة اللواء سامر الحسيني والحشد الشعبي ومنظمة بدر. كما عززت قوات البشمركة وجودها الميداني في جميع المحاور المحيطة بمدينة الموصل مع اقتراب موعد انطلاق العملية المرتقبة. ومن جانبه، يسعى <أردوغان>، لطرح دخوله في المعركة من خلال القوات التركية المتمركزة في معسكر <<بعشيقة>> شمالي الموصل. لكن مشاركة القوات التركية تلقى رفضاً قاطعاً من بغداد. كما أبدى حزب العمال الكردستاني جهوزيته للمعركة بالإضافة الى بعض المليشيات الصغيرة التي لا يتجاوز مجموع عناصرها، الثلاثة الاف مقاتل. ولا بد من التذكير ايضاً، بأن أنقرة كانت طالبت باشراك ثلاثة آلاف مقاتل سني دربتهم في معسكر <بعشيقة> لمعركة الموصل الأمر الذي اعتبره العبادي بأنه يهدد بتفكيك تحالف هش أصلاً من الفصائل العراقية، وهو ما يمكن أن يشكل ضربة قوية للمعركة التي طال انتظارها.

 

نصرالله-يحذر-من-ربط-الموصل-بشرق-سوريامصالح ومواقف متضاربة

 

في كانون الاول/ ديسمبر 2015 طالب العبادي بانسحاب الجنود الاتراك الموجودين في قاعدة <بعشيقة> شمال الموصل من بلاده، لكن انقرة لم تستسغ الطلب العراقي في حينه لأن المخيم أنشيء برضا بغداد لتدريب مقاتلين لمحاربة <داعش>، وفي حينه ايضاً، كانت عملية تحرير الموصل على الأبواب، لكنها أرجئت لاحقاً بعد فشل الجيش العراقي في تقديم خطة عسكرية، لكن مع تراجع أولوية معركة الموصل، نسيت بغداد الوجود العسكري التركي في <بعشيقة>، لتعود وتثير الأمر مجدداً ولكن بحدة أكبر مع تجدد الاستعدادات للمعركة الحاسمة. ومع ذلك تصر أنقرة على أن قواتها لن تغادر وأن 63 دولة اضافة الى تركيا تشارك في التحالف ضد <داعش>، وأن قواتها تدرب جنوداً آخرين للمشاركة في العملية، كما توفر الامن لتركيا من حزب العمال الكردستاني و<داعش>.

وبحسب وسائل الاعلام التركية أن العبادي لا يخاطب <أردوغان> باسمه ولا باسم الشعب العراقي، وإنما باسم جهة تحاول ابقاء تركيا بعيدة من عملية الموصل وتريد ملء الفراغ الذي سيتركه اخراج التنظيم الارهابي من المدينة والتلميحات واضحة الى ان إيران هي التي تحرك العبادي لانها تريد المشاركة في المعركة من خلال الحشد الشعبي وبالتالي تغيير ديموغرافية الموصل، وهو ما لا توافق عليه تركيا كونه سيؤدي الى تهجير جماعي في اتجاه أراضيها ويزيد التوترات الطائفية ما يؤدي الى مواجهات جديدة ربما تتوسع الى تركيا أيضاً. من هذا المنطلق، تبدو أنقرة مصرة على البقاء في <بعشيقة>، وتعتبر هذا المقر في أهمية معركة درع الفرات التي تخوضها في شمال سوريا.

وفي المقابل، يقول مسؤولون في بغداد أن الحكومة التركية تريد استخدام المقاتلين السنة الذين دربتهم كعملاء لها لتحقيق مصالحها الخاصة في الهجوم على الموصل، بما فيها حماية التركمان في المنطقة واحتواء تطلعات الاكراد. وفي الخطط الموضوعة للموصل، يتولى مقاتلون شيعة وأكراد ضمان الأمن للبلدات والقوى والضواحي المحيطة بالموصل. ولكن مسؤولين عراقيين صاروا يدّعون اليوم، أن الميليشيات الشيعية وحلفاءها في الشرطة العراقية اصبحت تطالب بدور أكبر اذا سمحت بغداد للمقاتلين الذين تدعمهم تركيا بالانضمام الى التحالف الفضفاض.

<اردوغان> من الخطة ب

الى الخطــــــة ج

قوات-الحشد-الشعبي

ليل الجمعة الماضي، قال اردوغان ان بلاده مصممة على المشاركة ضمن قوات التحالف الدولي في معركة تحرير مدينة الموصل، من تنظيم <داعش>، وان هناك خططاً بديلة في حال رفض التحالف تلك المشاركة. واضاف: نحن مصممون على المشاركة في قوات التحالف من أجل الحفاظ على وحدة العراق، وفي حال رفض التحالف سنُفعل الخطة ب وإذا لم تنجح هذه أيضاً سننتقل إلى الخطة ج، فتركيا ليست دولة قبلية وليعلم الجميع ذلك. هناك من يطلب منا الانسحاب من معسكر <بعشيقة> شمال الموصل الذي ذهبنا إليه بدعوة منكم قاصداً الحكومة المركزية ببغداد. معذرة: فهناك أشقاؤنا التركمان والعرب والأكراد يقولون لنا تعالوا وساعدونا، والسيد العبادي طلب منّا ذلك بنفسه خلال زيارته لنا. ويُذكر في هذا المجال، ان البرلمان التركي، كان جدد تفويضه للحكومة مؤخراً، بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة من أجل التصدي لأية تهديدات محتملة قد تتعرض لها الدولة من أي تنظيمات إرهابية، وهو ما رفضته بغداد.

وبالعودة بالذاكرة الى الوراء وتحديداً الى فترة انعقاد قمة المجلس الإسلامي في اسطنبول حيث توجه <اردوغان> الى العبادي بالقول: انت لست بمستواي، كما وان  صراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك وعليك أن تلزم حدك أولاً.

الحشد الشعبي على خط النزاع

من جهته جدد الحشد الشعبي موقفه الرافض لوجود القوات التركية في العراق ومشاركتها في معركة الموصل المرتقبة ضد تنظيم الدولة، واضعاً القوات التركية وتنظيم الدولة في خانة واحدة. وقال المتحدث باسم الحشد يوسف الكلابي ان الحشد الشعبي يعتبر ما تقوم به تركيا اليوم هو عمل غير مسبوق ومن الاعمال العدائية والمخالفة للمواثيق الدولية المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة، وأضاف ان العراق له ما يريد من أنواع الرد والحشد اذا وصل الى الموصل ووجد ان القوات التركية باقية كقوة غازية سيتعامل معها كما سيتعامل مع الدواعش وسيرون منا ما يمكننا الله عليه.

 

 من هو الحشد الشعبي؟

الحشد الشعبي هي قوات شبه عسكرية عراقية مدعومة من الحكومة ومؤلفة من حوالى 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة  <داعش> على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد. وقد  تكونت نواة الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم بغالبيتهم من الشيعة وانضمت اليهم لاحقاً العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها <داعش> في محافظات وكذلك انخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين  والتركمان والأكراد، وقد بين وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بأن قوات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل بإمرة القيادات الأمنية العراقية، بدورها انتقدت المرجعية الدينية في النجف بما وصفته الحملة المسعورة ضد مقاتلي الحشد الشعبي حيث بين ممثل المرجعية الدينية النجفية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، بأن الممارسات السيئة التي يتهم بها الحشد الشعبي لا تمثل النهج العام لأن أولئك المقاتلين دفعهم حبهم للوطن للتضحية وتعريض عوائلهم للمعاناة.

 

توجيهات السيستاني

الموصل-اجمل-مدن-العالم 

يُقال بأن الحشد الشعبي خاضع لسيطرة الحكومة العراقية، ويعتبر منظومة أمنية ضمن المؤسسة الأمنية العراقية  وله ميزانية تقدر بـ60 مليون دولار أميركي من الميزانية العراقية المخصصة للعام الماضي، وقد قام المرجع الشيعي السيد علي السيستاني كونه المؤسس للحشد الشعبي عن طريق فتواه بالجهاد الكفائي، بإصدار توجيهات دينية تنظم علاقة وتعامل الحشد الشعبي مع أهالي المناطق المحررة من تنظيم <داعش> بالعراق، وتتضمن التوجيهات عشرين نقطة منها: حث منتسبي الحشد الشعبي على التعامل بالأخلاق الإسلامية وعدم التعرض للناس أو أهالي المنتمين لـ<داعش> في المناطق المحررة بأي أذى أو اضطهاد، وعدم إيذاء الكبار بالسن والأطفال والنساء وعدم قطع أي شجرة إلا أن يضطروا إلى قطعها وكذلك معاملة غير المسلمين معاملة حسنة وعدم المساس بهم وغير ذلك مما قاله في توجيهاته على صفحته الرسمية في <الإنترنت>.

تحذيرات نصر الله

كما هو الخوف الذي يُحيط الجميع بالنسبة الى المعركة المرتقبة في الموصل ومن دور تنظيم <داعش> وتمدده في المنطقة الممتدة من الحدود العراقية باتجاه الحدود السورية، كذلك الامر بالنسبة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال خلال اليوم العاشر من محرم: ان الانتصار الحقيقي هو أن تضرب <داعش> ويعتقل قادتها لا أن تفتح لهم الطريق الى سوريا لأن في ذلك خطر على العراق الذي يتجه ابناؤه الى حسم معركتهم المصيرية مع <داعش> وانتقلوا من نصر الى نصر صنعته قواتهم المسلحة وحشدهم الشعبي وقبائلهم.

وتابع: القوات العراقية تتجه نحو الموصل، والأميركيون يريدون فتح الطريق من الموصل الى المنطقة الشرقية في سوريا، أقول للأخوة العراقيين، من أجل العراق، إن تكديس <داعش> في سوريا بعد هزيمتها من العراق الى ماذا سيؤدي؟

وشرح نصر الله كلامه هذا بالقول: سوف تستغل <داعش> حضورها الأمني لتنفيذ عمليات ارهابية حيث تصل ايديها في العراق، وستجدون أنفسكم من أجل وقف هذه العمليات مضطرين للدخول الى المنطقة الشرقية في سوريا، وهذا الخداع الأميركي سيضيع انتصاركم في الموصل. أن الانتصار الحقيقي هو أن تضرب <داعش> ويعتقل قادتها ويزج بهم في السجون لا أن تفتح لهم الطريق الى سوريا لأن في ذلك خطر على العراق.

أين هو الدور الإيراني؟

ضمن تقرير اعدته بريطانيا، يشير الى أن إيران على وشك اكمال مشروعها الإستراتيجي بتأمين ممر بري يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، وأن قوات كبيرة من المليشيات الشيعية تضع اللمسات الأخيرة على خطط للتقدم بتنفيذ مشروع الممر الذي ظل في طور التبلور خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيرا إلى ان هذه المليشيات لم تُمنح دوراً في المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل، لكنها ستقطع الطريق غرب الموصل على أي قوات لتنظيم الدولة الإسلامية تحاول الهروب من المدينة إلى الرقة في سوريا.

وقال التقرير: ان الشريط البري غرب الموصل الذي ستعمل فيه المليشيات الشيعية، يُعتبر أساسياً في تحقيق الهدف الإيراني للوصول للبحر الأبيض المتوسط. وأن إيران حالياً، وبعد 12 عاماً من الصراع في العراق ومشاركتها في الحرب ضد فصائل الثوار بسوريا، أقرب من أي وقت مضى لتأمين ممر بري سيوطد أقدامها بالمنطقة ومن المحتمل أن ينقل الوجود الإيراني إلى أراض عربية أخرى. ونقلت صحيفة <الغارديان> عن مسؤول أوروبي وثيق الصلة بالتطورات في العراق وسوريا طوال الخمس سنوات الماضية، قوله ان الإيرانيين ظلوا يعملون بقوة لتنفيذ هذا المشروع، مضيفاً انهم سيستطيعون نقل القوى البشرية والإمدادات بين طهران والبحر المتوسط في أي وقت يشاءون عبر طرق آمنة يحرسها موالون لهم أو آخرون بالوكالة.

العميد-المتقاعد-امين-حطيط 

تفصيل الممر

يعبر الممر مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى العراقية التي تبعد 60 كلم شمال بغداد، وهي منطقة يختلط فيها السنة والشيعة لمئات السنين، وقد أصبحت ديالى حالياً منطقة صراع طائفي دام، ومن بعقوبة يمر الممر بالاتجاه الشمال الغربي إلى شرقاط بمحافظة صلاح الدين التي سيطر عليها الحشد الشعبي والقوات العراقية منتصف الشهر الماضي. وبعد الشرقاط يمر بتل لعفر سنجار التي استقرت فيها منذ تشرين الثاني الماضي قوات حزب العمال الكردستاني،  ومن معبر ربيعة بين العراق وسوريا يمتد الممر بجوار القامشلي وعين العرب  ثم عفرين، وجميعها تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وبعد ذلك حلب وهي أكبر نقطة بين الحدود الإيرانية مع العراق، وإلى البحر المتوسط الذي تركز فيه طهران أعلى طاقاتها حيث استقدمت له ستة آلاف عنصر من المليشيات الشيعية في العراق استعداداً للاستيلاء على الجزء الشرقي منه، وقد يتزامن تنفيذ المخطط ربما، مع الهجوم على الموصل.

 

حطيط: أميركا تريد

التقسيم

يشير الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد امين حطيط الى ان أهمية معركة تحرير الموصل تنبع من التنافر في المصالح والأهداف التي يرمي اليها الأطراف المعنيون بالمدينة ومصيرها، وهنا يمكن تبّين اتجاهين مختلفين حول المسألة: الاتجاه الأميركي والاتجاه العراقي. ففي الموقف العراقي نجد ان لدى الحكومة العراقية نية وقراراً باستعادة الموصل باعتبارها مدينة عراقية وان تحريرها واجب الحكومة والشعب. أما في الموقف الأميركي، فإن معركة الموصل ضد <داعش> لن تكون معركة بالمعنى الحقيقي للكلمة او للمصطلح، بل ستكون أسوة بما جرى في جرابلس السورية بمثابة عملية تسليم وتسلّم بين <داعش> الخاضعة في العمق لأميركا وبين قوى عسكرية أخرى نظامية أو غير نظامية خاضعة ايضاً لأميركا، ولهذا ترفض اميركا إشراك الحشد الشعبي في المعركة، لأنه لا يأتمر بأمرها.

ويختم قائلاً: ان معركة تحرير الموصل وطريقة تحريرها ستؤشر الى مصير الخطة الأميركية بدمج الميدانين العراقي والسوري، وتالياً مصير الوجود الأميركي في العراق، ومستقبل العراق وشكله، ومصير الخطة الأميركية لتقسيم العراق. وهي من هذه الناحية تطابق في أهميتها مسألة حلب التي تنظر اليها أميركا بأنها مدخل لتقسيم سورية في حين يتعامل معها معسكر الدفاع عن سورية بأنه خط الدفاع الرئيسي عن وحدة سورية. ولهذا نقول إنّ مصير المنطقة ومصير العدوان عليها يحدّد اليوم في حلب والموصل.