فازت وزيرة الخارجية البريطانية "ليز تراس"، يوم الاثنين الماضي، بمنصب زعيمة حزب المحافظين لتتولى رئاسة الحكومة الجديدة للمملكة المتحدة، خلفاً لـ"بوريس جونسون" بعدما نالت 57 في المئة من الأصوات، في حين نال منافسها وزير المال السابق "ريشي سوناك" 43 في المئة، وفق النتائج التي أعلنها "غراهام برادي" المسؤول عن تنظيم الاقتراع الداخلي.
وشكرت "تراس" رئيس الحكومة الأسبق "بوريس جونسون" على قيادته لحزب المحافظين والحكومة في ظروف صعبة، وأثنت في كلمة لها بعد إعلان فوزها بزعامة الحزب ورئاسة الحكومة، على سياسة "جونسون" تجاه الاتحاد الأوروبي وتجاه روسيا في حربها على أوكرانيا، مؤكدةً عزمها الوفاء بوعود الحزب الانتخابية، وقالت: إنني سوف أحكم بريطانيا كمحافظة، وسوف نعمل على خطة لتنمية الاقتصاد والوقوف بوجه أزمة الطاقة، كما سأقدم خطة عريضة لخفض الضرائب.
كما وعدت بايجاد حل لأزمة الطاقة والعمل على تخفيض أسعار فواتير الكهرباء وارتفاع الأسعار، والحفاظ على القطاع الصحي المجاني.
وكلفت الملكة "إليزابيث الثانية" يوم الثلاثاء الماضي "تراس" رسمياً بتشكيل الحكومة البريطانية الجديدة.
و"تراس" (47 عاماً) هي رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على "بريكست"، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد "مارغريت تاتشر" و"تيريزا ماي".
اسمها الكامل هو "ماري إليزابيث تراس"، ولدت بأكسفورد في 26 تموز (يوليو) 1975، درست في مدرسة حكومية في ليدز، وهي من أبوين يؤيدان حزب العمال، وتوجهاتهما يسارية، ودرست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أكسفورد.
انتقلت العائلة إلى اسكتلندا عندما كانت "تراس" تبلغ من العمر 4 سنوات، وذهبت إلى مدرسة ويست الابتدائية في بيزلي، رينفروشاير، ثم مدرسة راوندهاي، وهي مدرسة عامة في ليدز.
وفي سن الـ18، درست السياسة والفلسفة والاقتصاد في كلية ميرتون، أكسفورد، حيث كانت رئيسة حزب الليبراليين الديموقراطيين في جامعة أكسفورد، ومن ثم غيرت ولاءها وانضمت إلى حزب المحافظين عام 1996، وهو العام ذاته الذي تخرجت فيه وأصبحت مديرة تجارية في شركة "شل"، وعملت لاحقاً كمدير اقتصادي لشركة اتصالات "كابل ووايرليس" لتصبح محاسبة إدارية مؤهلة.
وتزوجت "تراس" من محاسب آخر، هيو أوليري، عام 2000 ولديهما ابنتان.
ودخلت السياسة بشكل احترافي عندما قدمت ترشيحها عن حزب المحافظين في جنوب غربي نورفولك في الانتخابات العامة عام 2010، وفازت بالمقعد وشغلته منذ ذلك الحين.
ومن المنتظر أن تتولى "تراس"، بصفتها زعيمة أكبر حزب في مجلس العموم، رئاسة الوزراء حتى الانتخابات العامة التالية، والتي يجب إجراؤها بحلول كانون الأول (ديسمبر) 2024.