كل الأنظار تتوجه جنوباً خوفاً من أي مواجهة محتملة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي  لاسيما بعد جملة حوادث شهدتها الحدود الجنوبية بدءاً من قيام قوات الاحتلال  بإحاطة الجزء الشمالي من بلدة الغجر السورية المحتلة بالاسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة تمهيداً لضمها الى الغجر رغم انها ارض لبنانية  حسب الخط الأزرق  ، الى الخروقات اليومية عبر عمليات التجريف في تلال كفرشوبا ومناطق حدودية اخرى  واقتلاع أشجار في خراج بلدتي ميس الجبل وحولا ،  الى اطلاق قنبلة أصيب بها 3 عناصر من حزب الله في الجانب اللبناني،  الى اطلاق قنبلتين دخانيتين على دورية للجيش اللبناني في تلال كفرشوبا ، فيما  طالبت إسرائيل بإزالة خيمتين للمراقبة نصبهما حزب  الله في مزرعة بسطرة   وبالتالي فكل هذه المخالفات والاعتداءات الاسرائيلية والخروقات  دفعت حكومة تصريف الاعمال للطلب من الأمم المتحدة التدخل وترسيم الحدود البرية مع فلسطين المحتلة.

 وقد تزامنت هذه التحركات والخروقات مع  بدء الأمم المتحدة  عقد اجتماعات   بغية التمديد لقوات" اليونفيل" قبل انتهاء ولايتها السنوية في 31 اب ( أغسطس) المقبل ، حيث طارت الى  نيويورك ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان "يوانا فرونتسكا" لرفع تقريرها متضمنا الاحاطة الدورية حول الوضع فيه الى الامين العام "انطونيو غوتيريس" تمهيدا لبحثه يوم 20 الجاري، على ان يتم في الاسبوع الاخير من آب(أغسطس ) المقبل  التجديد لقوات الطوارئ وسط تحرك لبناني لتعديل قواعد الاشتباك المعمول فيها   بموجب القرار 1701  والتي سمحت في ولاية السنة الماضية لقوات " اليونفيل" بالتحرك جنوبي الليطاني  حتى الحدود دون اذن مسبق من الجيش اللبناني  ، على اعتبار ان جملة حوادث حصلت أدت الى مواجهات بين  دوريات للطوارىء الدولية وبين الأهالي سقط خلالها قتلى ، وكانت المحطة الأخيرة  حادثة  مقتل  الجندي الايرلندي "شون روني" في كانون الأول(ديسمبر)  الماضي، حينما تم الاعتداء على دورية للكتيبة الايرلندية  في العاقبية بعدما  ضلت طريقها ودخلت  منطقة خارج اطار عملها  حتى ان القضاء اللبناني تدخل واوقف المتورطين .

والفقرة التي تضمنها قرار التجديد لقوات "اليونيفل" العام الماضي كانت نصت على أنّ  قوات" اليونيفيل" لا تحتاج إلى إذن مسبق من أيّ شخص للاضطّلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عمليّاتها بشكل مستقلّ "، فيما يريد لبنان التنسيق مع الجيش وطلب الاذن منه قبل أي تحرك ميداني تفادياً  لاي حوادث تجري .

 وفي هذا السياق ابلغ  رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي  قائد" اليونيفل" الجنرال" ارولدو لازارو "والمعنيين دوليا ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب سيرأس الوفد اللبناني الى اجتماعات نيويورك، ساعيا الى إزالة الفقرة التي تضمّنها قرار التجديد  لقوات" اليونيفل "العام الماضي حول توسيع حركتها في الجنوب، مقابل استعداد الجيش اللبناني لمواكبتها في تحركاتها مع تأمين المحروقات والبنزين له ، وقد حاولت الخارجية حشد التأييد والاتصالات مع السفارات الاجنبية المعنية في لبنان، ومن خلال السفارات اللبنانية في هذه العواصم، وبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، من أجل صدور قرار تمديد ولاية "اليونيفيل  يضمن حرية حركة" اليونيفيل" بالتنسيق مع الحكومة والجيش اللبناني، كما هو معمول به ميدانيا  وذلك من أجل نجاح مهمتها، وحفاظا  على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة، حتى انه اتفق على التعاون والتنسيق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة في حضور  ممثلين عن رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية والمغتربين وقيادتي الجيش اللبناني و"اليونيفيل" تحت عنوان "الحوار والتنسيق والتعاون القائم بين السلطات اللبنانية والامم المتحدة" وذلك من أجل البحث على مستوى  فريق العمل المشترك  في  أفضل السبل لتطبيق ولاية هذه القوات في منطقة عملها، ومعالجة الثغرات الميدانية ، الا ان كل المؤشرت تشي ان الفقرة  ذات الصلة ستبقى كما هي و سيكون التمديد مماثلاً للسنة الماضية دون أي تعديل يشمل توسع عمل "اليونفيل" ، لكن سيتم التأكيد على التعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني والحكومة  والأهالي في الجنوب ايضاً.