فجأة ودون سابق انذار طار سعر صرف الدولار الأميركي في الأسبوع الماضي وقفز من 91 الف ليرة الى 99 الف ليرة  وبات على عتبة المئة الف  لينخفض بعدها الى 93 ومن ثم يستقر عند حدود الـ 91 الف ليرة كما استمر منذ اكثر من 3 أشهر. فما الذي حصل؟ يرى المراقبون ان تلويح نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة:  وسيم منصوري وبشير يقظان وسليم شاهين وألكسندر موراديان،   بالاستقالة اذا لم يتم تعيين حاكم بديل لرياض سلامة الذي تنتهي ولايته في 31 الجاري ، هو السبب الرئيسي لجنون الدولار مضافاً  اليه الحديث عن النية  لإلغاء منصة" صيرفة"، لكن   وحدة الاعلام والعلاقات العامة في مصرف لبنان  أعلنت على الفورفي بيان، انه "بناءً للمادتين ٧٥ و٨٣ من قانون النقد والتسليف يؤكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامه ان العمل على منصة "صيرفة"  مستمر كالمعتاد على نفس القواعد المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار (مارس) 2023"، مؤكداً ان "كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها فيما يخص هذا الموضوع عارية عن الصحة". موضحا ان "مصرف لبنان مستمر بنفس السياسة بتلبية كل الطلبات التي ترد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية".

كما ان نواب الحاكم لم يستقيلوا كما كان متوقعاً يوم الاثنين الماضي ، وتهديدهم كان اشبه بهمروجة لا اكثر ولا اقل،  وكنوع من رفع الصوت لاسماع رأيهم الى الحكومة   وبغية الحصول على صلاحيات  تخولهم التحرك بحرية لادارة المصرف بعد سلامة وفق رؤيتهم ، ولحض الحكومة على الاتفاق معهم  لايجاد حلول للازمة المالية  .

وقد حضر نواب الحاكم جلسة لجنة الإدارة والعدل النيابية  وطلبوا صراحة مواكبة تشريعية لإجراءات ليست شعبية، إنما ضرورية للبدء في معالجة الأزمة، محملين سلامة مسؤولية الازمة  لانه  قام ينتفيذ  سياسات تتعارض  مع توصيات المجلس وتوجهاته. وأبلغوا اللجنة نيتهم  وقف الإنفاق مما يسمّونه الاحتياطات الإلزامية  إلا إذا صدر قانون يتيح لهم ذلك.

وفي هذا السياق أشار رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، بعد انتهاء الجلسة إلى أنه سيتقدم باقتراح قانون  لرفع السرية عن كل محاضر المجلس المركزي حتى تكون الأمور والمواقف أكثر وضوحاً وشفافية، وقال أنه سيتم التواصل مع الحكومة  حتى يحضر رئيسها ووزيرا المال والاقتصاد الجلسة المقبلة(يوم الخميس الماضي ) ، ويقدّموا هم أيضاً طرحهم للمرحلة  المقبلة، وتقدم الحكومة مقترح سياستها. فهذا شأن حكومي بامتياز ونحن كسلطة رقابية نبني حينها على الشيء مقتضاه .

 واكد  عدوان ان نواب الحاكم أبلغوا مراراً عن عدم قناعتهم بما يقوم به سلامة ولكن من دون أن يلقوا آذاناً صاغية، وهم لا يريدون أن تنتهي ولاية الحاكم بأن يطلب منهم القيام بما هم غير مقتنعين به.