اختتم المبعوث الرئاسي الفرنسي "جان ايف لودريان" لقاءاته مع المسؤولين ورؤساء الكتل والأحزاب يوم الأربعاء الماضي في زيارة استمرت ليومين طرح خلالها فكرة عقد طاولة حوار برعاية فرنسا في قصر الصنوبر(مقر السفير الفرنسي ) في بيروت في شهر أيلول ( سبتمبر) المقبل ، لتحديد البرنامج الذي يحتاجه لبنان ، وعلى أساسه تحدد مواصفات الرئيس و يتم انتخابه في دورات متتالية دون مقاطعة من أي طرف ، وذلك في محاولة اخيرة لإنقاذ لبنان من ازمة الشغور الرئاسي التي تدخل شهرها العاشر في أواخر الجاري دون ان يلوح في الأفق أي إمكانية لتفاهم الأطراف اللبنانية على انتخاب رئيس ، خاصة مع تمسك كل فريق بشروطه وعدم تنازله قيد انملة عن مرشحه .
وقد جال " لودريان " خلال يومين على المسؤولين ورؤساء الكتل والأحزاب ، وكانت محطته الأولى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة البيروتية ، التقى خلالها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وصف اللقاء بالجيد ، وقال : يمكننا القول أن كوة في جدار الملف الرئاسي قد فتحت، كاشفاً ان" لودريان" وضعه في أجواء اجتماع اللجنة الخماسية من أجل لبنان في الدوحة، واستنتج بري من خلال هذا اللقاء أنّ خرقًا قد حصل في الملف الرئاسي.
وبعدها التقى" لودريان في" قصر الصنوبر تباعا رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط الذي أبلغه تمسكه بـ3 ثوابت أساسية: التوافق الداخلي، مرشح تسوية وحوار من دون شروط، ثم التقى رئيس حزب "الكتائب "النائب سامي الجميل ثم رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض .
وفي اليوم الثاني إلتقى "لودريان" رئيس التيار "الوطني الحر "النائب جبران باسيل الذي قالت اوساطه في التيار ان المحادثات اتسمت بالصراحة الإيجابية، وان لودريان طرح فكرة جديدة مدعومة من الدول الخمس التي اجتمعت أخيرا في الدوحة، مفادها أن يعود لودريان في أيلول (سبتمبر)المقبل لإجراء مشاورات في فترة زمنية سريعة ومحددة للاتفاق على البرنامج الذي يحتاجه لبنان وعلى اسم المرشح المؤهل لحمل هذا التصور، على أن يلي ذلك عقد جلسات برلمانية متتالية لإنتخاب رئيس الجمهورية، وقد أبدى رئيس التيار تجاوباً مع هذا الطرح الذي يشكل منطلقًا جديدًا لمقاربة الاستحقاق الرئاسي.
كما التقى " لودريان" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الذي قال مكتبه ان اللقاء ودّيًا وإيجابيًا، وتمت خلاله مناقشة كل الملفات الراهنة وجرى تبادل للأفكار والحلول الممكنة للخروج من الأزمة الرئاسية. وبعدها، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي قال بعد اللقاء : "أفضل أن تسألوا الفرنسيين عن مساعيهم بشأن الرئاسة، وتحدثنا بالعمق بعيداً عن الرسميات، ولم نطرح أسماء جديدة الا مرشحنا المُعلن عنه، ولم نأخذ القرار بأي مشاورات يطرحها لودريان حتى الآن". اضاف: الرئيس بري هو الذي يُعطل مجلس النواب الذي يتوجب عليه إنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة".
كذلك التقى " لودريان" النائب فيصل ممثلاً كتلة" التوافق الوطني"."، والنائب فؤاد مخزومي.
ولم يلتق" يلتقي لودريان" رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لأن برنامج لقاءاته يقتصر فقط على الشخصيات المعنية مباشرة بالانتخابات الرئاسية، كما قال مكتب ميقاتي الإعلامي.
فهل يكون طرف أيلول بالخير مبلولا جرياً على المثل القائل: "أيلول طرفه بالشتي مبلول"، ويتم التوافق الوطني على البرنامج والرئيس معاً ويتم انقاذ البلد ام ان التعطيل سيبقى سيد الموقف ؟! وحدها الأيام المقبلة كفيلة بتوضيح الصورة.