في خطوة مفاجئة وقبل أيام من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 14 الجاري وغداة تبني التيار" الوطني الحر" اسم الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة بالتقاطع مع قوى المعارضة ، ورفضه القاطع تأييد رئيس تيار" المردة" سليمان فرنجية ، زار رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون سوريا المحسوب عليها فريق الموالاة الذي طرح اسم فرنجية وتمسك به ، وهو الصديق الشخصي لعائلة الأسد السورية والمقرب من الرئيس بشار الأسد ، في خطوة لافتة اعتبرها المراقبون محاولة من عون للتأكيد على موقفه الاستراتيجي الثابت في التحالف مع سوريا واستطرداً مع حلفائها في لبنان لاسيما حزب الله ، وللاشارة الى ان عدم تأييد فرنجية لا علاقة له بهذا التموضع ، ولكي يشرح للاسد خطورة التمسك بفرنجية على حساب الاجماع المسيحي الرافض له .
وقد توجه عون الى سوريا يوم الثلاثاء الماضي برفقة الوزير السابق بيار رفول، وكان في استقباله على الحدود اللبنانية-السورية السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي .
وخلال استقباله أكد الرئيس الأسد، أن "قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي"،مشيراً الى أن "اللبنانيين قادرين على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات"، مضيفاً "استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً".
ولفت الأسد الى أن "للعماد عون دوراً في صون العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان لما فيه خير البلدين"، معتبراً أنه "لا يمكن لسوريا ولبنان النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما"، منوهاً إلى أن "التقارب العربي - العربي الذي حصل مؤخراً وظهر في قمة جدة العربية سيترك أثره الإيجابي على سوريا ولبنان".
من جانبه أكد عون، أن "اللبنانيين متمسكين بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء"، معتبراً أن "سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته"، مشدداً على أن "نهوض سوريا وازدهارها سينعكس خيراً على لبنان واللبنانيين".
وكانت اخر زيارة للرئيس عون الى سوريا عام 2008 اعلن خلالها رسميا نهاية عقدين من العداء بين تياره وسوريا ، وقال في مؤنمر صحافي آنذاك : أنا سعيد أن ألتقي معكم في دمشق، ما كان يعتقد أنّه محرّم أصبح حلالا وحلالا جدّا. بالطبع، لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه، ونحن لن نمحوه من ذاكرتنا كي لا نكرر الأخطاء. لذا كان حديثنا مع الرئيس الأسد واضحا جدّا، وتطرّقنا لمواضيع كثيرة بصراحة تامّة لأننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي.
أضاف عون: انطلاقا من هنا، أطلقنا على اللقاء تسمية "عملية القلب المفتوح"، لأننا حكينا بقلبنا وبعقلنا وكل ذلك بهدف تنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى أثر لماضٍ فيه أشياء أليمة جدّا. ولقاؤنا اليوم هو وعد بمستقبل زاهر.
وشدد عون على ضرورة إقامة العلاقات الطيبة والانفتاح والتضامن بين البلدين، مشيرا الى أنه كان في حال خصومة مع سوريا وليس عداء، لأن العداء شيء ضخم ولا يجوز .
وحول ترسيم مزارع شبعا ولبنانيتها، قال: لقد قالت سوريا كلمتها بأن المزارع لبنانية، وثمة خلاف على توقيت الترسيم بعد إخلائها. والخرائط موجودة في فرنسا ويمكن للأمم المتحدة الترسيم من دون لبنان وسوريا.
وسئل عمن يعارض زيارته في لبنان، فقال: يجب التغلب على الخوف من الاشرار الذين لا يريدون أن تقام علاقة صحيحة بين البلدين، معتبر ان الزيارة قد تؤدي الى خسارتنا بضعة أصوات في الانتخابات، لكننا لن نتراجع امام قضية تخص الشرق الأوسط برمته. وليسأل من يعارضون أنفسهم: في حرب تموز(يوليو) هل بقيت حدود مفتوحة غير حدود سوريا؟ ليفكروا بالمصلحة الصغيرة الضيقة على الأقل.
وحول رؤية الرئيس الأسد لتطوير العلاقات اللبنانية السورية، قال: السيادة والاستقلال والقرار الحر هي الركائز، قبل كل شيء يجب أن يعترف الإنسان بذاته عندها يعترف به الآخرون. لقد عبّر الرئيس الأسد عن ذلك بكل صراحة ووضوح، وأنا اعرف نواياه وبرغم ذلك تبناه بالكلمة المتبادلة.