بقلم وردية بطرس
لم تتوقع السيدة سيبال حداد أن مقطع الفيديو الذي نشرته لابنها ليام وهو يعدّ الطعام معها سيصبح مشهوراً ويحصد اعجاب ملايين المتابعين على "تيك توك"، حيث يظهر الطفل ليام الملقب باسم "الشيف بوبو" مع والدته وهما يعدّان الوصفات في مقاطع على حسابات كل منها على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "Mama de Popo" ليعرض عليهم أساليب طبخه مع والدته. وحظيت هذه المقاطع باهتمام وافر من آلاف المتابعين على "انستغرام"، وأكثر من مليون متابع على تطبيق "تيك توك".و لقد اكتشفت والدة ليام أن طفلها يحب الطبخ ويبدي نشاطاً ومرحاً وهو يشاركها هذا العالم المبهر، لذا قررت أن توثق كيف تستمتع مع طفلها في المطبخ، حتى يشاركهما الناس هذا المرح. وفي المطبخ يقوم الثنائي الجميل أحياناً باعادة تقديم وصفات شهيرة للأطعمة والمشروبات وتقييمها، كما يقدمان وصفات سهلة الاعداد على حساباتهما علىى مواقع التواصل الاجتماعي.
السيدة سيبال لم تتوقع أن يؤدي تصوير مقاطع الفيديو التي كان الهدف منها توثيق الذكريات التي تجمعها بطفلها، الى جعل ابنها منتشر الصيت، حيث قالت: لم أتوقع أن يصبح ليام مشهوراً هكذا، ولم أكن أظن أن المحتوى الذي صورّناه كتخزين لذكرياتنا سيشد الناس بهذا القدر عبر العالم. وكانت رسالة الأم التي تريد ايصال رسالة للعالم بأن الأسرة تلعب دوراً مهماً في اكتشاف مهارات الأطفال وتعزيزها.
والدة ليام واكتشاف موهبة طفلها ليام
وكانت قد اكتشفت السيدة سيبال موهبة طفلها ليام عندما وضعت الكاميرا للتصوير فتفاجأت أنه يتفاعل معها ويتحدث بطريقة مرحة تشد من يسمعه وتمتعه، واستنتجت أن له قدرة على شرح محتوى الوصفة وطريقة اعدادها بأسلوب ظريف وجاذب.
ولنعرف أكثر عن ليام الذي لا يتمتع بموهبة مميزة فقط باعداد الطعام بل بطريقة تعامله مع الكاميرا حيث اكتسب هذه الموهبة من والدته الاعلامية والمعدة والمخرجة ونسألها:
* كيف اكتشفت موهبة ليام في الطبخ وكيفية تعاطيه مع الكاميرا بشكل لافت ومحبّب حيث رأى فيه متابعو الصفحة اعلامي؟
- لقد مشى ليام وهو في الشهر العاشر، حيث بدأ يقف الى جانبي في المطبخ أثناء اعداد الطعام، وبعد ثلاثة أسابيع سيبلغ الثلاث سنوات، ومنذ ذلك الوقت ونحن نطبخ سوياً كل يوم. في البداية شعرت بأنه يحب لمس مكونات الطعام أثناء الطبخ، مع العلم أن الكثير من الأطفال يقومون بذلك حيث يرغبون بتقطيع الخضار أو خفق البيض وما شابه، ولكنني لاحظت أنه يحب ذلك كثيراً ويشعر بسعادة ويستمتع أثناء اعداد الطعام. ومن جهتي أفسحت له المجال للقيام بذلك وهذا أدى الى تعزيز موهبته أكثر بعدما لمست مدى شغفه بالطبخ. وبالنسبة الي فأستمتع أيضاً باعداد الطعام، أعمل في مجال الاعلام في الامارات حيث نقيم هناك، ولكن الطبخ هوايتي كما أعتبره "Therapy" أو علاجاً نفسياً، ولهذا أستمتع كثيراً في المطبخ. وبالنسبة الي فأرتاح كثيراً عندما أطبخ ويبدو أنني نقلت ذلك الى ابني لأنه موجود معي دائماً في المطبخ. وابني الثاني يحب أن يجلس في المطبخ ما يمنح المنزل مناخاً ايجابياً ،حيث نتشارك معاً باعداد الطعام ونتناوله. فالطفل يشعر براحة عندما يفسح له الأهل المجال لكي يأكل ما يريد وألا يجبرونه على تناول الطعام عندما يشبع.
وتتابع:
وعندما بلغ ليام سنة ونصف السنة تعزّزت الموهبة لديه أكثر، حيث أصبح أكثر اهتماماً واندماجاً بالطبخ، وأيضاً طريقة تحدثه أمام الكاميرا عن مكونات الطعام وكيفية تحضيره. وعندها قررت أن أعيد انشاء هذه الصفحة على "الفايسبوك" وأسميناها "Mama de Popo" لكي تكون الصفحة مسلية وممتعة. ونحن نتواجد في المطبخ كل يوم وليس بالضرورة أن نصوّر، بل نطبخ ونتسلى وهو يقول لي ماذا نطبخ وكل يوم لدينا تجارب ممتعة سوياً.
التواصل مع الكاميرا
* حدثينا عن كيفية تعاطيه مع الكاميرا وكأنه يقدّم برنامجاً؟
- لا شك أن لديه هذه الموهبة أيضاً، جميعنا عندما نرى طفلاً نجده "مهضوماً" لأن كل طفل لديه البراءة و"الهضامة" فتبدين محبتك واهتمامك به.، ولكن ما حصل مع ليام أنه جذب انتباه الناس بالطريقة التي يتحدث بها وليس فقط باعداد الطعام. فليام يتمتع بـ "كاريزما" ويتواصل مع الكاميرا بشكل يجعل الناس يحبونه ويتابعونه وكأنه اعلامي. وهذا ما دفعني لابراز موهبته بعدما أدركت أنه اكتسب ذلك مني كوني أعمل في المجال الاعلامي حيث تعلّم كيف يقف أمام الكاميرا بشكل تلقائي، وهذا جعل من ليام شخصية محبّبة لدى الناس سواء الذين يتابعونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عندما نلتقى بهم.
دور مواقع التواصل الاجتماعي
* الى أي مدى لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً ايجابياً ليصبح ليام مشهوراً؟ وكأم هل تشجعين الأمهات لتعزيز مواهب أطفالهم لأنه أحياناً لا تُكتشف تلك المواهب؟
- طبعاً هذا هو الهدف الأساسي غير المباشر، بالنسبة الي فلا أحب أن أقول للأهل ماذا عليهم أن يفعلوا، لأنني لا أوعظ أو أنصح بكذا وكذا، ولكن يسعدني أن نكون مصدر وحي للناس بأن يساعدوا أولادهم بابراز مواهبهم. انني سعيدة لأننا نؤثر على الناس بشكل جميل وايجابي بعيداً عن استخدام المنصات بطريقة لجذب الأطفال لأمور مبتذلة أو غير مفيدة، وقد يُستغل الأطفال، بينما المطلوب هو نشر المعلومات المفيدة والطاقة الايجابية لدى متابعي تلك الصفحات، وبالتالي من ناحية الترويج فإن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً بحياة الناس وبكل المجالات، وطبعاً لأن موهبة ابني تُبرز على مواقع التواصل الاجتماعي لهذا ذاع صيته بشكل سريع. الى جانب ذلك فهناك منافسة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت متاحة للجميع، ولكن والقليل من المؤثرين الذين يلمع اسمهم بسرعة كبيرة وبمحتوى جيد، لذا عندما يجد الناس صفحة تبعث الكثير من الايجابية والمتعة وبأسلوب جميل ومحبّب حتماً ستلقى النجاح والمتابعة.
* بالنسبة لعائلتك وأقاربك فهل الجميع يبدي اعجابه بما تقومون به؟
- طبعاً انا وزوجي متفقان على كل الأمور التي نقوم بها ولدينا قوانين معينة لا نتخطاها لكي نحمي ابننا، ولكي يستفيد بطريقة ايجابية وبدون استغلاله في هذا الخصوص. والأهل والأقارب يبدون اعجابهم بما نقدمه على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يدعموننا.
* وهل ستدعمين ابنك اذا أراد أن يصبح طباخاً في المستقبل؟
- لا شك أنني سأدعم ليام سواء كان أمام الكاميرا أو وراءها، لأن واجبي كأم أن أفسح له المجال ليقوم بشيء يحبه بغض النظر عما اذا يود أن يصبح طباخاً في المستقبل أم لا. ولكن من جهتي أتيح له هذه الفرصة لكي يستمتع بما يقوم به الآن. وبما أنني في مجال الاعلام فلما لا أدعمه بهذا المكان وأمنحه هذه الفرصة لاظهار موهبته الجميلة والتي لربما توصله الى مكان مميز؟.
أشعر بفرح عندما يدعون بالخير لابني
* ماذا يقول الناس لك عندما تلتقون بهم أو متابعو الصفحة لا سيما أن ليام أصبح مشهوراً في الامارات حيث تقيمون؟
- أجمل كلام أسمعه من الناس عندما يلتقون بنا هو الدعاء له بالخير، وأيضاً أتلقى آلاف الرسائل الالكترونية والتعليقات الجميلة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتمنون له كل الخير والله يحميه. فعندما أسمع كلمة" الله يحميه" وبكل اللغات أشعر بفرح كبير، فهذا يعني لي الكثير. فدعاء الناس له أحلى شيء بالنسبة الي، وطبعاً يسعدني أنهم يمنحوننا الطاقة الايجابية ويقولون لنا أننا نعطيهم الطاقة الايجابية بطريقة جميلة.
* ماذا تتخلين أن يصبح ليام في المستقبل؟
- هذه النقطة مهمة، لا أريد أن أقول ماذا أحلم بأن يكون ابني في المستقبل، لأنني لا أريد أن أعكس عليه ما أفكر به أو أتمناه، فكل ما يهمني أن يكون ليام سعيداً بما يقوم به وأن يستمتع بما يفعله سواء في مجال الطبخ أو الاعلام أو أي مجال يختاره، لأنني سأدعمه دائماً وسأدعو له بالخير.