أمام مشاهد الدمار وهيبة الموت ومشاعر الأسى والحزن على فقدان الأحبة، تبقى الكلمة حاجة والألحان ضرورة لبلسمة مشاعر الذين تضرروا من الزلزال المدمر الذي هدم الحجر وأودى بحياة الكثير من البشر وشردهم ويتمهم.

هذا المخزون الكبير من الألم على سوريا عبّر عنه ابنها ناصيف زيتون بأغنية وصفت كل مشاعر الحزن والسواد العائم فوق الشوارع وناسها.

الأغنية التي حملت عنوان "دنية من السواد" هي من كلمات وألحان إيفان نسّوح وتوزيع عمر صباغ، صوّر من خلالها الشاعر أسمى مشاعر الحزن والضيق حين يقول:

  يا حجار لا تقسي على ولادا

خطيه حرام كتير في أطفال

 في طفل من تحت الردم نادا

شيلو حجار البيت عني تقال

هذا التوصيف الدقيق لمدى النكبة التي حلت بالشعب السوري سيبدده الأمل المنتظر الذي جسده صوت ناصيف في نهاية الاغنية حين قال

رح تشفا سورية

وتوقف عإجريا

وتضحك اراضيا

مهما وجعها طال

ومن خلال أدائه الصادق جدّاً، عبّر ناصيف عن غضبه بوجه غضب الطبيعة بشجن، فبلغ أرقى مشاعر الحزن وأصدقها على الإطلاق متحسساً ومتلمساً الآم الناس وأوجاعها ومصائبها.

هذا العمل المهدى إلى أرواح الضحايا ستعود جميع عائداته الرقمية إلى عائلاتهم وذويهم وإلى سواعد الأبطال من فرق الإغاثة والإنقاذ.

 وكان ناصيف عقب وقوع الزلزال الهائل في شمالي تركيا وسوريا الذي ضرب المنطقة وادى الى اضرار كبيرة في المباني وعدد كبير من الضحايا والجرحى والمفقودين علق بالكتابة عبر تويتر:

 "الله يصبر أهلنا في شمال سورية وتركيا وكل الناس اللي تضررت ويجبر قلب كل من خسر عزيز  الرحمة لكل من قضى ضحية الهزة الأرضية وتكون نفسهم بالسما.

 وتعتبر "دنية من السواد" أول عمل فني يتطرق إلى الفاجعة التي ألمّت بالسوريين أخيراً. وكشف ناصيف أنّ عائداتها ستذهب إلى عائلات المنكوبين وإلى "الأبطال من فرق الإغاثة والإنقاذ".