بقلم عبير أنطون
"آه يا ليل" التي غنتها النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب يوماً، تنطبق على ليلها ونهارها اليوم. آهات هذه السيدة في الاونة الاخيرة تنبع من عمق الاعماق، وهي تقبع في المستشفى التي كما قيل" سُحلت اليها سحلا" من قبل اخيها، والذي كما يقول "لمصلحتها" ولشفائها من المخدرات التي تتعاطاها. الجدل القائم كبير، الالسنة والاقلام تحيك تدور وتكتب، والمستور أضحى على كل شفة ولسان عبر اثير الاذاعات وبرامج التلفزيونات تنهش في "شيرين" وحالتها. كثيرون لم يرحموا عذابات هذه السيدة وبنتيها اللتين بعمر الورود من شرهم، وكثيرون تعاطفوا وساندوا مطالبين بالرحمة والمحبة داعين اياها الى الوقوف من جديد واولهم الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي التي كانت في رسالتها لشيرين بلسما وعزاء ودعوة لكل من ادمته الحياة بأشواكها بأن يعود وينهض من جديد. ولعل البدء برسالة الماجدة في هذا المقال دعوة انسانية لكل من ضل او خضع للضلال او اخضعته الظروف... فما الذي جاء في كلمة الماجدة، وما هي قصة شيرين، ما دخل اخيها بموضوعها، وما دورطليقها حسام حبيب ووالده، لماذا حلقت شعرها، وما الذي قالته لها مؤخرا بنتها هلا ؟
"الافكار" تلقي الضوء مع الدعوة لشيرين بالشفاء العاجل وعودة صاحبة الاحساس المرهف الى الساحة الفنية من جديد...
بعدما ضج العالم العربي بخبر ادخال الفنانة شيرين عبد الوهاب مستشفى الامراض النفسية توجّهت السيدة ماجدة الرومي اليها بكلمات مليئة بالمشاعر والمساندة في رسالة ارادتها مفتوحة استهلتها بالقول:"من منا لم تجلده الحياة يوما، من منا لم يدمي قدمية على دروبها، من منا لم يته ولو لمرات في أزقتها يوم تصورنا الازقة قناديل ظنناها نايات تراقص الفراشات .. ومن منا لم يتصوّر ذاته ذات يوم "تخيّله" حلوا، الفراشة اللا تُحرق ولا تغرق ومن كان منا أتقن، على مدى سنين أعمارنا كيف يقف ولو لمرة على حد السيف بين النار والنور"؟!
وأضافت الرومي: "أيًا تكن مواضيع حياتنا، ألم نتعب؟ ألم نتحامل على أجنحتنا المحترقة؟ أما داويناها بأسفنا وبصلاتنا وإرادتنا وقرارنا المنتفض على الذات الطالع من ركامها كأجواق الحمام الابيض؟ فاسمعيني اسمعيني!! إسمعي شيرين اسمعيني!!! اسمعي صوتي القادم إليكِ من بيروت التى نحارب على أبوابها كالابطال بأنصاف أجنحتنا .. "قومي" إنت ابنة المسارح لا إبنة العتمة ولا الانكسار ولا الغُربان، "أنت مَن أنتِ".
وأضافت: "قومي فالصوت صوتك والصوت من هدايا ربّك لكِ … قومي ومصر الغالية مِصركِ وهي لكِ وفي حناياها حضن أمٍ يحلم أن يطبطب عليك.. نحن نؤمن بكِ وبإرادتك ونحبّك ونحن معكِ ولكِ ونحن من عطايا ربّك لفنّك فإنزعي عنك ثوب الاسى وإفرحي وإكتفي بِنعَم ربنا عليك. وإفتحي للشمس أبوابك وللسنونوات دارك وكمانَك".
وتابعت الرومي: "وماذا بعد؟!!.. لو حدث أن سمعت اليوم اليوم اليوم نعيق بومٍ يجدّف او يلعن او يطالُك بكلمة، إرزليه أرزليه بقوة ربّك وصلاة أمك وأهلك وعشاقك ودموع أولادك، وقولي لبوم الخرائب: أنا ابنة النور، سأقوم بقوة من دعاني الى الحياة ورفعني وعزّني، وقال لي ذات يوم مجيدٍ مِن عمري "كوني" فكنتُ: شيرين عبد الوهاب".
هذا ما حدث؟!
هذه الرسالة الانسانية الفنية والادبية من بيروت الى الى ابنة النيل، لم تكن وحيدة في دعم شيرين عبد الوهاب التي نُقل انها اليوم في حالة يرثى لها. فنانون من المحيط الى الخليج اعلنوا تضامنهم ومساندتهم لصاحبة" يا بتفكر يا بتحس" مؤكدين ان اي لوم، ولو بتعاطي المخدرات يجب ان يوضع جانبا اليوم ريثما تعود شيرين المثيرة دائما للجدل الى ابنتيها، وقد طلب محاميها " حماية الطفلتين ومراعاة شعورهما في ظل ما تمر به والدتهما"، والى فنها وجمهورها ثانيا.
القصة بدأت مع الاعلان عن "إصابة شيرين بتمزق في الرباط الصليبي إثرانزلاقها داخل منزلها، وهو ما استدعى نقلها إلى المستشفى لإجراء عملية"، الا ان بيان النيابة العامة المصرية بعد وقت جاء ليدحض هذه الحجة ،اذ قالت النيابة أنها تلقت "من وكيل الفنانة شيرين عبد الوهـاب بلاغا بتهجم شقيقها محمد عبد الوهاب وآخرين عليها داخل مسكنها، واصطحابها لأحد مستشفيات الصحة النفسية؛ لإدخالها به عنوة، على إثر خلافات بينهما، وقدم صورة ضوئية تحمل رقم الملف الطبي باسم موكلته، والمنسوب صدوره إلى المستشفى المذكور".
المنتجة سارة الطباخ، التي عقب انتشار الخبر توجهت الى المستشفى التي تقبع فيها شيرين قالت في مداخلة هاتفية مع الاعلامي المصري عمرو اديب، إن تواجدها أمام المستشفى وتحركها لإنقاذ شيرين جاء بعد تلقيها رسالة من طليق شيرين حسام حبيب قال فيها" إن 10 اعتدوا على شيرين بالضرب و"سحلوها" وأجبروها على الذهاب إلى المستشفى، حيث تم احتجازها "عنوة".
وتخبر الطبّاخ انها تلقت رسالة من هاتفية في الثالثة صباحا من حسام حبيب ، ولما استفسرت منه اجابها بانه "يستغيث لأن شيرين اتاخدت من بيت كانت مقيمة فيه عنوة بعد الضرب والسحل وأخذوها بملابس المنزل، بدون حذاء، وإنها مختفية"...
حبيب وفي مداخلات مختلفة له، افصح عن إدمان شيرين، وقال أنه خيّرها بينه وبين المخدرات، وانه لم يقم بالتعدي عليها بالضرب، مشيرا انه"شخص تربى على احترام النساء"...
واحترام النساء، جاء ايضا في رد حسام على والده حسين حبيب الذي فجر مفاجاة بالقول ان ابنه "زرع العداوة والبغضاء بين الفنانة شيرين وأسرتها، وحرمهم من مصدر خير ورزق تعودوا عليه من ابنتهم طيلة 20 عاماً". واكد والد حسام ان ابنه لا يعمل منذ سنوات ويصرف من اموال شيرين. الامر الذي نفاه حسام مكتفيا بالرد على والده بالقول:" "أنا ليا الشرف إني تربية ست لأنها بـ 100 راجل وتربية الست دي هي اللي هتخليني مردش عليك".
كذلك، كان حبيب وفي تصريحات له استرجع ما جرى حينما حلقت شيرين شعرها، وقال إنها قامت بالأمر لإجباره على إنهاء علاقتهما معا، وبعد أن رآها في تلك الليلة، جلس على ركبته وهو منهار ويبكي، لكنهما تصالحا بعدها وعادا كأزواج مرة أخرى دون أن يكشفا عن الأمر للجميع. واكتفيا بالإعلان عن ذلك لأهلهما فقط. لكن حدثت بعدها أزمة أخرى، وتم وقتها استدعاء الشرطة. كما قال انهما كانا صديقين في البداية واسرّت له:" الحقني انا بتنهش وخرجني من المحيط اللي انا فيه" ...كما واعلن حبيب ان شيرين حاولت الانتحار في المستشفى واستمرت بدون أكل لمدة 3 ايام وان اثار الضرب بادية على جسدها، متطرقا إلى "مخطط تعرضت له شيرين من أجل الحصول على أموالها"، كما اعلن انه قام "بتأمينها وتأمين بناتها"، وهو الأمر الذي "سيفسد أي مخطط تتعرض إليه"، حسب تعبيره.
وأشار حبيب إلى أن شقيق شيرين محمد عبد الوهاب لم يكن يتحدث إليها لأكثر من عامين، متسائلاً "لماذا ظهر بشكل مفاجئ بداعي علاجها؟
محمد عبد الوهاب...
شقيق شيرين محمد عبد الوهاب قال في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" انه نقل شقيقته للمستشفى على أيدي متخصصين لعلاجها من إدمان المخدرات"، ونفى أن يكون قد ضربها أو اعتدى عليها" مؤكدا ان حسام حبيب هو السبب الرئيس في تورط شيرين في الإدمان وتدهور حالتها الصحية والنفسية".
تصريحات عبد الوهاب اثارت الكثير من الردود والاتهامات، الا ان الصحافية نضال الاحمدية كما الفنانة مي كساب، صديقة شيرين منذ الاعدادية جاءتا بمواقف مغايرة. وقد كتبت الاحمدية عبر حسابها الشخصي على "إنستغرام": "لدي معلومات وتسجيلات تكذب طليق الست شيرين عبدالوهاب وتبرز حقائق، وأتوسل من في نفسه ذرة خير، أن لا يصدق الدجال الذي كاد يقتل شيرين بكافة أنواع التعنيف والتوريط، لولا تدخل شقيقها".
وتساءلت نضال الأحمدية: "لو أدليت بقليل مما أعرف هل يكون ذلك أخلاقيًا والست في شبه غيبوبة؟".
وكانت الاحمدية دعمت أسرة الفنانة شيرين عبدالوهاب فيما قاموا به في الأزمة، وذلك عبر تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" جاء فيها: "من يحب شيرين الانسانة الطيبة والمضطهدة ومن يحبها كقامة فنية ليتضامن مع أمها وشقيقها وإبقائها تحت سلطة الطبيب المعالج كي تتخلص من الجلاد".
اما الفنانة مي كساب فعلقت في رسالة إلى شقيق شيرين بالقول قائلةً "برافو عليك.. إنت راجل.. احنا في ضهرك.. انت اتصرفت تصرف صح جدا".
وبررت مي تصرفه بأنه "يحافظ على عرضه وشرفه"، خاصة أن "هذه شقيقته وعليه أن يحافظ عليها"، وهو ما جعلها تصفه قائلة: "راجل يا محمد يا عبد الوهاب.. ان أنت أخدت أختك عشان تعالجها".
كما واوضحت كساب انها "غاضبة وحزينة" حيث تجمعها صداقة بشيرين منذ أن كانت طالبة في المرحلة الإعدادية، مشيرة إلى أن صديقتها "لديها مشكلة تتمثل في كونها هوائية للغاية وتصدق أي شخص، وتنساق وراء أي شخص نافية أن تكون شيرين كانت تتعاطى المخدرات قبل سنوات عندما كانتا صديقتين، مؤكدة أن "هذه الأمور لم تكن تشغل بالها" ، وشددت كساب على ان شيرين "موهبة كبيرة وثروة قومية، لأن صوتها لا يأتي مثله سوى كل 20 عاماً".
الجدة والام...
ولشيرين بنتان، وتقول جدتهما كريمة ابو زيد والدة شيرين انهما "تعيشان بصحبة خالتهما وسط الأزمة الدائرة".
اما حول ازمة ابنتها المطربة فعلقت بالقول: "حسام حبيب ده شر أنقذوا بنتي منه.. وبتسهر هي وحسام حبيب يشربوا مخدرات. متابعة: "أنا اللي طلبت من ابني إنقاذ أخته، وطردت حسام حبيب من بيتي، الواد ده شر، وبنتي بقالها 3 أيام بتشرب هي وحسام حبيب، وطردتني أنا وأختها من البيت". كما واوضحت : "كان هناك خلافات سابقة بيني وبين حسام حبيب، وعلاقتي ببنتي كانت كويسة جدًا، ولكنه أول ما جه طردتني، أنا اللي اترجيت ابني عشان مش مآمنة عليها.. وحسام حبيب قالي هتجوزها قولتله لما تشوف حلمة ودنك لتنهي : "بطلب من ربنا تحموها من حسام حبيب، لأنه شر، بنتي كانت كويسة والواد ده رجع قلب حالها".
اما هنا ابنة شيرين فمعروفة بحبها للتواصل عبر حسابها على "تيك توك"، حيث شاركتها والدتها عددا من الفيديوهات السابقة. وقد قامت مؤخراً بالتعليق على الأمر والتعبيرعن اشتياقها لوالدتها، بعد أن نشرت مقطع فيديو وضعت في خلفيته صورتها لها مع والدتها تم التقاطها مؤخراً.
واكتفت "هنا" بنشر مقطع من أغنية يعبرعن الاشتياق، مؤكدةً أنها ترغب في أن تكون إلى جوار والدتها، خاصة أنها كانت دائماً متواجدة إلى جانبها، و تلقت هنا سيلا من التعليقات التي يعبر أصحابها عن اشتياقهم لنجمتهم المفضلة شيرين، وطالبوا الفتاة بأن تكون قوية من أجل والدتها!
اما فنيا، وبحسب موقع"مصراوي"، فتشهد مفاوضات فسخ تعاقد الفنانة شيرين عبدالوهاب، مع شركة روتانا، تطورات جديدة، لم تحسم بعد، بعدما قررت الشركة رسميا الاستمرار في الدعوى المقامة ضد الفنانة بسبب إخلالها ببنود التعاقد، وعقدت بالفعل أولى جلساتها أمام المحكمة الإقتصادية وتم تأجيل نظرها إلى يوم 29 تشرين الثاني( نوفمبر) المقبل.
وكانت الأزمة بدأت، مع تعذر التزام الفنانة شيرين عبد الوهاب، ببنود تعاقدها عام 2019، مع شركة روتانا للإنتاج الفني، والتي تنص على قيام المطربة بتسجيل وتنفيذ ألبومين، إلى جانب إحيائها 3 حفلات، إذ لم تطرح سوى 4 أغاني فقط على مدار 3 سنوات.