هي من ألمع جميلات النشرات الاخباريّة اليوم، النشرات التي غيّرت معاييرها في مقدّميها ومقدماتها بشكل خاص، فباتت المطلوبات إليها شابات جميلات، مثقفات، يتقنّ فن الحوار وان كانت بعض الاستثناءات غير مقبولة تماماً من حيث الاستعراض في المفاتن واللباس والتسابق الى الأناقة. في بيروت، وفي القاهرة، ومع الناس، تقنع جيسيكا عازار من يحاورها بأنها أهل للمكان الذي وصلت اليه، خاصة وانها لا تدعي الكمال وأن أمامها الكثير بعد لتضيفه الى رصيدها الناجح. ابنة أميون الكورة، جاءت الى قلب المتن، وقبلتها الشرق كله. بجرأة حذرة تتكلم، لا تغالي في رفع الشعارات ولا تساوم على الثوابت. لديها فلسفتها الخاصة والتي بات يشاركها فيها الكثيرون حول لبنان الذي تريده. عنه كلمتنا في هذا اللقاء مع <الأفكار> وكان حديث عن المهنة والجمال وغيرة <الكار> وأمور أخرى. وسألنا جيسيكا بداية: ــ كانت إطلالتك الأولى على شاشة <ام تي في> في 25 نيسان/ أبريل 2011 في نشرة السابعة صباحاً. واليوم مع اقترابنا من التاريخ نفسه بعد أربع سنوات، ماذا تغيّر في حياة جيسيكا مهنياً وشخصياً؟ - تغيّرت طبيعة عملي الاعلامي، أصبحت المسؤوليات أكبر في مكان يضم أسماء لامعة وكبيرة، إذ ليس سهلاً أبداً التميّز بينها. لقد كان تحدياً رفعته على نفسي حتى أثبت مكاناً لي إذ انني بدأت عملي في سن صغيرة جداً حتى انني كنت أصغر المذيعات في <ام تي في>. ــ والأكثر <دلالاً> بينهن من قبل القيمين على المحطة؟ - بسبب صغر سنّي حينها أحاطني الجميع بمودته وخبرته لكنني أعتبر ان جميعنا مدللون في قناة <ام تي في> لتفهُم الإدارة لنا ودفعها لنا نحو الافضل دائماً. ــ هذا الصعود الصاروخي، هل هو بسبب جاذبيتك وانت <ام عيون جريئة>، أم له أسباب أخرى؟ - هو حبّي لعملي أولاً فضلاً عن جاذبية لا أنكرها إلا انني لا اعتبرها أساساً. فالجمال إن لم يقترن بالذكاء وتطوير النفس يتلاشى أثره في نفس المشاهد. ــ لنعد الى السؤال الاول :على الصعيد الشخصي ماذا تغيرّ؟ - على الصعيد الشخصي لم يتغير الكثير في يومياتي او علاقاتي، الاصحاب ما زالوا أنفسهم، لا بل حتى انني صرت أمضي الوقت مع الأهل في البيت بشكل أكبر اذ أصل منهكة بعد يوم عمل طويل.
الشهرة و<البرافو>..
ــ الشهرة طبعاً زادت، كيف تتعاملين معها خاصة أنك صنفت في المرتبة الخامسة عربياً بين الإعلاميات العرب والأولى لناحية مذيعات الأخبار في استفتاء مجلة «زهرة الخليج» أواخر العام 2012؟ - لا أخفي أنني أفرح عندما أدخل مكاناً معيناً وأرى الناس فيه تعرفني وتشير اليّ، أشعر بالأمر وكأنه كلمة <برافو> من قبلهم على الجهد الذي أبذله. الشهرة هذه هي ثمرة النجاح. كأنني ألمس نجاحي وأكافأ عليه. أقدّر محبتهم وتقديرهم لي. ــ ومع ذلك تقولين ان الكاميرا لم تُسكرك يوماً وانه بإمكانك العيش بدونها! - هذا صحيح. أنا والكاميرا في علاقة طبيعية ومتوازنة. لقد خبرتها قبل تقديمي لنشرات الاخبار من خلال مراسلاتي الميدانية، الأمر الذي يبقى الأحب الى قلبي. برأيي ان المراسل هو الذي يصنع الخبر، يأتي بالمعلومة وهذا هو الأساس. ــ لقد درست الصحافة في جامعة <اللويزة> وأستاذتك هي الإعلامية الكبيرة ميّ شدياق. ماذا اكتسبت منها؟ - إنها مثال للإعلامي الجريء المناضل والمثابر حتى بلوغ الهدف، وهي مثال يحتذى به في التضحية، انها اسم كبير في عالم الإعلام. ــ هل أنت مستعدة للتضحية الى هذا الحد في سبيل مفاهيم وثوابت انت مقتنعة بها؟ - التضحية لهذه الدرجة؟ الأمر صعب. الصحافة رسالة وهي عمل جميل ومبدع إلا ان لها متاعبها ومحاذيرها ومخاطرها وبشكل خاص الصحافة السياسية التي تدخل في الزواريب الضيقة. لا أعتقد أنني مستعدة للتضحية الى هذه الدرجة لأن ما من أحد في النهاية يسأل وما يخسره الانسان يخسره، وما من أي تعويض يمكنه ان يبلسم الجراح، لا مناصب ولا القاب والثمن الغالي يكون قد دفع دماً وألماً. وتزيد جيسيكا قائلة: - في لبنان سقط شهداء كثيرون وأعتقد ان هذا بات كافياً. حان الأوان اليوم للحياة. يجب ان نبقى أحياءً حتى نبني هذا الوطن من جديد.
بين بيروت والقاهرة..
ــ بين نشرة أخبار الـ<ام تي في> و <القاهرة والناس>، أين الفرق بالنسبة لك؟ - <القاهرة والناس> تجربة جديدة، فيها نطلّ على الشعب المصري الكريم ونحكي بلهجته. انها فرصة جميلة حقاً، هذه الاطلالة على جمهور كبير، ومن يتابع السياسة المصرية يجدها مشوّقة، فشعب مصر حيّ أشعل ثورتين في فترتين متقاربتين جداً، وبالتالي فإن الدخول في تفاصيلها جيد ومعايشتها جميلة. في نشرات الـ<ام تي في> نتعامل مع المحليات اللبنانية وفي محطة <القاهرة والناس>، هي المحليات المصرية. ــ كيف وصلت الى تقديم نشرة الاخبار عبر محطة <القاهرة والناس>؟ - هناك اتفاق معقود بين محطة <ام تي في> والمحطة المصرية وتم الأمر طبعاً برضاء من الطرفين. وفي النهاية كلنا رابحون. ومن جانبها، لو لم ترَ فينا القناة المصرية ما يمكنه ان يضيف جديداً إليها لما اختارتنا. ــ قالت زميلتك أو <الصديقة اللدودة لك> ديانا فاخوري انها كانت سبب دخولك الى محطة <القاهرة والناس>! - لا أعرف التفاصيل، وديانا أصلاً على معرفة سابقة بهم. أما بالنسبة لي، فإن محطة <ام تي في> هي من وجهت اليّ طلب الانضمام الى محطة <القاهرة والناس> وهكذا كان. ــ كيف تعلمت اللهجة المصرية؟ هل ساعدتك الافلام والاغاني على أدائها بالشكل الجيّد؟ - كلنا نعرف اللهجة المصرية وهي لهجة قريبة وسهلة وما كان صعباً عليّ بعض الشيء هي الكلمات التقنية وقد تدرّبت عليها. ــ هل ستأخذك تجربة التقديم المصرية الى عالم التمثيل فيها؟ - حتى الآن أقول انّ الأمر غير وارد. لكن ما من أحد يعرف كيف تدور فينا هذه الدنيا. ــ أي قناة قد تسرق جيسيكا عازار من <ام تي في>؟ -لا محطة محلية، هذا الأمر مفروغ منه. وأنا أتبع المثال القائل: <لا تشرب من بئر وترمي فيها حجراً>. في الـ<ام تي في>، أعتبر نفسي في بيتي، وهي من قدمت لي الفرصة حتى أبرز ومن ثم فإن الـ<ام تي في> محطة ناجحة ونسبة مشاهدتها عالية وهي الرقم واحد. ــ ولا حتى <المؤسسة اللبنانية للإرسال>؟ - لا أفكر بالأمر، انا سعيدة بموقعي. قد أفكر في محطة عربية اذا كان عرضها يناسبني. ــ إلامَ تطمحين؟ - أريد أن أثبت نفسي في مجالي بشكل أكبر وأن أحقق انتشاراً أوسع. سأعطي طاقتي كلها وسأعمل بشكل دائم على تطوير نفسي. ــ ويكون لك برنامج خاص بك؟ - طموحي الآن هو أن أثبت نفسي أكثر في المجال الاخباري كمراسلة ميدانية ومقدمة نشرة وأن اوسّع آفاقي أكثر بانتظار نقلة نوعية ربما. ــ في أي مجال؟ - لست أدري، إلا ان طموحاتي وثقتي بنفسي كبيرة.
انا وديانا.. خلص!
ــ تختارين إطلالاتك الاجتماعية فلا نجدك على اختلاط كبير.. هل هي استراتيجية الحفاظ على الصورة من الاستهلاك؟ - ألبي الدعوات الراقية والتي أشعر في قرارة نفسي انني مرتاحة فيها، فلا أكذب ولا أتجمل. أنا صريحة وواضحة في كل شيء، وتجدون ذلك ينعكس حتى في مراسلاتي الميدانية إذ انني أكون صريحة ومباشرة. ــ بين هذه المناسبات، لعلك ما زلت تذكرين حتى الآن مدى فرحتك بتقديم جائزة <الموركس دور> لقيصر الغناء كاظم الساهر! - فعلاً، أحب هذا الفنان جداً وأحترمه وكنت في قمة سعادتي وأنا أقدم له هذه الجائزة. ــ من هن صديقاتك في <ال ام تي في>؟ - أنا صديقة مع الجميع، منى أبو حمزة، منى صليبا.. الكل.. بالإجمال، أبتعد عن المشاكل. ــ لماذا تبقى جميلات الاخبار في ال<ام تي في> في مناوشات دائمة، بشكل محدد أكثر بينك وبين ديانا فاخوري؟ - خلص انتهينا، عفا الله عما مضى. هذا ما قلناه (من الطرفين). ــ هل هو نوع من الترويج لبعضكما البعض؟ ( تبتسم) وتقول: - أكيد لا. الاخوة في البيت الواحد يتشاجرون، فكيف بالأحرى بين زميلتين تعملان في المكان عينه وفي المجال عينه وتظهران على الشاشة عينها؟! كذلك فإن ألسنة الناس لا ترحم، والمحيط عادة ما يحب الزكزكة وافتعال المشاكل، والانسان بطبيعته ضعيف تجاه ما يعنيه. انا وديانا اتفقنا على ان نسرّ لبعضنا ما يضايقنا الواحدة في الأخرى وان نتناقش في ما يعنينا، وهذا لصالح المحطة أولاً ولصالحنا ايضاً حتى لا يصير الجو سلبياً فنتأثر به في النهاية. ــ لو قيّد لك إعادة ترتيب نشرات الاخبار على شاشاتنا ماذا تغيرّين فيها؟ - أحاول ان أدخل جرعات من الإيجابية عليها، بمعنى زيادة التقارير التي تظهر وجه لبنان الجميل والناجح، تحقيقات تظهر الصورة الحلوة عن لبنان وكل ما يتميز به هذا البلد، فهو ليس بلد الارهاب والمشاكل وعدم الاستقرار إذ ان فيه نجاحات وأماكن ضوء وآمال كثيرة. ــ هل أنت مع المذيع الذي يُظهر انتماءه من خلال قراءته للنشرة، ام تفضلين الموضوعية وترك تقدير الاحداث ومجراها للمشاهد؟ - أنا من المدرسة التي تنطلق من اننا نتوجه بالأخبار الى كل بيت، من يكون من سياسة المحطة ومن لا يكون، لذلك على المقدم ان يكون حيادياً في رأيي في قراءة الخبر، وان يكون موضوعياً وحرفياً. ــ ما أبشع ما في عالم الاخبار، غير الاخبار طبعاً؟ - الى الاخبار البشعة هناك كذب بعض السياسيين. لن أشمل، حتى لا أظلم الجميع وتبقى هناك بعض الاستثناءات. ــ اي أسماء مثلاً؟ - لن أدخل في الأسماء إلا ان كل من يؤمن بسيادة هذا البلد واستقلاله ويعمل عليه فعلاً لا قولاً هو من هذه الفئة النادرة. ــ لقد برزت كوجه إعلاني لخبير التجميل بسام فتوح لماكياج العروس لموسم 2014. ماذا أضافت لك هذه التجربة؟ - لا أستطيع القول انني الوجه الإعلاني الرسمي لبسام فتّوح. نحن صديقان وما أقوم به هو من باب التسلية وأجمل الأوقات هي التي يدعوني فيها الى جلسة تصوير لماكياجه. في النهاية هو اسم كبير ورمز من رموز الجمال والأهم في مجاله، لذلك أفتخر بما أقوم به معه وهو الذي رفع اسم لبنان عالياً وله منتجات باسمه وأضحى مثالاً في عالم الماكياج العالمي. ــ لقد أخذت مكان النجمة هيفا وهبي عنده؟ - ما من أحد يستطيع أخذ مكان هيفا. لكل منا مكانه، وأنا أعتبر هيفا من أجمل نساء العالم. ــ جميلات آل عازار احتللن نشرة الـ<ام تي في>، وأحياناً تكونان في النشرة عينها جينيفر أختك لنشرة الطقس وانت للأخبار. هل أنت من شجعها على خوض هذا المضمار؟ - جينيفر تحب عالم الاعلام وقد ابدت رغبتها في خوضه وانا شجعتها طبعاً وتجدونني سعيدة لسعادتها فيه.