بموهبتها النادرة ومثابرتها من أجل الحفاظ على نجوميتها بما يحقق لها رؤيتها الفنية في الوقت نفسه، تسير النجمة داليا البحيري بدون تخطيط ولكن بإصرار على العمل بأصول ومعايير أصبح يفتقدها الوسط حالياً، وهو ما يعرضها بين حين وآخر لمواقف قد تعطلها عن الظهور أو المشاركة في المنافسة في موسم مهم كرمضان، وقد لعبت دورها ببراعة في فيلم <السفارة في العمارة> مع عادل إمام (دور الفتاة الجامعية الثائرة). في الحوار الآتي، تكشف داليا عن الملابسات...
ــ ما سبب عدم ظهورك في مسلسلات رمضان هذا العام؟
- كنت ســـــأنافس بمسلسل <خيانـــــة عصرية>، ولكنــــــه تم تأجيلــــــه لمــــا بعـــد رمضان، وهي ليست المرة الأولى التي تعــــرض لي فيها أعمال خارج رمضان، ولا أراها مشكلة.
ــ ولكن ما سبب تأجيل المسلسل؟
- أرى أن وراء تأجيله سذاجة إنتاجية غير مفهومة، خاصة وأن العمل كان يحتوي على أبطال، وهناك ميزانية محددة له منذ البداية، غير أن منتجيه وبشكل مفاجئ امتنعوا عن دفع المستحقات للعاملين في المسلسل. وقرر صانعو المسلسل أن ينفقوا تلك الأموال على المسلسل الخاص بأشرف عبد الباقي، الذي تقوم الشركة المنتجة بتنفيذه أيضاً، وذلك رغم أن مسلسل أشرف عبد الباقي <سيت كوم> وبالتالي ميزانيته أقل من ميزانية مسلسلي.
ــ غضبتِ من قرار الإنتاج؟
- طبعاً لأن هناك أكثر من ممثل تعاقدوا على العمل، وارتضوا به وحده دون باقي الأعمال، وأنا واحدة من هؤلاء، وكان عندي أكثر من عرض، ولكنني فضلت أن أرتبط بهذا المسلسل، كما أغضبني شعوري أن هناك البعض ممن دخلوا في مجال الإنتاج الدرامي لا تربطهم أي علاقة في المجال.
ــ البعض ردد أن العمل تم تأجيله لأنه يناقش قضية جريئة وهي البنوك المنوية، ومضمونه خارج المألوف؟
- لا إطلاقاً، كما أنني أذكى من أن أقدم أي شيء خارج الأصول في الدراما التلفزيونية، وهي ليست أول تجربة لي، ولكننا في المسلسل نناقش آية قرآنية تقول: <يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، ويجعل من يشاء عقيماً> صدق الله العظيم، وما أريد أن اقوله اننا من الممكن أن نختار موضوعاً شائكاً ولكن نتناوله بشكل يتقبله المشاهد، وأعتقد أنني فعلت ذلك من قبل في مسلسل <صرخة أنثى> الذي قدمت فيه شخصية غيرت هويتها الجنسية، فهل هناك عمل كان أجرأ من ذلك؟ ولكنه خرج بشكل لائق وتقبله الجمهور وتابعه باهتمام.
ــ هل تعتقدين للعمل فرصته الجيدة في المشاهدة خارج رمضان؟
- نعم لأن هناك الآن موسماً ثانياً تعرض فيه الأعمال في شهر كانون الثاني/ يناير، والناس تتابعها جيداً. كما أن الموسم الرمضاني هذا العام جاء متزامناً مع <مونديال العالم> في البرازيل ما يؤثر بكل تأكيد على مدى انتباه الناس لأي عمل.
ــ رغم غضبك من المنتج، هل ستلتزمين بتصويره وقتما يبدأ التصوير؟
- بالطبــــع، فأنـــــا ملتزمــــة بعقـــــدي، وملتزمة أيضاً بــــأي عمـــل يكون وراءه فتح لبيوت ناس، فالعمل فيه فنيــــون وعمــــال وكلهم مصيرهم متوقف على بدء التصوير.
داليا... المذيعة
ــ أخبرينا عن تجربتك الجديدة في التقديم التلفزيوني؟
- سأظهر عبر برنامج يحمل اسم <قوي قلبك>، مكون من 13 حلقة وسيتم عرضها عقب شهر رمضان المقبل. والبرنامج مأخوذ عن أكبر برنامج مسابقات في العالم، ولن أكون أنا مقدمة البرنامج، بل سأكون أشبه بالمعلقة.
ــ شاركتِ كلجنة تحكيم في أكثر من مهرجان سينمائي عربي، فهل شهدتِ فوارق؟
- في مهرجان الرباط، شاركت في لجنة كلها سيدات، وكان هناك بعض المشاحنات في المناقشات وكان طابع العمل قوياً ومثيراً ولكنها كانت تجربة مختلفة وأضافت لي الكثير.
ــ حينما شاركتِ في لجنة تحكيم مهرجان الرباط للسينما، ألم تجدي صعوبة في تقييم أفلام بلغات أجنبية؟
- في بعض لجان التحكيم، حينما لا يفهم البعض حوار الفيلم، يشرحون لبعضهم البعض ماذا يقول الفيلم، ولكنني أرى أنني كمشاهدة لا بد أن يصلني الفيلم وأتأثر بمجرياته بغض النظر عن لغة الحوار، وذلك له علاقة بلغة السينما.. السؤال هنا هو إذا ترك الفيلم تأثيراً في نفسي وعشت معه وتأثرت بالشخصيات أم لا.
ــ ما سر تعاونك المتكرر مع المخرج مجدي أبو عميرة؟
- لأنه من المخرجين المتميزين بإدارة <اللوكيشن> بهدوء وتمكن، فكلامه قليل وأجواء عمله هادئة ولا يعلو صوته أبداً أثناء العمل كبقية المخرجين، كما انه على المستوى الانساني طيب وشديد الحساسية وعنده درجة احساس عالية موجودة في أي فنان.
ــ لماذا يعتقد بعض الناس انك مغرورة؟
ــ بعد وفاة طليقك ووالد ابنتك بأيام قليلة احتفلتِ بعيد ميلاد أحد زملائك، ما فتح باب الهجوم عليكِ.. كيف استقبلتِ حكم الصحافة عليكِ وقتئذٍ؟
- لا يعنينــــي حكمهـــــم علــــي فلا احد يعرف حزني عـــــلى وفـــــاة والـــــد ابنتــــــي، فالحزن في القلب، كما أن وفاة الفقيد جاءت قبل موعد بدء التصوير في مسلسلي الذي تم تأجيله، وحينما علم فريق العمل بالحادث راعوا موقفي وأجلوا تصوير مشاهدي لأيام. أما بخصوص الاحتفال بعيد ميلاد زميلي، فهذا الزميل احتفل بعيد ميلاد ابنتي واهتم بها وجاء يزورنا في المنزل من أجل أن يحتفل بـ <قسمت>، وحينما جاء يوم عيد ميلاده كان فريق العمل يعد له قالب كيك للاحتفال به، وأنا علمت بذلك وقتها حينما كنت مرتدية ملابس الشخصية ومستعدة لتصوير أحد مشاهدي، فمن غير المعقول أن أرتدي الاسود في <اللوكيشن> أثناء استعدادي لتصوير دور، واحتفلنا بعيد ميلاد هذا الزميل بشكل تلقائي غير مرتب له، ولكن بعدما نشرت الصور، كان هناك من يصطادون في الماء العكر فحاولوا استغلالها للهجوم علي بدون أن يكونوا على وعي بخلفية الموقف.
ــ هـــــل تعتبريـــن نفسك اليوم محظوظة على المستوى الفني؟
- الحمد لله على ما حققته، فهناك من تمنى ما وصلت إليه، ولكن أعتقد أنه لو كانت لي علاقات أوسع بالوسط الفني لكنت عملت أكثر مما اعمل حالياً.
- أواجه تلك التهمة منذ كنت في المدرسة، حيث كان الزملاء يأتون إليّ والى أختي ويقولون لنا انهم مندهشون بطيبتنا وبساطتنا، بعد ان عرفونا جيداً، فذهبنا الى والدي لنخبره ان زملاءنا يظنون اننا متكبرون، وهو شيء مفرح حتى ولو لم يكن حقيقياً، وأعتقد ان البعض يظن ذلك لأنني في الحقيقة خجولة وانطوائية نوعاً ما وهي طباع تعطي انطباعاً بأن شخصيتي مغرورة.
ــ كيف ترين زحف الممثلات العربيات على مصر؟
- أرى ان لا أحد يأخذ مكان أحد، ومصر طوال عمرها مفتوحة أمام النجوم العرب، ولا أحد منهم قادر على التأثير على مكانة اي ممثلة مصرية.
ــ وقت الانتخابات الرئاسية في مصر أعلنتِ دعمك للسيسي رغم أنك كنتِ من أنصار حمدين صباحي في الانتخابات السابقة، فما سبب تبدل وجهة نظرك؟
- لأن ظروف الانتخابات الأولى كانت مختلفة، وبعدها حدث الكثير الذي جعلني أغير رأيي. أما بالنسبة للمشير عبد الفتاح السيسي فوقوفه بجانب المصريين وانقاذه لنا وللعالم العربي كله بأخذه موقفاً صريحاً في وقت لا يأخذ أحد فيه مواقف، كان سبباً كافياً لدعمه.