بقلم وردية بطرس

 

استشارية الروماتيزم الدكتورة لينا فيصل الكبي: الأمراض الروماتيزمية هي أمراض مزمنة وغير وراثية تصيب الكبار والصغار وهناك ثورة في علاجاتها

الأمراض الروماتيزمية هي امراض مزمنة

[caption id="attachment_85672" align="alignleft" width="312"] أعضاء المجموعة العربية للتوعية بالأمراض الروماتيزمية ستة عشر طبيبًا يمثلون أربعة عشرة دولة عربية[/caption]

 وشهر شباط (فبراير) هو شهر حافل بنشاطات المجموعة العربية للتوعية بالأمراض الروماتيزمية في الوطن العربي، بالاضافة تطلق المجموعة العربية للتوعية بالأمراض الروماتيزمية مبادرتين للمرة الأولى في الوطن العربي، اول مبادرة  هي الأول من شباط (فبراير) وهو يوم طبيب الروماتيزم في الوطن العربي

اما المبادرة الثانية وهي ان شهر فبراير هو شهر توحيد التوعوية بالأمراض الروماتيزمية في الوطن العربي باللغة العربية ، حيث تطلق هاتين المبادرتين وتضيفهما الى مفكرتها لتصبح تقليداً سنوياً من ضمن حملاتها.

الدكتورة لينا الكبي وهدف الحملة

 فما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بالأمراض الروماتيزمية؟ وماذا عن أعراضها وعلاجها؟ وماذا عن أهمية الحملة؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها “الأفكار”على الدكتورة لينا الكبي وهي أستاذ مساعد متعاون في جامعة الفيصل ومديرة شؤون التعليم الطبي، المركز التخصصي الطبي في الرياض، واستهلت حديثها قائلة:

– تضم المجموعة العربية للتوعية بالأمراض الروماتيزمية 16 طبيباً من 14 دولة في الوطن العربي. ولقد انطلقت حملة “كن أنت” في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وأقامت عدة لقاءات و منها  “كُن مدركاً نحن هنا من أجلك”، و “كُن جاهزاً لبدء رحلتك”، و حالياً لقاء  “كُن هنا ” بشهر فبراير، حيث  تهدف حملة “كن أنت” الى توحيد الجهود الرامية الى التوعية حول الأمراض الروماتيزمية في الوطن العربي من خلال نشر الوعي، والثقافة الطبية لأفراد المجتمع والمرضى عن الأمراض الروماتيزمية، وأهمية التشخيص والعلاج المبكر، بالاضافة الى تسهيل فرصة الوصول والتواصل مع أطباء الروماتيزم والمفاصل، وتمكين الأشخاص المصابين بهذه الأمراض من الانضمام الى بعضهم البعض ومشاركة تجاربهم الشخصية. وستقام لقاءات افتراضية كل شهر تضم مجموعة من أطباء الروماتيزم من مختلف أنحاء العالم العربي، يساهمون بشكل دوري في الرد على تساؤلات المرضى والمشاركين.

أسباب الإصابة بالأمراض الروماتيزمية

* هل من أسباب تؤدي للاصابة بالأمراض الروماتيزمية؟

– أولاً أود أن أوضح أمراً ألا وهو: اذ إن غالبية الناس لا يعرفون أن الأمراض الروماتيزمية هي أمراض مزمنة مثل مرض الضغط و مرض السكري ،العلاج لا ينهي المرض بل يعمل على استقرار المرض .

بالنسبة لأسباب الأمراض الروماتيزمية فليس هناك سبب يؤدي للاصابة بها فهي غير معروفة السبب وعندما يسألنا الشخص عن سبب اصابته بالأمراض الروماتيزمية فيكون الجواب أنه خلل بالمناعة وبأنها أمراض مزمنة. كما أن الأمراض الروماتيزمية هي غير وراثية وغير معدية.

الأمراض الروماتيزمية تصيب كل الأعمار

[caption id="attachment_85443" align="alignleft" width="167"] الدكتورة لينا فيصل كبي : حملة "كن أنت" تهدف الى توحيد الجهود الرامية الى التوعية حول الأمراض الروماتيزمية في الوطن العربي.[/caption]

الدكتورة لينا فيصل الكبي : حملة “كن أنت” تهدف الى توحيد الجهود الرامية الى التوعية حول الأمراض الروماتيزمية في الوطن العربي.

* هل هناك عمر او مرحلة معينة يُصاب الشخص بالأمراض الروماتيزمية؟

– من الممكن ان يُصاب الشخص بأي عمر بالأمراض الروماتيزمية،  اذ ان هناك مفهوماً خاطئاً بأن الأمراض الروماتيزمية تصيب الكبار في السن، ولكن هذا غير صحيح ، فهي تصيب الأطفال أيضاً. والأمراض الروماتيزمية تصيب النساء أكثر من الرجال ويحدث ذلك لأسباب كثيرة ولكن بشكل أكبر لأسباب هرمونية.

* ماذا عن الأعراض؟

– أي مريض يعاني من ألم في المفاصل، وتورّم في المفاصل، واحمرار وسخونة في المفاصل أكثر من ستة أسابيع يجب أن يقصد عيادة الروماتيزم، وخصوصاً بالمفاصل الصغيرة التي هي عُقد اليد وكل عُقدة منها لها معنى بالنسبة الينا كأطباء الروماتيزم. اذاً أي مريض يعاني من أوجاع في المفاصل عندما يستيقظ في الصباح ويشعر أنه “ميبّس” لأكثر من ساعة يجب عليه استشارة الطبيب. فهناك أمران لحدوث ذلك: من الممكن حالات الروماتيزمية تبدأ بأوجاع المفاصل وتيّبس في المفاصل وأحياناً تأتي بأعراض غير مفصلية مثلاً التهاب العين حيث يحوّل طبيب العيون المريض من عيادة العيون الى طبيب الروماتيزم لكشف سبب التهاب العين او التهاب في القرنية. وهناك مثال آخر وهو تلّيف في الرئة وأسبابها أيضاً يحوّلها الطبيب الينا وهنا أعني كيف أن أوجاع المفاصل من الممكن أن تأتي مصاحبة لأعراضاً أخرى، مثلاً المصاب بصدفية الجلدية يُصاب بأوجاع في المفاصل والطبيب الجلدية يحوّله الينا لنرى ما اذا كان مصاباً بصدفية المفاصل حيث يتحوّل من مرض جلدي الى مرض روماتيزمي، وبالتالي بعض الحالات قد تبدأ الحالة بأعراض غير مفصلية مثلاً كسعال جاف بدون سبب وبشكل متكرر مع الشعور بأوجاع في المفاصل ، فهذا له سبب بالنسبة الينا كأطباء روماتيزم.

– مثلاً اذا شعر الشخص بوجع شديد في الركبة لدرجة أنه حصل توّرم واحمرار، يستدعي الأمر توجهه الى الطوارىء لأنه من الممكن أحياناً حصول تورّم في مفصل واحد قد نشك بالتهاب جرثومي في المفصل حتى يثبت العكس ،

ومثال آخر مرض هو النقرس، فاذا استيقظ الشخص عند الفجر بسبب الم حاد في  إبهام القدم بالإضافة الى تورم فعليه  ان يتوجه الى عيادة الروماتيزم .

* واذا استمرت هذه الأوجاع لفترة ستة اسابيع فهل يستدعي الأمر زيارة الطبيب؟

اذا شعر المريض بأوجاع بشكل يومي و يصاحبها تيبس صباحي  على مدى ستة أسابيع يجب أن لا يتأخر بالتوجه الى عيادة الروماتيزم.

* واذا لم يُعالج الشخص بالمراحل الأولى من اصابته بالروماتيزم ماذا يحصل؟

– سأعطيك مثالاً عن التهاب المفاصل الرثياني المعروف بالروماتويد  فاذا لم يتم تشخيصه، وقصد المصاب العيادة متأخراً يمكن أن يحصل تآكل في المفاصل مما يؤدي الى تشوه وهذا ما نراه في الحالات المتقدمة.

[caption id="attachment_85442" align="alignleft" width="350"] نموذج عن "تيبس اليدين".[/caption]

وماذا عن العلاجات؟

– بالنسبة للعلاج فمنذ عشرين سنة لم تكن هناك علاجات للأمراض الروماتيزمية، ولكن اختصاص الروماتيزم بحد ذاته حصلت فيه ثورة بما يتعلق بعلاجات الأمراض الروماتيزمية. ففي الماضي كانوا ينصحون مرضى الروماتيزم بتناول حبة اسبرين او الكورتيزون، ولكن منذ العام 2000 لغاية الآن أصبحت لدينا ثورة بعلاجات الأمراض الروماتيزمية.

فعلاج مرضى الروماتويد كل حالة تختلف عن الأخرى لأن هناك حالات بسيطة وحالات متوسطة وحالات متقدمة، وكل واحدة منها نعالجها بطريقة مختلفة. أولاً يتم العلاج بأدوية بسيطة مثل (هيدروكسي كلوروكين) ومن ثم نوع آخر من عائلة الأدوية الكيماوية المعروف بالميثوتركسات واذا فشل العلاج  بعد مرور ثلاثة أشهر على تناول هذه الأدوية وبقي المريض متألماً و المرض نشط عندها ننتقل الى أدوية اخرى المعروفة بالأدوية البيولوجية. اليوم هناك أنواع كثيرة من الأدوية البيولوجية.

المهم توجيه رسالة للمرضى ان هذه العلاجات لا تنهي المرض بل تجعل المرض مستقراً كما الحال بالنسبة لمرض السكري ومرض الضغط لأنهم امراض مزمنة

أهمية حملة المجموعة العربية للتوعية بالأمراض الروماتيزمية  في ظل جائحة كوفيد ١٩ ”فايروس كورونا”

* ما أهمية حملة التوعية في ظل جائحة الـ”كورونا “، حيث الجميع يخشون من الفيروس ويتجنبون اجراء الفحوصات لئلا يلتقطوا العدوى؟ وهل  من الممكن أن تزداد الأمراض المزمنة او تصل الى مرحلة متقدمة بهذه الحالة؟

– في الأساس أطلقنا المجموعة العربية للتوعية من الأمراض الروماتيزمية في شهر آذار (مارس) 2020 أي مع بداية جائحة الـ”كورونا” لأن هدفنا الأول كان توعية المرضى كونهم في البداية أول الناس الذين خافوا من الفيروس لاسيما مرضى الأمراض الروماتيزمية  والسبب أنهم يتناولون أدوية مثبّطة للمناعة، لهذا كان أول عمل للمجموعة العربية أطلاق منشورات طبية بثلاث لغات (العربية والفرنسية والانكليزية) عن الأمراض الروماتيزمية و”كوفيد – 19″، حيث أجبنا عن أكثر الأسئلة التي يحتاج اليها المريض بما يتعلق بالفيروس والأمراض الروماتيزمية، وأولها اذا لم يكن لدى الشخص أي عارض من أعراض الـ”كورونا” أو لم يخالط اي مريض بهذا الفيروس، فمن الممنوع أن يتوقف عن تناول أدويته، واذا شعر بأي عارض عليه ان يتوقف عن تناول أدويته وأن يستشير طبيبه. كما أعددنا فيديو باللغة العربية ترجم للإنكليزية و الفرنسية بالإضافة الى مقالاً جديداً يجاوب المرضى عن اللقاح : هل يحق لمرضى الأمراض الروماتيزمية أخذ اللقاح أم لا؟

وتتابع:

– طرحنا ذلك خلال حملة “كن أنت” التي ابتدأت من 28 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي التابعة للمجموعة العربية، ثم عقدنا لقاء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأيضاً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كما عقدنا لقاءً في 1 شباط (فبراير) الحالي لتسليط الضوء على توعية المرضى وخصوصاً أن المرضى تعبوا جداً خلال فترة الـ”كورونا” من الناحية النفسية. وهذا اللقاء مقسّم الى أربعة لقاءات باسم الحملة ، وهي ايضاً مقسّمة الى أكثر من لقاء وكل لقاء له هدف وعنوان، حيث إن الحملة مقسّمة الى خمسة مواضيع، ونصائح للمرضى عن الإمتثال للعلاج  لأن هناك أناساً خلال جائحة الـ”كورونا” توقفوا عن تناول أدويتهم وبالتالي تطوّرت الأمراض لديهم. ولقد أجريت محاضرة في 1 شباط (فبراير) مع مدرب حياة لدعم المريض، وسيكون هناك أيضاً لقاء في 15 شباط (فبراير) عن الرياضة ومرضى الأمراض الروماتيزمية، وفي 8 آذار (مارس) المقبل لقاء خاص بالتغذية والأمراض الروماتيزمية، ولقاء في 22 آذار (مارس) المقبل عن تحسّن نمط الحياة للأمراض المزمنة.

النصائح للقراء و المرضى ؟

أنصح كل مريض يعاني من الآم من مفاصل أن يتوجه الى العيادة الروماتيزم للتشخيص المبكر والعلاج الصحيح، لأن أي تأخير ممكن أن يؤدي لمضاعفات عند المريض، ونحن دورنا تحسين جودة حياة المريض.

وتختم قائلة:

– لا علاقة بين التغذية والأمراض الروماتيزمية ، اذ ننصح عادة بالغذاء الصحي، حيث إن الدراسات تفيد بأن النظام الغذائي في الشرق المتوسط هو الأفضل للأمراض الروماتيزمية. بالنسبة للرياضة فهناك مفهوم خاطىء أيضاً بأن مرضى الروماتيزم ممنوعون من ممارسة الرياضة، فنحن نقول لمرضى الروماتيزم أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي شرط ألا يكون هناك التهاب بأي مفصل من المفاصل، فاذا لم يكن هناك التهاب عندها بإمكانهم ممارسة الرياضة المسموح بها… واذا شعر المريض بآلام الظهر المزمنة مع التيّبس الصباحي لأكثر من ساعة يجب ان يستشير  طبيب الروماتيزم لأن هناك مرضاً يدعى الالتهاب العمودي الفقري القسطي ، وعادة لا يعرف المريض به، حيث تفيد الدراسات أنه قد يمر سبع سنوات الى أن يشخص لأنه يقصد عيادة الروماتيزم متأخراً ولكن عندها يحدث تشوه بشكل الظهر، ولهذا أشدد على هذه الحالة أي آلام في الظهر مزمنة مع التيّبس عند الصباح يجب على المريض التوجه لعيادة الروماتيزم .

ادعو جميع العامة و المرضى ان يتابعوا نشاطات المجموعة العربية للتوعية بالأمراض الروماتيزمية و ادعوهم الى لقاء ١٥ فبراير و موضوعه الرياضة و الأمراض الروماتيزمية