التعثر في انتخاب رئيس جديد للبلاد يهدد بحصول فراغ على مستوى الرئاسة الأولى تملؤه حكومة الرئيس تمام سلام، وهذه حسنة كبرى بدلاً من أن يعم الفراغ رئاسياً وحكومياً، وهذا ما يطرح السؤال عمن يصنع الرئيس في لبنان خاصة وأن الفترات السابقة كانت ملعباً للتدخلات الخارجية الاقليمية والدولية وهي التي كانت تنتج رئيس البلاد، فهل تغيرت الظروف أم لا تزال المعطيات هي ذاتها، وان اللبنانيين لا يستطيعون انتخاب الرئيس العتيد إذا لم تأتِ كلمة السر الإقليمية والدولية؟!
<الأفكار> التقت رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال إده العارف ببواطن الأسرار الرئاسية والذي سبق وطرح اسمه ليكون رئيساً أكثر من مرة، خاصة وانه عاصر كل رؤساء الجمهورية السابقين منذ الاستقلال حتى اليوم، وهو السياسي المخضرم الذي يحمل في ذاكرته حلو الأيام ومرّها وعركه الزمن حتى صار حكيماً في سياسته ومواقفه ونظرته للأمور، خاصة تلك التي تتعلق بالوطن ومصيره وكل استحقاقاته.
وسألناه بداية:
حكايتي مع الرؤساء السابقين
ــ عاصرت رؤساء الجمهورية منذ ما قبل الاستقلال حتى اليوم وأنت ابن إده المقرّب من دوائر القرار، فهل تحدثنا عن نماذج الرؤساء السابقين والصفات التي تعرفها عنهم؟
- هذا صحيح، فقد كنت على تماس مع الرؤساء حتى قبل الاستقلال بدءاً من إميل إده رحمه الله، وهو من العائلة الاديّة التي ولجت العمل السياسي باكراً، بدءاً من منصور إده الذي كان أساس العائلة الى جدي ميشال والى إميل إده ومن ثم ريمون إده، واليوم أنا. وإميل إده شخصية بارزة، وحين أطلّ عهد الاستقلال، برز بشارة الخوري كرئيس أول في هذا العهد، ومن هنا كان مصدر قوته ووقوف رياض الصلح الى جانبه، لا بل ان مصدر القوة آنذاك كان الميثاق الوطني وإرساء الحكم الاستقلالي الأول على قاعدة تثبيت هذا الميثاق، علماً أن بشارة الخوري تدرج كمحامٍ في مكتب إميل إده وفرّقتهما السياسة فيما بعد، وأنا كنت على علاقة ممتازة مع الرئيس بشارة الخوري، ولكن خلافه الدائم مع إميل إده، انعكس عليّ فقرفت السياسة. أما الرئيس كميل شمعون فكان شخصية بارزة ورئيساً قوياً، الأمر الذي مكّنه من فرض خياراته وسياساته.
شهاب والكتاب
ــ ماذا عن الرئيس فؤاد شهاب؟
- كان قوياً بشكل مغاير نظراً لتمسكه بالدستور الذي كان يسميه <الكتاب> وسعيه لتأسيس دولة الحق، ما يعني ان رئاسته كانت تأسيسية حيث أسس مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي ومجلس التأديب والضمان الاجتماعي وغيرها من المؤسسات، وكان رجل دولة حين رفض التجديد لرئاسته إيماناً منه بأن الدستور لا يقول بالتجديد ولا بالتمديد. وأنا لم أكن أعرفه عندما كان رئيساً للجمهورية، بل كنت على صداقة مع الرئيس شارل حلو، وهو الذي طلب مني ان أكون وزيراً للأنباء والبريد والبرق والهاتف (1966 - 1968) في عهد حكومة الرئيس رشيد كرامي، وكان قد أخبرني بأنه زار باريس والتقى الرئيس <شارل ديغول> الذي طلب منه أن يضمّن تلفزيون لبنان اللغة الفرنسية في برامجه، وكذلك الإذاعة، وانه أراد شراء قصر الصنوبر لإقامة مبنى للسفارة عليه، وهذا القصر كان ملكاً لبلدية بيروت، وكلفني أن أحل هذا الموضوع، وان أتدبره من أجل الرئيس <ديغول>، فقلت له انني صديق الرئيس عبد الله اليافي وقد تدرجت أساساً في مكتبه للمحاماة، وكذلك كنت صديق الرئيس شفيق الوزان، ووعدته بالمحاولة.
وأضاف:
- وفعلاً اتصلت بالرئيس اليافي وطلبت منه أن أزوره في مكتبه فقال: <أهلاً وسهلاً ساعة تريد..> كما طلبت من الوزان أن نلتقي عند عبد الله اليافي، ووصلت وأخبرتهما بقصة قصر الصنوبر، ولم أكد أنهي كلامي حتى وافقا فوراً، وما ان عدت وأخبرت شارل حلو بالأمر، حتى علا التصفيق في مجلسه لنجاحي في هذه المهمة.
ــ ماذا عن مواصفات الرئيس شارل حلو؟
- الرئيس شارل حلو هو الأقرب الى نظرتي في التعامل مع القضايا، وكان تلميذ ميشال شيحا في جريدة <لوجور>، بالإضافة الى انه رجل حوار وانفتاح واعتدال وتوازن، وإن شكا البعض من ممارسات المكتب الثاني في عهده كما في عهد الرئيس فؤاد شهاب.
تدخلات المكتب الثاني
ــ وهل عايشت تدخل المكتب الثاني آنذاك؟
- طبعاً، عندما عيّنت وزيراً في عهد الرئيس شارل حلو، جاءني نقيب المحررين ملحم كرم رحمه الله وقال لي ان وزارة الأنباء لا تصرف المخصصات المقررة لنقابتي المحررين والصحافة، وعزا السبب الى تدخل المكتب الثاني، فاستغربت ذلك واتصلت بالمدير العام آنذاك كلوفيس رزق وسألته عن الموضوع، فأكد لي ذلك وقال: ان المكتب الثاني يعرقل دفع الاموال، فقلت له: لا علاقة للمكتب الثاني بالامر وهذا من اختصاص الوزير، وطالبته بأن يدفع كل المستحقات بما فيها المتأخرات، لكن في اليوم التالي، قالت لي السكرتيرة ان الكولونيل جان أسعد يريد مقابلتي، فطلبت منها السماح له بالدخول واجتمعت به، ففاتحني بالموضوع وقال لي ان ملحم كرم عدو للمكتب الثاني. فرفضت الوصف وقلت له: ان ملحم كرم هو نقيب المحررين، وتمنى عليّ ألا أدفع الاموال للنقابة، فقلت له بحزم: لا علاقة لكم بالامر وهذا من اختصاص الوزير، فصدم من قولي لأنه لم يتصور ان يواجه بهذا الكلام وخرج، إلا انه في اليوم التالي جاءني الكولونيل سامي الخطيب وكرر الامر ذاته، وكان جوابي هو ذاته، فصدم بدوره وخرج، الى ان كان اليوم الثالث فالتقيت الكولونيل غابي لحود (الذي كنت على علاقة جيدة معه) عند الرئيس شارل حلو فسألني عما جرى، فرفضت الكلام في الموضوع وكنت حاسماً في جوابي فلم يصدق.
شارل حلو كان ضد اتفاق القاهرة
وتابع يقول:
- ومنذ تلك اللحظة، بدأت حملة ضدي في الإعلام ووصفوني بالنصب والاحتيال وبأنني عميل اسرائيلي، وطاولت الحملة بدورها الرئيس شارل حلو، واستمرت لمدة أربعة أشهر حتى ان الرئيس حلو كاشفني بأنه أخبرني مسبقاً عن دور المكتب الثاني وأنه لم يكن يحب التورط مع شباب هذا المكتب، فلم أضعف، وكان جوابي ان استقالتي جاهزة، فرفض ذلك بشكل حاسم. وبعد أشهر أخبرتني السكرتيرة أن الكولونيل احمد الحاج ينتظر في الخارج لمقابلتي وكنت أعرفه لانه كان يجلس معنا في مجلس الوزراء، حتى ان الرئيس فؤاد شهاب كان يقول انه <لو كان احمد الحاج مارونياً لكان هو من يجب ان يكون رئيساً للجمهورية>. وفاتحني الحاج بالأمر وقال لي ان الجنرال شهاب يسلّم عليّ ويقول لي ان أفعل ما اريده في وزارتي وإنني حر، فرددت عليه بالقول: <إنني حر وأفعل ما أريد>. فطلب مني ان أهدأ وأفهمني ان الآخرين قد أخطأوا واللواء شهاب يقدّرني كثيراً ويقول لي ان أفعل ما أشاء في الوزارة، وكشف أمامي ان الجنرال يريد التعرف عليّ، فقبلت الدعوة، وذهبت بعد يومين الى عجلتون حيث يقيم الرئيس شهاب، والتقيت به وكان متواضعاً وشجعني على موقفي وعدت فأصبح الكل يهابني ولا يجرؤ على التدخل في شؤوني.
واستطرد قائلاً:
- الرئيس شارل حلو كان ممتازاً وظلم عندما اعتبر المسؤول عن توقيع اتفاق القاهرة، علماً أن اميل البستاني هو الذي وقعه، وابن اخته جو خوري حلو سيؤلف كتاباً عن اتفاق القاهرة ويستشهد بمستندات من اميركا تشير الى ان الرئيس حلو كان ضد اتفاق القاهرة.
ــ بعد الرئيس شارل حلو كان الرئيس سليمان فرنجية. ماذا عنه؟
- رجل قوي وكان يفرض إرادته في كل الأمور والمسائل.
ــ والرئيس الياس سركيس؟
- كان صديقي وزميل دراسة، تخرجنا أنا وهو والرئيس رينيه معوض في السنة ذاتها كمحامين رغم أنه اكبر مني بأربع سنوات، وهو كان فقيراً جداً وأمه كانت غاسلة ثياب وهو يفخر بذلك، وكان يعمل في سكك الحديد ويتقاضى 25 ليرة في الشهر، وقد أخبرني كل شيء عن تلك المرحلة، وتقدم بطلب ليصبح قاضياً، فنجح وكانت مرتبته الأولى وأمل ان يكون قاضياً منفرداً في مركز شاغر في جبيل، وهذا من حقه لانه الاول، لكن مدير العدلية يومذاك شفيق حاتم كان من حمانا والرئيس الياس سركيس من الشبانية جارة حمانا، فلم يعينه قاضياً خوفاً من ان يعطل عليه، كونه ابن منطقته، بل عين في وزارة الدفاع، وبدأ العمل لكن بعد 3 أشهر قامت القيامة ضده من قبل الضباط، لأنه ردّ كل المعاملات بسبب نواقص وأخطاء فيها، فوصل الخبر الى قائد الجيش آنذاك اللواء شهاب حيث قال له بعضهم إن الرئيس سركيس شيوعي يريد الإضرار بالمؤسسة العسكرية. لكن في يوم من الأيام، أتى أحد الضباط وقال له ان الجنرال شهاب يريد مقابلته، فتعجب وخاف، فدخل ببدلته التي ينقصها زر الى الغرفة حيث كان يجلس شهاب مع ثلاثة ضباط كبار، وسأله فوراً الجنرال شهاب: يا ابن سركيس، هل تريد أن تخرّب الجيش؟!.
ردّ عليه سركيس بالقول: <لا سيدي الجنرال>. أجابه شهاب: <بلى، الكل يشكون منك ويقولون انك تعطل المعاملات>. رد سركيس ثانية: <لا سيدي أنا أطلع على المعاملات وأجدها ناقصة وأعمل على تصحيحها، وهذه وظيفتي>. سأله شهاب: <كيف؟!> وأشار الى ما يقوله كل ضابط عن المعاملات التي يحملها،فأخذ سركيس يفنّد الأخطاء في كل معاملة أمام شهاب ويظهر ما تحتاجه من تصحيحات. آنذاك طلب شهاب من الضباط الخروج، واختلى بسركيس الذي كان لا يزال واقفاً وحده وقال: <يا ابن سركيس الضباط غير محقين وأنت وحدك معك كل الحق>. ارتاح سركيس آنذاك، خاصة وان شهاب طلب منه ان يكمل مسيرته بهذا الشكل من دون ان يعبأ بأحد. لكن في السنة الثانية، أمل سركيس ان يبقى في احدى الوزارات، فلم يحصل ذلك، وقيل له ان الجنرال شهاب يريده في وزارة الدفاع، حيث بقي هناك لسنوات، الى أن انتخب الرئيس فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية عام 1958، فأرسل سركيس رسالة الى الرئيس شهاب يشرح فيها وضعه الوظيفي فلم يجبه شهاب. لكن في أواخر السنة جاء مدير مكتب الرئاسة جورج حيمري وأخبر سركيس ان اللواء شهاب يريد مقابلته، ففعل وذهب الى قصر الذوق والتقى الرئيس شهاب الذي قال انه سيعينه مديراً عاماً للرئاسة. فلم يصدق سركيس الأمر، وانتشر الخبر في كل البلد حتى ان النائب الراحل اميل البستاني قام مرة بزيارة الرئيس فؤاد شهاب ومرّ على مديرية الرئاسة عند الياس سركيس وأسرّ إليه بأنه مستعد أن يضمه الى فريق عمله ويعطيه 7 آلاف دولار في الشهر، فلم يقبل سركيس، الى ان التقى البستاني اللواء شهاب فأخبره بما حصل مع سركيس، فابتسم شهاب، ولما خرج البستاني طلب اللواء شهاب سركيس مجدداً وهنأه على موقفه وقال له انه سيصبح رئيساً للجمهورية في يوم من الأيام، وهذا ما حصل عندما عيّن حاكماً لمصرف لبنان ومن ثم أصبح رئيساً للجمهورية عام 1976 رغم انه خسر في دورة عام 1970 أمام الرئيس سليمان فرنجية بفارق صوت واحد.
وتابع يقول:
- وأذكر هنا أنه عمد الى شراء الذهب لصالح مصرف لبنان عندما كان سعر الأونصة 35,5 دولارات فقط. وقامت ضده حملة خاصة من الرئيس صائب سلام وقدم المعترضون شكوى ضده للرئيس سليمان فرنجية اعتقاداً منهم أن الرئيس فرنجية سيقيله من منصبه، كونه كان منافسه في الانتخابات الرئاسية، لكن ما حصل ان الرئيس فرنجية استدعاه وأثنى على عمله، لا بل عمد خلال جلسة لمجلس الوزراء الى طرح التجديد له لست سنوات إضافية. وقال للوزراء انه قرر ذلك وسأل إذا كان هناك معترض فلم يجب أحد، ومن ثم دعمه ليصبح رئيساً للجمهورية.
بشير الجميل وخلافه مع <بيغن>
ــ وماذا عن الرئيس بشير الجميل؟
- بشير دعمه الياس سركيس وكان يتردد عليه دائماً والتقى به هناك، لكن قبل ذلك كان سركيس يردد أمامي أنني المرشح الأول من بعده، الى أن جاء الكولونيل زاهي البستاني الى منزلي وقال لي إن <الباش> (بشير الجميل) يدعمني للوصول الى الرئاسة، حتى ان بشير طلب مني ان أعرّفه الى السفير السوفياتي آنذاك <الكسندر سولداتوف>، فدعوتهما الى الغداء عندي وأرسل بشير بعض الطلاب للتعلم في الاتحاد السوفياتي، الى أن سافرت الى الاتحاد السوفياتي تلبية لدعوة رسمية. وبعد اطلاق النار على السفير الاسرائيلي في لندن <شلومو ارغوف>، تعمد اسرائيل الى اجتياح لبنان عام 1982 ويتغير المشهد السياسي كلياً ويصبح بشير الجميل هو المرشح الاول للرئاسة، حتى فاتحني بذلك واعتذر مني لانه سبق ان طرح اسمي لأكون رئيساً، ولذلك دعمه الياس سركيس حرصاً على الرئاسة كي لا يعم الفراغ.
واستطرد قائلاً:
- وانتخب بشير الجميل رئيساً الى ان قال لي أحدهم ان بشير زار مستعمرة <نهاريا> واجتمع مع رئيس وزراء العدو <مناحيم بيغن>، فاستغربت بداية حتى اتصلت به واستفسرت منه، فنفى ذلك. ما جعلني كوزير أكذّب الخبر رغم انه فعلياً زار اسرائيل، إلا انه اختلف مع <بيغن> حول النظرة الى الوضع المستقبلي للبنان، وعقد صلح منفرد مع اسرائيل، ولذلك سرّب الاسرائيليون الخبر لإحراجه، لا بل هم الذين قتلوه.
ــ كيف ذلك؟
- أكيد هـــــم اغتــــالوه بعد الخـــــلاف معــــــــه، إذ زارني مــــرة وكان برفقة جان غانم فقط من دون إجراءات أمنية، فاستغربت ذلك فقال لي إنني محمي ولا داعٍ للخوف، ما يعني انه محمي من الإسرائيليين، وبالتالي هم الذين اغتالوه مئة بالمئة.
لا رئيس في المستقبل القريب
ــ نحن الآن في خضم المعركة الرئاسية وفقدان النصاب ينتقل من جلسة الى أخرى. فهل سندخل في الفراغ أم يمكن انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان يوم 25 أيار/ مايو الجاري؟
- أخشى أن يكون الاستحقاق الرئاسي أمراً صعباً، لأنه يتأثر بالخارج، والإدارة اللبنانية ثانوية وهذا ما اعتاد عليه اللبنانيون للأسف الشديد، وبالتالي ما أراه الآن ان هناك إمكانية لانتخاب رئيس وحيد هو ميشال عون، إذا حصل اتفاق بين ايران والسعودية، ولا أمل لغيره طالما انه يستحيل تأمين النصاب، خاصة وان القوى السياسية لا تزال منقسمة على بعضها البعض، ولا أرى توافقاً فيما بينها، علماً أن المشاورات جارية ولا أحد يعرف ما ستسفر عنه. وإذا لم يحصل هذا التوافق فلا رئيس في الأفق لمدة ستة أشهر أو سنة، حيث لا أحد يعرف، علماً أن وليد جنبلاط يقيم حسابات خاصة من خلال دعم هنري حلو المعتدل ابن بيار حلو وحفيد ميشال شيحا وقريب شارل حلو، إذ يمكن له ان يمر إذا حصل توافق على اسمه، وكذلك اسم روبير غانم، وإلا لن يكون هناك رئيس جديد إلا إذا حصل توافق إيراني - سعودي، وآنذاك سيأتي ميشال عون.
وتابع يقول:
- أما بطرس حرب وسمير جعجع فلا أمل لهما بالوصول، خاصة مع تهجمهما على حزب الله، ولذلك فوليد جنبلاط يحسب أن لا أحد لديه الأمل في الوصول، فيبقى هنري حلو في السباق وهو المعتدل، وقد يكون الخيار الوسطي التوافقي للجميع.
ــ هل يمكن أن تتبدل هذه الصورة؟
- لا معطيات جديدة، وبالتالي لا رئيس جديداً إذا لم يحصل التوافق، لا بل إن الرئيس تمام سلام اختير كرئيس للحكومة، وهو المعتدل المقرّب من الجميع ليكون على رأس مجلس الوزراء الذي سيرث صلاحيات رئيس الجمهورية في حال حصول الفراغ الرئاسي، بحيث لن يضر أحداً إذا بقي سنة أو سنتين في رئاسة الحكومة، طالما ان الفراغ قائم.
ــ يعني فخامة الفراغ هو البديل؟
- أكيد.. إلا إذا حصل توافق بعد فترة وعمد الأفرقاء الى اختيار رئيس توافقي، وقد يكون حظ هنري حلو كبيراً، خاصة وان حزب الله لا يرفضه احتراماً لوالده الذي مات وهو على شاشة <المنار>، بالإضافة الى تفضيل هذا الخيار كي لا يكون رئيس الحكومة السني على رأس الدولة كوريث لرئيس الجمهورية، خاصة وان هنري حلو يستفيد من دعم جنبلاط له حتى النهاية.
ــ وجان عبيد؟
- <اشتغل على نفسه> منذ زمن بعيد، وهو يتحضر منذ البداية، ولكن الشمال كله ضده رغم ان جان عبيد هو أفهم وأذكى المرشحين، إلا أنه يخيف البعض.
ــ طالما أن الرئيس نبيه بري يحبه، فهل يدعمه بالتعاون مع النائب جنبلاط؟
- هذا صحيح، فالرئيس بري يريده رئيساً، ولكن وليد جنبلاط يعتبر أن جان عبيد قوي ويفضل ان يكمل هنري حلو معركته حتى النهاية.
ــ وهل يمكن ان يصار الى تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد جان قهوجي كخيار أخير؟
- لن يتم تعديل الدستور، فالأمر صعب، والدكتور رياض سلامة محترم جداً، وهو أفضل من أن يكون حاكماً لمصرف لبنان، أما في السياسة فهو لا يتعاطاها، إنما جان عبيد يمكن أن يكون لديه الحظ، وكذلك هنري حلو وأيضاً روبير غانم.
ــ سبق للرئيس ميشال سليمان أن طرح اسمك لفترة سنتين. فهل هذا وارد؟
- أبداً هذا غير وارد عندي، علماً ان اسرائيل تعتبرني عدواً لها وتحذر من وصولي الى رئاسة الجمهورية، لأنها تعتبرني نسخة مارونية عن السيد حسن نصر الله الشيعي، كوني أعتبر كما تقول الدراسات الإسرائيلية ان اسرائيل خطر على المنطقة والعرب في حالة السلام اكثر منها في حالة الحرب، وانني الأكثر عداءً وتطرفاً في الرؤية تجاه اسرائيل، حتى أكثر تطرفاً من السيد حسن نصر الله وحركة <حماس>.