ذهب «يانوكوفيتش » من أوكرانيا وانفتح الباب أمام المعارض كليتشكو

   كان يوم الأحد الماضي هو الموعد المقرر للاستفتاء في شبه جزيرة القرم حول الانضمام الى روسيا، باعتبار أن سكان شبه الجزيرة من أصول روسية ويتكلمون اللغة الروسية، أو البقاء ضمن جمهورية أوكرانيا، وقد اختار أهالي شبه الجزيرة الانضمام الى روسيا، مع معارضة لهذا الاستفتاء من قبل الرئيس الأميركي <باراك أوباما> والاتحاد الأوروبي.

   وبالنسبة لجمهورية أوكرانيا التي تسلم فيها مقاليد الرئاسة مؤقتاً <أرسيني ياتسينيوك> نائب رئيس مجلس النواب المعارض، يلمع للمرحلة المقبلة نجم بطل الملاكمة <فيتالي كليتشكو> الذي فرض حضوره في تظاهرات ساحة <الميدان>، مع شقيقه <فلاديمير> وكل منهما بطول يقارب المترين.

   ويترأس <كليتشكو> حزباً موالياً للاتحاد الأوروبي باسم <اودار>، وهو ابن ضابط سابق في الجيش الأحمر السوفييتي السابق. فهل هو الرجل القادر على مواجهة الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين>؟

   من صغره يطمح <فيتالي> لأن يكون بطل ملاكمة عالمياً مثل الأميركي الأسود <مايك تايسون>، وكلما رآه يلعب على الحلبة ويحقق انتصارات، كان يردد أمام عائلته ولاسيما أخيه <فلاديمير>: <سيأتي يوم أهزم فيه مايك تايسون>.

   وتطلعات <كليتشكو> تذهب الى حد رؤية أوكرانيا تسجل في حياتها المعيشية شيئاً من نموذج دول أوروبا الغربية. وهو مصدوم من الحالة الديكتاتورية التي وصل إليها الرئيس المعزول <فيكتور يانوكوفيتش>. ففي عام 2004 كان <كليتشكو> يتصور أن <يانوكوفيتش> مؤهل لانتهاج سياسة أوكرانية جديدة، بدءاً من الانفتاح على الاتحاد الأوروبي، وكان جزءاً من حملته الانتخابية الرئاسية. ولكنه في السنتين الأخيرتين اكتشف أنه كان على خطأ، وأن <يانوكوفيتش> خيّب أمله، فكان عليه أن ينضم الى متظاهري ساحة <الميدان> في العاصمة <كييف>، فضلاً عن أفكاره المناهضة للرئيس <يانوكوفيتش> على قنوات التواصل الاجتماعي.

   وقد دخل حزب <اودار> الذي يرئسه <كليتشكو> الى البرلمان في انتخابات عام 2013، وقد استطاع <كليتشكو> أن يوحد أحزاب المعارضة بدءاً من الحزب الوطني برئاسة <أوليغ تباغينيوك>.

   بالمقابل يختلف المشهد في شبه جزيرة القرم حيث يسيطر على الموقف رجال الأعمال، بدءاً من <بوريس فيلاتوف> (42 سنة) الذي هو الآن اليد اليمنى لحاكم شبه الجزيرة الجديد، وهو يستقل سيارة <مرسيدس> مصفحة، بدءاً من شوارع المدينة الصناعية <ونيبرو سيروفوسك> التي تقع على بعد 400 كيلومتر من العاصمة الأوكرانية <كييف>، ويحيي رجال الأعمال في شبه جزيرة القرم ذكرى الشاعر الأوكراني <تاراس شيفاشنكو> الذي كان يكتب قصائده باللغتين الروسية والأوكرانية.

   وكان مأمولاً في اجتماع لندن يوم الجمعة الماضي من وزير الخارجية الأميركي <جون كيري> ووزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> أن يتوصل الطرفان الى صيغة مشتركة حول أوكرانيا، لكن الاجتماع انتهى بدون أي.. اتفاق!