بدءاً من أمس الخميس 15 أيار (مايو) أعطت وزارة الخارجية المصرية الضوء الأخضر لتصويت المصريين في الخارج بين اسمين اثنين مرشحين للرئاسة يوم 26 أيار (مايو) الجاري، ومنهم مصريو لبنان الذين يقدرون بالآلاف، وقد تقاطروا بالأمس على السفارة المصرية في محلة بئر حسن لاختيار واحد من اسمين: المشير عبد الفتاح السيسي والمرشح الناصري حمدين صباحي، ويستمر الاقتراع المصري الخارجي لمدة أربعة أيام. وقال السفير علي العشيري مساعد وزير الخارجية إن عملية التصويت ستجري في 141 هيئة ديبلوماسية وقنصلية بعدما جرى إلغاء اللجان الانتخابية في سوريا وليبيا والصومال وأفريقيا الوسطى بسبب الاضطرابات الأمنية التي تعيشها هذه البلدان.
أما داخل مصر فالانتخابات الرئاسية ستجري يومي 26 و27 أيار (مايو) الجاري، ويتوزع الناخبون المصريون بين المشير السيسي وحمدين صباحي زعيم التيار الشعبي.
وتشير الاستطلاعات إلى تقدم اسم المشير السيسي على حمدين صباحي بأشواط، ولكن وجود منافس للسيسي من عيار حمدين صباحي يعطي المعركة الرئاسية طابعاً ديموقراطياً مميزاً على عكس لو كان هناك مرشح إجماع. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أنها لا تنحاز إلى أي مرشح بين الاثنين المتنافسين وأنها تتعامل وفقاً للقانون في مراقبة الدعاية وتمويل كل المرشحين، فيما واصل كل من السيسي وصباحي حملاتهما الدعائية وكان أسلوب السيسي في الدعاية مختصراً عملاً بمبدأ «البلاغة في الإيجاز» وجعل إعلانه الانتخابي بالعبارات الآتية: «إن العمل هو كل ما أملكه.. العمل هو كل ما أطلبه».
وأوضح السفير علي العشيري أن وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية والقنصلية انهت استعداداتها لتصويت المصريين المغتربين خلال الأيام المحددة من التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساء بتوقيت كل دولة، وأن مــــن حــــق كل مــــواطن مصري موجود في الخارج خلال فترة التصويت ومقيد في جداول الناخبين ويحمل أصل بطاقـــة الرقم القومي أو أصل جواز السفر الجديد، أن يتوجه إلى أقرب هيئة دبلوماسية أو قنصلية للإدلاء بصوته.
واعتبر السفير العشيري أن اختباراً قد جرى على أجهزة القارئ الآلي وآلية التواصل عبر «الإنترنت» مع لجنة الانتخابات الرئاسية من جانب كل البعثات الدبلوماسية والقنصلية وعددها 141 بعثة فضلاً عن أنه جرى توفير الدعم الفني لدى البعثات ذات الكثافة التصويتية العالية (دول الخليج العربي وبعض دول أوروبا).
وقد صدرت التعليمات إلى البعثات الدبلوماسية والقنصلية، كما قال السفير العشيري، بأن تعمل بكامل طاقاتها من الكوادر البشرية لتسهيل عملية التصويت وأن يقتصر العمل القنصلي خلال تلك الفترة على تقديم المساعدة القنصلية في الحالات الطارئة وفي إتاحة الفرصة أمام المصريين المقيمين في سوريا أن يدلوا بأصواتهم لدى السفارة المصرية في بيروت.
وفي إطلالة عالمية كان المشير السيسي ضيفاً على قناة «سكاي نيوز ـ عربية» بالتزامن مع حملات دعائية لمنافسه حمدين صباحي. وقال السيسي «إن جيش مصر يمتلك القوة العادلة لحماية الأمن القومي المصري والعربي وأن علاقة القاهرة مع طهران مقطوعة منذ أكثر من ثلاثين سنة وهي مرهونة بموقف إيران من الخليج.
ومما قاله المشير السيسي في «سكاي نيوز» أيضاً إن مصر لن تنسى مواقف السعودية والإمارات والكويت خلال ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 منوهاً بأن بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المساند لمصر، كان حاسماً وسيقف عنده التاريخ كثيراً.
وأكد المشير السيسي خلال جولته الانتخابية في عدة مدن مصرية أن أصدقاءه هم أصدقاء مصر وشعب مصر، وان في مقدمة هؤلاء الأصدقاء يأتي الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت الذين لن تنسى مصر وشعبها لهم موقفهم خلال ثورة 30 يونيو.
وعن علاقة بلاده بإيران قال السيسي إن مصر ليست في حالة صراع مع الشعب الإيراني، لكنه شدد على أن أمن السعودية والكويت والإمارات ومملكة البحرين وباقي دول الخليج جزء من الأمن القومي المصري، وأن إيران إذا تجنبت تهديد الأمن القومي العربي والبعد عن محاولة بسط النفوذ على منطقة الخليج فليس هناك مشكلة معها، وأوضح أنه يجب أن نعود ككتلة عربية واحدة وقوية تحمي محيطها العربي والقومي.
قطر وتركيا وأثيوبيا
وفي شــــرح علاقة مصر بكل من دولة قطر وتركيا وهما في الأوساط المصرية متهمتان بدعم «الإخوان المسلمين» قال: «مسألة قطر يجب أن تسأل عنها قطر وليس مصر، وقد بــــات مـــن المهــــم أن لا يبــــدأ الآخرون في الخلاف معنا، لأننا نحترمهم ولا نتدخل في شؤونهم، وأن من في تركيا عليهم إصلاح العلاقات مع مصر إن هم أرادوا ولسنا نحن من نبدأ».
وعن علاقة مصر بدول المنطقة والعالم وأثيوبيا التي تبني سداً مثيراً للقلق على منابع نهر النيل قال المشير السيسي: إن هناك شكلاً جديداً للتعاون بين مصر وروسيا وأميركا والدول المجاورة وإن لمصر علاقات متقادمة العهد مع روسيا، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح العالم ينظر إليها وكأنها في معركة منافسة مع أميركا، وإن مصر لا تريد الصراع مع أي دولة.
وأضاف:
«من الضروري أن تكون هناك ثقة بين مصر وأشقائها العرب والأفارقة وأن يفهموا أننا لا نسعى إلى مصالحنا على حساب مصالحهم».
وعن سد النهضة فوق النيل في أثيوبيا قال: إن مشكلة مصر مع أثيوبيا ليست في بناء سد النهضة لكن مشكلتها هي في حجم الخزان والزمن الذي سيتم خلاله ملء الخزان لتوليد الطاقة وكذلك ضمان وصول المياه إلى مصر بعد استخدامها في توليد الطاقة، ولا بد من وجود حل لأزمة سد النهضة في إطار حفاظ الجانبين على المصالح المشتركة لكل منهما دون التسبب في ضرر لأي منهما.
وعن حركة «حماس» الفلسطينية وعلاقتها بالإخوان المسلمين قال: لقد قامت حماس خلال الفترة الماضية بتشكيل رأي عام سياسي ضد نفسها مما تسبب في افتقارها التعاطف الحقيقي الذي كان لها عند المصريين. وأنصح حماس وغيرها أن يغيروا مواقفهم قبل أن يصل حجم التعاطف إلى أدنى مستوى عند المصريين.عن اتفاقية «كامب ديفيد» ووجود قوات مصرية في مناطق على أرض سيناء تتطلب تنسيقاً مع إسرائيل قال: إن ما نريده سنفعله وإن قواتنا موجودة، وإذا كان الأمر يتطلب أن نعدل الاتفاقية فلن تمانع إسرائيل لأنها تفهمت الآن أنها تتعامل مع دولة رئيس لديه قوة عادلة ورشيدة ومدافعة وليست قوة حمقاء.