لمـــى ســـلام: هدفنــــا مــــن هـــذا اللقــــاء فتــــح أبواب السراي أمام الشعب دون أي حواجز.
في السراي عند وسط بيروت كان اللقاء مع السيدة لمى سلام كريمة الطبيب الدكتور مالك بدر الدين وعقيلة رئيس الحكومة الحالي تمام سلام. بتحية دافئة وكلمات طيبة رحبت بنا السيدة الممشوقة القامة والمشرقة الابتسامة. في الإعلام لا نعرف عنها الا الشيء اليسير، ويبدو أنها ممن يفضّلن الفعل القليل على الكلام الكثير . التقاط الصور لا يندرج إطلاقاً ضمن هواياتها المفضلة، والعمل عندها أولوية، كذلك القراءة والسفر. بعفوية تميل الى التحفظ والاقتضاب في الأجوبة، تحدثت سلام الى «الأفكار» عن «موعد في السراي»، دعمها للمرأة، تدخلها بقرارات الـ«رئيس» سلام، أوقات الرومانسية وخيارات الأولاد. كما كان لها رأي حول «الكوتا» النسائية وحق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأولادها. ما كان هذا الرأي؟ وما كانت الأجوبة عن الأسئلة الأخرى؟ في هذا اللقاء كل التفاصيل ..
ــ سيدة سلام، لمَ أنت بعيدة عن الإعلام وإطلالتك فيه نادرة من حيث اللقاءات والحوارات؟
- ربما الظروف لم تصادف وليس الأمر مقصوداً على الإطلاق.
ــ لنتحدث عن «موعد في السراي»، كيف ولدت الفكرة وما أهدافها؟
- ولدت الفكرة بعد أن نال الرئيس تمام الثقة، فأحببت ولأنني امرأة عاملة في بعض الجمعيات وفي مدرسة «لويس فيغمان» أن نحقق شيئاً للناس. كنا في جلسة مع العائلة والأصحاب فانبثقت الفكرة وهي أن نتناول موضوعاً من المواضيع التي نهتم بها كل نهار أربعاء وفي كل مرة نتناوله بطريقة مختلفة. فكان الموعد الأول مع الايتام، من ثم مع الأولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في المجتمع بوجود اختصاصيين وأصحاب جمعيات عديدة، أعقبه لقاء تحت عنوان «تفعيل دور المرأة في المجتمع والتمكين الاقتصادي» واليوم (30 نيسان/ ابريل) جرى تكريم قدامى الممرضات وتعرفون أن الثاني عشر من هذا الشهر هو اليوم العالمي للممرضات.
وتزيد السيدة سلام:
- هدف هذا النشاط هو فتح أبواب السراي ورفع أي حواجز بينها وبين كل الشعب اللبناني من الشمال الى الجنوب. وفي الوقت عينه فإن اللقاء بين الأشخاص والحوار والتبادل حول أمور تهمهم جميعاً يجعلنا نساهم في اللحمة والعيش معاً. وقد لاحظت أنه في بعض المواضيع التي طرحت، يطلب المهتمون أن تتم متابعتها في ملحق وهذا ما قد أفكر فيه. أنا فرحة جداً باهتمام الناس ومتشوقة لأن أتابع لاحقاً أموراً حتى من بعد أن يترك تمام السراي وعندها يمكنني أن أطرح مواضيع أخرى مختلفة عما أقوم به الآن.
ــ ما كان رأي الرئيس تمام سلام بالفكرة ؟
- دعمها جداً وهو أصلاً يدعمني دائماً في كلّ أمر صغير أو كبير أقوم به.
ــ عرفنا أنه حتى كان يوصلك الى باب الجامعة وقاعة الامتحانات ..
- (تبتسم) هذا صحيح.. تمام يهتم جداً للمجتمع المدني ومواضيعه ولا تنسوا أنه كان في جمعيات عدة مثل المقاصد وغيرها. ومن ناحية أخرى، أنا سيدة وهو نصير كبير للمرأة ويشجع كل عمل فيه محاولة...
ــ هل تنقلون للوزراء المعنيين المشاكل التي تسلطون الضوء عليها لحلها؟
- قد لا يكون ذلك الدور المباشر لـ «لقاء في السراي» إلا أنه من خلاله تتبلور أفكار أو يجري عرض لحلول فتكون متداولة أكثر أو حتى يتم البناء عليها . وأعطيكم مثالاً حياً في هذا المجال، في اللقاء حول دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس كانت بين الحاضرين سيدة بنى زوجها مدرسة في ضيعة كبيرة وبعد اللقاء، ولشدة اقتناعها بما سمعته ، اتخذت قرارها بأن يكون في المدرسة دمج لذوي الاحتياجات الخاصة .
وتشرح قائلة:
- قد لا نصل الى حل، ولكن حسبنا أن نكون قد سلطنا الضوء، كرّمنا ورفعنا صوتنا أو لفتنا النظر .. اللقاء المقبل سيكون مع50 مسناً والهدف منه عدم تحويل الشخص المسن الى شخص عاجز، فنجتمع معهم حول حفلة شاي مع أغاني طرب. في الأربعاء الذي سيلي سيكون اللقاء تحت عنوان «بيئتي وطني» تحفيزاً منا لجعل بيئتنا على الصورة التي نتمناها ونختتم المواعيد مع شباب وصبايا موهوبين في الرسم والنحت، نؤمن لهم مكاناً لعرض لوحاتهم الفنية وهكذا نساعدهم على الاختلاط مع أصحاب صالات العرض .
ــ استهليت اللقاء بكلمة مرتجلة ومن دون ورق. لهذه الدرجة تريدين أن تكون كلماتك من القلب؟
- صحيح من قلبي أقوم بهذا الأمر وهو يتطلب جهداً إلا أن اهتمام الناس وفرحهم يحمسني للقاء الأسبوعي هذا بشوق أكبر .
ــ أنت من خلفية تربوية وقد دخلت حقلها منذ العام 1987حتى إنك عملت في المدرسة التي تعلمت فيها. أين تجدين الثغرة الأكبر في ما نعلمه اليوم؟
- نريد تربية مدنية. الطريقة التي تدرس بها في بعض الأحيان قاسية تجعل التلميذ ينفر ولا يستوعب لكن من الضروري إيجاد طريقة ما تشرّب فيها هذه المادة من أول السلم المدرسي حتى نهايته وذلك لخلق مواطن صالح يحترم الآخر بغض النظر عن اختلاف الآراء .
الرئيس سلام ودعم المرأة
ــ أشرت الى أن الرئيس سلام يدعم المرأة، الى أي مدى يستمع إليك أو يطلب رأيك في الأمور السياسية والقرارات الكبرى؟
- الأمور السياسية لا أتدخل فيها أبداً. أنقل اليه ما أسمعه من انتقادات وغيرها. اعتدنا في طريقة عيشنا على أن السياسة هي عالمه، وهو عالم خاص جداً ولا دور للزوجة في قرارات الدولة. لهذه ناسها وأربابها.
ــ وهو هل يستشيرك ؟
- للصراحة لا، لا يسأل.
ــ هل شجعت دخول النساء الى الحكومة أثناء انتظار تأليفها، وأي الأسماء طرحت مع علمنا أن الرئيس سلام عاتِب على المرأة اللبنانية التي عليها أن «تسهر على مصالحها وأن تناضل في سبيل انتزاع كامل حقوقها»..
- لا يمكنكم أن تعرفوا إلى أي مدى. قلت له إن حلمي هو أن تتشكل الحكومة مناصفة ما بين الرجال والنساء. لكن قرار الفرقاء يمسكه الذكور للأسف. يجب على السيدات أن يعملن أكثر وعلى الرجال أن يعوا أننا مؤهلات وفي المواقع الأمامية.
ــ لو فردت لك مروحة الوزارات أية حقيبة تختارين؟
- أختار وزارة التربية لأنها الأساس في كل شيء. فالتربية هي التي تبني أوطاناً وأجيالاً.
ــ هل أنت مع الكوتا النسائية؟
- بكل تأكيد وأشدد عليها.
ــ بعض النساء يرفضنها بحجة أنهن لا يردن منّة من الرجال..
- هذا خطأ، حتى إن مؤتمر بكين نص عليها، لنبدأ بها وبعد ذلك نسعى ونكمل الطريق.
ــ الرئيس سلام يجمع الجانبين الرومانسي والعملي. كيف يترجمهما في البيت؟
- تمام قلبه كبير جداً، واضح، وكريم النفس.. وهو صبور جداً. يفتح شهية من حوله على محبة الناس. لا يعرف الحقد أو الكراهية ويقدر الأشياء الجميلة. من ناحية الرومانسية، هو رومانسي جداً معي حتى الآن رغم انشغالاته.. أحياناً نظرة واحدة منه تقول لي الكثير .
ــ القرنفل موجود بشكل دائم في البيت؟
- في الحقيقة لا.. «هذه العادة ما عدنا درّجناها».
ــ أين أنت من التكنولوجيا، ومن مواقع التواصل الاجتماعي؟
- للأسف أنا بعيدة عن «فايسبوك وتويتر» وما الى ذلك، لكنني أتواصل عبر «البريد الإلكتروني» بشكل كبير .
أولاد المرأة والعقبة الفلسطينية
ــ بعض السياسين ومن أعلى الهرم يستخدمون المواقع الاجتماعية ويغردون عبر تويتر في بعض المواقف السياسية. هل أنت مع صيغة التواصل المباشر هذه علماً أن بعض المواقف السياسية تتطلب الشرح؟
- أنا لا أنتمي الى هذا العالم.. كما أنني لست أدري إذا ما كان هذا رأي السياسي نفسه أم هو رأي المحيطين به. بالإجمال، شخصياً لا أشجعها.
ــ ما رأيك بالمطالبة بحق منح الأم الجنسية اللبنانية لأولادها وبقانون العنف الأسري الذي أقرّ والذي كان مراداً به إقرار قانون العنف ضد المرأة تحديداً؟
- آمل أن تقوم جهود أكبر لحماية المرأة وليس ضمن قانون الأسرة بشكل عام. وفي حق منح المرأة الجنسية لأولادها، واذا كانت العقبة الفلسطينية هي سبب عدم إقراره حتى الآن، من المفروض إيجاد حل بديل أو موازٍ يأخذ بالاعتبار كل هذه الأمور من قبل اختصاصيين.
ــ هل تتوقعين عمراً طويلاً لحكومة الرئيس سلام؟
- إن شاء الله لا، لأنني أفكر بما هو أهم. والأهم لنا كلبنانيين هو أن يكون عندنا استقرار مع انتخاب رئيس جمهورية جديد لأننا إن لم نتوصل لا سمح الله الى انتخاب رئيس جديد للبلاد فستكون الفترة المقبلة صعبة وغير مريحة.
ــ وبعد انتخاب الرئيس يعود تمام بك الى الحكومة؟
- (مبتسمة) حينئذٍ أهلاً بمن سيكون رئيس الحكومة كائناً ما كان الاسم، والأسماء المؤهلة عديدة وفيها البركة.
ــ قلت إنكم بدأتم «موعد في السراي» مع الأطفال لأنكم تريدون البداية بالفرح. أين الفرح في حياتكم اليوم؟
- يعمّ الفرح عندما تجتمع العائلة والأحفاد . لهذه الجمعة العائلية أهمية قصوى لدينا.
تيتا لمى
ــ أخبرينا عن الأولاد، أين هم؟ ماذا يفعلون؟
- بيننا، تمام وأنا، خمسة أولاد ثلاثة منهم من زواج سابق لتمام (مع السيدة ريما دندشي) واثنان لي . صائب متزوج وله ولدان بينهما من يحمل اسم تمام ويعيش في دبي، تميمة متزوجة ولها ولدان أيضاً في دبي، أما ثريا صغيرتنا (32 عاماً) فهي تعيش في لندن وتعمل في محطة «سي ان ان». ابني مجيد 31 عاماً يعمل في دبي أيضاً في شركة مايكروسوفت، أما ابنتي غيدا فهي مصممة أثاث، واختصاصها الأبرز في تصميم الطاولات وهي متزوجة تعيش في بيروت وأم لولدين أشكل لهما الـ« تيتا».
ــ هل يفكرون بالعودة الى لبنان والاستقرار فيه ومتابعة الدرب السياسي للعائلة ؟
- من أصل خمسة أولاد ليس لدينا سوى غيدا قربنا في بيروت. هذه حسرة كما حال غالبية العائلات اللبنانية . لهذا نحن ننشد الاستقرار حتى يتشجعوا على العيش في لبنان ونجدهم أمامنا كلما كبرنا وتقدم بنا المشوار . أما متابعة المسيرة السياسية فتبقى خيارهم وحدهم .
ــ اذا اردت ترشيح سيدة لمنصب الرئاسة الأولى، من تقترحين؟
- حولنا الكثير من السيدات الكفوءات إلا أنني أعيد وأكرر بأن القرار ليس بيدنا.