سهير البابلي، أو <سكينة> في مسرحية <ريا وسكينة>، مع المطربة شادية أين هي الآن؟
بين أحفادها وحتى أبناء أحفادها، تقضي النجمة الكبيرة سهير البابلي وقتها مستمتعة بصحبتهم ورفقتهم والدفء الذي يبثونه في منزلها، فيحيطون بها بحب يغني عن ألف كاميرا ومليون <فلاش>، لتظل محتفظة بهدوء حياتها الاجتماعية والعائلية ومتابعة عن بعد ما يدور على ساحة الحياة إن كان فناً أو سياسة.. عن أخبارها والكثير دردشت في السطور المقبلة..
ــ ألم تفتقدي الفن؟
- أفتقد لقاء جمهوري، ولكن للأسف ما يعرض عليّ من أعمال لا يناسبني ولذلك أفضل غيابي عن الساحة على وجودي بأعمال لا تليق بي، فهذه مجازفة كبيرة بتاريخي الفني، وفي الحقيقة أحتاج لأن يُكتب لي عمل، خصيصاً لي فأنا عاشقة للأدوار الواقعية التي تجسد الحياة التي نعيشها الآن. وأثق تماماً بأن هناك جيلاً رائعاً من الكتاب الشباب ولكن السؤال أين هم؟
ــ ما سبب عدم عرض مسلسلك <قانون سوسكا> حتى الآن؟
- الحقيقة هناك جزء كبير من المسلسل لم يتم تصويره إلى الآن لذلك أتوق كثيراً لاستكماله وعرضه حتى أتعرف على ردود أفعال الجمهور وبالنسبة لدوري أنا سعيدة كثيراً به وأعدكم بأنه سيعجبكم والمسلسل من إخراج مازن الجبلي وإنتاج محيي زايد.
ــ اعتزلت التمثيل أثناء عرض مسرحية <عطية الإرهابية> عام 1995 ثم كانت عودتك مع مسلسل <قلب حبيبة> عام 2005، عشر سنوات ما بين الاعتزال والعودة. ماذا فعلت بك هذه السنوات؟
- هذه السنوات فعلت بي وأنا أيضاً فعلت بها.. كنت أشعر أنني كالطفلة الصغيرة التي أخذت إجازة طويلة، ولذلك استطيع أن أقول إنها أجمل سنوات عمري.. وضحك ولعب وجد وحب.. وكنت أسافرالى المملكة السعودية كثيراً، و(تضحك) ونصف سكان السعودية أصحابي.. الحمد للّه قمت بالحج مرتين وأديت العمرة أكثر من 6 مرات. والحقيقة هذه السنوات غيرت أخلاقياتي تماماً.. كنت عصبية جداً ومتعالية، أنا لم أصبح ملاكاً ولكن أخف كثيراً عن ذي قبل.
سهير الجديدة
ــ هل عودتك للفن في مسلسل <قلب حبيبة> كانت لحاجة مادية أم اشتياق لبريق النجومية؟
- أستطيع أن أقول إن عودتي للفن هي حاجتي لدخول الجنة. فهو عندي بمنزلة رسالة حياتية وأخلاقية، وعندما سألت المطربة ياسمين الخيام وزوج ابنتها قالا لي: كل ما هو منضبط ليس بحرام، وأيضاً الشيخ الشعراوي قال لي: فنك المحترم هو في حد ذاته دين محترم، أما بالنسبة للاحتياج المادي، فقد توقفت مشيرة الى صدرها وقالت: أعيش أنا وأسرتي في مستوى جيد كما تشاهدين وبالنسبة للنجومية أنا شبعت شهرة والذي شجعني على عودتي في مسلسل <قلب حبيبة> هو جودة النص والمنتج محيي زايد هو من أقنعني وللّه الحمد الجميع أشاد بالمسلسل والفن شيء عظيم جداً وهو أخلاق ونصيحة وعطاء.
ــ إذاً ما أسباب توقفك عن التمثيل كل هذه السنوات؟
- بصراحة كنت في حاجة إلى وقت للانسجام مع سهير الجديدة إلى جانب أن الأعمال التي كانت تعرض عليّ لم تناسب التغيير الذي طرأ على حياتي، فاستمراري في الفن كان له شروط من حيث الملبس والألفاظ، وللأسف أخطاؤنا كانت كثيرة وخاصة <الافيشات> التي كانت جارحة أحياناً.
ــ كيف تتذكرين مسلسلك الشهير <بكيزة وزغلول>؟
- مسلسل <بكيزة وزغلول> كان رائعاً، وقد نجح نجاحاً منقطع النظير، وإسعاد يونس ممثلة بدرجة امتياز وكاتبة ماهرة، كتبت المسلسل بحس فني عالٍ وأيضاً المخرج أحمد بدر الدين أبدع، ولذلك لم يأتِ مسلسل مثل <بكيزة وزغلول> مرة أخرى.
ــ شكّلت مع الفنانة العظيمة شادية ثنائياً ناجحاً في مسرحية <ريا وسكينة>.. كيف ترين هذه المسرحية الآن؟
- أشعر بسعادة غامرة عندما أشاهد هذه المسرحية وخاصة أغنية <ناسبنا الحكومة وبقينا قرايب> عندما كنا نقدمها، شادية وأنا، فقد كانت تلقى إعجاباً كبيراً من الجمهور الذي لم يكن يتوقف عن الضحك. وقد تشرفت بالعمل مع السيدة شادية في أولى تجاربها المسرحية وآخرها بالطبع، ولا استطيع أن أنسى المخرج الراحل حسين كمال ومدى سعادته بنجاح المسرحية.
ــ أشعر من خلال حديثك بافتقادك الكبير للمسرح وتصفيق الجمهور؟
- طبعـــاً أعشــق المسرح وأشتاق إليه كثيراً، ولكن افتقــــادي الحقيقــي ليــس لتصفيـــق الجمهـــور الـــذي مــا زلت أراه كل يوم عند مقابلة الناس مصادفة في الأماكن العامة، لكن افتقادي الحقيقي هو للمسرح، أين المسرح؟ ولماذا غيابه عن الساحة الفنية؟!
سر تراجع المسرح
ــ من وجهة نظرك، ما هي الأسباب التي أدت لتراجع المسرح بهذه الصورة التي نراه عليها الآن؟
- ليس هناك مسرح بالمعنى المتعارف عليه، ومن العوامل التي أدت لذلك تراجع النص، أين النصوص المسرحية الجيدة التي لا تخدش الحياء؟! وأيضاً لا بد من تكاتف الفنانين للدفاع عنه باستماتة لأنه قيمة كبيرة لا تعوض، وأريد أن أسأل لماذا لا أرى فنانين على المستوى الذي يليق بالمسرح المصري العريق؟ هذا حرام، كلنا قتلنا المسرح.
ــ سهير البابلي من فنانات الكوميديا القليلات، لماذا لم نجد خليفة لك في مجال الكوميديا؟
- بالتأكيد هناك نجمات كثيرات متميزات ولكن لم تتوافر لهن الفرصة للظهور، وأكثر ما ساعدني على تميّزي ونجاحي عشقي لفني وأمانتي في تأدية عملي، فكلنا كن صادقات في أعمالنا ولذلك تميزنا مثلما حدث مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم والجميلة سعاد حسني وكذلك النجوم الرجال أمثال عبد الحليم حافظ وعادل إمام وسعيد صالح، فجميعهم حالة فنية فريدة ولذلك عادل إمام مازال متربعاً على عرش النجومية.
ــ من أكثر كوميديان ينجح في إضحاك سهير البابلي؟
- أستاذنا الكبير فؤاد المهندس، كنت أحبه وأحترمه جداً وأيضاً عادل إمام.
ــ من كان منافساً قوياً لسهير البابلي على المسرح؟
- كل شخصية قدمتها كانت تنافسني لتخرج أفضل ما لديها، وقد كنت في تحدٍ دائم مع نفسي في كل عمل أقدمه، ومن يعرفني جيداً يعرف أنني شخصية عنيدة لا تستسلم لأي صعاب.
ــ كيف ترين السينما الآن؟
- ما يحدث للسينما شيء مؤسف، ليس من المعقول ما نشاهده بين الحين والآخر! أنا حزينة على السينما جداً، وفي الوقت نفسه، أحب الفنانين الشباب لأنهم موهوبون ولكنهـم يحتاجون لأعمال جيدة تظهر إمكانياتهم الحقيقية، ولذلك أقول لهم: <أنتم غلابة ومظلومون مع الكتابة>.
ــ من يعجبك من الفنانين الآن؟
- أحب أحمد حلمي كثيراً فهو كوميديان راقٍ، وأحمد السقا ممثل جميل، ومي عز الدين فنانة شاملة، ومنى زكي مخلصة في تمثيلها، وياسمين عبد العزيز خفيفة الظل، وأحترم فن أشرف عبد الباقي.. وأشعر أنهم جميعاً يحبون عملهم.
ــ من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
- جميعهم أصدقائي ولكن هناك مستويات من الصداقة وللأسف مشاغل الحياة أخذتنا بعيداً.
ــ الوسط الفني يناديك <سوسكا>، فما قصة هذا الاسم؟
- أنا أحب اسم <سوسكا> جداً لأن عبد الحليم حافظ هو من أطلقه عليّ عندما عاد من لندن وبعد ذلك انتشر في الوسط.
ــ ماذا يسعدك اليوم؟
- سعادتي الحقيقية وفرحتي بالتفافي حول العائلة الصغيرة ابنتي وأحفادي، وفي المناسبة أنا لم أستمد من ابنتي نيفين بهجتي فقط، ولكن الثقة بالنفس لأن نيفين سيدة راقية جداً ومثقفة وأضحك من كل قلبي عندما تقوم بتقليدي.